المشفر في القلب
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 17 جويلية 2007
- المشاركات
- 362
- نقاط التفاعل
- 0
- نقاط الجوائز
- 6
- آخر نشاط
وكلم الله موسى تكليما
السلام عليكم أخواني وأخواتي هذا الباب موجود عند الإمام البخاري وفيه بعض الفوائد لمن أراد الفائده
وقال: باب:
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا
روى حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه سلم قال:
احتج آدم وموسى، فقال موسى: أنت الذي أخرجت ذريتك من الجنة. قال: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وكلامه، ثم تلومني على أمر قُدِّرَ عَلَيَّ قبل أن أُخْلَقَ؟! فَحَجَّ آدَمُ موسى
وساق في هذا الباب حديث المعراج الذي رواه أنس بطوله، وذكر فيه
أنه رأى موسى في السماء السابعة -بتفضيل كلام الله تعالى- فقال موسى: ربِّ: لم أظن أن ترفع عَلَيَّ أحدًا، ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله؛ حتى جاء سدرة المنتهى، ودنا الجبار رب العزة؛ فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى، فأوحى فيما أوحى إليه خمسين صلاة على أمتك كل يوم وليلة. ثم هبط حتى بلغ موسى، فاحتبسه موسى، فقال: يا محمد: ماذا عَهِدَ إليك ربك؟ قال: عَهِدَ إِلَيَّ خمسين صلاةً كل يوم وليلة، قال: إن أمتك لا تستطيع ذلك، فارجع فَلْيُخَفِّفْ عنك ربك وعنهم، فالتفت النبي إلى جبريل؛ كأنه يستشيره في ذلك، فأشار إليه جبريل: أن نعم؛ فَعَلَا به إلى الْجَبَّار، فقام وهو مكانه: يا رب: خَفِّفْ عنا، فإن أمتي لا تستطيع هذا؛ فوضع عنه عشر صلوات، ثم رجع إلى موسى، فاحتبسه، فلم يزل يردده موسى إلى ربه، حتى صارت إلى خمس صلوات. ثم قال الْجَبَّار: يا محمد: قال: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ. قال: إنه لا يُبَدَّلُ القول لدي؛ كما فرضت عليك في أُمِّ الكتاب، فَكُلُّ حسنة بعشر أمثالها، فهي خمسون في أم الكتاب، وهي خمسٌ عليك
الحديث.
نعم وهذا الحديث فيه كلام الله. في هذه الترجمة المؤلف قال -يعني البخاري-: باب
وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا
فيه إثبات الكلام لله عز وجل. الآية صريحة في أن الله كَلَّمَ موسى، وهو: تكليما تأكيد مصدر. قال العلماء: إذا جاء المصدر لا يمكن أن يؤول إلى المجاز، أكَّد، كلم الله موسى تكليما. وأهل البدع يتأولون؛ يقولون: كلم الله موسى. ينكرون الكلام، يقولون: معناه: جرحه. جرحه بأظافر الحكمة جرحه!! كما تقول العرب: فلان كلمه يدمى. الْكَلْمُ: الجرح؛ جرحه بأظافر الحكمة!!
ذكر حديث أبي هريرة في احتجاج آدم وموسى، وأنه لما التقيا موسى وآدم، قال موسى:
أنت الذي أخرجت ذريتك من الجنة، قال: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وكلامه، ثم تلومني على أَمْر قُدِّرَ عَلَيَّ قبل أن أُخْلَقَ؟! فحجَّ آدمُ موسى
يعني: غلبه بالحجة، حج آدم موسى؛ لأن موسى عليه الصلاة والسلام لامه على المصيبة التي لحقته وذريته بالخروج من الجنة، فاحتج آدم بأن المصيبة مقدرة. قال: المصيبة مقدرة. موسى ما لام آدم على الذنب؛ لأنه تاب منه، وإنما لامه على المصيبة التي لحقته وذريته بالخروج من الجنة؛ فقال آدم: المصيبة مكتوبة عَلَيَّ. المصيبة والاحتجاج بالقدر على المصائب لا مانع منه، ولكن الاحتجاج بالقدر على الذنوب والمعاصي لا؛ ممنوع. فموسى لامه على المصيبة، فاحتج آدم بأن المصيبة مكتوبة عليه؛ ولذلك غلبه بالحجة. قال النبي صلى الله عليه وسلم:
فحَجَّ آدم موسى
يعني: غلبه بالحجة.
ثم ساق حديث المعراج، وفيه قال: إنه رأى موسى في السماء السابعة. المعروف في الأحاديث الصحيحة: أنه رآه في السماء السادسة. موسى في السماء السادسة، وإبراهيم في السماء السابعة. هذا المعروف في الأحاديث. وفيه: أن موسى قال:
رَبِّ لم أظن أن ترفع عَلَيَّ أحدا، وأنه علا به إلى الجبار جل جلاله
فيه إثبات العلو لله عز وجل، وفيه قوله: فدنا الجبار رب العزة فتدلى. في أحاديث المعراج أن الذي دنا هو جبريل؛ دنو جبريل وتدليه؛ لكن جاء أيضا في أحاديث المعراج دنو الرب وتدليه، فيكون فيه إثبات دنو الرب، وإثبات التدلي؛ دنوه وتدليه؛ على ما يليق بجلاله وعظمته.
وفيه أن الله تعالى فرض الصلاة خمسين صلاة، ثم خففها إلى خمس صلوات قبل العمل، ففيه دليل على جواز النسخ قبل الفعل، وقبل العمل؛ فرض الله خمسين صلاة، ثم جعل الله نبينا يتردد بين ربه وموسى. الله تعالى قذف في قلب موسى أن يقول له: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف. الله تعالى هو الذي حَرَّكَ قلب موسى، وحرَّكَ قلب نبينا صلى الله عليه وسلم للقبول؛ فالفضل كُلُّهُ يرجع إلى الله عز وجل.
وفيه: الاستشارة: فإن جبريل استشاره نبينا صلى الله عليه وسلم؛ فأشار إليه، فَعَلَا به إلى الجبار جل جلاله حتى صارت إلى خمس صلوات، ثم قال الرب الجبار:
إنه لا يُبَدَّلُ القول لدي، كما فرضته عليك في أم الكتاب؛ الحسنة بعشر أمثالها، فهي خمسون في أم الكتاب، وهي خمس في العدد
إن هذا من فضل الله تعالى وإحسانه. هي خمس صلوات في العدد، وهي خمسون في الميزان والأجر.
وفيه إثبات الكلام لله عز وجل وأن الله يتكلم، والرد على الجهمية والمعتزلة والأشاعرة الذين ينكرون كلام الله عز وجل.
السلام عليكم أخواني وأخواتي هذا الباب موجود عند الإمام البخاري وفيه بعض الفوائد لمن أراد الفائده
وقال: باب:
نعم وهذا الحديث فيه كلام الله. في هذه الترجمة المؤلف قال -يعني البخاري-: باب
ذكر حديث أبي هريرة في احتجاج آدم وموسى، وأنه لما التقيا موسى وآدم، قال موسى:
ثم ساق حديث المعراج، وفيه قال: إنه رأى موسى في السماء السابعة. المعروف في الأحاديث الصحيحة: أنه رآه في السماء السادسة. موسى في السماء السادسة، وإبراهيم في السماء السابعة. هذا المعروف في الأحاديث. وفيه: أن موسى قال:
وفيه أن الله تعالى فرض الصلاة خمسين صلاة، ثم خففها إلى خمس صلوات قبل العمل، ففيه دليل على جواز النسخ قبل الفعل، وقبل العمل؛ فرض الله خمسين صلاة، ثم جعل الله نبينا يتردد بين ربه وموسى. الله تعالى قذف في قلب موسى أن يقول له: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف. الله تعالى هو الذي حَرَّكَ قلب موسى، وحرَّكَ قلب نبينا صلى الله عليه وسلم للقبول؛ فالفضل كُلُّهُ يرجع إلى الله عز وجل.
وفيه: الاستشارة: فإن جبريل استشاره نبينا صلى الله عليه وسلم؛ فأشار إليه، فَعَلَا به إلى الجبار جل جلاله حتى صارت إلى خمس صلوات، ثم قال الرب الجبار:
وفيه إثبات الكلام لله عز وجل وأن الله يتكلم، والرد على الجهمية والمعتزلة والأشاعرة الذين ينكرون كلام الله عز وجل.