- إنضم
- 1 ديسمبر 2008
- المشاركات
- 2,118
- نقاط التفاعل
- 18
- النقاط
- 77
بسم الله الرحمن الرحيم
حكاية قلمين
يُحْكَى أَنَّ :
قلمينِ كانا صديقينِ ... ولأنّهما لمْ يُبريا كانَ لهمَا نفسُ الطّولِ ... إلّا أنَّ أحدَهما ملََّ حياةَ الصّمتِ والسّلبيّةِ فتقدّمَ منَ المبراةِ وطلبَ أنْ تبريـَه أمّا الآخرُ فأحجمَ خوفاً منَ الألمِ وحفاظاً على مظهرِهِ ...
وغابَ صديقُهُ عنْهُ مدَّةً منَ الزَّمنِ ، عادَ بعدَها قصيراً .. ولكنَّه أصبحَ حكيماً ... رآه صديقُهُ الصّامتُ الطّويلُ الرّشيقُ فلمْ يعرفْهُ ... ولمْ يستطِعْ أنْ يتحدّثَ إليهِ فبادرَهُ صديقُهُ المبريُّ بالتّعريفِ عنْ نفسِهِ...
تعجّبَ القلمُ الطّويلُ وبدتْ عليْهِ علاماتُ السّخريةِ من قِصَرِ صديقِهِ ...
لمْ يأبهِ القلمُ القصيرُ بسخريةِ صديقهِ الطّويلِ ومضى يحدِّثُهُ عمّّا تعلّمَ فترةَ غيابِهِ وهو يكتبُ ويخطُّ كثيراً من الكلماتِ ويتعلّمُ كثيراً من الحكمِ والمعارفِ والفنونِ .
انهمرتْ دموعُ النّدمِ منْ عَيْنَيْ صديقِهِ القلمِ الطّويلِ وما كان منْهُ إلّا أنْ تقدّمَ من المبراةِ لتبريَه ... وها هو يكسرَ حاجزِ صمتِهِ وسلبيّتِهِ .. بعدَ أنْ عَلِمَ أنَّ من أرادَ أنْ يتعلّم لا بدّّ أن يتألّم ...
حكاية قلمين
يُحْكَى أَنَّ :
قلمينِ كانا صديقينِ ... ولأنّهما لمْ يُبريا كانَ لهمَا نفسُ الطّولِ ... إلّا أنَّ أحدَهما ملََّ حياةَ الصّمتِ والسّلبيّةِ فتقدّمَ منَ المبراةِ وطلبَ أنْ تبريـَه أمّا الآخرُ فأحجمَ خوفاً منَ الألمِ وحفاظاً على مظهرِهِ ...
وغابَ صديقُهُ عنْهُ مدَّةً منَ الزَّمنِ ، عادَ بعدَها قصيراً .. ولكنَّه أصبحَ حكيماً ... رآه صديقُهُ الصّامتُ الطّويلُ الرّشيقُ فلمْ يعرفْهُ ... ولمْ يستطِعْ أنْ يتحدّثَ إليهِ فبادرَهُ صديقُهُ المبريُّ بالتّعريفِ عنْ نفسِهِ...
تعجّبَ القلمُ الطّويلُ وبدتْ عليْهِ علاماتُ السّخريةِ من قِصَرِ صديقِهِ ...
لمْ يأبهِ القلمُ القصيرُ بسخريةِ صديقهِ الطّويلِ ومضى يحدِّثُهُ عمّّا تعلّمَ فترةَ غيابِهِ وهو يكتبُ ويخطُّ كثيراً من الكلماتِ ويتعلّمُ كثيراً من الحكمِ والمعارفِ والفنونِ .
انهمرتْ دموعُ النّدمِ منْ عَيْنَيْ صديقِهِ القلمِ الطّويلِ وما كان منْهُ إلّا أنْ تقدّمَ من المبراةِ لتبريَه ... وها هو يكسرَ حاجزِ صمتِهِ وسلبيّتِهِ .. بعدَ أنْ عَلِمَ أنَّ من أرادَ أنْ يتعلّم لا بدّّ أن يتألّم ...
.....................................
.....................
.....................
سَيَحْرِقُك بَريقُهُ ..!
بَعدَ غِيابٍ ...
رحتُ أتَمَشَّى في مَدينةِ الأدَب، أجوبُ شوارعها مُستنشِقًا شذى الياسَمين وأريج الذِّكرياتِ ...
هُنا في بُستان العَمّ "صادِق" احتسيَتُ قهوتي برفقةِ القلم والورقة، وهُناك تحتَ ظلِّ شجرة التُّوت توَسَّدْتُ كتابي لساعاتٍ وساعات، وعَلى جانبِ الرَّصيفِ ـ عندَ عَمُود الإنارَة ـ كَم ناجَيتُ القمَر، وكَم رَقَّ قلبي للدِّيَمِ الهَتون !
أثناءَ تجوالي وقعَ بَصَري على لوْحة مُعلّقة على أحدِ جُدران مَنزل قديم، بَهاء اللَّوحَة جَذبَني فتقدَّمتُ نحوَها بخطى هادِئَة تعرف وُجْهَتها فلا تضلّ !
تأمَّلتُ تفاصيل اللَّوْحة، والصّدمَة تنسَكبُ داخلي قطرَة تِلوَ قطرَة !
حُروف جُمِّعَت بمَهارَة، لتصوغ قصِيدَة/قصَّة بقلم "فلان بن فلان" لكنَّها مِن أفكارِ الغَيْر !
بينَ السُّطورِ يَرقدُ جُزء مِن فكرَة مَوضوع "فلان"، والخاتِمَة كانت مِن فكرَة مَوضوع "فلان"، وإعادَة الصَّياغةِ كانت مِن نسْج الأدَيب القَدير والكاتِب الألمَعيّ "فلان بن فلان " الذي توّج اسمَه ـ بكلِّ فخر ـ أعلى اللَّوْحَة ..!
لمْ يِزلْ خَطّه جَميلا يَسرّ النَّاظرين، وما زالَ لونُ الحِبْرِ الذي يَستخدمَه كما هُوَ إلا أنَّه باتَ مِن النَّوع الرَّخيص ..!
فالحِبْر النَّفيس يأبَى أن يَستوطن ريشَة مَسْروقة، أو ريشَة تُحاول التَّسلّق على أفكارِ الآخرين لِتَبدو أطولَ وأرشقَ !
فيُصَفّق لها الجمهور طويلا، وتَنقل أخبارَها وسائل الإعلامِ المُختلفة فتصبحَ نجمَة يُتطلَّع إلى نورِها كلّ مَساء، أو ربَّما أُهدِيَت الصَّفحات لتملأها حُروفا وكلمات، فكلماتها ليسِت كالكلماتِ، وحديثها يَفوق كلّ الأحاديث حِكمَة وأمانَة وأدَبًا !
رفعتُ رأسي إلى السَّماء، حيثُ السُّمُوّ والنَّقاء، ثمّ طأطأتُه بحَزن، وشَيء مِن الضِّيق جَثمَ على صَدري !
يَسرقُ اللِّصُ مَالَ الغير وأمْلاكَه الخاصَّة أمَلا بالغِنى، أو هُروبًا مِن الفَقر و العَوَز ، فلِمَه يَسرقُ الكاتِب أفكارَ الغَير ؟!
أيَسْرقها أمَلا بالشُّهرةِ ؟ وهُروبًا مِن شُحِّ الدُّواةِ ..!
أيخسَر دينه، ويضيّع أمانته مِن أجلِ حَرفٍ يسْعى إلى نشرهِ في مَجلَّة أو جَريدَة غَرَّاء ؟!
أينكث العُهودَ والمَواثيقَ الغَليظة مِن أجل لقبٍ سَيَحرِقه بَريقهُ وَلَوْ بعدَ حِين ؟!
بَعدَ غِيابٍ ...
رحتُ أتَمَشَّى في مَدينةِ الأدَب، أجوبُ شوارعها مُستنشِقًا شذى الياسَمين وأريج الذِّكرياتِ ...
هُنا في بُستان العَمّ "صادِق" احتسيَتُ قهوتي برفقةِ القلم والورقة، وهُناك تحتَ ظلِّ شجرة التُّوت توَسَّدْتُ كتابي لساعاتٍ وساعات، وعَلى جانبِ الرَّصيفِ ـ عندَ عَمُود الإنارَة ـ كَم ناجَيتُ القمَر، وكَم رَقَّ قلبي للدِّيَمِ الهَتون !
أثناءَ تجوالي وقعَ بَصَري على لوْحة مُعلّقة على أحدِ جُدران مَنزل قديم، بَهاء اللَّوحَة جَذبَني فتقدَّمتُ نحوَها بخطى هادِئَة تعرف وُجْهَتها فلا تضلّ !
تأمَّلتُ تفاصيل اللَّوْحة، والصّدمَة تنسَكبُ داخلي قطرَة تِلوَ قطرَة !
حُروف جُمِّعَت بمَهارَة، لتصوغ قصِيدَة/قصَّة بقلم "فلان بن فلان" لكنَّها مِن أفكارِ الغَيْر !
بينَ السُّطورِ يَرقدُ جُزء مِن فكرَة مَوضوع "فلان"، والخاتِمَة كانت مِن فكرَة مَوضوع "فلان"، وإعادَة الصَّياغةِ كانت مِن نسْج الأدَيب القَدير والكاتِب الألمَعيّ "فلان بن فلان " الذي توّج اسمَه ـ بكلِّ فخر ـ أعلى اللَّوْحَة ..!
لمْ يِزلْ خَطّه جَميلا يَسرّ النَّاظرين، وما زالَ لونُ الحِبْرِ الذي يَستخدمَه كما هُوَ إلا أنَّه باتَ مِن النَّوع الرَّخيص ..!
فالحِبْر النَّفيس يأبَى أن يَستوطن ريشَة مَسْروقة، أو ريشَة تُحاول التَّسلّق على أفكارِ الآخرين لِتَبدو أطولَ وأرشقَ !
فيُصَفّق لها الجمهور طويلا، وتَنقل أخبارَها وسائل الإعلامِ المُختلفة فتصبحَ نجمَة يُتطلَّع إلى نورِها كلّ مَساء، أو ربَّما أُهدِيَت الصَّفحات لتملأها حُروفا وكلمات، فكلماتها ليسِت كالكلماتِ، وحديثها يَفوق كلّ الأحاديث حِكمَة وأمانَة وأدَبًا !
رفعتُ رأسي إلى السَّماء، حيثُ السُّمُوّ والنَّقاء، ثمّ طأطأتُه بحَزن، وشَيء مِن الضِّيق جَثمَ على صَدري !
يَسرقُ اللِّصُ مَالَ الغير وأمْلاكَه الخاصَّة أمَلا بالغِنى، أو هُروبًا مِن الفَقر و العَوَز ، فلِمَه يَسرقُ الكاتِب أفكارَ الغَير ؟!
أيَسْرقها أمَلا بالشُّهرةِ ؟ وهُروبًا مِن شُحِّ الدُّواةِ ..!
أيخسَر دينه، ويضيّع أمانته مِن أجلِ حَرفٍ يسْعى إلى نشرهِ في مَجلَّة أو جَريدَة غَرَّاء ؟!
أينكث العُهودَ والمَواثيقَ الغَليظة مِن أجل لقبٍ سَيَحرِقه بَريقهُ وَلَوْ بعدَ حِين ؟!
..........................................
....................
....................
فردوس قلم
متقلباً في رغد الحيـاة يعيش مترفاً.. يقطف من مروجها ما يحلو له من ألوان ورود .. ويسكب الشهد حلوا في خلايا السطور ..
تتراقص الصفحات في طيات فكره ، ويغدق عليها من أنفاس الفرح فتنتشي جذلاً ..
أو هائماً على وجهه يبحث عن خيالات مضت .. يصطاد الذكريات من بحور الذاكرة .. ويعود متعباً بغنيمة من لحن شجن .. فينشد لحناً حزيناً عذباً .. يغرق السطور .. في حبر الدموع ..
وهو في أوج سطوته .. ملك متقلد تاج الشجاعة على عرش الحقيقة ، في مملكة التاريخ ..
ليسطر أعاجيب السطور .. ويحكم بعدل بين الحروف..
فلا يسقط حرف تحت السطر إلا بحقّ ، ولا توضع نقطة إلا في مكانها ..
وقد يكون بحّـاراً ماهراً يمخر عباب البحر ، يغنّي مع أمواجه أغنيات عذبة.. ويسافر إلى الأرواح ..
يقرؤها في كل خطرة ، وكل لمحة ، وكل بسمة ..حتى يعود بصيد وفير من لؤلؤ ومرجان .. يصنع منها حليّ العبارة .. ويهديها إلى كل عشاق الأمل ..
لعلها ترسم في مستقبلهم آفاقاً جديدة .. تنشر النور من جديد !
هـذا هو القلم في فردوسه العجيب ..
إن فرح ، أسعد الناس ببسمات الحروف ..
وإن زاره الحزن يوماً ، ترك بصمة في قلبها عبرة !
وإن حلّق في أجواء الكون .. فلن ينسى أن يزور الحكمة في مدينتها
ولن ينسى أن يرافق السموّ في أعلى سلّم المجد ..
إنه القلم ذو الفطرة المستقيمة السويّة ..
ولد في رحم فكرٍ ثرّ .. وترعرع في قلبٍ نابض بالخير .. وشبّ قوياّ مليئاً بالحياة ..
إنه قلم ينظر إلى السماء ليبني فيها أحلامه.. أهدافه .. رفعة الأمة ..
فغايته بناء النفوس .. وجلّ أمنياته إسعاد الأرواح المتعبة..
لله درّه من قلم ..
أسكن نفسه في فردوس الدنيا .. ونظر إلى فردوس الآخرة بعين ملأى بالأمل..
فمن منا يعين قلمه كي يصل إلى ذاك السبيل ؟
ومن منّا يرسم عبره خطوط الضياء ؟..
فتبوح الفردوس بما تحوي ..
ويأتلق الفكر بمن يحمل ..
متقلباً في رغد الحيـاة يعيش مترفاً.. يقطف من مروجها ما يحلو له من ألوان ورود .. ويسكب الشهد حلوا في خلايا السطور ..
تتراقص الصفحات في طيات فكره ، ويغدق عليها من أنفاس الفرح فتنتشي جذلاً ..
أو هائماً على وجهه يبحث عن خيالات مضت .. يصطاد الذكريات من بحور الذاكرة .. ويعود متعباً بغنيمة من لحن شجن .. فينشد لحناً حزيناً عذباً .. يغرق السطور .. في حبر الدموع ..
وهو في أوج سطوته .. ملك متقلد تاج الشجاعة على عرش الحقيقة ، في مملكة التاريخ ..
ليسطر أعاجيب السطور .. ويحكم بعدل بين الحروف..
فلا يسقط حرف تحت السطر إلا بحقّ ، ولا توضع نقطة إلا في مكانها ..
وقد يكون بحّـاراً ماهراً يمخر عباب البحر ، يغنّي مع أمواجه أغنيات عذبة.. ويسافر إلى الأرواح ..
يقرؤها في كل خطرة ، وكل لمحة ، وكل بسمة ..حتى يعود بصيد وفير من لؤلؤ ومرجان .. يصنع منها حليّ العبارة .. ويهديها إلى كل عشاق الأمل ..
لعلها ترسم في مستقبلهم آفاقاً جديدة .. تنشر النور من جديد !
هـذا هو القلم في فردوسه العجيب ..
إن فرح ، أسعد الناس ببسمات الحروف ..
وإن زاره الحزن يوماً ، ترك بصمة في قلبها عبرة !
وإن حلّق في أجواء الكون .. فلن ينسى أن يزور الحكمة في مدينتها
ولن ينسى أن يرافق السموّ في أعلى سلّم المجد ..
إنه القلم ذو الفطرة المستقيمة السويّة ..
ولد في رحم فكرٍ ثرّ .. وترعرع في قلبٍ نابض بالخير .. وشبّ قوياّ مليئاً بالحياة ..
إنه قلم ينظر إلى السماء ليبني فيها أحلامه.. أهدافه .. رفعة الأمة ..
فغايته بناء النفوس .. وجلّ أمنياته إسعاد الأرواح المتعبة..
لله درّه من قلم ..
أسكن نفسه في فردوس الدنيا .. ونظر إلى فردوس الآخرة بعين ملأى بالأمل..
فمن منا يعين قلمه كي يصل إلى ذاك السبيل ؟
ومن منّا يرسم عبره خطوط الضياء ؟..
فتبوح الفردوس بما تحوي ..
ويأتلق الفكر بمن يحمل ..