من هم الأولياء ، وما هي درجاتهم؟

*سلمى*

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
21 أفريل 2010
المشاركات
1,080
نقاط التفاعل
5
النقاط
37
من هم الأولياء ، وما هي درجاتهم؟
الشيخ محمد صالح المنجد

بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو مساعدتي في فهم ما يلي : 1) من هم الأولياء ؟ 2) ما هي درجات الولاية ؟ 3) هل يجوز تسمية الأولياء " أصحاب الله " ؟


الحمد لله

أولا :
أولياء الله – بكل وضوح واختصار – هم أهل الإيمان والتقوى ، الذين يراقبون الله تعالى في جميع شؤونهم ، فيلتزمون أوامره ، ويجتنبون نواهيه .

قال الله تعالى : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ . لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) يونس/62-64.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم" (4/278) :
" يخبر تعالى أن أولياءه هم الذين آمنوا وكانوا يتقون ، كما فسرهم ربهم ، فكل من كان تقيا كان لله وليا : أنه ( لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ) فيما يستقبلون من أهوال القيامة ، (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) على ما وراءهم في الدنيا .
وقال عبد الله بن مسعود ، وابن عباس ، وغير واحد من السلف : أولياء الله الذين إذا رُؤوا ذُكِر الله . وقد ورد هذا في حديث مرفوع .
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من عباد الله عبادا يغبطهم الأنبياء والشهداء . قيل : من هم يا رسول الله ؟ لعلنا نحبهم . قال : هم قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب ، وجوههم نور على منابر من نور ، لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس . ثم قرأ : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) رواه أبو داود بإسناد جيد – وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (7/1369) - " انتهى باختصار وتصرف يسير .
ثانيا :
الولاية متفاوتة بحسب إيمان العبد وتقواه ، فكل مؤمن له نصيب من ولاية الله ومحبته وقربه ، ولكن هذا النصيب يتفاوت بحسب الأعمال الصالحة البدنية والقلبية التي يتقرب بها إلى الله ، وعليه يمكن تقسيم درجات الولاية إلى ثلاث درجات :


ثم لا شك أن النبوة هي أعلى وأرقى درجات الولاية لله عز وجل .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – كما في "مجموع الفتاوى" (10/6) – :
" الناس على ثلاث درجات : ظالم لنفسه ، ومقتصد ، وسابق بالخيرات .
فالظالم لنفسه : العاصي بترك مأمور أو فعل محظور .
والمقتصد : المؤدي الواجبات والتارك المحرمات .
والسابق بالخيرات : المتقرب بما يقدر عليه من فعل واجب ومستحب ، والتارك للمحرم والمكروه .
وإن كان كل من المقتصد والسابق قد يكون له ذنوب تمحى عنه : إما بتوبة - والله يحب التوابين ويحب المتطهرين - وإما بحسنات ماحية ، وإما بمصائب مكفرة ، وإما بغير ذلك . وكل من الصنفين المقتصدين والسابقين من أولياء الله الذين ذكرهم في كتابه بقوله :
( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا وكانوا يتقون ) ، فحد أولياء الله هم : المؤمنون المتقون .
ولكن ذلك ينقسم : إلى " عام " : وهم المقتصدون .
و " خاص " وهم السابقون ، وإن كان السابقون هم أعلى درجات كالأنبياء والصديقين .
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم القسمين في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : (يقول الله : من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ، وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، فبي يسمع وبي يبصر ، وبي يبطش ، وبي يمشي ؛ ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن ، يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه) .
وأما الظالم لنفسه من أهل الإيمان : فمعه من ولاية الله بقدر إيمانه وتقواه ، كما معه من ضد ذلك بقدر فجوره ، إذ الشخص الواحد قد يجتمع فيه الحسنات المقتضية للثواب ، والسيئات المقتضية للعقاب ، حتى يمكن أن يثاب ويعاقب ، وهذا قول جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة الإسلام وأهل السنة والجماعة الذين يقولون : إنه لا يخلد في النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان " انتهى .
وقال الشيخ ابن عثيمين – كما في "فتاوى مهمة" (ص/83) -:
" من كان مؤمناً تقيّاً كان لله وليّاً ، ومَن لم يكن كذلك فليس بولي لله ، وإن كان معه بعض الإيمان والتقوى كان فيه شيءٌ من الولاية " انتهى .
ثالثا :
الولاية ليست حكرا على أحد ، وليست علامة مميزة لطبقة معينة من الناس ، ولا تنال بالوراثة ولا بالأوسمة ، بل هي رتبة ربانية تبدأ بالقلب محبة وتعظيما لله عز وجل ، وتترجم إلى واقع عملي ، فيكسب صاحبها حب الله تعالى وولايته .
رابعا :
الولاية لا تبيح لصاحبها فعل المحرمات ولا ترك الواجبات ، بل إن فعل ذلك فهو دليل على نقص ولايته لله ، وكذلك لا تبيح لأحد أن يتوجه إلى من يسمون بالأولياء ـ وقد لا يكونون يستحقون ذلك ـ فيرفعونهم إلى مقام النبوة فلا يردون لهم أمرا ، ولا يناقشون لهم فكرا ولا رأيا ، وهذا كله من الغلو الذي نهى الله تعالى عنه ، ومن أعظم أسباب وقوع الشرك في الناس .
وقد يتعدى بعض الناس هذا الحد فيقع في الشرك الأكبر بسبب الفهم الخاطئ للولاية ومنزلة الأولياء فتراه يدعوهم من دون الله ويذبح لهم ويقدم لهم القرابين ويطوف حول أضرحتهم .

خامساً :
أما إطلاق "أصحاب الله" على الأولياء ، فلا نعلم ما يدل على صحة هذه التسمية .
وأفضل أولياء الله تعالى هم الرسل والأنبياء ثم أصحاب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، ولا نعلم أنه ورد إطلاق اسم "أصحاب الله" على أحد منهم .
وإنما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم تسمية "أهل القرآن" بـ "أهل الله" .
فقد روى الإمام أحمد (11870) وابن ماجة (215) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ ؟ قَالَ : هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة .
(أهلين) جمع أهل .
(أهل القرآن) حفظته القارئون له العاملون بما فيه .
(أهل الله) أي : أولياؤه المختصون به اختصاص أهل الإنسان به .
والله أعلم .


1- درجة الظالم لنفسه : وهو المؤمن العاصي ، فهذا له من الولاية بقدر إيمانه وأعماله الصالحة .

2- المقتصد : وهو المؤمن الذي يحافظ على أوامر الله ، ويجتنب معاصيه ، ولكنه لا يجتهد في أداء النوافل : وهذا أعلى درجة في الولاية من سابقه .

3- السابق بالخيرات : وهو الذي يأتي بالنوافل مع الفرائض ، ويبلغ بالعبادات القلبية لله عز وجل مبالغ عالية ، فهذا في درجات الولاية العالية .



الإسلام سؤال وجواب

 
بارك الله فيكم
شكرا لكم
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سبحان الله كنت انظر قبيل قليل فقط في مقدمة الحلية لابي نعيم الاصفهاني ، وفي نفسي ان ارتب موضوعا يكون تبيانا لمفهوم اولياء الله الصالحين لالتباس هذا الامر على العامة والخاصة وفي نفس الوقت ردا على بعض الجهال من المتصوفة ، فيمن يخلطون بين المفهومين

فلقد سمعت مشافهة من احد شيوخهم باحد الزوايا يوم كنت اتردد على بعضها لحاجة في نفسي

ان شيخه ولي من اولياء الله وانه احفظه القرآن مناولة

قلت كيف

قال

جاءني وانا صبي صغير في المنام وأخذ بكفي وقال لي خذ عني كتاب الله والعهد وقالها بلغة عامية

فلما اصبحت وجدتني احفظ كتاب الله

واخذت العهد بان ارعى قبره ولا ابرح عليه عاكفا

والحق يقال فالشيخ المذكور يحفظ كتاب الله

ولقد سالت بعض من يعرفه فاخبرني غير واحد انه حفظ كتاب الله وهو صغير في الكتاب ، وتعثر في ذلك مرات كثيرة ، وانه مكث في الكتاب اكثر من عشر سنين يحفظ القرآن ، وما احسب تلك الرواية في حفظه الكتاب مناولة كما يزعم الا اختلاق ... وانما يتخذها للتكسب والوجاهة سيما وان الكثيرين يزورون كتابه اليوم ويغدقون عليه بما تطيب به نفسه من مال ولباس وغيرها .. والله حسيبه


واعتقد انني لم اعد في حاجة الآن الى ان ازيد على ما تفضلتم به في هذا المقال القيم إن شاء الله

ففيه من البيان ما يكفي

فقط نشير الى ان لشيخ الاسلام بن تيمية كتاب قيم في بابه بعنوان


الفـرقـان بين أوليـاء الرحمن وأوليـاء الشيطان

تأليف شيخ الإسـلام ابن تيمية

لمن شاء تحميله للاستزادة في الموضوع على هذا الرابط


وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يسبل عليك جلابيب ستره وحيائه ، ويؤمنك يوم الفزع الاكبر

http://www.zshare.net/download/20605051c58996c9/
 
75_1268502574.gif
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سبحان الله كنت انظر قبيل قليل فقط في مقدمة الحلية لابي نعيم الاصفهاني ، وفي نفسي ان ارتب موضوعا يكون تبيانا لمفهوم اولياء الله الصالحين لالتباس هذا الامر على العامة والخاصة وفي نفس الوقت ردا على بعض الجهال من المتصوفة ، فيمن يخلطون بين المفهومين

فلقد سمعت مشافهة من احد شيوخهم باحد الزوايا يوم كنت اتردد على بعضها لحاجة في نفسي

ان شيخه ولي من اولياء الله وانه احفظه القرآن مناولة

قلت كيف

قال

جاءني وانا صبي صغير في المنام وأخذ بكفي وقال لي خذ عني كتاب الله والعهد وقالها بلغة عامية

فلما اصبحت وجدتني احفظ كتاب الله

واخذت العهد بان ارعى قبره ولا ابرح عليه عاكفا

والحق يقال فالشيخ المذكور يحفظ كتاب الله

ولقد سالت بعض من يعرفه فاخبرني غير واحد انه حفظ كتاب الله وهو صغير في الكتاب ، وتعثر في ذلك مرات كثيرة ، وانه مكث في الكتاب اكثر من عشر سنين يحفظ القرآن ، وما احسب تلك الرواية في حفظه الكتاب مناولة كما يزعم الا اختلاق ... وانما يتخذها للتكسب والوجاهة سيما وان الكثيرين يزورون كتابه اليوم ويغدقون عليه بما تطيب به نفسه من مال ولباس وغيرها .. والله حسيبه


واعتقد انني لم اعد في حاجة الآن الى ان ازيد على ما تفضلتم به في هذا المقال القيم إن شاء الله

ففيه من البيان ما يكفي

فقط نشير الى ان لشيخ الاسلام بن تيمية كتاب قيم في بابه بعنوان


الفـرقـان بين أوليـاء الرحمن وأوليـاء الشيطان

تأليف شيخ الإسـلام ابن تيمية

لمن شاء تحميله للاستزادة في الموضوع على هذا الرابط


وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يسبل عليك جلابيب ستره وحيائه ، ويؤمنك يوم الفزع الاكبر

http://www.zshare.net/download/20605051c58996c9/
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اللهم آمين .والنية تسبق العمل وأسأل الله أن لا يحرمكم أجر نفعكم وإضافتكم الطيبة وجزيتم كل الخير على رابط الكتاب ونفعكم المولى بما علمكم ونفعكم بما علمكم وزادكم علما وفهما وشكرا لكم مرة أخرى
 
كعادتك مميزة في كتابتك يا فاضلة فبارك الله فيك ووفقك وسددك وأعانك
وحفظ الله الشيخ صالح و جزاه الله خير الجزاء .. وأسأل الله أن يسعدني والشيخ والناقل في الدارين أنه ولي ذلك والقادر عليه
 
من هم الأولياء ، وما هي درجاتهم؟
الشيخ محمد صالح المنجد

بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو مساعدتي في فهم ما يلي : 1) من هم الأولياء ؟ 2) ما هي درجات الولاية ؟ 3) هل يجوز تسمية الأولياء " أصحاب الله " ؟


الحمد لله

أولا :
أولياء الله – بكل وضوح واختصار – هم أهل الإيمان والتقوى ، الذين يراقبون الله تعالى في جميع شؤونهم ، فيلتزمون أوامره ، ويجتنبون نواهيه .

قال الله تعالى : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ . لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) يونس/62-64.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم" (4/278) :
" يخبر تعالى أن أولياءه هم الذين آمنوا وكانوا يتقون ، كما فسرهم ربهم ، فكل من كان تقيا كان لله وليا : أنه ( لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ) فيما يستقبلون من أهوال القيامة ، (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) على ما وراءهم في الدنيا .
وقال عبد الله بن مسعود ، وابن عباس ، وغير واحد من السلف : أولياء الله الذين إذا رُؤوا ذُكِر الله . وقد ورد هذا في حديث مرفوع .
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من عباد الله عبادا يغبطهم الأنبياء والشهداء . قيل : من هم يا رسول الله ؟ لعلنا نحبهم . قال : هم قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب ، وجوههم نور على منابر من نور ، لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس . ثم قرأ : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) رواه أبو داود بإسناد جيد – وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (7/1369) - " انتهى باختصار وتصرف يسير .
ثانيا :
الولاية متفاوتة بحسب إيمان العبد وتقواه ، فكل مؤمن له نصيب من ولاية الله ومحبته وقربه ، ولكن هذا النصيب يتفاوت بحسب الأعمال الصالحة البدنية والقلبية التي يتقرب بها إلى الله ، وعليه يمكن تقسيم درجات الولاية إلى ثلاث درجات :


ثم لا شك أن النبوة هي أعلى وأرقى درجات الولاية لله عز وجل .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – كما في "مجموع الفتاوى" (10/6) – :
" الناس على ثلاث درجات : ظالم لنفسه ، ومقتصد ، وسابق بالخيرات .
فالظالم لنفسه : العاصي بترك مأمور أو فعل محظور .
والمقتصد : المؤدي الواجبات والتارك المحرمات .
والسابق بالخيرات : المتقرب بما يقدر عليه من فعل واجب ومستحب ، والتارك للمحرم والمكروه .
وإن كان كل من المقتصد والسابق قد يكون له ذنوب تمحى عنه : إما بتوبة - والله يحب التوابين ويحب المتطهرين - وإما بحسنات ماحية ، وإما بمصائب مكفرة ، وإما بغير ذلك . وكل من الصنفين المقتصدين والسابقين من أولياء الله الذين ذكرهم في كتابه بقوله :
( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا وكانوا يتقون ) ، فحد أولياء الله هم : المؤمنون المتقون .
ولكن ذلك ينقسم : إلى " عام " : وهم المقتصدون .
و " خاص " وهم السابقون ، وإن كان السابقون هم أعلى درجات كالأنبياء والصديقين .
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم القسمين في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : (يقول الله : من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ، وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، فبي يسمع وبي يبصر ، وبي يبطش ، وبي يمشي ؛ ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن ، يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه) .
وأما الظالم لنفسه من أهل الإيمان : فمعه من ولاية الله بقدر إيمانه وتقواه ، كما معه من ضد ذلك بقدر فجوره ، إذ الشخص الواحد قد يجتمع فيه الحسنات المقتضية للثواب ، والسيئات المقتضية للعقاب ، حتى يمكن أن يثاب ويعاقب ، وهذا قول جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة الإسلام وأهل السنة والجماعة الذين يقولون : إنه لا يخلد في النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان " انتهى .
وقال الشيخ ابن عثيمين – كما في "فتاوى مهمة" (ص/83) -:
" من كان مؤمناً تقيّاً كان لله وليّاً ، ومَن لم يكن كذلك فليس بولي لله ، وإن كان معه بعض الإيمان والتقوى كان فيه شيءٌ من الولاية " انتهى .
ثالثا :
الولاية ليست حكرا على أحد ، وليست علامة مميزة لطبقة معينة من الناس ، ولا تنال بالوراثة ولا بالأوسمة ، بل هي رتبة ربانية تبدأ بالقلب محبة وتعظيما لله عز وجل ، وتترجم إلى واقع عملي ، فيكسب صاحبها حب الله تعالى وولايته .
رابعا :
الولاية لا تبيح لصاحبها فعل المحرمات ولا ترك الواجبات ، بل إن فعل ذلك فهو دليل على نقص ولايته لله ، وكذلك لا تبيح لأحد أن يتوجه إلى من يسمون بالأولياء ـ وقد لا يكونون يستحقون ذلك ـ فيرفعونهم إلى مقام النبوة فلا يردون لهم أمرا ، ولا يناقشون لهم فكرا ولا رأيا ، وهذا كله من الغلو الذي نهى الله تعالى عنه ، ومن أعظم أسباب وقوع الشرك في الناس .
وقد يتعدى بعض الناس هذا الحد فيقع في الشرك الأكبر بسبب الفهم الخاطئ للولاية ومنزلة الأولياء فتراه يدعوهم من دون الله ويذبح لهم ويقدم لهم القرابين ويطوف حول أضرحتهم .

خامساً :
أما إطلاق "أصحاب الله" على الأولياء ، فلا نعلم ما يدل على صحة هذه التسمية .
وأفضل أولياء الله تعالى هم الرسل والأنبياء ثم أصحاب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، ولا نعلم أنه ورد إطلاق اسم "أصحاب الله" على أحد منهم .
وإنما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم تسمية "أهل القرآن" بـ "أهل الله" .
فقد روى الإمام أحمد (11870) وابن ماجة (215) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ ؟ قَالَ : هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة .
(أهلين) جمع أهل .
(أهل القرآن) حفظته القارئون له العاملون بما فيه .
(أهل الله) أي : أولياؤه المختصون به اختصاص أهل الإنسان به .
والله أعلم .


1- درجة الظالم لنفسه : وهو المؤمن العاصي ، فهذا له من الولاية بقدر إيمانه وأعماله الصالحة .

2- المقتصد : وهو المؤمن الذي يحافظ على أوامر الله ، ويجتنب معاصيه ، ولكنه لا يجتهد في أداء النوافل : وهذا أعلى درجة في الولاية من سابقه .

3- السابق بالخيرات : وهو الذي يأتي بالنوافل مع الفرائض ، ويبلغ بالعبادات القلبية لله عز وجل مبالغ عالية ، فهذا في درجات الولاية العالية .



الإسلام سؤال وجواب

جزاك الله خيرا على الموضوع القيم
والنقل الجيد في بابه
بارك الله فيكم وجعلنا وإياكم من أولياءه وأحبائه



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سبحان الله كنت انظر قبيل قليل فقط في مقدمة الحلية لابي نعيم الاصفهاني ، وفي نفسي ان ارتب موضوعا يكون تبيانا لمفهوم اولياء الله الصالحين لالتباس هذا الامر على العامة والخاصة وفي نفس الوقت ردا على بعض الجهال من المتصوفة ، فيمن يخلطون بين المفهومين

فلقد سمعت مشافهة من احد شيوخهم باحد الزوايا يوم كنت اتردد على بعضها لحاجة في نفسي

ان شيخه ولي من اولياء الله وانه احفظه القرآن مناولة

قلت كيف

قال

جاءني وانا صبي صغير في المنام وأخذ بكفي وقال لي خذ عني كتاب الله والعهد وقالها بلغة عامية

فلما اصبحت وجدتني احفظ كتاب الله

واخذت العهد بان ارعى قبره ولا ابرح عليه عاكفا

والحق يقال فالشيخ المذكور يحفظ كتاب الله

ولقد سالت بعض من يعرفه فاخبرني غير واحد انه حفظ كتاب الله وهو صغير في الكتاب ، وتعثر في ذلك مرات كثيرة ، وانه مكث في الكتاب اكثر من عشر سنين يحفظ القرآن ، وما احسب تلك الرواية في حفظه الكتاب مناولة كما يزعم الا اختلاق ... وانما يتخذها للتكسب والوجاهة سيما وان الكثيرين يزورون كتابه اليوم ويغدقون عليه بما تطيب به نفسه من مال ولباس وغيرها .. والله حسيبه


واعتقد انني لم اعد في حاجة الآن الى ان ازيد على ما تفضلتم به في هذا المقال القيم إن شاء الله

ففيه من البيان ما يكفي

فقط نشير الى ان لشيخ الاسلام بن تيمية كتاب قيم في بابه بعنوان


الفـرقـان بين أوليـاء الرحمن وأوليـاء الشيطان

تأليف شيخ الإسـلام ابن تيمية

لمن شاء تحميله للاستزادة في الموضوع على هذا الرابط


وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يسبل عليك جلابيب ستره وحيائه ، ويؤمنك يوم الفزع الاكبر

http://www.zshare.net/download/20605051c58996c9/
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا أخي في الله وأحسن إليك ووفقك وسددك
وزادك خيرا على خير وأكرمك وطيب نفسك وقلبك وزينك
إنه ولي ذلك والقادر عليه
جعل الله إضافنك القيمة في ميزان حسناتك

 
كعادتك مميزة في كتابتك يا فاضلة فبارك الله فيك ووفقك وسددك وأعانك
وحفظ الله الشيخ صالح و جزاه الله خير الجزاء .. وأسأل الله أن يسعدني والشيخ والناقل في الدارين أنه ولي ذلك والقادر عليه
اللهم آمين وجميع المسلمين والمسلمات وفيكم بارك ووفقكم وجزيتم خيرا على ردكم الطيب
 
جزاك الله خيرا على الموضوع القيم
والنقل الجيد في بابه
بارك الله فيكم وجعلنا وإياكم من أولياءه وأحبائه
ولكم خير الجزاء وفيكم بارك الرحمان جزاكم الكريم كل الخير على ردكم الطيب
 
العودة
Top