الصوفية و مساعدة الغزاة

محمد@

:: عضو مُشارك ::
إنضم
20 ماي 2009
المشاركات
250
نقاط التفاعل
0
النقاط
6
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
فقد علمنا أنه من سنن الله الكونية أن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، دل على ذلك قوله تبارك وتعالى
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال53
وقوله سبحانه {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }الرعد11

غزا الصليبيون أنطاكية سنة 491 هـ ثم معرة النعمان في الشهر الأخير من تلك السنة حتى قالوا : إنهم قتلوا فيها مائة ألف, ثم اجتاحوا البلاد كلها يقتلون ويدمرون, واقتحموا القدس سنة 495 هـ وذبحوا من ذبحوا مما يذكره التاريخ ولا ينساه

فما لنا لم نسمع صوت الغزالي هنا, وهو صاحب الكلمة المسموعة, والبيان المؤثر, والحجة البالغة؟ ما له لم يتحدث عن الجهاد؟ وما له لم يحرك الجماهير كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية؟ ما سر هذه السلبية؟
والحق أن هذا موقف محير من أبي حامد ، ومثله لا يجهل ما يجب أن يقال, وما يجب أن يعمل في زمن الإغارة على أهل الإسلام,... فقد غزا الصليبيون أنطاكية سنة 491 هـ ثم معرة النعمان في الشهر الأخير من تلك السنة حتى قالوا : إنهم قتلوا فيها مائة ألف, ثم اجتاحوا البلاد كلها يقتلون ويدمرون, واقتحموا القدس سنة 495 هـ وذبحوا من ذبحوا مما يذكره التاريخ ولا ينساه, وكان الغزالي لا يزال في عزلته


وفي هذا الظرف جمحت نفس الغزالي عليه فأراد أن يؤدبها فلم يذهب إلى الجهاد ولكنه ذهب إلى ( السميساطية ) مدرسة بجانب المسجد الأموي بدمشق- ينظف كنفها ومراحيضها]/ - قصص من التاريخ للشيخ علي الطنطاوي ص 215 المكتب الإسلامي الطبعة الثانية
يقول د. زكي مبارك : أتدري لماذا ذكرت لك هذه الكلمة عن الحروب الصليبية ؟ لتعرف أنه بينما كان بطرس الناسك يقضي ليله ونهاره في إعداد الخطب وتحبير الرسائل لحث أهل أوروبا على امتلاك أقطار المسلمين، كان الغزالي ( حجة الإسلام ) غارقاً في خلوته، منكباً على أوراده، لا يعرف ما يجب عليه من الدعوة والجهاد (2) .
ثم لما كتب بعض كتبه كتب ما يغيظ الصديق ويسر العدو فشهد لهولاء الصليبيين الذين يغيرون على بلاد المسلمين ويعملون السيوف فيهم بالجنة فقال: [(روي عن عائشة رضي الله عنها , أنها قالت: فقدت النبي r ذات ليلة فابتغته فإذا هو في مشربة يصلي, فرأيت على رأسه أنواراً ثلاثة فلما قضى صلاته, قال: مهيم من هذه؟ قلت: أنا عائشة يا رسول الله, قال: أرأيت الأنوار الثلاثة؟ , قلت: نعم يا رسول الله, قال: إن آتٍ أتاني من ربي فبشرني أن الله تعالى يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بغير حساب ولا عذاب, ثم أتاني في النور الثاني آتٍ من ربي فبشرني أن الله تعالى يدخل الجنة من أمتي مكان كل واحد من السبعين ألفاً سبعين ألفاً بغير حساب ولا عذاب, ثم أتاني في النور الثالث آتٍ من ربي فبشرني أن الله تعالى يدخل الجنة من أمتي مكان كل واحد من السبعين ألفاً المضاعفة سبعين ألفاً بغير حساب ولا عذاب, فقلت: يا رسول الله لا تبلغ أمتك هذا, قال: يكملون لكم من الأعراب ممن لا يصوم ولا يصلي,)/(الحديث سنده واه وهو إلى الوضع أقرب)... بل أقول (والقول للغزالي )إن أكثر نصارى الروم والترك في هذا الزمان تشملهم الرحمة إن شاء الله تعالى ... ثم يقول وأما من كذبه بعدما قرع سمعه التواتر عن خروجه وصفته ومعجزته الخارقة ...فهذا هو الجاحد الكاذب ، وهو الكافر ، ولا يدخل في هذا أكثر الروم والترك الذين بعدت بلادهم عن بلاد المسلمين
وإذا كان هذا الموقف من الغزالي غاية في السلبية فإن من الصوفية من اتخذ مواقف تتجاوز ذلك لتدخل في إطار تحريف الكلم عن بعض مواضعه ومن أمثلة ذلك
1 – عن داود بن صالح أنه قال : قال لي أبو سلمة بن عبد الرحمن ، يابن أخي هل تدري في أي شيء نزلت هذه الآية (( اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ))/آل عمران 200
قلت : لا ، قال : يابن أخي لم يكن في زمن رسول الله غزو يربط فيه الخيل ولكنه انتظار الصلاة بعد الصلاة فالرباط لجهاد النفس والمقيم في الرباط مجاهد لنفسه /عوارف المعارف للسهروردي /نقلا عن مظاهر الإنحرافات العقدية عند الصوفية /2/900
وقيل إن بعض الصالحين كتب إلى أخ له يستدعيه إلى الغزو فكتب إليه ، يا أخي كل اثغور مجتمعة لي في بيت واحد والباب علي مردود ، فكتب إليه أخوه لو كان الناس كلهم لزموا ما لزمته لاختلت أمور المسلمين وغلب الكفار ، فلا بد من الغزو والجهاد ،فكتب إليه يا أخي لو لزم الناس ما أنا عليه وقالوا في زواياهم وعلى سجادتهم الله أكبر لانهدم سور القسطنطينية /عوارف المعارف /السهروردي /82
هذا المسلك الذي سلكه الصوفية لم يكن أيام الحروب الصليبية فحسب بل تراه ممتدا على مر العصور
وهذه بعض الأمثلة :
كان للشيخ صالح الأحمدي الرفاعي، شيخ الفقراء الرفاعية في وقته.
قبول واعتقاد عند الناس ، لاسيما التتار والمغل. وكانت الملوك يكرمونه غاية الإكرام، وقدم إلى القاهرة، وحضر مجلس السلطان مراراً عديدة، وكان له فضل ومشاركة جيدة، وهو الذي تناظر مع الشيخ تقي الدين بن تيمية بالقصر بحضرة السلطان، وحنق الشيخ صالح من ابن تيمية وقال: نحن ما يتفق حالنا إلا عند التتر، وأما قدام الشرع فلا.
وكان يسكن بالمنيبع إلى أن طرقها التتار، فلما وصل قطلوشاه مقدم التتار نزل عنده وأظهر من المحبة له مالا يوصف،/المنهل الصافي 2/38 ابن تعزي بردي
ونص مجموع الفتاوى هو : "فقال شيخ البطائحية الذين ناظرهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وحكى عنهم: "وقال شيخهم الذي يسيح بأقطار الأرض كبلاد الترك ومصر وغيرها: أحوالنا تظهر عند التتار، لا تظهر عند شرع محمد بن عبد الله، وإنهم نزعوا الأغلال من الأعناق وأجابوا إلى الوفاق". مجموع الفتاوى 11455.

أما ابن عربي الصوفي الوجودي فكان كالغزالي يبحث فيما يخرج النصارى والمشركين من النار فيقول في الفتوحات :
وأما أهل التثليث فيرجى لهم التخلص لما في التثليث من الفردية لأن الفرد من نعوت الواحد فهم موحدون توحيد تركيب فيرجى أن تعمهم الرحمة المركبة ولهذا سموا كفارا لأنهم ستروا الثاني بالثالث فصار الثاني بين الواحد والثالث كالبرزخ فربما لحق أهل التثليث بالموحدين في حضرة الفردانية لا في حضرة الوحدانية وهكذا رأيناهم في الكشف المعنوي لم نقدر أن نميز ما بين الموحدين وأهل التثليث إلا بحضرة الفردانية فإني ما رأيت لهم ظلا في الوحدانية ورأيت أعيانهم في الفردية ورأيت أعيان الموحدين في الوحدانية والفردانية فعلمت الفرق بين الطائفتين وأما ما زاد على أهل التثليث فالكل ناجون بحمد الله من جهنم ونعيمهم في الجنة يتبوؤون منها حيث يشاءون كما كانوا في الدنيا ينزلون من حضرات الأسماء الإلهية حيث يشاءون بوجه حق مشروع لهم كما كانوا إذا توضئوا يدخلون من أي باب شاءوا من أبواب الجنة الثمانية وإذا علمت هذا فاعلم أن هذه الرحمة المركبة تعم جميع الموجودات وأنها مركبة من رحمة عامة وهي التي وسعت كل شئ ومن رحمة خاصة وهي الرحمة التي تميز بها من اصطفاه الله واصطنعه لنفسه من رسول ونبي وولي وبهذه الرحمة المركبة جمع الله الكتب وأنزل كل كتاب سورا وآيات/ الفتوحات المكية - ابن العربي - ج 3 - ص 172
وحين أغار الفرنجة على "المنصورة" قبل منتصف القرن السابع الهجري اجتمع الصوفيون الزعماء، أتدري لماذا؟ لقراءة "رسالة القشيري" والمناقشة في كرامات الأولياء بدلاً من أن يجتمعوا لإعداد العدة وإعلان كلمة الجهاد.
موقف الطوائف الأخرى من المبتدعة والضلال
لم يكن موقف المبتدعة الآخرين بأحسن من موقف ا لصوفية تجاه الصليبيين فقد استسلم افتخار الدولة الفاطمي في عام 492هجرية للصليبيين الذين دخلوا القدس وقاموا بذبح كل من يجدونه من المسلمين حتى أن ريموند "أحد قادة الحملة الصليبية" كان يسير والدماء والأشلاء تصل إلى ركبتيه. أما غودفري وهو قائد آخر، فقد أرسل رسالة إلى البابا باعتباره القائد الأعلى للجيوش الصليبية يقول فيها: "إن خيولنا تغوص في بحر من دماء
و استعان الوزير شاور بالصليبيين ليثبت نفوذه في مصر لأنه كان على خلاف مع الخليفة الفاطمي وبالمقابل استعان الخليفة الفاطمي العاضد بنور الدين زنكي وطلب منه الإسراع في الدخول إلى مصر قبل أن يسيطر عليها الصليبيون. عندئذ جهز نور الدين زنكي جيشاً بقيادة أسد الدين شيركوه ومعه ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي. ولم يكن سلوك الخليفة الفاطمي حبا بالإسلام بل لمواجهة الوزير الخائن شاور وللحفاظ على كرشي الخلافة الذي كان مهددا
وبعد معارك عديدة مع الصليبيين وحلفائهم من الفاطميين وبعد قتل الوزير الخائن شاور، تسلم أسد الدين شيركوه منصب الوزارة عام 564هـ/ 1169م في ظل الحكم الفاطمي. ولما مات أسد الدين شيركوه سلم الخليفة العاضد منصب الوزارة إلى صلاح الدين الأيوبي.
نجد هذا المعنى واضحا في نص شيخ الإسلام ابن تيمية التالي : لم يُعرف عنهم ((أي الشيعة بشقيهم الإثني عشري والإسماعيلي ))أنهم جاهدوا أو قاتلوا الصليبيين، بل هناك وقائع كثيرة جداً تثبت أنهم عندما يأتي الصليبيون إلى بعض الإمارات التي كانت بشمال لبنان وفي شمال بلاد الشام من الدويلات الشيعية، يسلِّمون لهم هذه البلاد، مقابل أن يتحالفوا معهم على أهل السنة ، فلم يوجد لهم أي دور، وإنما حدثت بعض المناوشات والخلافات بين العبيديين والصليبيين عندما اختلفوا كما يختلف الناس عادةً اختلافاً سياسياً، لم يكن العبيديون يحاربونهم من منطلق أنهم كفار أو صليبيون، والأساس في العلاقة بين العبيديين الذين يدَّعون أنهم فاطميون وبين الصليبيين هي علاقة المسالمة والسفارات المتبادلة والهدايا والصلح الدائم، وطوال الحروب الصليبية التي امتدت قروناً كان هذا هو السائد الغالب.

استمرار تعاونهم مع اليهود والنصارى في التاريخ المعاصر
هذه الحال التي كان عليها الصوفية والشيعة وباقي فرق الإنحراف استمرت مصاحبة لهم في العصر الحديث فقد كتب الزعيم مصطفى كامل في كتابه المسألة الشرقية: "ومن الأمور المشهورة عن احتلال فرنسة للقيروان: أنَّ رجلاً فرنساويًّا دخل في الإسلام، وسمّى نفسه سيد أحمد الهادي واجتهد في تحصيل الشريعة حتى وصل إلى درجةٍ عاليةٍ، وعُيِّن إماماً لمسجد كبيرٍ في القيروان فلما اقترب الجنود الفرنساوية من المدينة: استعدَّ أهلها للدفاع عنها، وجاءوا يسألونه أنْ يستشير لهم ضريح شيخٍ في المسجد! يعتقدون فيه. فدخل سيد أحمد الضريح، ثم خرج مهوِّلاً لهم بما سينالهم من المصائب، وقال لهم بأنَّ الشيخ ينصحكم بالتسليم لأنَّ وقوع البلاد صار بحتاً، فاتبع القوم البسطاء قوله، ولم يدافعوا عن القيروان أقل دفاع بل دخلها الفرنساويون آمنين"/ إحسان عايش العتيبي/شبكة أنا المسلم
يقول الفرنسي فيليب فونداس : لقد اضطر حكامنا الإداريون وجنودنا في افريقيا إلى تنشيط دعوة الطرق الدينية لأنها كانت أطوع للسلطة الفرنسية وأكثر تفهما والتزاما من الطرق الوثنية – والمقصود بها الطرق الصوفية _/الاستعمار الفرنسي في افريقيا السوداء /52
وقد كان أتباع الطريقةالتجانية وشيوخها من أكثر العملاء نفعا لفرنسا في الجزائر وبعض الأقطار الإقريقية ، ففي عام 1870استطاعت سيدة فرنسية تدعة ((أوريلي بيكار )) أن تتسلل إلى الزاوية التجانية وتتزوج شيخها المدعو (سيدي أحمد ) ولما توفي تزوجت أخاه فأصبحت السيدة المذكورة مقدسة عند التجانيين وأطلقوا عليها لقب ((زوجة السيدين ))وكانوا يتيممون بالتراب الذي تمشي عليه مع أنها بقيت كاثوليكية /مظاهر الأنحرافات /2/908
لقد علق أحد المسؤولين الفرنسيين عند منح هذه المرأة وسام الشرف الفرنسي : إن هذه السيدة أدارت الزاوية التجانية الكبرى إدارة حسنة ...وساقت إلينا جنودا مجندة من أحباب الطريقة التجانية ومريديها يجاهدون في سبيل فرنسا /المصدر السابق

قال الشيخ محمد الكبير صاحب السجادة التجانية الكبرى وخليفة الشيخ أحمد التجاني الأكبر مؤسس هذه الطريقة في خطبة ألقاها أمام رئيس البعثة العسكرية الفرنسية في مدينة عين ماض المركز الأساسي للصوفية لاتجانية بتاريخ 28/12/1350هجرية : إن من الواجب علينا إعانة حبيبة قلوبنا فرنسا ماديا ومعنويا وسياسيا ولهذا فإني أقول لا على سبيل المن والإفتخار ولكن على سبيل الاحتساب والشرف بالقيام بالواجب : إن أجدادي قد أحسنوا صنعا في انضمامهم إلى فرنسا قبل أن تصل إلى بلادنا وقبب أن تحتل جيوشها الكرام ديارنا /تاريخ المغرب في القرن العشرين/روم لاندو /ص143/نقلا عن مظاهر الانحرافات

والأعجب من هذا استمرار حالات الود مع الغرب الصليبي، ومع الشيعة الذين يقودون ويمولون الحملات المشبوهة على الصحابة -رضي الله عنهم-، فكان لقاء الشيخ حسن الشناوي شيخ مشايخ الطرق الصوفية مع السفير الأمريكي في القاهرة، ثم كان هذا الحوار الذي أجراه موقع العربية نت مع شيخ مشايخ الطرق الصوفية، وكان مما جاء فيه أنه قال حول لقائه بالسفير الأمريكي: "أنا لم أسع للسفير الأمريكي بأي طريقة وهو الذي طلب مقابلتي، فهل أرفضه؟..(لا يليق هذا وإلا صرتَ رافضياً!!!) وافقت وحددت له موعداً، وأبلغت مباحث أمن الدولة في مصر، فحضر منها مسئول في صورة شخص عادي، وسجل كل ما دار باللقاء. وقال: إن هدف اللقاءات هو معرفة مدى عمق الطرق الصوفية داخل المجتمع المصري، وعددهم ومدى تأثير الفكر الصوفي على المصريين (تحت أي مسمى تمت هذه المساءلة؟!) ولقد زارني في مدينة طنطا مرتين(92كم شمال القاهرة)، منها مرة أثناء احتفال الطرق الصوفية بمولد السيد أحمد البدوي، وقد حضر السفير الأمريكي برفقة زوجته وابنته وخطيبها(!!!!) وتفقد بعض المشروعات التي تم إنشاؤها بالمدينة".
أما دور الشيعة في العراق فقد عاصرتموه وليس بخاف عليكم ولا على أحد فالمعلومات الأمريكية المزيفة عن امتلاك العراق للسلاح النووي كانت غالبيتها بتقارير مقدمة من عراقيي شيعة كانوا يعملون لصالح الإستخبارات الأمريكية
ثم لما دخل الأمري،كان إلى العراق استقبلهم الشيعة بالأحضان وبالزغاريد كأنهم فاتحون
يقول الكاتب الشيعي ولي نصر في كتابه (صحوة الشيعة): (في آذار مارس 2003 وبينما كانت القوات الأمريكية تندفع من الناصرية باتجاه الشمال، أوعز القائد الأعلى لشيعة العراق غير المعروف على نطاق واسع آيه الله العظمى علي الحسين السيستاني إلى أبناء طائفته بعدم مقاومة الزحف الأمريكي على بغداد، وبعد ذلك بفينة وجيزة حين شق مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) طريقهم إلى وسط مدينة كربلاء في منتصف الليل وجدوها هاجعة يعمها السكون ويخيم عليها الظلام فيما خلا القبة المذهبة المتلألأة لمقام الإمام الحسين، منظر ملؤه الصفاء والبهاء، انبهر لمرآه المحاربون الأمريكيون الشباب، كان الوجه الوحيد للتشيع الذي تجلى للجنود الأمريكين وهم يدخلون أقدس المدن عند الشيعة، وجهاً هادئاً ساكناً بلا ريب، هذا إن لم نقل وجهاً روحانياً.
نائب وزير الدفاع الأمريكي بول وولفويتز فسر إيعاز آية الله السيستاني على أنه فأل حسن للولايات المتحدة وأخبر الكونجرس بأن هناك الآن فتوى لصالح أمريكا قائمة، وأوحى بأن الحرب في العراق آخذة فعلاً في تحقيق ما تتمناه إرادة بوش، ألا وهو حصول تغيير في العالم الإسلامي)( ).
وأخيرا بدا واضحا من خلال زيارة الرئيس الأمريكي أوباما للمنطقة هذا التعاون الجلي بين الأطراف المذكورة
ففي العراق مازال الرئيس الأمريكي يعد بدعم الحكومة الشيعية التي وصلت إلى الحكم بالبندقية الأمريكية وفي مصر يقدم أوباما طرحا جديدا للإسلام الذي يجب علي المسلمين أن يلتزموا به وهوالإسلام الروحاني الذي اشار اليه عند حديثه عن القواسم المشتركة بين امريكا والاسلام والتي تتمثل في مبادئ العدالة والتقدم والتسامح وكرامة الانسان ، هذه الصورة التسامحية المفصلة أمريكيا تجلت باهتمام أمريكا بالتصوف في عقدها لمؤتمر دولي عن التصوف في عام2008
ودعت إلى هذا المؤتمر العديد من مشايخ الطرق الصوفية والمهتمين بالشأن الصوفي في مختلف انحاء العالم ،وفي مصر كانت الطريقة العزمية هي المنسقة للأعداد للمؤتمر بالتعاون مع \"الرابطة الصوفية الامريكية\" وقد ترأس علاء ابوالعزائم شيخ الطريقة العزمية وفد صوفية مصرالي المؤتمروالذي ضم عشرةمشايخ من بينهم الشيخ عبد الهادي القصبي شيخ الطريقة القصبية وعبد الخالق الشبراوى شيخ الطريقة الشبراوية ومحمد الشهاوى شيخ الطريقة الشهاوية وأحمد حافظ التيجاني شيخ الطريقة التيجانية ، وسالم الجازولي شيخ الطريقة الجازولية
وللعلم فقد تم حضورالوفد الصوفي المصري دون موافقة رسمية من مشيخة الطرق الصوفية والتي صرح في حينها شيخ مشايخ الطرق الصوفية الراحل الشيخ حسن الشناوي /" إن المشيخة ليس لها علاقة بأي شكل من الأشكال بتنظيم هذاالمؤتمر ، وان الطريقة العزمية هي التي قامت بتنسيق الأمرمع الرابطة الصوفية الأمريكية\"
وتأكيدا علي اهتمام الادارة الامريكية بالطرق الصوفية فقد تم توجيه الدعوة الي مشايخ الطرق الصوفية الذين حضروا المؤتمر الدولي للصوفية بأمريكا العام الماضي لحضورخطاب اوباما في جامعة القاهرة ،مع ملاحظة لها دلالتها الاوهي عدم توجيه الدعوة للشيخ عبدالهادي القصبي واستبعاده من حضور خطاب اوباما ،رغم انه كان ضمن الحاضرين للمؤتمر الصوفي بامريكا ودلالة استباعدالقصبي تحمل في طياتها مؤشرا خطيرا علي التدخل الأمريكي في الطرق الصوفية المصرية ومحاوتها تنصيب شيخ مشايخ الطرق الصوفية وفقا للرؤية الامريكية

منقول بتصرف
 
العودة
Top