استغلال الوقت وحفظه من الضياع للشيخ الفوزان حفظه الله

om_hammam

:: عضو مُشارك ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
222
نقاط التفاعل
0
النقاط
6
فضيلة الشيخ ونحن في هذه الإجازة نود منكم نصيحة حول استغلال الوقت وحفظه من الضياع فكثير من الناس - والله المستعان - لا يجيد استغلال وقته فيما يعود عليه بالنفع والفائدة . وفقكم الله وسددَّ خطاكم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فالفراغ نعمة من الله تعالى على عباده، لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ)) .
والفراغ لا يبقى فراغاً أبداً ، بل لابد له أن يُملأ بخير أو بشر، ومن لم يُشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل، وقد تنقلب نعمة الفراغ نقمة على صاحبها إذا لم يحسن الاستفادة من فراغه ، ويشتد خطر الفراغ إذا اجتمع معه شباب يتميز بقوة الغريزة، وجِدَةٌ : وهي القدرة المالية التي تمكن الإنسان من تحصيل ما يشتهي .
إن الوقت - وهو الزمن الذي يعيشه الإنسان - نعمة عظيمة ومنحة كبرى . ذكرها الله تعالى في مواضع من كتابه ، ممتناً بها على عباده ، ليستفيدوا منها، قال تعالى : ((وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)) (الفرقان:62).
أي : جعل الليل يخلف النهار ، والنهار يخلف الليل ، توقيتاً لعبادة عباده له ، فمن فاته عمل في الليل استدركه في النهار ، ومن فاته عمل في النهار استدركه في الليل.
وقد تقدم حديث ابن عباس رضي الله عنهما : ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ )) وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً : ((اغتنم خمساً قبل خمس – ومنها- فراغك قبل شغلك)) .
إن هذه النصوص تدل بوضوح على عظم هذه النعمة – نعمة الزمن وهو الليل والنهار ، ساعات العمر ولحظاته التي يعيشها الإنسان مدة حياته .ولكن هذه النعمة لا يدرك قدرها ويستفيد منها إلا الموفقون من عباد الله الصالحين، الذين يعرفون قيمة العمر وثمن الحياة ، فالمستفيد من نعمة الزمن هم القلة من خلق الله . وأكثر الناس مغبونون، تراهم يقتلون الأوقات، وينفقونها فيما لا نفع فيه ، أو ما فيه ضرر في العاجل أو الآجل .
والمراد بالفراغ : خلو الإنسان من المشاغل والمعوقات الدنيوية المانعة من الاشتغال بالأمور الأخروية ، فذلك نعمة جُلّى ولا يدخل في ذلك السعي في طلب الرزق ما دام ذلك لا يعطل عن القيام بحق الله عز وجل.
والأصل في الغبن أن يكون في البيع والشراء والتجارة . وفي هذا الحديث – كما يقول العلامة المناوي – شَبَّهَ المكلف بالتاجر، والصحة والفراغ برأس المال ؛ لكونهما من أسباب الأرباح ؛ ومقدمات النجاح . فمن عامل الله بامتثال أوامره ربح ؛ ومن عامل الشيطان باتباعه ضيع رأس ماله
وقال ابن بطال : ( معنى الحديث أن المرء لا يكون فارغاً حتى يكون مكفياً صحيح البدن، فمن حصل له ذلك فليحرص على أن لا يغبن بأن يترك شكر الله على ما أنعم به عليه ، ومن شكره امتثال أوامره واجتناب نواهيه ، فمن فرط في ذلك فهو المغبون ).
إن شكر نعمة الزمن أن يستفيد الإنسان من عمره ، ويحذر من إضاعته في المجالس الخاوية ، مجالس القيل والقال ومجالس اللهو والطرب ، ويحذر أن يكون أمره فرطاً لا في أمر دينه ، ولا في أمر دنياه ، فتنقضي أيامه ولياليه في سهو وغفلة ، وتنقلب نعمة الفراغ نقمة يشقى بها صاحبها رجلاً كان أو امرأة .
فعلى كل مسلم أن يكسب الوقت ، ويستفيد من العمل الصالح، والعمل القاصر والمتعدي ، ويحرص على طلب العلم الذي توفرت سبله، وتهيأت وسائله بفضل الله تعالى وعليه أن يحذر مما وقع فيه كثير من الشباب من إضاعة أوقاتهم في مجالس الأرصفة الليلية ، أو ميادين الكرة أو المستراحات، فالوقت هو الحياة فمن عرف حق الوقت فقد أدرك قيمة الحياة.
لا يمكن للإنسان أن يعرف قيمة الوقت وأن يستفيد منه إلا إذا أحس بقيمته وعرف قدر أنفاسه في هذه الحياة، وأدرك أهمية الاستفادة منه . وحافظ عليه كما يحافظ على ماله أو أشد ، واستشعار قيمة الوقت يجعل الإنسان يبتكر أشياء للاستفادة من الوقت قد لا يهتدي إليها غيره ، ولن يستفيد من هذه الإجازة من لم يعرف قيمة الوقت وأهمية الزمن أولاً ، ولن يستفيد من الإجازة من لم ينظم وقته ثانياً .
وقد كان السلف الصالح من هذه الأمة أحرص ما يكونون على أوقاتهم ، لأنهم أعرف الناس بقيمتها. ولذا كانوا يحرصون على ألا يمر يوم أو بعض يوم أو برهة من الزمن وإن قصرت دون أن يتزودوا منها بعلم نافع أو عمل صالح.
يقول ابن مسعود رضي الله عنه : (ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ، ولم يزد فيه عملي).
وعن حماد بن سلمة قال : ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعاً ؛ إن كان في ساعة صلاة ، وجدناه مصلياً ؛ وإن لم تكن ساعة صلاة ، وجدناه إما متوضئاً أو عائداً مريضاً ، أو مشيعاً لجنازة ، أو قاعداً في المسجد ؛ قال : فكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله عز وجل .
وعن سعيد الحريري قال : كانوا يجعلون أول نهارهم لقضاء حوائجهم ، وإصلاح معايشهم ، وآخر النهار : لعبادة ربهم ، وصلاتهم.
وعن الأوزاعي قال: ليس ساعة من ساعات الدنيا ، إلا وهي معروضة على العبد يوم القيامة، يوماً فيوماً ، وساعة فساعة ؛ ولا تمر به ساعة لم يذكر الله فيها إلا تقطعت نفسه عليها حسرات، فكيف إذا مرت به ساعة مع ساعة، ويوم مع يوم، وليلة مع ليلة .

نفعني الله و اياكم و بارك لنا المولى عز و جل في وقتنا
امين
 
شكرااا
بارك الله فيك على الموضوع
 
شكراااا
بارك الله فيك على الموضوع
 
و فيكم بارك الرحمن
نفعني الله و اياكم
 
بارك الله فيك اختي على الموضوع المهم وجعله الله في ميزان حسناتك ونصرا لأهمية الموضوع اردت ان اضيف اليه هاته الاسطر


أهمية الوقت في حياة المسلم للشيخ عبد الرزاق البدر – حفظه الله -


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليما كثيرا .

أما بعد :

يا أيها الاخوة فأولا أحييكم جميعا بتحية الإسلام فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته وأسأل الله جل وعلا أن ينفعني وإياكم بهذا اللقاء وأن يجعله لقاء خير وبركة , وفي بداية هذا اللقاء الذي هو عن أهمية الوقت في حياة المسلم أدعو بالدعاء الثابت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول (( اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر)) فهذا الدعاء أيها الاخوة دعاء عظيم جامع للخير وشامل لأبوابه خير الدنيا والآخرة في الحياة وفي الممات وهذا الدعاء العظيم يدل دلالة ظاهرة على شدة العبد في هذه الحياة وفي كل وقت إلى عون الله تبارك وتعالى له وتوفيقه وتسديده , صلاح دينك وصلاح دنياك وصلاح آخرتك كل ذلك إنما يتحقق, ويكون إذا أصلحه الله لك وأعانك على صلاحه ووفقك لفلاحك وسعادتك في الدنيا والآخرة بدون ذلك لا تصلح دنياك ولا يصلح دينك ولا تصلح آخرتك ولهذا العبد بحاجة ماسة إلى إصلاح الله تبارك وتعالى له في دينه ودنياه وآخرته ولهذا كان هذا الدعاء محيطا جامعا شاملا للخير بأبوابه كلها وسبله جميعها (( أصلح لنا ديننا , أصلح لنا دنيانا , أصلح لنا آخرتنا )) هكذا كان يدعو النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وعندما يدعو المسلم بهذا الدعاء العظيم لابد من العمل والأخذ بالأسباب كما قال صلى الله عليه وسلم ((احرص على ما ينفعك واستعن بالله)) فالدعاء استعانة ,استعانة ولجوء إلى الله سبحانه وتعالى ولابد معه من فعل الأسباب , لابد للعبد أن يفعل الأسباب الشرعية التي بها صلاح دينه وصلاح دنياه وصلاح آخرته على ما هو مبين في كتاب الله تبارك وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم

حديثنا أيها الإخوة عن الوقت وأهميته وهذا الدعاء الذي بدأت به هو مناسب غاية المناسبة لموضوع حديثنا هذه الليلة لأن صلاح وقتنا وما يترتب على صلاحه من نتائج عظيمة وثمار يانعة في الدنيا والآخرة لابد فيه من عون الله , عون الله تبارك وتعالى وتسديده


للعبد , فإذا أعانك الله عز وجل وهيئ لك أسباب صلاح وقتك وسلامته وحفظه ووقايته من الشرور تحقق لك الأمر تحقق لك صلاح وقتك و استفادتك منه وأما إذا خذل الله تبارك وتعالى العبد ووكله إلى نفسه فإن وقته يضيع سد وأيامه تعبث وتذهب هبا لا يستفيد منها ولا ينتفع بها ويقدم على الله تبارك وتعالى يوم القيامة وقد ضاعت حياته, ضاعت دنياه فيما لا يقربه من الله تبارك وتعالى ولهذا أيها الاخوة من أهم الأسس العظيمة في هذا الباب الذي هو صلاح الوقت والاستفادة منه اللجوء إلى الله عز وجل في كل وقت وحين يلجأ المسلم إلى ربه تبارك وتعالى أن يصلح له وقته وأن يعمر له وقته بالخير وأن وأن يجنبه أسباب ضياع الوقت وذهابه سد بغير فائدة أو ذهابه بما يعود على العبد بالمضرة في دينه ودنياه وآخرته ,لابد للعبد أن يعلق قلبه بالله جل وعلا في كل شيء حتى يسعد في الدنيا والآخرة يلجأ إلى الله ولهذا كثرت الأدعية النبوية التي فيها اللجوء إلى الله جل وعلا في صلاح الأمر وسداد القول وتمام العمل والبعد عن الزلل ...إلى غير ذلك بأدعية كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأسأل الله جل وعلا أن يصلح لي ولكم وقتنا وأن يهدينا جميعا سواء السبيل وأن يجنبنا مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن ,
أيها الاخوة أهمية الوقت في حياة المسلم ,الوقت كنز ثمين كنز ثمين في هذه الحياة هو أثمن كنز وأغلا كنز ,كنز يأتي ولا يعود كنز يحافظ عليه العقلاء من الناس والفطناء من بني آدم ويعتنون به غابة العناية ويعدّونه أثمن شيء ينبغي أن يعتنى به ويحافظ عليه , يعدّونه أثمن من المال ومن البيت ومن الطعام ومن الشراب ومن سائر الأمور يقول أحد السلف يصف الصحابة يقول _ أدركت قوما هم أحرص على وقتهم منكم على دنانيركم _ كانوا حرصين على الوقت غاية الحرص معتنين به غاية العناية مهتمين به تمام الاهتمام لعظم شأن الوقت في نفوسهم وعظم مكانته في قلوبهم ولإدراكهم لأهميته وعظم شأنه وعندما نتأمل أيها الاخوة كتاب الله جل وعلا وسنة النبي صلى الله عليه وسلم نجد فيهما من الأدلة الشيء الكثير الأدلة الدالة على عظم شأن الوقت وأهمية المحافظة عليه والعناية به وأنه من أهم الأمور التي ينبغي على المسلم أن يعنى بها وأن يحافظ عليها تمام المحافظة وأعرض عليكم فيما يلي جملة من النصوص من كتاب الله تبارك وتعالى وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم فيها التنبيه على أهمية الوقت وأهمية العناية به وأسأل الله جل وعلا أن ينفعني وإياكم بها ,
من هذه النصوص أن الله تبارك وتعالى في آيات كثيرة في القرآن الكريم أقسم بأجزاء من الوقت كالعصر والضحى والفجر والليل والنهار ونحو ذلك كقوله جل وعلا ((والفجر وليال عشر)) وقوله تعالى(( والليل إذا يغشى , والنهار إذا تجلى)) وكقول تعالى (( والشمس وضحاها, والقمر إذا تلاها , والنهار إذا جلاها, والليل إذا يغشاها)) وكقوله تعالى(( والضحى)) وكقوله تعالى (( والعصر)) ونحوها من الآيات في القرآن الكريم وهذا الاقسام من الله تبارك وتعالى في هذه الأجزاء من الوقت دليل على أهمية الوقت وعظم شأنه لأن الله عز وجل عندما يقسم بشيء من مخلوقاته فإن في ذلك دلالة على عظم المقسم به وجلالة شأنه ورفعت قدره فإقسام الله تبارك وتعالى بهذه الأجزاء من الوقت ( الفجر, الليل,العصر, الضحى ...ونحو ذلك) دليل على عظم شأن الوقت عند الله جل وعلا وفيها دلالة على أهمية العناية به لأن الله جل وعلا أقسم به لأنه محل الأعمال ومكان الطاعات والتقرب إلى الله جل وعلا بسائر أنواع العبادات الذين يتقربون إلى الله تبارك وتعالى ويطيعونه ويمتثلون أمره ويقومون بما أمرهم الله تبارك وتعالى به يقومون بذلك في أوقات إما الفجر أوالضحى أو العصر أو الليل أو النهار في أوقات يقومون بها فالأوقات شأنها عظيم ,الأوقات شأنها عظيم وأمرها خطير وهي تذهب ولا تعود كل وقت ذهب من عمرك لا يعود إليك وهو مكان للعمل مكان لطاعة الله تبارك وتعالى والتقرب إليه بما يرضيه وبما يحبه سبحانه وتعالى الأوقات مكان للأعمال والموفقون من عباد الله يستعملون هذه الأوقات في طاعة الله وفيما يقرب إلى الله جل وعلا أما المفرطون المضيعون فإن هذه الأوقات الثمينة والساعات المحدودة تمضي عليهم من عمرهم وتذهب عليهم في حياتهم دون أن يستفيدوا منها نماء في الإيمان وصلاحا في الأعمال وتزودا في العلوم النافعة وحفظا لها في طاعة الله تبارك وتعالى والتقرب إليه الشاهد أيها الاخوة أن إقسام الله تبارك وتعالى بهذه الأجزاء من الوقت دليل على عظم شأن الوقت وأهمية العناية به ومن النصوص الدالة على أهمية الوقت وعظم شأنه أن الله تبارك وتعالى في غير ,في غير آية من القرآن الكريم عدّ الوقت وأجزاءه في جملة نعمه العظيمة التي أنعم بها تبارك وتعالى على عباده ليستعملوها في طاعته جل وعلا وما يقرب إليه ومن ذلك على سبيل المثال ما جاء في سورة النحل التي يسميها بعض أهل العلم سورة النعم لكثرة ما عد الله تبارك وتعالى فيها من نعمه على عباده في هذه السورة العظيمة يقول تبارك وتعالى في جملة ما عده وذكره من نعمه على عباده يقول (( وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون )) ((سخر لكم الليل والنهار )) أي سخر لكم هذا الوقت ليل يأتي ويعقبه نهار ثم يعقب النهار ليل وهكذا ليل ونهار وقت يمضي وساعات تمضي سخرها الله تبارك وتعالى لك ولك منها أي الليالي والنهار , الليالي والأيام لك منها وقت محدد وأمد معدود لا تستقدم عنه ساعة ولا تستأخر إن قضى الله تبارك وتعالى موتك بليل مت قبل أن يأتي الصباح وإن قضى تبارك وتعالى موتك بنهار مت قبل أن يأتي الليل فلك في الليل والنهار هذه النعمة العظيمة لك فيها ساعات محدودة وأيام معدودة ستمضي وإذا مضت وانتهت أيامك وساعاتك فانتهي أنت بانتهاء وقتك ولهذا قال بعض السلف _ يا ابن آدم إنما أنت أيام معدودة _ يا ابن آدم إنما أنت أيام معدودة فانتهي بانتهاء أيامك _ الله جل وعلا سخر لك الليل والنهار سخر لك الليل والنهار سخر لك هذه الأوقات هيأها لك أوجدك فيها , خلقك بعد أن لم تكن شيء مذكورا وأوجدك في هذه الأوقات ولك منها لك منها وقت محدد لأن أقوام قبلنا وأمم وأمم مضت قبلنا أخذوا نصيبهم من الليالي و الأيام ,أخذوا نصيبهم من الليالي والأيام سخر لهم تبارك وتعالى ليلهم ونهارهم الذي أمضوه منهم من أمضاه مطيعا لله عابد له ممتثلا أمره إلى أن انقضى وقته وحضر أجله ومنهم من أمضى لياليه وأيامه في فيما يغضب الله تبارك وتعالى وهو يقدم إلى ربه بما قدم في هذه الحياة بما قدم في أيامه ولياليه , الله جل وعلا يمتن على عباده بأنه سخر لهم الليل والنهار , سخر لك لياليك وأيامك التي هي لك في هذه الحياة , التي هي نصيبك في هذه الحياة وستنقضي ,ستنقضي(( ولكل أجل كتاب)) فإذا جاء أجل الإنسان انتهت أيامه ولياليه ولو كان أجله كما قدمت ينتهي بنهار لا يدرك الليل وإذا كان أجله ينتهي بليل لا يدرك لا يدرك النهار فهذه نعمة نعمة عظيمة سخرها الله تبارك وتعالى الليل النهار الضحى الفجر العصر هذه نعمة نعم سخرها الله تبارك وتعالى لك هيأها لك أوجدك فيها وأمرك باستعمالها في طاعته تبارك وتعالى وفيما يقرب إليه سبحانه وتعالى ولهذا ختم هذه الآية الكريمة بقوله ((إنّ في ذلك لآيات لقوم يعقلون)) من يستعمل عقله ويستخدم فكره ويتأمل في الليل والنهار والشمس والقمر وتعاقب هذه الأوقات لوجد فيها أعظم عبرة ولوجد فيها أكبر زاجر له عن التمادي في الخطأ والاستمرار في الباطل (( إنّ في ذلك لآيات)) يقول الله تبارك وتعالى (( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات و الأرض , ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ))
هذا شأن شأن أولي الألباب يتفكرون في خلق السماوات والأرض ويتفكرون في اختلاف الليل والنهار , واختلاف الليل والنهار أي تعاقبهما يأتي ليل فيخلفه نهار ثم يأتي النهار فيخلفه الليل والله جل وعلا جعل اختلاف الليل والنهار للناس تذكرة ,جعلها للناس تذكرة وعبرة وعظة يستفيدون منها , لو كان الوقت كله نهار أو كان الوقت كله ليل ربما لا تنتظم الأمور ولا يجد الإنسان مذّكر وربما يمل ويزجر ويتوانى ويكسل لكن حكمة الله تبارك وتعالى بالغة في اختلاف الليل والنهار .
نشاط يتجدد وحيوية تتجدد مع الإنسان بتعاقب الليل والنهار وتجدد الأوقات فاختلاف الليل والنهار فيه ذكرى وعبرة وعبرة لأولي الألباب كما قال الله تبارك وتعالى في آية أخرى (( وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة)) لأي شيء (( خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا )) خلفة أي ليل يأتي و يخلفه نهار ونهار يأتي ويخلفه ليل فجعله الله تبارك وتعالى على هذا النسق خلفة ,ليل يأتي فيخلفه نهار ونهار يأتي فيخلفه ليل لأي شيء ؟ لمن أراد أن يذّكر , لمن أرد أن يذّكر جعله الله تبارك وتعالى على هذا النسق لنتذكر في لنتذكر عظمة الله جل وعلا عظمة الخالق , كمال اقتداره سبحانه وتعالى هو جل وعلا قادر على أن يجعل(( النهار سرمدا
إلى يوم القيامة)) وقادر على أن يجعل(( الليل سرمدا إلى يوم القيامة)) ولو جعل جل وعلا(( الليل سرمدا إلى يوم القيامة)) لما استطاع أحد أن يأتي بقيام يقضي فيه الناس معاشهم ولو جعل تبارك وتعالى(( النهار سرمدا إلى يوم القيامة)) لما استطاع أحد أن يأتيهم بليل يسكنون فيه فأنعم عليهم الله جل وعلى وتفضل فجعل الليل والنهار خلفة يأتي ليل ويخلفه نهار ويأتي نهار ويخلفه ليل وهكذا تتعاقب الأيام وهكذا تمضي لأي شيء ؟لمن أراد أن يذّكر هذا مجال خصب للذكرى ليتذكر الغافل فليل مضى ونهار أتى ونهار مضى وليل أقبل وهكذا يمضي الإنسان في هذا الوقت المتعاقب والأيام والليالي المتتابعة ليتذكر ربه سبحانه وتعالى العظيم القدير الحكيم الكبير ويتذكر أيضا ما أمره تبارك وتعالى بتذكره من قيام بطاعة الله وامتثال لأوامر الله وبعد عن معاصي الله تبارك وتعالى (( لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكورا)) أي شكرا لله سبحانه وتعالى على هذه النعمة العظيمة والمنّة الجسيمة التي هي جعل الليل والنهار خلفة (( أو أراد شكورا)) وتأملوا أيها الاخوة فيما بعد وعلى سعة من الوقت الآيات التي أعقبت هذه الآية الكريمة إلى تمام سورة الفرقان بدأ من قوله تعالى (( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )) فذكر تبارك وتعالى صفات عباد الرحمن الذين يتذكرون على تعاقب الليالي والأيام واختلاف الليل والنهار يتذكرون فيجدون في طاعة الله ويعملون فيما يقرب إلى الله ويبتعدون عن كل ما نهى تبارك وتعالى عنه ومن النصوص التي جاءت في القرآن الكريم مبينة لأهمية الوقت وعظم شأنه ما ذكره تبارك وتعالى في بعض الآيات من حال من ضيعوا أوقاتهم في هذه الحياة حال من ضيعوا أوقاتهم في هذه الحياة في الكفر والعصيان والضلال والطغيان والبعد عن طاعة الرحمن تبارك وتعالى فشأن هؤلاء أنهم يندمون ندامة كبرى ويأسفون أسفا عظيما في مقامات عديدة على وقت أضاعوه وأيام فرطوا فيها وأهملوها يندمون ندامة كبرى ويسألون ربهم تبارك وتعالى أن يعطيهم وقتا جديدا وحياة أخرى ليعملوا فيها عملا صالحا غير الذي كانوا يعملونه في هذه الحياة وهيهات هيهات أن يتحقق لهم ذلك, من انقضى وقته وضيعه وفرط فيه فإنه لا يعود ولا يعاد لهذه الحياة ليعمل مرة أخرى بطاعة الله تبارك وتعالى ولهذا في مقامات عديدة يندم ندامة شديدة من ضيعوا أوقاتهم في هذه الحياة في غير طاعة الله جل وعلا وقد نبه تبارك وتعالى إلى ذلك وحذر عباده من ذلك في آيات من القرآن الكريم منها قوله تبارك وتعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون وأنفقوا مما رزقناكم )) (( وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربي لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين)) عند الموت مضيع وقته يسأل ربه تبارك وتعالى أن يأخره إلى أجل قريب يعني مدة من الوقت محدودة إلى أجل قريب ليعمل فيها صالحا غير الذي كان يعمله ليطيع فيها ربه تبارك وتعالى (( إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين)) يعني أكن في هذا الوقت الذي تأخرني فيه من المتصدقين من الصالحين من المطيعين من الممتثلين لأمرك (( لولا أخرتني إلى أجل قريب)) يطلب تمديد في الوقت(( إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين)) فما الجواب(( ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون)) من جاء أجله وانتهى وقته لو طلب أن يمدد له من وقته دقيقة لا يمدد له ومن لطائف ما يذكر في هذا المقام أن الحسن البصري رحمه الله كانوا مرة في دفن جنازة وكان إلى جنبه صاحب له فقال الحسن لصاحبه بعد الدفن ( لو كنت مكان هذا الرجل المدفون ماذا تتمنى ) قال (أتمنى أن يعيدني الله تبارك وتعالى إلى الدنيا مرة ثانية لأعمل صالحا غير الذي كنت أعمله ) فقال له الحسن ( وأنت الآن فيما تتمناه فاعمل) ( وأنت الآن فيما تتمناه فاعمل) يعني أنت الآن عندك فسحة من الوقت عندك مجل للعمل أما إذا قبضت روح الإنسان وخرجت منه فإنه يتمنى ويسأل ربه تبارك وتعالى أن يعيده إلى الحياة وأن يعطيه جزءا من الوقت ليعمل فيه فلا يستجاب له ولا يقبل منه ويوم القيامة يوم القيامة عندما يدخل أهل النار النار حمانا الله وإياكم منها ووقانا ووقاكم منها عندما يدخل أهل النار النار يصطرخون في النار ويصيحون فيها ويسألون الله تبارك وتعالى أن يعيدهم إلى الدنيا ليعملوا فيها الصالحات وليقوموا بها و ليقوموا فيها بطاعة الله تبارك وتعالى فلا يستجاب لهم قال الله تعالى (( والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنّا نعمل)) هكذا يقولون في النار (( ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنّا نعمل)) يعني أعطنا وقتا يا الله أعطنا وقتا جديدا أعدنا إلى الدنيا مرة ثانية لنعمل صالحا غير الذي كنا نعمله في الدنيا من الكفر والطغيان والضلال والعصيان نعمل صالحا غير الذي كنّا نعمل فماذا يكون الجواب يقول الله تعالى ((أولم نعمركم)) يعني في الدنيا (( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للضالمين من نصير)) فهذا شأنهم في النار يصطرخون فيها على ضياع الأوقات في هذه الحياة ونحن ولله الحمد لازلنا في ميدان العمل وفي دار العمل في الحياة الدنيا أبواب الطاعة مفتوحة وسبل الخير مشرعة ومنارات الهدى ظاهرة بقي العمل وترك الدعة والكسل والإقبال على الله تبارك وتعالى بجد ونشاط من النصوص التي جاءت في السنة مبينة لأهمية الوقت وأنه نعمت عظيمة تضيع عند أكثر الناس سد قوله_صلى الله عليه وسلم_ كما في صحيح البخاري ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )) (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس )) كثير من الناس هذا شأنهم مع الصحة والفراغ شأنهم مع الصحة والفراغ أنهم يغبنون فيهما لأنهم يخسرونهما غاية الخسارة ولا يربحون فيهما صالح أعمال (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)) كثير من الناس يمده الله تبارك وتعالى بالصحة ولاسيما الشباب الشاب في صحة جيدة وعافية ونشاط لكن كثيرا من الشباب تذهب هذه الصحة وهذه العافية وهذا النشاط في اللهو واللعب حتى إن بعضهم ليطلب من بعض أن يجلسوا لقتل الوقت وإضاعته بصريح العبارة ينادي بعضهم بعضا هيا نقتل الوقت ,أين أنت ذاهب قال نضيع الوقت هكذا يقولون نضيع الوقت نقتل الوقت عبارات درجت على ألسنة على ألسنة كثيرة وهي دالة على الغبن الواضح والخسارة الواضحة التي يعيشها هؤلاء الشباب مع الوقت قتل للأوقات وإهدار للأعمار وإضاعة للأزمنة في غير طائل بل في أحايين كثيرة إضاعة لها في فيما هو مضر للعبد غاية الضرر في دينه ودنياه وقت المسلم عزيز وغال فلا يقتله .
هل يقتل الإنسان العزيز لديه هل يضيع الإنسان الغالي عنده حاشا وكلى ولهذا لم يدرك هؤلاء أهمية الوقت لم يدركوا مكانته لم يعرفوا قدره وشأنه ولهذا قتلوه بغير سكين وأضاعوه أضاعوه غاية الإضاعة وأهملوه غاية الإهمال وتواصوا بينهم في إضاعته وقتله هيا بنا نقتل الوقت هيا بنا نضيع الوقت أهكذا يكون المسلم العاقل أهكذا يكون المسلم الفطن الذي يعرف أنه قادم على الله تبارك وتعالى وأن ربه جل وعلا سائله أهكذا يقتل أوقاته في هذه الحياة ويضيعها سدا ثم ثم ماذا إذا وقف بين يدي الله تبارك وتعالى سأله الله جل وعلا عن وقته كل وقتك يسألك الله يسألك الله تبارك وتعالى عنه وقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به)) هذه أربعة أسئلة توجه إلى كل واحد منا يوم القيامة ولا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن هذه الأربع وبدأ بالعمر عمره فيما أفناه , وهذا سؤال عن الوقت السؤال الأول والثاني في هذا الحديث عن الوقت ((عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه)) ومع أن الشباب داخل في العمر وهو جزء منه إلا أنه يخص يوم القيامة بالسؤال الشباب مع أنه داخل في العمر إلا أنه يوم القيامة يخص بالسؤال عنه يسأل الإنسان يوم القيامة عن عمره كاملا فيما أفناه ويسأل عن شبابه مع أنه جزء من عمره يسأل عن شبابه فيما أبلاه لماذا؟ قال أهل العلم ( لأن الشباب قوة بين ضعفين ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة) الشباب مكان القوة والنشاط والهمة العالية والعزيمة المتوقدة فكيف يضيعها الإنسان والله جل وعلا يسأل يسأل الإنسان يوم القيامة عن الشباب عن شبابه يقال له يوم القيامة كنت شابا نشيطا معافا صحيحا فماذا عملت ماذا قدمت بأي شيء أطعت ربك كيف استعملت وقتك يسأل يوم القيامة يسأل عن عمره عامّة ويسأل عن شبابه خاصة ثم يسأل عن ماله وعن علمه وهذا يبين لنا أهمية الوقت وأهمية العناية به وأن كل واحد منا يوم القيامة مسؤول عن وقته وجاء في الحديث الآخر حث النبي صلى الله عليه وسلم على اغتنام الوقت قبل أن يذهب كما في الحديث الصحيح حيث يقول عليه الصلاة والسلام (( اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وحياتك قبل موتك وصحتك قبل مرضك وغناك قبل فقرك)) وما هي الخامسة (( وفراغك قبل شغلك)) وهذا هو الوقت يجد الإنسان متسعا من الوقت فماذا يصنع به يقول عليه الصلاة والسلام اغتنمه قبل أن تشغل اغتنم هذا الفراغ قبل أن تشغل خمسا قبل خمس منها((فراغك قبل شغلك)) الوقت الفارغ لدى الإنسان الذي يجده متسعا في حياته فرصة له ليعمل بطاعة الله لو قلت في وقت فراغك سبحان الله وبحمده مرة واحدة غرس لك بها نخلة في الجنة فكيف لو قلتها مئة مرة ,مئة نخلة وهذا التسبيح والذكر لله جل وعلا غراس للجنة كما صح في ذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فكم فكم ضاعت علينا من أوقات وكم ذهبت علينا من ساعات لم نعمرها أو لم نبني بها حياتنا الحقيقية التي هي يوم القيامة (( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ))

 

فأرشد عليه الصلاة والسلام إلى اغتنام ذلك اغتنم الشباب حالوا كثيرا من الشباب مع الوقت ومع حياتهم التسويف والتأجيل وهذا هو الهدر الحقيقي والإضاعة الحقيقية للوقت كثير من الشباب هذا شأنه عندما يؤمر بطاعة وينهى عن معصية لسان حالهم بل و مقالهم أن يقول لازلت شابا فيما بعد مازلت شابا ,وهل الشباب يعني إضاعة الوقت وإهدار العمر أم أن الشباب يعني استعمال الوقت بهمة ونشاط وعزيمة وقادة وتفان في الطاعة وجد واجتهاد وصبر ومصابرة وبذل في سبيل الخيرات (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)) فالشاب ينبغي عليه أن يغتنم شبابه والصحيح ينبغي عليه أن يغتنم صحته رأيت مرة في أحد المستشفيات شاب شاب عمره عشرين سنة أو يتجاوزها بقليل لما رأيته كان قد أصيب بحريق يعني قبل أن أراه بسنة ,أنا رأيته بعد إصابته بسنة فتفحم جسمه كاملا وأصبح كأنك ترى قطعة من خشب يده متصلبة وقدمه متصلبة وشاحبة لا يستطيع أن يحركها وهو مستلق على فراشه لسنة كاملة, سنة كاملة شاب لا يتجاوز العشرين هذا الشاب نفسه تحدثه كثيرا في أنواع من الطاعات وأنواع من القربات وأنت في صحت عافية ونشاط هذا الشاب رأيت أمامه مصحف قلت كيف تقرأه قال إذا احتجت المصحف أشرت إليهم ففتحوه أمامي لا يستطيع أن يفتحه لأن بديه متصلبة فيفتح أمامه المصحف ويقرأ فإذا انتهت الصفحة نادى أحدا يقلبها له حتى يقرأ أنت يدك نشيطة و بصرك جيد وصحتك فكيف تقليبك للمصحف وكيف نظرك في كلام الله وكيف جدك ونشاطك في طاعة الله وما يقرب إلى الله سبحانه وتعالى وعن المعاقين ينسون من هو المعاق حقيقة ,المعاق حقيقة ليس الذي فقد قدمه أو يده أو نحو ذلك من أجزائه المعاق حقيقة من هو صحيح البدن لكنه معاق عن طاعة الله صحيح البدن ولكنه معاق عن طاعة الله عز وجل له قدمان له يدان له عينان سليمتان له صحة جيدة لكنه معاق عن الطاعة هذا هو المعاق أما الذي فقد قدمه أو يده أو سمعه أو بصره لكنه يعمل في حدود استطاعته فيما يقرب إلى الله تبارك وتعالى ليس هذا معاق المعاق من أعيق عن الطاعة وحرم العبادة رأيت قبل سنوات كثيرة رجل فاقد لإحدى قدميه من الركبة من ركبته فاقد إحدى قدميه ليس له إلا قدم واحدة وكان يصلي التراويح كاملة على قدم واحدة ويلقي العصا يقف رأي العين يقف على قدم واحدة يصلي التراويح وكانوا قبل وقت كما تعلمون في المسجد النبوي يصلون التراويح أو التهجد الذي هو آخر الليل يصلونه بثلاثة أجزاء ونصف فكان الواقف يتعب تعبا شديدا ورأيته مرة إي والله بعيني وأمامي كان صلى التهجد كاملا ثلاثة أجزاء ونصف على قدم واحدة هذا ليس معاق وإن كانت قدمه مفقودة المعاق الذي جالس بالشارع له قدمان وله يدان ولكنه لم يغتنمها في طاعة الله لم يغتنمها فيما يقرب إلى الله تبارك وتعالى نصحنا عليه الصلاة والسلام وأبلغ في النصيحة (( اغتنم خمسا قبل خمس )) والاغتنام يكون فيما يفوت يقال اغتنمه لأنه إذا فات فاتت الغنيمة إذا فات فاتت الغنيمة وإذا ذهب ذهب الربح ولا يعود ولهذا يحتاج الإنسان أن يغتنم هذه الأمور أيعود الشباب إذا ذهب لا يعود إذا ذهب الشباب لا يعود ولهذا يغتنمه الإنسان قبل قبل أن يذهب يغتنم الصحة قبل أن تذهب يغتنم النشاط قبل أن يذهب يغتنم هذه الأوقات قبل أن تذهب ليطيع الله تبارك وتعالى فيها أحسن طاعة وليتقرب فيها إلى الله تبارك وتعالى أحسن تقرب الشاهد أن النصوص في بيان أهمية الوقت كثيرة جدا وإذا تأملنا في هذه النصوص يأتينا باب عظيم ينبغي أن نتدارسه وهو كيف للإنسان أن يحفظ وقته لكن قبل ذلك أنقل لكم كلمة جميلة للفضيل بن عياض حوار جميل في الوقت دار بين الفضيل بن عياض مع رجل وصل إلى الستين سنة بلغ عمره الستين لقيه الفضيل بن عياض ودار بينهما حوار جميل ومفيد للغاية (( قال الفضيل بن عياض لرجل كم أتت عليك ) يعني كم عمرك ( كم أتت عليك قال : ستون سنة قال: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك ) أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك ( يوشك أن تبلغ ) يعني يوشك أن ينتهي وقتك في هذه الحياة ( يوشك أن تبلغ .فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون إنا لله وإنا إليه راجعون قال الفضيل أتعرف تفسيره ) يعني هذا الكلام الذي قلته هل تعرف معناه إنا لله وإنا إليه راجعون وبالمناسبة كثير من الأذكار مثل إنا لله وإنا إليه راجعون أو لا حول ولا قوة إلا بالله أو سبحان الله أو نحوها تأتي على ألسن كثير من الناس لكن لو سئل عن معناها لا يعرف ولهذا هذا تنبيه جميل للغاية من الفضيل بن عياض رحمه الله ( قال له :أتعرف تفسيره ) يعني أنت قلت الآن إنا لله وإنا إليه راجعون هل تعرف تفسير هذه الكلمة فقال الفضيل أتعرف تفسيرة ثم أخذ يشرح له معنى هذه الكلمة واسمع الشرح ( تقول إنا لله عبد هذا معنا ,أنا لله عبد وإليه راجع الكلمة إنا لله وإنا إليه راجعون تتكون من جملتين الجملة الأولى اعتراف من العبد لله بالعبودية إنا لله يعني أنا لله مملوك أنا عبد لله أنا مخلوق لله أنا مدبَر ربي الله فهذه الجملة الأولى إنا لله يعني نحن لله الله خلقنا وأوجدنا ويتصرف فينا والجملة الثانية وإنا إليه راجعون أي جميعنا عائدون إلى الله لا أحد منا يبقى في هذه الحياة (( وأن إلى ربك المنتهى)) (( وأن إلى ربك الرجعى)) فالرجوع والمنتهى والعود إلى الله تبارك وتعالى إنا لله وإنا إليه راجعون قال الفضيل معناها ( أنا لله عبد وإليه راجع ) فمن علم أنه لله عبد وأنه إليه راجع فليعلم أنه موقوف يعني بين يدي الله يوم القيامة ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسؤول ومن علم أنه مسؤول فل يعد للسؤال جوابا )فل يعد للسؤال جوابا هذا شرح من الفضيل رحمه الله لإنا لله وإنا إليه راجعون , ماذا قال الرجل لما شرح له هذا الشرح البين وفهم معنى هذه الكلمة فهما صحيحا ماذا قال؟ قال : فما الحيلة ما الحيلة ماذا نعمل فما الحيلة قال له الفضيل( يسيرة ) الحيلة يسيرة يعني سهلة قال : ماهي قال:( تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى ) لله أكبر وهذا فضل الله تبارك وتعالى وعظيم نعمته وجميل منه و تـفظله ستين سنة أضاعها ثم يسأل فما الحيلة قال ( تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى) قد سمعنا قوله الله تعالى (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )) ولهذا في أثر آخر أحد السلف قال ( أتعلمون ما هي الغنيمة الباردة ؟ الغنيمة الباردة أن تحسن فيما بقي فيغفر لك ما مضى ) لو كان ما مضى كله ضلال وكله عصيان أحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى إن تنتهوا يغفر لكم ما قد سلف , الإسلام يجب ما قبله , التوبة تجب ما قبلها هذه نعمة الله هذا عظيم فضل الله تبارك وتعالى ولهذا لا يقنط عبد من رحمة الله و لا ييأس من روح (( لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)) بل على العبد أن يحسن فيما بقي من حياته ما مضى مضى انتهى ما مضى من حياتك انتهى إن كان طاعة فاحمد الله وإن كان معصية فتب إلى الله عز وجل والله تبارك وتعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات قال ( تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى ) فإنك إن أسأت فيما بقي أخذت بما مضى وبما بقي ولهذا العبد يتغانم هذه الغنيمة الباردة من ضاعت عليه أوقاته من ذهبت أيامه سدا من فرط فيما مضى أبواب الخير أمامه مشرعة وسبله مهيأة ومناراته واضحة , يبدأ بتوبة نصوح إلى الله تبارك وتعالى من كل ذنب وخطيئة ويقبل على الله جل وعلا بجد واجتهاد وعزيمة وإقبال كما قال الله جل وعلا (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)) بقي الحديث على كيفية المحافظة على الوقت كيفية المحافظة على الوقت ولضيق الوقت أجمله في بعض النقاط :
فأولا : الاستعانة بالله جل وعلا والاعتماد إليه واللجئ الدائم إليه سبحانه وتعالى بأن يحفظ للإنسان وقته وأن يجنبه مضلات الفتن كان عليه الصلاة والسلام يقول في دعائه (( اللهم لك أسلمنا و بك آمنا وعليك توكلنا وإليك أنبنا وبك خاصمنا نعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلنا فأنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون )) رواه مسلم في صحيحه فالإنسان يعني أول أمر ينبغي عليه أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى .
ثم الأمر الثاني : يتوب إلى الله تبارك وتعالى توبة نصوحة توبة صادقة من كل ذنب وخطيئة ((وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)) ففي هذا صلاح الإنسان (( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا )) توبة نصوحة من كل ذنب وخطيئة بندم على فعل الذنوب وإقلاع تام عنها وعزم أكيد على عدم العودة إليها وهذه هي التوبة النصوح .

ثم بعد ذلك: يجاهد نفسه في القيام بطاعة الله والتقرب إليه سبحانه وتعالى بما يرضيه وأفضل ما تقرب به العبد إلى الله جل وعلا الفرائض كما قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي ( ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه )
ولهذا أهم أمر بعد التوحيد ينبغي أن نحافظ عليه الصلاة على كل حال نختم هذه الكلمة.

{شريط مفرغ}
 
امين
و فيكم بارك الرحمن
بارك الله فيك على الاضافة الطيبة و جعلها في ميزان حسناتك
 
get-5-2010-m7yykbq8.JPG
 
بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء وأوفاه
 
العودة
Top