دعا محيي الدين خالف المدرب السابق للمنتخب الجزائري لكرة القدم، إلى تمديد بقاء المدرب رابح سعدان مع الخضر، نظرا للالتزامات التي تنتظر المنتخب، وقال خالف إن نقطة ضعف الجزائر في نهائيات كأس العالم الحالية هي الهجوم، مقابل الروح القتالية للمدافعين.
وأكد مهندس ملحمة مونديال إسبانيا سنة 1982 أن المنتخب الجزائري كان سيتجاوز الدور الأول لو أن المونديال أقيم بعد شهرين، نظرا للصعوبات التي واجهت سعدان في التحضير، لكن الخروج من الدور الأول كان منتظرا؛ لأن الجزائر بعيدة عن مستوى التصفيات، واليكم نص الحوار.
- انهزم المنتخب الجزائري في آخر لحظة أمام الولايات المتحدة الأمريكية، هل الهزيمة مستحقة؟
• المباراة في نظري متكافئة إلى حد كبير، فقد أهدر منتخبنا فرصة حقيقية للتسجيل في الشوط الأول، ورد الأمريكيون بالمثل، في الشوط الثاني كان المنتخب الأمريكي أفضل على المستوى البدني وهذه نقطة قوته، أما الإصرار والصراع على الكرة والحماس فإن هذه الأمور لا تنقص المنتخب الجزائري.
إجمالا فقد عانى الأمريكيون قبل تسجيل الهدف، وكان بالإمكان الخروج من المواجهة بتعادل مشرف، لكن كما قلت التفوق البدني حسم الأمر.
- سعدان قال في نهاية المباراة إن الحظ أدار ظهره للمنتخب الجزائري، فما رأيك؟
• إن المنتخب الجزائري دخل نهائيات تظاهرة كبرى وهو غير مكتمل التحضير، أي غير جاهز لخوض مباريات قوية، أنا لا أنتقد تصريح المدرب سعدان فالرجل أدى الواجب بروح وطنية، لكن في اعتقادي أن الإرهاق سيطر على اللاعبين الجزائريين خاصة في الشوط الثاني، ولاحظنا أن السرعة في المرتدات الأمريكية قد خلقت متاعب لخط الدفاع الجزائري، إضافة إلى ضعف المبادرات الهجومية.
- من هو اللاعب الذي أثار انتباهك؟
• الحارس مبولحي كان رجل المباراة، وتألقه في هذه المواجهة يعني حجم الضغط الذي مارسه الأمريكيون على مرمى منتخبنا، هذا الحارس تحدى قلة التجربة وأبان عن مستوى كبير حينما أنقذ مرماه من ثلاثة أهداف على الأقل، وهو مكسب للمنتخب الجزائري.
- ما هو تقييمك لأداء المنتخب الجزائري في البطولة؟
• الخروج من الدور الأول من نهائيات بطولة كأس العالم كان منتظرا؛ لأن الجزائر بعيدة عن مستوى التصفيات، فبعد كأس إفريقيا تعرض العديد من اللاعبين لإصابات مختلفة، كما أن مجموعة منهم ليس لها رصيد من المباريات رفقة فرقها في بطولات الدوري الأوربية، أيضا فترة التحضير للمونديال كانت قصيرة، لهذا فالروح القتالية هي عزاؤنا في هذا الملتقى الكروي الكبير، خاصة في المباراتين الأخيرتين أمام إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية؛ المنتخب الجزائري خرج بشرف، وأنا لا أقصد ترتيبه ورصيده من النقاط، بل أداء لاعبيه الحماسي وقدرتهم على تجاوز الصعوبات، رغم لا أحد من اللاعبين سبق له أن شارك في نهائيات كأس العالم عكس لاعبي بقية المنتخبات.
- المنتخب الجزائري أظهر قوة دفاعية وضعف هجومي، هل هو نوع من الخلل؟
• في نهائيات كأس العالم لا بد من إيجاد منتخب متوازن الخطوط، إذا أردنا تجاوز الدور الأول، نحن نعاني من ضعف بيّن على المستوى الهجومي، لا نسجل أهدافا والأهداف التي سجلناها في المباريات التحضيرية أو في التصفيات المؤهلة لكأس العالم أغلبها من توقيع مدافعين، كبوقرة وعنتر وعليش وبلحاج، لقد كانت نقطة ضعفنا هي المبادرات الهجومية المحتشمة، علينا أن نبحث من الآن عن مهاجمين لخلق التوازن المفتقد بين الخطوط، وأظن أن المواهب الجزائرية موجودة.
- لكن سعدان تخلى عن اللاعبين المحليين واعتمد على المحترفين؟
• أظن أن المدرب وفق في اختياراته لأن تظاهرة بحجم كأس العالم تحتاج إلى اللاعب الجاهز، في نظري لو أن بطولة كأس العالم تأخرت عن موعدها لبضعة شهور لكان المنتخب الجزائري في أحسن أحواله.
- لو كنت مسؤولا بالاتحاد الجزائري لكرة القدم هل ستحتفظ بسعدان مدربا للمنتخب؟
• لو كنت أملك سلطة القرار في الاتحادية الجزائرية لما غيرت سعدان، فالرجل يملك تجربة ميدانية كبيرة، كما يعرف نقاط قوة وضعف اللاعبين الذين التحقوا بالمنتخب قبل شهر من انطلاقة المونديال؛ وأمام الجزائر تصفيات قريبة، وعلى سعدان أن يدعم المنتخب بستة أو سبعة لاعبين، خاصة في خطي الوسط والهجوم، الحمد لله لدينا ملامح منتخب للمستقبل.
