رجال في الشمس - غسان كنفاني</span>
الرواية صادرة عن مؤسسة الأبحاث العربية ش.م.م. عن ست طبعات كانت الأولى عام 1963 والسادسة عام 2005م.
كتب الراحل المناضل المبدع غسان كنفاني هذه الرواية في أوائل 1962 حين اضطر للاختباء في بيروت لأنه لم يكن يملك أوراقاً رسمية في فترة اشتد فيها القمع والملاحقة على اثر محاولة انقلابية فاشلة جرت في لبنان في حينه..
وقد ترجمت هذه الرواية إلى ثماني لغات أهمها الانجليزية والفرنسية والألمانية كما حولت إلى فيلم سينمائي أخرجه توفيق صالح بعنوان" المخدوعون" وقد فاز بعدد من الجوائز كجائزة مهرجان قرطاج في تونس كما قام فريق مسرحي فلسطيني بتحويل الرواية إلى نص مسحي عرض في مدينة الناصرة غير أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية أوقفت العرض كما قام الفريق المسرحي التابع لإذاعة كل من السويد والدانمرك بمسرحة الرواية..
رواية رجال تحت الشمس
القراءة:صدرت الرواية عام 1963 في بيروت فكانت العمل الفلسطيني الأول الذي يكتب التشرد والموت والحيرة ويطرحها كسؤال تاريخي. فرجال تحت الشمس رواية قصيرة تستلهم تجربة الموت الفلسطيني وتحيله إلى سؤال يتردد صداه في الصحراء الغربية.
تروي القصة حكاية ثلاثة فلسطينيين من أجيال مختلفة يلتقون حول ضرورة إيجاد حل فردي لمشكلة الإنسان الفلسطيني المعيشية حول الهرب إلى الكويت، حيث النفط والثروة :
أبو قيس : الرجل العجوز الذي يحلم ببناء فرقة في مكان ما خارج المخيم
أسعد : الشاب الذي يحلم بدنانير الكويت وبحياة جديدة
مروان : الشاب الصغير ذو الستة عشر عاما الذي يحاول أن يتغلب على مأساته المعيشية ، وخيبة أمل صغيرة تنمو في صدره عما اضطره إلى الهرب إلى الكويت فشقيقه في الكويت تركهم دون معيل لأنه تزوج ، ووالده ترك أمه ليتزوج بامرأة تملك داراً، فكانت فكرة اللجوء إلى الكويت ملحة ليساهم في إعالة العائلة ...
نصوص قصيرة من الرواية كنموذج لأسلوب وطرح الكاتب :أبو قيس:
"أراح أبو قيس صدره فوق التراب الندي، فبدت الأرض تخفق من تحته: ضربات قلب متعب تطوف في ذرات الرمل مرتجة، ثم تعبر إلى خلاياه..في كل مرة يرمي بصدره فوق التراب يحس ذلك الوجيب كأنما قلت الأرض ما زال، منذ أن استلقى هناك أول مرة، يشق طريقاً قاسياً إلى النور قادما من أعمق أعماق الجحيم ، حين قال ذل مرة لجاره الذي كان يشاطره الحقل / هناك في الأرض التي تركها منذ عشر سنوات........"
أسعد:
"عند صاحب المكتب الذي يتولى تهريب الناس من البصرة إلى الكويت..
• خمسة عشر دينارا سأدفعها لك؟ لا بأس ولكن بعد أن أصل وليس قبل ذلك قط.. لان الدليل الذي سترسلونه معنا سوف يهرب قبل أن نصل إلى منتصف الطريق! خمسة عشر دينارا ، لا بأس ولكن ليس قبل أن نصل..
• أنا لن أجبرك على شئ ..اعني انه إذا لم تعجبك شروطنا فبوسعك ان تستدير وتخطو ثلاث خطوات وستجد نفسك في الطريق..."
مروان:
• "قالوا أن سعر نقل الفرد الواحد خمسة دنانير
• خمسة دنانير هاهاها! كان ذلك قبل أن تزف حواء إلى آدم...يا ابني استدر واخط ثلاث خطوات وستجد نفسك في الطريق غير مطرود..
جمع مروان شجاعته كلها وحشدها في لسانه ، كل ما تبقى في جيبي لا يزيد عن السبعة دنانير ولقد كان يحسب قبل هنيهة انه غني ..أما الآن أتراه يستصغره؟
• ستأخذ مني خمسة دنانير وأنت مبسوط ..وإلا..
• وإلا ماذا؟
• وإلا فضحتك في مخفر الشرطة!
قام الرجل السمين صاحب المكتب ودار حول مكتبه ثم وقف أمامه وهو يلهث ويتصبب عرقا..حدق فيه هنيهة قاسه فيها من رأسه حتى قدميه ثم رفع يده الثقيلة في الهواء.......".
عرض:
تدور الرواية منذ بداية عرضها لشخصياتها المحورية حول هدف الوصول إلى الكويت بأي ثمن حتى لو كان عن طريق الهرب- أثناء تلك الحقبة- بدأً بمعاناة صعوبة رحلة آلاف من الأميال وصولاً إلى مكاتب التهريب مرورا بالتصدي قدر المستطاع لجشع أصحاب مكاتب النقل مهربي العمالة إلى هناك بغية تحقيق الحلم ..بالرغم من استحالة تحقيقه.. أصحاب المكاتب المسيئين استغلال ظروف المضطرين إلى الهروب إلى الكويت لطلب العمل والاسترزاق منه.. عبر الشاحنة التي أقلتهم كأصعب وسيلة نقل برية آنذاك وقسوة فصل الصيف الحارق البصرة في العراق ومنها إلى الكويت..
تدخل في سياق الرواية شخصية أبي الخيزران وهو رجل فلسطيني فقد رجولته أثناء حرب 1948 من جراء التعذيب... والذي يقوم بنقل العديد من العمالة المهربة عبر خزان شاحنته إلى الكويت مشجعا ركاب شاحنته بحكمة يرددها دائما كقاعدة معروفة وبديهية:
القرش يأتي أولاً ثم الأخلاق .. معللا جشعه حتى يقنع مهربيه أن لا يفاوضوا على قيمة النقل مهما كانت.. لان النتيجة هي الوصول والعمل والحصول على القرش..ومن ثم تحقيق الحلم..وبعدها تأتي الأخلاق
تمر الرواية بوصف الظروف التي مر بها كل من الشخصيات المحورية الثلاث أثناء نزوحهم من فلسطين إلى نقاط حدود ما قبل العراق أملاً في الوصول إلى الكويت.. ثلاثة شخصيات كل منهم يحمل مأساته في صدره كحجر صوان حارق محاولاً حمله إلى ينبوع ماء بارد يطفئ به جمر حريقه..هكذا هيئ لهم..
قام الكاتب بوصف حالة كل منهم ببراعة تامة مصوراً أحلامهم وكأنها شريط سينمائي يمر بهم في كل لحظة من لحظات احتراقهم بلهيب شمس يوليو (موز) وهم يستقلون شاحنة الموت ، وكأنها اخف وطأة من ظروفهم المأساوية التي ساقتهم إلى هذا الطريق ..فتهون عليهم لحظات الاحتراق تلك وكأنها بردا وسلاما مقارنة بما مر عليهم من ظلم طاغوت الاحتلال.. الذي أدى إلى ضنك المعيشة تحت نير الاحتلال.. تهون عليهم لحظات الاحتراق تلك إلى درجة تحمُّلِهم الرقود داخل خزان الشاحنة الملتهب كنار جهنم مدة ست او سبع دقائق بين كل نقطة تفتيش وأخرى بين الحدود إلى أن ينتهي سائقهم من المرور على النقطة التي تفصلهم عن آخر منطقة وبدهاء المهرب مستغلا وضعه كسائق لرجل معروف وضع كل ثقته فيه وفي حرفنته بقيادة الشاحنات عبر الطرق الوعرة التي قلما يسلك فيها سائق عادي..
لكن النهاية تأتي عقب هذه النقطة التفتيشية الحدودية نتيجة مماطلة رجال الأمن فيها لأبي الخيزران الذي يحترق من داخله شفقة على هؤلاء الرجال الثلاث الراقدون في قعر خزان المياه المعتم الصدئ الملتهب كمقلاة فوق لهيب مرجل..
تنتهي الرواية بموت ثلاثتهم اختناقا داخل الخزان الملتهب وحسن تصرف أبي الخيزران سائق الشاحنة في استخراجهم من داخل فوهة الخزان واحد تلو الآخر وإلقاء جثثهم قرب حاوية القمامة رأفة بهم كي تراهم عيون جامعي القمامة فيقوموا بدفنهم خشية أن يصبحوا نهباً لجوراح طيور الصحراء...
لقد فقدوا الحياة التي غامروا بها من اجل لقمة العيش ومرارة وحسرة وألم أبي الخيزران بسؤال ملأ صداه فضاء الصحراء : لماذا لم يدقوا جدران الخزان؟ كناية عن إبلاغه بما آلت إليه حالتهم من الاختناق قبل بلوغهم حد الموت..وكأنه يلومهم على ذلك..
رجال في الشمس:
هي الصراع الشرعي المفقود / إنها الصوت الفلسطيني الذي ضاع طويلا في خيام التشرد، والذي يختنق داخل عربة الموت التي يقودها خصي هزم مرة أولى وقاد الجميع إلى الموت..
وهي كرواية لا تدعي التعبير عن الواقع الفلسطيني المعاش في علاقاته المتشابكة إنها إطار رمزي لعلاقات متعدد تتمحور حول الموت الفلسطيني وحول ضرورة الخروج منه باتجاه اكتشاف الفعل التاريخي أو البحث عن هذا الفعل انطلاقا من طرح السؤال البديهي " لماذا لم يدقوا جدران الخزان"
ربما كانت هذه الرواية القصيرة هي احد اثر الأعمال الأدبية العربية تعبيراً عن إرادة الشعب الفلسطيني قبل أن يتكامل هذا الفعل في إطار سياسي ،وهي بهذا المعنى احد المعالم الأدبية البارزة التي قدمت صورة عن التحول الفلسطيني والعربي في مرحلة ما قبل حزيران (يونيو) 1967م. إعداد المكتب الإعلامي - الجبهة الشعبية
الرواية صادرة عن مؤسسة الأبحاث العربية ش.م.م. عن ست طبعات كانت الأولى عام 1963 والسادسة عام 2005م.
كتب الراحل المناضل المبدع غسان كنفاني هذه الرواية في أوائل 1962 حين اضطر للاختباء في بيروت لأنه لم يكن يملك أوراقاً رسمية في فترة اشتد فيها القمع والملاحقة على اثر محاولة انقلابية فاشلة جرت في لبنان في حينه..
وقد ترجمت هذه الرواية إلى ثماني لغات أهمها الانجليزية والفرنسية والألمانية كما حولت إلى فيلم سينمائي أخرجه توفيق صالح بعنوان" المخدوعون" وقد فاز بعدد من الجوائز كجائزة مهرجان قرطاج في تونس كما قام فريق مسرحي فلسطيني بتحويل الرواية إلى نص مسحي عرض في مدينة الناصرة غير أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية أوقفت العرض كما قام الفريق المسرحي التابع لإذاعة كل من السويد والدانمرك بمسرحة الرواية..
رواية رجال تحت الشمس
القراءة:صدرت الرواية عام 1963 في بيروت فكانت العمل الفلسطيني الأول الذي يكتب التشرد والموت والحيرة ويطرحها كسؤال تاريخي. فرجال تحت الشمس رواية قصيرة تستلهم تجربة الموت الفلسطيني وتحيله إلى سؤال يتردد صداه في الصحراء الغربية.
تروي القصة حكاية ثلاثة فلسطينيين من أجيال مختلفة يلتقون حول ضرورة إيجاد حل فردي لمشكلة الإنسان الفلسطيني المعيشية حول الهرب إلى الكويت، حيث النفط والثروة :
أبو قيس : الرجل العجوز الذي يحلم ببناء فرقة في مكان ما خارج المخيم
أسعد : الشاب الذي يحلم بدنانير الكويت وبحياة جديدة
مروان : الشاب الصغير ذو الستة عشر عاما الذي يحاول أن يتغلب على مأساته المعيشية ، وخيبة أمل صغيرة تنمو في صدره عما اضطره إلى الهرب إلى الكويت فشقيقه في الكويت تركهم دون معيل لأنه تزوج ، ووالده ترك أمه ليتزوج بامرأة تملك داراً، فكانت فكرة اللجوء إلى الكويت ملحة ليساهم في إعالة العائلة ...
نصوص قصيرة من الرواية كنموذج لأسلوب وطرح الكاتب :أبو قيس:
"أراح أبو قيس صدره فوق التراب الندي، فبدت الأرض تخفق من تحته: ضربات قلب متعب تطوف في ذرات الرمل مرتجة، ثم تعبر إلى خلاياه..في كل مرة يرمي بصدره فوق التراب يحس ذلك الوجيب كأنما قلت الأرض ما زال، منذ أن استلقى هناك أول مرة، يشق طريقاً قاسياً إلى النور قادما من أعمق أعماق الجحيم ، حين قال ذل مرة لجاره الذي كان يشاطره الحقل / هناك في الأرض التي تركها منذ عشر سنوات........"
أسعد:
"عند صاحب المكتب الذي يتولى تهريب الناس من البصرة إلى الكويت..
• خمسة عشر دينارا سأدفعها لك؟ لا بأس ولكن بعد أن أصل وليس قبل ذلك قط.. لان الدليل الذي سترسلونه معنا سوف يهرب قبل أن نصل إلى منتصف الطريق! خمسة عشر دينارا ، لا بأس ولكن ليس قبل أن نصل..
• أنا لن أجبرك على شئ ..اعني انه إذا لم تعجبك شروطنا فبوسعك ان تستدير وتخطو ثلاث خطوات وستجد نفسك في الطريق..."
مروان:
• "قالوا أن سعر نقل الفرد الواحد خمسة دنانير
• خمسة دنانير هاهاها! كان ذلك قبل أن تزف حواء إلى آدم...يا ابني استدر واخط ثلاث خطوات وستجد نفسك في الطريق غير مطرود..
جمع مروان شجاعته كلها وحشدها في لسانه ، كل ما تبقى في جيبي لا يزيد عن السبعة دنانير ولقد كان يحسب قبل هنيهة انه غني ..أما الآن أتراه يستصغره؟
• ستأخذ مني خمسة دنانير وأنت مبسوط ..وإلا..
• وإلا ماذا؟
• وإلا فضحتك في مخفر الشرطة!
قام الرجل السمين صاحب المكتب ودار حول مكتبه ثم وقف أمامه وهو يلهث ويتصبب عرقا..حدق فيه هنيهة قاسه فيها من رأسه حتى قدميه ثم رفع يده الثقيلة في الهواء.......".
عرض:
تدور الرواية منذ بداية عرضها لشخصياتها المحورية حول هدف الوصول إلى الكويت بأي ثمن حتى لو كان عن طريق الهرب- أثناء تلك الحقبة- بدأً بمعاناة صعوبة رحلة آلاف من الأميال وصولاً إلى مكاتب التهريب مرورا بالتصدي قدر المستطاع لجشع أصحاب مكاتب النقل مهربي العمالة إلى هناك بغية تحقيق الحلم ..بالرغم من استحالة تحقيقه.. أصحاب المكاتب المسيئين استغلال ظروف المضطرين إلى الهروب إلى الكويت لطلب العمل والاسترزاق منه.. عبر الشاحنة التي أقلتهم كأصعب وسيلة نقل برية آنذاك وقسوة فصل الصيف الحارق البصرة في العراق ومنها إلى الكويت..
تدخل في سياق الرواية شخصية أبي الخيزران وهو رجل فلسطيني فقد رجولته أثناء حرب 1948 من جراء التعذيب... والذي يقوم بنقل العديد من العمالة المهربة عبر خزان شاحنته إلى الكويت مشجعا ركاب شاحنته بحكمة يرددها دائما كقاعدة معروفة وبديهية:
القرش يأتي أولاً ثم الأخلاق .. معللا جشعه حتى يقنع مهربيه أن لا يفاوضوا على قيمة النقل مهما كانت.. لان النتيجة هي الوصول والعمل والحصول على القرش..ومن ثم تحقيق الحلم..وبعدها تأتي الأخلاق
تمر الرواية بوصف الظروف التي مر بها كل من الشخصيات المحورية الثلاث أثناء نزوحهم من فلسطين إلى نقاط حدود ما قبل العراق أملاً في الوصول إلى الكويت.. ثلاثة شخصيات كل منهم يحمل مأساته في صدره كحجر صوان حارق محاولاً حمله إلى ينبوع ماء بارد يطفئ به جمر حريقه..هكذا هيئ لهم..
قام الكاتب بوصف حالة كل منهم ببراعة تامة مصوراً أحلامهم وكأنها شريط سينمائي يمر بهم في كل لحظة من لحظات احتراقهم بلهيب شمس يوليو (موز) وهم يستقلون شاحنة الموت ، وكأنها اخف وطأة من ظروفهم المأساوية التي ساقتهم إلى هذا الطريق ..فتهون عليهم لحظات الاحتراق تلك وكأنها بردا وسلاما مقارنة بما مر عليهم من ظلم طاغوت الاحتلال.. الذي أدى إلى ضنك المعيشة تحت نير الاحتلال.. تهون عليهم لحظات الاحتراق تلك إلى درجة تحمُّلِهم الرقود داخل خزان الشاحنة الملتهب كنار جهنم مدة ست او سبع دقائق بين كل نقطة تفتيش وأخرى بين الحدود إلى أن ينتهي سائقهم من المرور على النقطة التي تفصلهم عن آخر منطقة وبدهاء المهرب مستغلا وضعه كسائق لرجل معروف وضع كل ثقته فيه وفي حرفنته بقيادة الشاحنات عبر الطرق الوعرة التي قلما يسلك فيها سائق عادي..
لكن النهاية تأتي عقب هذه النقطة التفتيشية الحدودية نتيجة مماطلة رجال الأمن فيها لأبي الخيزران الذي يحترق من داخله شفقة على هؤلاء الرجال الثلاث الراقدون في قعر خزان المياه المعتم الصدئ الملتهب كمقلاة فوق لهيب مرجل..
تنتهي الرواية بموت ثلاثتهم اختناقا داخل الخزان الملتهب وحسن تصرف أبي الخيزران سائق الشاحنة في استخراجهم من داخل فوهة الخزان واحد تلو الآخر وإلقاء جثثهم قرب حاوية القمامة رأفة بهم كي تراهم عيون جامعي القمامة فيقوموا بدفنهم خشية أن يصبحوا نهباً لجوراح طيور الصحراء...
لقد فقدوا الحياة التي غامروا بها من اجل لقمة العيش ومرارة وحسرة وألم أبي الخيزران بسؤال ملأ صداه فضاء الصحراء : لماذا لم يدقوا جدران الخزان؟ كناية عن إبلاغه بما آلت إليه حالتهم من الاختناق قبل بلوغهم حد الموت..وكأنه يلومهم على ذلك..
رجال في الشمس:
هي الصراع الشرعي المفقود / إنها الصوت الفلسطيني الذي ضاع طويلا في خيام التشرد، والذي يختنق داخل عربة الموت التي يقودها خصي هزم مرة أولى وقاد الجميع إلى الموت..
وهي كرواية لا تدعي التعبير عن الواقع الفلسطيني المعاش في علاقاته المتشابكة إنها إطار رمزي لعلاقات متعدد تتمحور حول الموت الفلسطيني وحول ضرورة الخروج منه باتجاه اكتشاف الفعل التاريخي أو البحث عن هذا الفعل انطلاقا من طرح السؤال البديهي " لماذا لم يدقوا جدران الخزان"
ربما كانت هذه الرواية القصيرة هي احد اثر الأعمال الأدبية العربية تعبيراً عن إرادة الشعب الفلسطيني قبل أن يتكامل هذا الفعل في إطار سياسي ،وهي بهذا المعنى احد المعالم الأدبية البارزة التي قدمت صورة عن التحول الفلسطيني والعربي في مرحلة ما قبل حزيران (يونيو) 1967م. إعداد المكتب الإعلامي - الجبهة الشعبية