بسم الله الرحمن الرحيم
هل يستفيق الراعي قبل ان تفنى الغنم
نظرة موجزة
للعلاقات الإيرانية الصليبية.. إلى أين ..؟
ربما الحديث عن العلاقات الإيرانية الإسرائيلية ، الظاهرة منها والسرية ، لم يعد شيئا يحتاج إلى تحقيقات يسري فودة السرية - تحت المجهر – منذ ايرانغيت والى غاية فاكهة إسرائيل الحلوة ، بل أصبح الحديث عن تلك العلاقات مما تمجه الاسماع ، بعد أن أدرك المسلمون في عالمنا العربي ، أهداف الفرس الشعوبية ، وأطماعهم التوسعية في المنطقة ، هذا على الأقل من وجهة نظر سياسية ، بعيدا عن تلابيب القوم التي تتمسح بمسوح حب آل البيت وتتخذ من ذلك ذريعة في جلب تعاطف السذج والمغفلين من بني جلدتنا ...
والحقيقة التي لا مفر منها أن تاريخ الفرس تاريخ حافل بالغدر والخيانة والتآمر على المسلمين منذ بن العلقمي إلى زنادقة الرفض في عصرنا الحديث ، الذين اتخذوا لهم أوكارا كالخفافيش في قم وطهران ، ودار الخلافة بغداد ..يديرون من وراء جدرها عملياتهم الشيطانية
ولا أريد أن أعرج على ذلك التاريخ ، وإن كان في النفس شيء من ميل إلى ذلك تبيانا للحق ، ورصدا لتحركات الروافض في العالم الإسلامي
وسنكتفي هنا بنقل بعض تصريحات زنادقتهم اليوم ممن لهم صلة بالسياسة ، حول التآمر الصليبي الرافضي المجوسي الفارسي الإيراني في الإطاحة بنظام الراحل صدام حسين في العراق ، وإمارة طالبان الإسلامية
التصريح الأول
صرح محمد علي أبطحي، نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية سابقا، في الإمارات العربية المتحدة في ختام أعمال مؤتمر "الخليج وتحديات المستقبل" الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية (15/1/2004م) قائلا: إنّ بلاده "قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربهم ضد أفغانستان والعراق"! وأنه " لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة "!!
التصريح الثاني
صرح مسئول المجلس الأعلى للثورة الإسلامية محمد باقر الصدر أن مرشد الثورة الإسلامية بإيران – علي خامنئي- افتى بالعمل مع المعارضة والتعاون مع الأمريكان من أجل إسقاط نظام صدام حسين، وأنه لولا هذه الفتوى ما أقدم على هذه الخطوة!
التصريح الثالث
صريح علي أكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام والرئيس الإيراني السابق، في 8 فبراير 2002م، في خطبته بجامعة طهران، حيث قال : إن القوات الإيرانية قاتلت طالبان، وساهمت في دحرها، ولولا مساعدة القوات الإيرانية في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني ! وتابع قائلاً: "يجب على أمريكا أن تعلم أنّه لولا الجيش الإيراني الشعبيّ ما استطاعت أمريكا أنْ تُسْقط طالبان"!
ونختم هنا بكلام أحد مفكريهم يفلسف تلك العللاقة القائمة او التي يمكن ان تقوم بين الصليبية الحديثة والمجوسية الايرانية
تلخيص وتقرير
يقول المفكر الشيعي محمد حسين فضل الله: "أتصور أن السياسة الواقعية التي انتهجتها إيران في تطوير الأيديولوجيا على أساس الموازين الشرعية، لمصلحة الواقع السياسي والاقتصادي والأمني يمكن أن تفسح المجال لتطوير العلاقات الإيرانية مع الواقع الدولي حتى مع أمريكا.
وفي الواقع فإن الخطوط السياسية في إيران لا تمنع من علاقات مع أمريكا، ولكن مسألة التجاذب والجدية بين أمريكا وإيران هي مسألة الشروط، إذ تعمل إيران على أن تحافظ على موقعها وعنفوانها واستقلالها بينما تريد أمريكا إخضاع إيران على الطريقة التي تخضع بها الدول الأخرى. واعتقد أن القضية لا بد أن تصل إلى نقطة التوازن، لأن أمريكا وحسب رصدي للطريقة الأمريكية السياسية، التي تدير بها أمريكا المواجهة ضد إيران، أي طريقة العصا والجزرة، توحي أن أمريكا تفكر ولو في المستقبل البعيد في أن تحرك مصالحها الاقتصادية والسياسية في الساحة الإيرانية. ومن الممكن جدا أن تقدم بعض التنازلات في مقابل ما تقدمه إيران من تنازلات على الطريقة الواقعية التي تقول:
لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم"!
قد عرفنا الذئب ... فليت شعري هل يستفيق الراعي قبل ان تفى الغنم
نكتفي بهذا القدر من تصريحات عمائم الرفض والغدر
ولنا عودة للموضوع
توقيع / سراي علي