ادبيات.........رائعة

وردة الشوق

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
1 ديسمبر 2008
المشاركات
2,118
نقاط التفاعل
18
النقاط
77
بسم الله الرحمن الرحيم


حكاية قلمين

يُحْكَى أَنَّ :
قلمينِ كانا صديقينِ ... ولأنّهما لمْ يُبريا كانَ لهمَا نفسُ الطّولِ ... إلّا أنَّ أحدَهما ملََّ حياةَ الصّمتِ والسّلبيّةِ فتقدّمَ منَ المبراةِ وطلبَ أنْ تبريـَه أمّا الآخرُ فأحجمَ خوفاً منَ الألمِ وحفاظاً على مظهرِهِ ...
وغابَ صديقُهُ عنْهُ مدَّةً منَ الزَّمنِ ، عادَ بعدَها قصيراً .. ولكنَّه أصبحَ حكيماً ... رآه صديقُهُ الصّامتُ الطّويلُ الرّشيقُ فلمْ يعرفْهُ ... ولمْ يستطِعْ أنْ يتحدّثَ إليهِ فبادرَهُ صديقُهُ المبريُّ بالتّعريفِ عنْ نفسِهِ...
تعجّبَ القلمُ الطّويلُ وبدتْ عليْهِ علاماتُ السّخريةِ من قِصَرِ صديقِهِ ...
لمْ يأبهِ القلمُ القصيرُ بسخريةِ صديقهِ الطّويلِ ومضى يحدِّثُهُ عمّّا تعلّمَ فترةَ غيابِهِ وهو يكتبُ ويخطُّ كثيراً من الكلماتِ ويتعلّمُ كثيراً من الحكمِ والمعارفِ والفنونِ .
انهمرتْ دموعُ النّدمِ منْ عَيْنَيْ صديقِهِ القلمِ الطّويلِ وما كان منْهُ إلّا أنْ تقدّمَ من المبراةِ لتبريَه ... وها هو يكسرَ حاجزِ صمتِهِ وسلبيّتِهِ .. بعدَ أنْ عَلِمَ أنَّ من أرادَ أنْ يتعلّم لا بدّّ أن يتألّم ...

.....................................
.....................
سَيَحْرِقُك بَريقُهُ ..!

بَعدَ غِيابٍ ...
رحتُ أتَمَشَّى في مَدينةِ الأدَب، أجوبُ شوارعها مُستنشِقًا شذى الياسَمين وأريج الذِّكرياتِ ...
هُنا في بُستان العَمّ "صادِق" احتسيَتُ قهوتي برفقةِ القلم والورقة، وهُناك تحتَ ظلِّ شجرة التُّوت توَسَّدْتُ كتابي لساعاتٍ وساعات، وعَلى جانبِ الرَّصيفِ ـ عندَ عَمُود الإنارَة ـ كَم ناجَيتُ القمَر، وكَم رَقَّ قلبي للدِّيَمِ الهَتون !
أثناءَ تجوالي وقعَ بَصَري على لوْحة مُعلّقة على أحدِ جُدران مَنزل قديم، بَهاء اللَّوحَة جَذبَني فتقدَّمتُ نحوَها بخطى هادِئَة تعرف وُجْهَتها فلا تضلّ !
تأمَّلتُ تفاصيل اللَّوْحة، والصّدمَة تنسَكبُ داخلي قطرَة تِلوَ قطرَة !
حُروف جُمِّعَت بمَهارَة، لتصوغ قصِيدَة/قصَّة بقلم "فلان بن فلان" لكنَّها مِن أفكارِ الغَيْر !
بينَ السُّطورِ يَرقدُ جُزء مِن فكرَة مَوضوع "فلان"، والخاتِمَة كانت مِن فكرَة مَوضوع "فلان"، وإعادَة الصَّياغةِ كانت مِن نسْج الأدَيب القَدير والكاتِب الألمَعيّ "فلان بن فلان " الذي توّج اسمَه ـ بكلِّ فخر ـ أعلى اللَّوْحَة ..!
لمْ يِزلْ خَطّه جَميلا يَسرّ النَّاظرين، وما زالَ لونُ الحِبْرِ الذي يَستخدمَه كما هُوَ إلا أنَّه باتَ مِن النَّوع الرَّخيص ..!
فالحِبْر النَّفيس يأبَى أن يَستوطن ريشَة مَسْروقة، أو ريشَة تُحاول التَّسلّق على أفكارِ الآخرين لِتَبدو أطولَ وأرشقَ !
فيُصَفّق لها الجمهور طويلا، وتَنقل أخبارَها وسائل الإعلامِ المُختلفة فتصبحَ نجمَة يُتطلَّع إلى نورِها كلّ مَساء، أو ربَّما أُهدِيَت الصَّفحات لتملأها حُروفا وكلمات، فكلماتها ليسِت كالكلماتِ، وحديثها يَفوق كلّ الأحاديث حِكمَة وأمانَة وأدَبًا !
رفعتُ رأسي إلى السَّماء، حيثُ السُّمُوّ والنَّقاء، ثمّ طأطأتُه بحَزن، وشَيء مِن الضِّيق جَثمَ على صَدري !
يَسرقُ اللِّصُ مَالَ الغير وأمْلاكَه الخاصَّة أمَلا بالغِنى، أو هُروبًا مِن الفَقر و العَوَز ، فلِمَه يَسرقُ الكاتِب أفكارَ الغَير ؟!
أيَسْرقها أمَلا بالشُّهرةِ ؟ وهُروبًا مِن شُحِّ الدُّواةِ ..!
أيخسَر دينه، ويضيّع أمانته مِن أجلِ حَرفٍ يسْعى إلى نشرهِ في مَجلَّة أو جَريدَة غَرَّاء ؟!
أينكث العُهودَ والمَواثيقَ الغَليظة مِن أجل لقبٍ سَيَحرِقه بَريقهُ وَلَوْ بعدَ حِين ؟!

..........................................
....................
فردوس قلم

متقلباً في رغد الحيـاة يعيش مترفاً.. يقطف من مروجها ما يحلو له من ألوان ورود .. ويسكب الشهد حلوا في خلايا السطور ..
تتراقص الصفحات في طيات فكره ، ويغدق عليها من أنفاس الفرح فتنتشي جذلاً ..

أو هائماً على وجهه يبحث عن خيالات مضت .. يصطاد الذكريات من بحور الذاكرة .. ويعود متعباً بغنيمة من لحن شجن .. فينشد لحناً حزيناً عذباً .. يغرق السطور .. في حبر الدموع ..

وهو في أوج سطوته .. ملك متقلد تاج الشجاعة على عرش الحقيقة ، في مملكة التاريخ ..
ليسطر أعاجيب السطور .. ويحكم بعدل بين الحروف..
فلا يسقط حرف تحت السطر إلا بحقّ ، ولا توضع نقطة إلا في مكانها ..

وقد يكون بحّـاراً ماهراً يمخر عباب البحر ، يغنّي مع أمواجه أغنيات عذبة.. ويسافر إلى الأرواح ..
يقرؤها في كل خطرة ، وكل لمحة ، وكل بسمة ..حتى يعود بصيد وفير من لؤلؤ ومرجان .. يصنع منها حليّ العبارة .. ويهديها إلى كل عشاق الأمل ..
لعلها ترسم في مستقبلهم آفاقاً جديدة .. تنشر النور من جديد !

هـذا هو القلم في فردوسه العجيب ..
إن فرح ، أسعد الناس ببسمات الحروف ..
وإن زاره الحزن يوماً ، ترك بصمة في قلبها عبرة !
وإن حلّق في أجواء الكون .. فلن ينسى أن يزور الحكمة في مدينتها
ولن ينسى أن يرافق السموّ في أعلى سلّم المجد ..
إنه القلم ذو الفطرة المستقيمة السويّة ..
ولد في رحم فكرٍ ثرّ .. وترعرع في قلبٍ نابض بالخير .. وشبّ قوياّ مليئاً بالحياة ..
إنه قلم ينظر إلى السماء ليبني فيها أحلامه.. أهدافه .. رفعة الأمة ..
فغايته بناء النفوس .. وجلّ أمنياته إسعاد الأرواح المتعبة..
لله درّه من قلم ..
أسكن نفسه في فردوس الدنيا .. ونظر إلى فردوس الآخرة بعين ملأى بالأمل..
فمن منا يعين قلمه كي يصل إلى ذاك السبيل ؟
ومن منّا يرسم عبره خطوط الضياء ؟..
فتبوح الفردوس بما تحوي ..
ويأتلق الفكر بمن يحمل ..





 
حكاية بعد النوم

قال جدي ليلة بعد السلام
بعد ما صلى على خير الأنام:
ادع لي كل الصغار
لا تدع طفلا ينام
هاتهم
عندي لكم أقصوصة
تحوي ملاحم في النضال وفي القتال
في بيتنا وقعت ..ولكن..
كلنا كنا نيام
بعد أن تصغوا إلي
سأبتدي سرد الكلام
أي بني:
لا تقل جدي خؤون
يكتم الأسرار خوف الاحتلال
لاتقل جدي ضعيف في ميادين النضال
لاتقل ضاعت على يده الروابي والتلال
جدكم جيل فريد
يحمل التاريخ في رأس عنيد
ثم يخفي بذرة الإنبات في غمد الحسام
قلت لكن ..
هذه الأوطان ضاعت
واليهود لبيضة العرب استباحت
والسلام حمامة ذبحت لهم
يا سعدها منا استراحت
سلمتنا يا جد تاريخا تقول بأنه شعل أضاءت
لكنه بؤس وتشريد
وأصنام تقام ولا تبيد
والقبلة الأولى يصلي عندها قرد غريب
يحوطه بعض العبيد
وتحرسه كلاب" العم سام"
كعهدهم ..داسو على كل العهود
ودنسوا أرض الكرام

.. .. ... .. ..

قالت وليدتنا التي ما أكملت عشرا: ولكن!
ذا حرام!!!
ما ذنب جدي أن تطالبه بما سرق الجناة
لم يقترف أثما وعاش يكافح الأهوال كي نحيا أباة
بعد ما قتلوا صباه
بعد ما ذل المخيم عز هاتيك الجباه

.. .. ... .. ..

تهادى صوت جدي :أ ي بني
أي بني اسمع ودعني لو لمرة
أكمل الأحداث حتى أنتهي منها بعبرة
أنت مهموم ومحزون لباراك
وتخشى من ثعابين المعرة
ربما فكرتَ في ضعف الحجارة في مواجهة الرصاص
ربما فكـرتَ في قناصة "الـــــــــدرة "
ربما تزفر لانفضاض الاجتماع
ثم عقد الاجتماع لألف مرة
أو لهاتيك القرارات التي
ريحها حلو
ومر المر في طعم القرارات الممرة
مارأينا من يناصرنا
بقتل هاتيك الوجوه المكفهرة

.. .. ... .. ..

قال شبل :
آه جدي .. ..
أين ما قلت سأحكي ملحمة؟
هذه شكوى لأكبر مظلمة
هيا اذهبوا للمحكمة
سوف يمضي ليلنا دون سلام
في جدالكما فهيا كي ننام
في غد فجر جديد
يشرق النور
وتأتي المرحمة.
.. .. ... .. ..

قال جدي :
أحسنت فالا ياعظيم الاحتمال
هذي بشائر فجرنا قربت و لاحت
هذه الأنوار ضاءت
في قرانا
في الكفور
وفوق هاتيك التلال
ذاك حال يا بني قد انقضى
واليـــــــــــــــوم حـــــــــــــــــــــــال
اليوم نبدأ من مساجدنا
فتحيينا الصلاة
من بعد ما جمع الأذان قلوبنا نحو المنارة
فيختفي بوم الضلال
ويشرق الزحف الطهور
اليوم .. .. تبنينا الحجارة
من بعد ما هدم اليهود بيوتنا
صارت عمارة
وانتبهنا عندها
والنوم زال
أشلاء قتلانا تلملم صفنا
ودماؤهم نور ونار لا يطال
الروح تسري من شهيد لشهيد
سيبعث الثأر المجيد
وينثر العطر الودود على البلاد
على الخريطة كلها
فوق الدنا
فوق المجرة
عطر القنابل لا الورود
بارود يا بارود
أنت الذي ذكرتنا سر الوجود
أنت الذي مزقت أشلاء اليهود
وشفيت نفسي من مآسيها وسقت لها المسرة
غبر يدي
غبر يدي وبح بسر الانتقام

.. .. ... .. ..

أي بني ..
قد آن أن أحكي لغير النائمين
*رجل قعيد قاد جند حماسها!
قل شيخنا "أحمد ياسين"
*رجل أضاء القدس بعد ظلامها!!
قل لي صلاح الدين
*رجل عزيز قد تواضع
لم يهن
حتى تسلم "نفسه" مفتاحها!!!
قل لي "عمر"
رضي المهيمن عن" عمر"
قل لي عمر
واصرخ بكل رجالنا أين العمر؟
سيجيب صرختك الحجر:
هذا أوان ولادة الفاروق فانتظر القدر
أما رأيت حماس أبنائي وهم نحو الشهادة كالسهام
هذي انتفاضتنا بدت من قدسنا
ولقدسنا تحي
أما طال الرقاد؟

.. .. ... .. ..

قلت انتظر جدي وخذ مني الختام
لا نوم بعد حكاية الأقصى
لقد طوي المنام مع السلام
لا ليس إلا يقظة تحيي الأنام
وتعيد دولتنا .. ومسرى المصطفى
عليه من ربي صلاة
والسلام

.. .. ... .. ..
 
صـــــ ور مقـ ــ ـلوبة

(1)
كثيرة هي الصور التي تلتقطها العدسة فتظهر لنا مقلوبة كما التقطت..
صور تؤمّلنا بمساحة من التفكير..نتوقف عندها لنفطن إلى موضع الخلل فنصلحه..
ياترى كيف هي صورنا في عدسات الآخرين ؟!

(2)
يابني لاتأكل معهم..لاتطعم طعامهم..طعامهم الذي يجتمعون عليه محرمٌ علينا..
وأعيادهم ليست لنا..
يابني لاتشاركهم..
أنت مسلم..أنت عربي..أنت لست غربي..
إن كنت تريد رضاي ..أوصيك ألا تتزوج منهم..
نحن يابني لسنا مثلهم..دماؤنا عربية..وديننا الإسلام
مبادؤنا ..عفة وفضيلة..
حياتنا ليست كحياتهم..
تربيتنا ليست كتربيتهم..
تذكر يابني..
أخشى أن أموت..فلاتأخذوا بوصيتي..
أسمعت يابني!!
أماه...
إذا كنت تريدين ذلك..!
فلمَ نحن هنا..!

(3)
في ديارهم وتحت أديم سمائهم الملوثة..
التحقت بمعهد للترجمة كي تعمل مترجمة لمرؤسيها لغة
العرب القادمين من أصقاع الدنيا.هم عرب ولكنهم يهود .!
فاقت أقرانها..وحازت الوظيفة..لم تستطع أن تعلي شعار الإسلام على هامتها
كل ما استطاعت فعله..
أن ارتدت طاقية اليهود الزرقاء.لتذوب معالم الإسلام وتتلاشى...
من بين الجموع..
واحدة مثيلتها..
فعلت..كفعلها..وتوارت بإسلامها على استحياء..
أتتها مقتربة..هامسة..
أنا مثلك..نحن سواء هنا!!
فوجمت لحظة..متسائلة كيف؟
أعني يهودية!!!
ولكنني لست يهودية..
أنا مسلمة..
تلعثمت الأخرى..
وقالت لها بعد تردد:وأنا كذلك!!!
وبلهجةٍ ناصحة.غاب صاحبها.وعظت الأولى الأخيرة
:أيسرُّك ِأن تكوني منهم وقد أضعت ِ إسلامك؟!!

(4)
مسلمة عربية من مهبط الأنبياء
أقبلت في يوم يباهي الله به ملائكته
تتلو كتاب ربي..
وقد طال بها الوقت..ولم تملّ..
أعجبني ذلك منها..
وتمنيت..أن أرزق جلدَها وصبرها..
مررت بجانبها..
فتعثر طرفي..
بحروف ذلك الكتاب الذي كانت تقرأه..
مصحف مترجم من العربية للإنجليزية.
.تلك اللغة الوحيدة التي تحسنها..!

(5)
كطائرين كناريين كانتا تغردان دون توقف..
كان الحوار دائراً بينهما..وكلما انضمت لهما واحدة غردت كتغريدهما..
وعلا الصوت فكان نشازاً
ليظهر صورة مسخ لمن لم يعتزّ بلغة القرآن...
وقفتْ بينهما متسائلة:
عفواً!!
لو سمحتما!!
هل لي بسؤال..!
لمَ لاتتحدثان العربية لغة القرآن؟!
هل هناك حاجة للحديث بهذه اللغة!
أطالا النظر فيها..وحار الجواب حتى فرّ منهما..
فأجابا بصوتٍ واحد: تعودنا ذلك منذ نعومة أظفارنا..

(6)
كما الرصاصة التي لاتخطىء طريقها انطلقت أقدامهم تضرب الأرض بقوة..فتسمع لها
صوتاً..يوحي لك بمشاعر القوة والعزم والجلد والشجاعة..
يمضون بكل ثبات وعزم نحو الشيطان..يريدون رجمه..ويرشوقون ذلك النصب..بكل قوتهم
دون تردد وإن كلّفهم ذلك ذهاب أرواحهم في زحمة الجموع..
وترتسم ابتسامة النصر على شفاههم
ألا مااجملها من لحظة يشعر بها العبد بنشوة النصر..!
هذه القوة لمَ تغيب..عند لحظة خلوة بنفس أو شهوة..
ولمَ تخور العزائم..وترفع رايات الهزيمةقبل ابتداء المعركة..!
هلاّ ادُخرتْ معاني تلك اللحظة لهذه اللحظات المتكررة في حياتنا!!

(7)
لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إنّ الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك..
صوتٌ يخترق السماء..يطلقه ذلك الحاج الذي أمّ قومه داعياً ملبياً
ويزداد الصوت علواً وارتفاعاً ليبرم ميثاق توحيد لاينقض..وعبودية لايشوبها شائب..
ثمّ يتبعه..بحروف نشاز تتناثر يمنة ويسرة لتؤذي سامعها..يا أبا الحسين أغثنا..
ياولي الله ارحمنا..وأجبنا..

(8)
تناهى إلى سمعه عبارات الاستغاثة بغير الله..
عن يمينه حاج قد ابتلت لحيته بالدموع..كاد ينفطر قلبه حزناً والماً..
كان ينادي وقدبحَّ صوته.
.ياعلي ...ياأبا الحسين أغثنا.....
صوتٌ آخر قطع عليه مناجاته..
ياهذا :اتق الله ..!
أنت على بساط الله..وفي بيت الله..وتدعو غيره..!
هلاّ دعوت ربك..ودع عنك علي رضي الله عنه..
وبنظرة غاضبة كادت تقتله حنقاً وبغضاً ..ارتفع صوت ذلك الملبي
وعلت الأصوات مرددة معه غاضبة:
اللهم عليك بالمنافقين الكافرين..اللهم عليك بالمشركين الملحدين!
 
حِـبْـرٌ وَمَـطَـر ...

كَحبّاتِ المَطرِ يَهطِلُ المِداد .. قَطرَةٌ هنا وقَطرَة هناك

وفي هذهِ المَساحة تَتَجمَّعُ القطراتِ

• • • • •
وَطن
سألتني : مَا الوَطَـن ؟
فأجبتها : كلّ أرض أسجدُ فيها لله بحريّة ، وكل زاويةٍ يخشع فيها قلبي وقلمي
هي لي وطن ..!

• • • • •
القلمُ ...
في يدِ المؤمن كـالغيث ، أينما ســال مـداده نَـفَـع
وفي يدِ المجـاهد ســلاح ، أينما سُـدِّد أصــــــاب
وفي يدي مُثقـلٌ بالألـم ، مُفعـم بالأمـلِ والرَّجــاء

• • • • •

وَسْـوَسَـة ..!


قَالت بازدِرَاءٍ : لستُ سوى نُقطة ؛ سَأرحَل ..
غَادَرت بعض الحروفِ فَشوَّهَت كلَّ المَعاني !

• • • • •
صَـدْمَـة ..!
بُحتُ لها قَائِلة : ثَمَّة شيء لا أفهمُهُ ...!
فنَصَحتني قائِلة : راقبي بصمت ، فكّري ، حلِّلي ، ثم استنبطي .
:
:
لَيتَني تَجاهلتُ نَصيحتها ورضيتُ بـ جَهلي ..!
• • • • •

مُحاولة

بحرَكةٍ رَشيقة وقفَ "عُمر" على يديه مُنتصِبا ، وأسندَ رجليْه إلى شَجرةِ الصِّفصافِ التي خَلفَه ، ثمَّ راحَ يَنظر إلى صديقِهِ " عَبد الله " وقد ارتسَمَت عَلى مُحيَّاه ابتسامَة مَقلوبَة ...!
عَبد الله : ماذا تَفعل أيها المَجنون ؟!
عُمر : مُحاوَلَة ؛ علَّني أرَى الدُّنيا بِـ اعتِدالٍ ...
أَلَم تُخبرني ـ يا صديقي ـ أنَّ حَال الدُّنيا قد انقلب ، انقلبَ رأسا على عَقب ؟!

• • • • •
تَرَوٍّ

إنْ خَالجَتكَ الظنونَ ـ يَومًا ـ فاصْبر مُتَجمِّلا بـ الصَّمتِ ولا تتعجَّل الحُكمَ ..
دَعِ الأيَّام تؤدِّي دَورَها ، فإمَّا أن تُؤكِد لكَ ظنونك أو تُنهيها !

• • • • •
وِحْدَة

أَلقَتْ بجسَدِها النِّحيل عَلى كرسيّها الخشَبي القَديم ؛ ضَمَّت بَعضَها إلى بَعضِها مُلتَحِفَة شَالَها البَنفسَجي ، ذلكَ الشَّال الذي غَزلَته أمُّها قَبل وَفاتِها ، وَقدَّمته لَها هَديَّة قائلَة : البَرْدُ ـ يَا بُنيَّتي ـ لا يَأتي مِنَ الخَارِِِجِ !

• • • • •
يَومَ عِيدٍ

أقبَلَ الجميعُ وبِيَدِ كلٍّ مِنهُم طَاقةَ وَرد ، َسارَعوا نَحْوَ أمَّهاتهم ..
وحدَه مَن حَدَّقَ في الوُجوهِ ، طَرَقَ أبوابَ القلوبِ بَحثا عَنها ، ومَا مِن مُجيب !
أَسْألُ : لِمَن سَيهدي طِفلي اليَتيم وُرودَهُ ؟!

• • • • •

 
465185657.gif
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top