
الجزائر، سلوفينيا، أمريكا، إنجلترا.. هذه هي الفرق الأربعة في المجموعة الثالثة
كل الآمال كانت أن تفوز الجزائر في أولى اللقاءات على المنتخب السلوفيني المجهول.. ولم لا؟!.. فمنتخب الجزائر يضم عديدا من المحترفين، كما أن جماهيره زحفت خلفه إلى جوهانسبرج، فضلاً عن أن كنية المنتخب هي محاربو الصحراء، أما سلوفينيا فلا تاريخ ولا حتى جغرافيا، كما أنها دولة لا نحبها نحن العرب بسبب علاقتها الوثيقة بإسرائيل.
لذلك اتحد الجميع لتشجيع الفريق الجزائري، لدرجة أن هناك بعض الشركات المصرية فاجأتنا صباح اليوم بإعلان على صفحة كاملة في بعض الصحف المصرية بعنوان "فلتشجع مصر الجزائر".
دعوة بليغة، رغم أن الناس لم تكن بحاجة إلى ذلك الإعلان، فالروابط ستظل كما هي، مهما حاول البعض إفسادها، ولعل خير دليل على كلامي ما حدث أثناء المباراة، فقد شاهدتها مع تجمع كبير من الأصدقاء، وجلست أراقب ردود أفعال الحاضرين مع كل هجمة للجزائر وأخرى لسلوفينيا، ولم أصدق رد الفعل.
فالانفعال ظاهر مع كل هجمة للجزائر، وكأن منتخب مصر هو الذي يلعب، بعيداً عن التشنجات والعصبية من البعض، وساعتها فقط تأكدت أن ما يربط العرب أكبر بكثير مما قد يفرقهم.
أعود للمباراة فأجدني حزيناً لأن المباراة كانت هي الأسهل للفريق الجزائري بكل المقاييس.. فالمباراة تقام ظهراً في أجواء لم يعتدها الأوروبيون، وللأسف هذه الميزة لم يستفد منها الفريق الجزائري، وسيفتقدها في المباراتين القادمتين؛ لأنهما ستقامان ليلاً، ناهيك عن أن الحصول على ثلاث نقاط في البداية، كانت ستعطي إنذاراً قويًّا للإنجليز والأمريكان.
أما الآن فإن الوضع اختلف؛ لأنه ظهر بوضوح أن أمريكا وإنجلترا أقوى بكثير من سلوفينيا، ناهيك عن أن كل فريق منهما خسر نقطتين في مباراة الافتتاح، لذلك سيعتبر كل منهما مباراة الجزائر الجسر الذي يمر منه إلى الدور الثاني.
بالرغم من حزني وغضبي، إلا أنني أجد أن الشيخ سعدان بريء من الخسارة هذه المرة.. فلا هذا هو شاوشي، الذي جاهد السيد روراوة لرفع الإيقاف عنه، ليتسبب من غير قصد في هدف سخيف هزّ شباك العرب والجزائر، وقلل بشدة من أحلامنا في بلوغ الدور الثاني على الأقل.
كذلك لا يمكن أن نسأل سعدان عن تهور البديل غزال، الذي لم يبق في الملعب أكثر من عشر دقائق بعد نزوله؛ حيث تصرف باستهتار شديد، ليطرد بعد حصوله على بطاقتين صفراوين في عزّ السيطرة والهجوم الجزائري، ليعود فريقه بعد ذلك للخلف، وتعود سلوفينيا إلى المباراة، وتسجل هدفا يقتل فينا جميعاً الحلم بأن نصبح كباراً ولو لمرة واحدة في بطولات كأس العالم، إلا إذا فاجأنا الخضر أمام إنجلترا وأمريكا بمفاجأة جميلة ويؤكدون أننا من الممكن أن نكون كباراً.. أتمنى.