مانويلا المصري
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 12 جوان 2008
- المشاركات
- 361
- نقاط التفاعل
- 6
- النقاط
- 7
كان يا مكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان , مملكة تسودها إمرأة ذات جمال فتان , صاحبة جند وخدم وحشم و أعوان , وكانت لها أحلام ,
وهي أن تبقى شابة على مدى الزمان , لا تجاعيد تكسوا الوجه الفتان ولا عينان تذبلان , فتأ كل وتشرب أحسن الطعام , وما به فائدة للجلد والعظام ,
وكان لها بستان , لا تعلم بدايته من نهايته فتجري وتلعب به وتبتعد عن الأحزان , فلا يأتيها الكسل و الضعف العام, وكانت مغرورة بنفسها مثل الغربان,
وتحب ان تكون سيدة هذا العصر الرنان , لا تكفيها ثروتها التي بحوزتها وتطمع بمال العامة والايتام , وتفضل نفسها عن جميع الناس ولاتقبل على نفسها الحرمان.
لكن رغم كل ذلك لديها مشكلة وهي أنها تشعر بالكبر بعد مرور كل عام, رغم استعمالها لطرق أنواع التجميل التي كانت تعتقد أنها ستعيدها صغيرة ولكن سرعان مابدأت علامات الكبر تظهر على وجهها الفتان , وهذا ماجعل حياتها تذهب للأسوء ويصيبها الجنا , فأصبحت تغضب كثيرا والعمر بدا لها قصيرا , فلم يعد يعجبها أي شخص واصبحت تقتل كل فتاة أجمل منها ,
حتى صل بها الحال بقتل كل فتاة تولد منذ الصغر كي لا تفوقها جمالا عند الكبر , وأمرت خدمها بغسل وجوههم بماء النار كي لاتظهر علامة الجمال في وجوههم فتنهار, وتأمر خدمها من الرجال أن يحموها من أي خطر وأي أقوالٍ تقال , تأكل أجود انواع الطعام عنبٌ تفاحٌ رُمان , لكي تبقى أجمل الناس في ذلك الزمان .
وبعد فترة قصيرة علمت بوصول إحدى أميرات البلدان , فحضرت أجود انواع الطعام, وجهزت جيمع الخدم والفرسان,
ووصلت الأميرة جِنان , ووراءها خدم وحشم وغلمان , تزهو بجمالها الفتان , وجائت الملكة المغرورة تلقي عليها السلام , وتفاجأت بجمال الأميرة الذي بلغ العنان !!!
وبدأت الغيرة تأكل جسدها , وفكرت بذكاء و دهاء قتل الأميرة التي تفوقها حسناً وبهاء , ولم تستطع أن تأمر الأميرة بما تريد لأنها ليست من خدمها ولا إحدى الفرسان,
ووصل الخبر للأميرة جِنان عن كل مافعلته الملكة المغرورة بالفتيات الغلمان , فقررت الرحيل بأسرع وقت كي لا يقتلها كيد تلك الفتاة المهووسة بالجمال و الفتان , ورحلت دون علمها
واطمأن قلبها لنجاتها , وعندما علمت الملكة المغرورة برحيل الأميرة الحسناء, أصابها الإكئاب الشديد وقررت السكن في برج عالي التشييد كي تعيش به وحيدة مع خادماتها والغلمان ,
تبتعد عن غيظ العالم الذين أصبحوا يرمون لها الكثير من التهم والوعود والأفتان, لأنه بعد كبرها لم تعد تملك قوتها العمياء وجشعها الطماع الذي أبادت به جميع نساء بلدتها
وكل فتاة تملك جمال وبهاء , وظنت أنها ستبقى حية ترزق ولا أحد يستطيع قتلها ولا الإقتراب منها وأنها سوف تبقى الأجمل بالنسبة لخادماتها المشوهات, ولكن فجأةً!!!!
وبدون علمها , وهي نائمة مطمئنة لحكمها , تظهر أفعى شنعاء دون سابق إنذار وتلسع تلك الملكة الحسناء, وتقتلها مع جشعها وغرورها الذي لم يرى مثله في ذلك الزمان,
وتنهي قصة ملكة عاشت وهي تحلم بأنها ستبقى أجمل نساء الأرض على مر السنين والأعوام .
انتهت