بــِــســـم اللهِ الرّحـــمـــنِ الرّحـــيـــم
أخي القارئ الكريم : قَد نَختَلِفُ في الأفكارِ و وجهات النّظر لكنّي أرجو أن يبقى حبلُ الإحترامِ و الودّ بيننا موصولاً غيرَ مُنقَطع .
السّياسة تياسة !
هذا الموضوعُ ليسَ سياسيّاً .. بَل هوَ مُجرّدُ خواطرَ أبثـّها بِصِفَتي إنساناً عربيّاً قرّرَ لسويعاتٍ تشغيلَ عقلِهِ .. و يرجو ألاّ يكونَ هذا القَرارُ خاطئاً !
عمليّةُ تَحريرِ العِراقِ Operation : Iraqi Freedom
وُلِدَ في الثّالث من كانون الثّاني (يناير) 1985 .. و قضى بِلُغمٍ أرضيّ في التاسع عشر من حزيران (يونيو) 2007
جوشوا س. مدجلنج, Joshua S. Modgling
Grandma, he said, I'm going to come home for you
جَدّتي, قال, سأعود إلى الوطنِ من أجلكِ
و لم يَعُد جوشوا !
لَم يتلقَّ سوى بطاقةَ واحدة في عيدِ الميلاد (Christmas), و هو يرقد على فراش الشّفاء أو الموت, بعد طلقةٍ واحدةٍ تلقّاها في الرّمادي
جوشوا سبارلنج, Joshua Sparling
Dear Soldier, have a great time in the war, and have a great time dieing in the war, P.S. DIE
عزيزي الجُنديّ, استمتع بوقتك في الحرب, و استمتع بوقتك في الموت بالحرب, خاتمة الرّسالة : متْ
الكلّ يحبّ جوشوا !
عادَ إلى بلَدِه بعدَ سنةٍ قضاها في مستنقع العراق .. لديهِ ابنتانِ يحبّهما و تحبّانه
جوشوا كولنز, Joshua Collins
و المُسلمونَ لديهم بناتٌ يحبّونهنّ و تحببنَهم
لكن لا يُبالي بغَيرِ بناتِهِ جوشوا !
معلومة قد لا تخفى عليكم ..
قَد يظنّ البَعضُ أنّ أحداثَ سبتمبر هي السّببُ في غَزوِ أفغانستانَ, لكنّي لا أجدُ أجهلَ ممّن يدّعي أن لها علاقَةً بغزوِ العراق (2003) !
و الحَقيقَةُ أنّ غزوَ العِراقِ و أفغانستانَ و ما بعدَهُما هو أمرٌ مُبيّتٌ مُنذُ زمن, و قَد جاءَ هذا في الوثيقة الخطيرة المُسمّاة : مشروع القـَرنِ الأمريكيّ الجَديد (the New American Century), الّذي قدّمهُ المُحافِظونَ الجُدُد لإدارةِ كلينتون في منتصَفِ التّسعينات, و قد ذكَر زعيمُ حرَكةِ طالبان كلاماً معناهُ أنّ الحربَ كانت ستقومُ على أفغانستان حتّى لو لم تحدُث أحداثُ سبتمبر, أمّا العِراقُ فلا حاجَة لأن نَذكُرَ أدلّة عدم علاقة غزوه بما باتَ يُعرَفُ بالإرهاب ..
و ليسَ يصِحّ في الأذهانِ شيءٌ * * * إذا احتاجَ النّهارُ إلى دليلِ !
كلّ ممنوعٍ مرغوبٌ
مُنذُ فترَةٍ بتُّ على قناعَةٍ تامّةٍ أنّهُ لَم تُشَنّ حَملَةٌ من الإساءَةِ و التّشويهِ مُنذُ عُقودٍ كَتِلكَ الّتي شُنّت و تُشَنّ على هذا الرّجُل .. فأصبَحتُ أكثَرَ حرصاً في التّعامُل مع الأخبارِ الّتي أتلقّاها من وَسَائلِ الإعلامِ المُختلفة خاصّة تلكَ الأخبار الّتي تتعلّقُ بالمُقاومة الإسلاميّة العالميّة ..
مؤخّراً سَمعتُ -كغيري- في وسائل الإعلامِ أنّ أسامة بن لادن قد أصدَرَ شريطاً مُصوّراً يَطلُبُ فيهِ منَ الأمريكيّينَ أن يقبَلوا الإسلامَ حتّى تنتَهي الحَربُ ..
ألهذهِ الدّرَجةِ نحنُ أغبياءُ في نَظر الإعلام ؟ الرّجُلُ غابَ 3 سنوات ليظهَرَ في دَقيقَتينِ و يقولَ كلمتينِ ثمّ يختفي !؟ ..
البارحَة -و رُبّما كرّدّةِ فعل- وَجَدتُ نفسي تلقائيّاً أبحَثُ بلهفَةٍ عَنِ الشّريط .. و لحُسنِ الحَظّ فقَد وجَدتُهُ على الإنترنت كاملاً بلا نُقصان .. فقد فَهِمتُ أنّه انتشَرَ رُغماً عن الأمريكيّين ! بجُهود أشخاصٍ أخفياء يعتبرونَ عملهم ضرباً من الجهاد الإلكترونيّ ! ..
فهمتُ أنّه في ليلَةِ النّشرِ أغلقت كلّ المواقعِ الإسلاميّة الّتي تُذيعُ أشرطةَ مؤسّسة السّحابِ إلاّ موقعاً واحداً أُغلِقَت بعضُ روابِطِه و ناضَلَ لتوفيرِ روابِطَ أخرى لأعضائه ! .. و فَهمتُ أيضاً أنّ كلّ روابِط تحميل الفيلم بجودَتِهِ العاليَةِ قد تمّ تَعطيلُها في ليلَةِ النّشرِ تلكَ ! .. و فوجِئتُ عندَ دخولي بأولئكَ المُجاهدينَ الإلكترونيّينَ و قد نجحوا في توفير مزيد من الرّوابط لهذا الفيلم تفوقُ عددَ تلكَ الّتي تمّ تعطيلُها ..
هيَ إذن حربٌ دارت رحاها على شبكةِ الإنترنت .. و هيّجت فُضولي أكثرَ و أكثرَ لرؤيَةِ ما يحويه هذا الشّريط ..
فعلاً .. حمّلتُ الشّريطَ و شاهدتُهُ مرّتين ..
لا أعتقدُ أنّي بعملي هذا أرتَكبُ المَحظور .. فقد جاءَ في الأخبار أنّ المسؤولين الأمريكيين يدرسون شريط الفيديو الجديد لابن لادن بحثا عن أدلّة حول حالته الصحيّة أو مكان وجوده أو ما إذا كانت هناك أيّة معانٍ خفيّة أو رسائل ضمنيّة في التّسجيل .. و أنا أيضاً يحقّ لي أن أدرُسَ الشّريطَ و أقرأ ما بينَ طيّاتِه ..
قراءة مُحايِدة مُتأنّية
The less you talk, the more you're listened to
~American Proverb
~American Proverb
كلّما قلّ حديثُك, كلّما أُصغيّ لك
~مثلٌ أمريكيّ
~مثلٌ أمريكيّ
1- المضمون العامّ
رسالة من (بن لادن) إلى الشّعب الأمريكيّ عن الحَرب و تداعياتِها على الطّرفين, يعرضُ فيها عليهم الحلّ (The Solution) كما يراه, الإصدار جاء في 26 دقيقة, أخفيَ منها في الإعلام -و للأسف- حوالي 24 دقيقة, صوتُ (بن لادن) قويّ و واضح خلافاً لما يُشاعُ عن تدهور صحّته و ما أشيعَ أكثر من مرّة عن .. وفاتِه !
2- حقيقة القوّة الأمريكيّة
خلافاً للصّورةِ النّمطيّة السّائدة في الأذهانِ عن القوّة الأمريكيّة في مختلف المجالات الإقتصاديّة و السّياسيّة و العَسكريّة إلاّ أنّ أمريكا في حقيقتها ضعيفة !, أذلّها -كما يقولُ (بن لادن)- 19 شابّاً و مُرّغَ أنفُها في التّرابِ في أفغانستانَ و العراق ..
3- الإعلام .. هل أدمنَ الكذب ؟
فهمتُ من خطابِ (بن لادن) أنّ الإعلامَ في مُجمَلِهِ اليومَ فاقدٌ للمصداقيّة, و يقلبُ الوقائع, حيثُ يسيطرُ عليهِ أصحابُ رؤوس الأموال و يُسيّرونه كما يشاؤون ..
كلامُ (بن لادن) مُقنع خاصّة لأولئكَ الّذينَ الّذينَ قرؤوا عَن الإمبراطوريّة الإعلاميّة العالميّة الّتي يُديرها (روبرت مردوخ), العجوز المُتصهين المُقرّب من المُحافظين الجُدد, و الّذي تصلُ وسائلُ إعلامهِ لأكثر من 70% من بيوت العالم عبر الأقمار الصّناعيّة و التّلفزيون و الكابل و الكتب و الجرائد و المجلاّت !
4- بوش .. الأحمقُ المُطاع !
لا يَصلُحُ لقيادةِ قَطيعٍ من الأغنام ! .. لَم يَقُلها (بن لادن) لكنّ هذه حقيقَةٌ واضحة ..
فبوش يُردّد بِصفاقَةٍ كلامَ المُحافِظينَ الجُدُد, و يَكذبُ دونَ أن يهتزّ لهُ طرف .. و يُحاولُ إقناعَ شَعبِهِ بأنّ الأمورَ تَسيرُ على ما يُرام في حربه على (الإرهاب) لجَعلِ أمريكا أكثرَ أمناً !! ..
بوش يُطمئنُ شعبَهُ حَولَ الحكومَة العِراقيّة فيما هوَ في الحَقيقةِ سَببٌ في الطّائفيّة و الحَربِ الأهليّة و يدعمُ طائِفَةً على حسابِ أخرى ..
أعجبتني عِبارةٌ وَصف (بن لادن) بها بوش .. حيثُ قال أنّه أصبحَ كَمن يَحرُثُ في البَحر .. لا يَحصُدُ إلاّ فشلاً !
يتبع.. إن شاء الله