تشير المعطيات الأولية عقب انتهاء عملية التصحيح الأولى لامتحان شهادة البكالوريا بمختلف المراكز الوطنية، إلى إمكانية تسجيل نسبة نجاح قياسية هذا الموسم تتراوح بين 62 إلى 65 بالمائة، بالنظر إلى العلامات المرتفعة التي حصل عليها المترشحون في مختلف مراكز التصحيح.
أفضت عملية التصحيح الأول لامتحان شهادة البكالوريا هذا الموسم إلى حصول نسبة كبيرة من المترشحين الذي تجاوز عددهم النصف مليون تلميذ، حيث تشير الإحصائيات الأولية الواردة من مختلف مراكز التصحيح، أن النسبة الأكبر سيتحصل عليها التلاميذ الذين اجتازوا الامتحان في الشعب الأدبية، حيث حصل هؤلاء في مختلف مراكز التصحيح على علامات قياسية في المواد الأساسية كالفلسفة والأدب، وتشير مصادرنا إلى حصول العديد من التلاميذ على علامة 18 من 20 في الفلسفة والأدب، وهي علامات لم يسبق وأن حصل عليها الأدبيين من قبل، ويأتي المترشحون في الشعب العلمية، ثانيا من حيث نسب النجاح، حيث حصل هؤلاء على علامات مميزة في العلوم الطبيعية بصفتها مادة أساسية بمعامل كبير، ثم تأتي ثالثا فئة مترشحي شعب الرياضيات والتسيير والاقتصاد.
وعلى سبيل المثال، ذكرت مصادرنا أن المصححين ببعض مراكز الجنوب تفاجأوا هذه المرة بالعلامات التي حصل عليها المترشحون في التصحيح الأول، حيث حقق الأدبيون وعكس جميع التوقعات نسبة 40 بالمائة فوق المعدل بالنسبة لمادة الفلسفة و80 بالمائة نجاح بالنسبة للعلميين في مادة الفلسفة، أما التاريخ والجغرافيا فقد حصل المترشحون على نسبة نجاح تجاوزت 65 بالمائة بالنسبة للأدبيين والعلميين، فيما بلغت نسبة النجاح في مادة الإنجليزية 50 بالمائة بالنسبة للعلميين و30 بالمائة للأدبيين.
وحصل المترشحون بمراكز الجنوب على أكثر من 80 بالمائة فوق المعدل بالنسبة لمادة الأدب العربي سواء للعلميين أو الأدبيين، ليحقق 50 بالمائة من العلميين في مادة الفيزياء علامات فوق المتوسط، و90 بالمائة في العلوم الإسلامية بالنسبة للأدبيين، أما أضعف نسبة 25 بالمائة فقط حصل عليها المترشحون ''علميون وأدبيون'' في مادة اللغة الفرنسية، أما الرياضيات فقد حقق العلميون 35 بالمائة نسبة نجاح فيما حصل الأدبيين على 30 بالمائة فقط.
وتشير مصادر أخرى إلى أن بعض مراكز الجنوب حققت نتائج كارثية بعد انتهاء عملية التصحيح الأولى، حيث حصل عدد كبير من المترشحين على علامات ضعيفة في المواد الأساسية وهو ما يؤثر على نسبة النجاح الإجمالية، حيث تم تسجيل نتائج دون المتوسط إلى ضعيفة في اللغات الأجنبية فرنسية وإنجليزية، إضافة إلى نتائج دون المتوسط في الرياضيات، كما سجلت معدلات جيدة في الفلسفة والأدب العربي والعلوم الإسلامية، وبقية المواد فإن نتائجها حسنة على العموم وبالتالي فإن المعدل العام المتوقع بين 49 بالمائة إلى 56 بالمائة بولايات الجنوب.
وتعكس المعدلات المسجلة في بعض مراكز الجنوب حجم المشاكل التي يعانيها تلاميذ الجنوب في التحصيل العلمي ونوعية التأطير البيداغوجي التي استمرت لسنوات عديدة، دون أن تجد السلطات الوصية حلا لهذا الإشكال، كما تعكس هذه النتائج المحققة تلك التي تم تسجيلها في امتحان شهادتي الابتدائي والمتوسط، حيث حصلت أغلب ولايات الجنوب على المراتب الأخيرة.
وفي مراكز الغرب، تشير مختلف المعطيات إلى تسجيل علامات جيدة بالنسبة لجميع الشعب خاصة العلميين منهم، الذين حققوا نقاطا مميزة في المواد الأساسية، أما الأدبيون فقد حصلوا على نقاط فوق الجيدة في مادة الفلسفة، وبحسب نفس المعطيات فإن دفعة هذا الموسم ستكون نموذجية مقارنة بدفعة الموسم الماضي التي حققت 48 بالمائة فقط نسبة نجاح، كون دفعة الموسم الماضي اعتبرت آخر دفعة تعليم أساسي.
وفي مراكز العاصمة التي تم بها تصحيح أوراق مترشحي تيزي وزو وبشار وغرداية وتمنراست فإن المعطيات الأولى تؤكد أن النتائج معتبرة، حيث هناك من حصل على علامات 20 من 20 في التاريخ والجغرافيا، أما مترشحي اللغات فأقل نقطة هي 12 من 20 وهو ما جعل المصححون يستبشرون خيرا في الأيام القليلة المقبلة عند انتهاء مرحلة التصحيح والدخول في المداولات لإعلان النتائج.
وتم تصحيح أوراق امتحان مترشحي العاصمة بتيزي وزو، وتؤكد الأرقام الواردة من بعض رؤساء المراكز أنه تم تسجيل نتائج فاقت كل التوقعات بعد انتهاء التصحيح الأول، وهو ما ينبئ بحصول ولايات الوسط على نسبة نجاح إجمالية تفوق 62 بالمائة.