- إنضم
- 12 سبتمبر 2009
- المشاركات
- 2,416
- نقاط التفاعل
- 40
- النقاط
- 82
- العمر
- 34
بعض المقاطع من يومياتيـ،،،،
يوميــــ chemssou007 ــــــــات
يوميــــ chemssou007 ــــــــات
ننتظر اقتراحاتكمـ آرائكمـ و انتقاداتكمـ على السكايبـ الخاصـ بيــ
chemssou007
تحيــة إلى الأستـاذة "أ.شـ"
حتى قبـلـ أنـ تأتــيـ لتدريسنـا، كنـا نسمعـ عنـ مدى قسوتها على التلاميذ و استعمالها لبعضـ أساليبـ الاهانة و الضربـ، ، فكـانـ الكلـ فيـ المدرسة يخشاها و يسعى جاهدا تجنبـ أنـ يكونـ تلميذا لديـها، فأصبحتـ الإدارة مكتظة بالأوليـاء و كانـ قليلا ما يحصلـ ذلك،، فلا ريبـ هناك شيء لنـ يسرنا سيحصلـ عما قريبــ،،،
قامتـ الإدارة بتوزيعـ أوراقـ مستطيلة بيضـاء على كافة التلاميذ، عندمـا تحصلتـ على ورقتيـ قمتـ بقراءتها... نعمـ انه مستند اختيار اللغة الأجنبية (الفرنسية أو الانجليزية) و بمـا أننا كنـا متفقينـ بإجماع أنـ نختار كلنا الفرنسية باعتبار الانجليزية لغة صعبة جدا _هذا ما كنا نعتقده_ فقد بدأنـا فيـ جلبـ الأقلامـ كيـ تبدأ عملية تزوير الإمضاءات، لكنت المدير قد تفطنـ للأمر و حذرنـا من فعلـ هكذا أشيـاء لأننا سنندمـ كثير على حسبـ قوله، و أردفـ قائلا أنه يجبـ على الولي إمضاء الورقة و منـ يغشـ سيقومـ المدير شخصيـا بتنفيذ عقوبة بحقه تتمثلـ في "الفلاقة".
أصبحنـا نرتعد خوفـا منـ ذلك المدير الهزيلـ الذيـ كنـا طوالـ ستة سنواتـ في الابتدائية نعتقد أنه سيموتـ بسببـ سوء التغذية لا ريبـ، وضعنـا الأوراقـ فيـ محافظنـا و توجهنا إلى المنزلـ، حيثـ انتظرتـ أبي ربعـ ساعة قبلـ أنـ تنتهيـ ساعاتـ عمله اليومية، و ما أنـ شاهدته يلج البابـ حتى قمتـ بإطلاق التحية عليه على عجلـ طالبا منه الإمضاء على الورقة.
الشيء الوحيد الذيـ لمـ أشاهد ابيـ يفعله يومـا خلالـ 15 سنة راقبته فيها، هو الإمضاء على الورقة دونـ الاطلاعـ عليهـا، بلـ بالعكسـ كانـ يتأكد من كـل نقطة و سطر حيثـ كانـ الإمضاء هو آخر ما يفعله، أخذ الورقة و بقيـ ينظر إليها محركـا شفتيه متمتما، كنتـ أعلمـ جيدا أنه إن وجد كلمة صعبة في الورقة سيقومـ بسؤاليـ، لأنـ لا يحبذ القراءة بالعربية، حتى أنـ بحوثه الجامعية أقامها باللغة الفرنسية.
بعد دقائقـ معدوداتـ "نلقا في السيد خير اللغة و مضى" و أنـا آخر من يعلمـ، فاستفسرتـ عما فعله فقالـ ليـ بلغة فيها القليلـ من الحزمـ "انك ستدرس الانجليزية، أما الفرنسية فليس هناك مشكل إذ كنا نتحدث بها جميعا تقريبا في العائلة و مع الوقتـ ستتقنها، أما الانجليزية فلا يتقنها أحد منا جيدا و عليك تعلمها".
بعدـ قوله هذا اقتنعتـ بسداد رأي أبيـ و حضرتـ نفسيـ من الآنـ أنني سأتعلمـ الانجليزية، غير أنه في ذلك الوقتـ كانـ هناك سؤالـ أطرحه على نفسي بشدة "اذا وضع أمامي كتابين واحد بالفرنسية و الآخر بالانجليزية كيف سأفرق بينهما و أعلم هذه اللغة من أخرى خاصة أنهما الاثنينـ حروفهما متشابهة"، و معـ الوقتـ استنتجتـ أنـ ذكائي عند طرح هذا السؤالـ الغبيـ كانـ معدومـا.
أرجعنـا تلك الأوراقـ ممضية منـ عند الوليـ (طبعا)، و بعد جمعها منـ طرفـ المعلمـ "...." أنـ الأسبوع القادمـ ستأتيـ الأستاذة "أ.ش"، حيثـ أنها ستكونـ أستاذنا الدائمة لثلاث سنوات متبقية لنا في الابتدائيـ، فـاصبحـ البنـاتـ يبكينـ و يندبنـ حظهن التعيسـ بسبب قدوم هذه الأستاذة الشريرة، و فضلـ مجموعة من التلاميذ تغيير القسمـ تماما كيـ لا يكونـ تحتـ امرأة هذه الديكتاتورة التـي لا شك ستطبقـ علينا نظامـ "'تقرا ولا تديـ الكفـ".
حانـ موعد قدومها يومـ الخميسـ الساعة العاشرة و الربعـ، رنت الجرسـ و خرجنـا لنأكلـ اللمجة و نستريحـ و نلعبـ ، غير أننا لمـ نفعلـ أيا منـ هذا بلـ أصبحـ كلـ شخصـ "حاكمـ شوكا و صابر" تحسبا لقدومـ هذه الأستاذة التيـ قيلـ عنها الكثير، إلا أننـا قبلنـا و منـ غير تردد نصيبنـا اليوميـ من الشوكولا التي كانت تقدمه لنا إحدى الزميلاتـ، انتظرنـاها لمدة نصفـ ساعة و لمـ تأتيـ فجاء الحارسـ طالبا منـا الخروجـ و الذهابـ للمنزلــ.
الأسبوع القادمـ نفسـ الشيء، لمـ تظهر و لمـ تأتـ، و بالمناسبة كانتـ إحدى زميلاتنا و اسمها "..." و هيـ من صديقاتيـ المقربـاتـ فقد كنـا معا كزملاء دراسة منـ أولـ مرة دخلنا للابتدائية إلى أنـ اجتزنا شهادة الباكالوريا بنجاحـ، كانتـ هذه الفتاة البريئة تطلبـ منا أنـ نقومـ بصلبـ أصابعنـا أيـ لفـ الأصبع الأوسط بالسبابة و لا نتكلمـ و ندعوا الله غيبا ألا تأتيـ هذه المعلمة.
و كنـا لا نجرأ أنـ نفلتـ أصابعنـا، لأنها إن رأتنا هذه الفتاة فستوسعنـا ضربا مهددة إيانا بعدمـ اللعب معنا وقت الاستراحة، فكانـ الأمر أشبه بحكم الإعدام فانـ لمـ نلعبـ معها، مع من سنلعبـ ؟ "مع قدور؟"، إضافة أنـ هذه الطريقة قد نجحتـ أو أننا على الأقل صدقنا أنها كانتـ ذات مفعول أكيد.
بعد الأسبوعـ الرابعـ بدأنا نظنـ أننا لنـ ندرس هذه اللغة أبدا، "جاتنا كيـ العسلـ"، غير أنـ بعض الظنـ إثم حيثـ شاهدنا فتاة في العشرينيات من عمرها، جميلة إلى حد لا يصدقـ غير محجبة و تلبس لباسا غربيا تتقدمـ نحونا بخطى ثابتة... يا للهولـ إنها معلمة الانجليزية، صرنا نتطاير فرحا أن منحنا الله موعدا مع الجمال كل خميس لمدة ساعتينـ، فحتى سفلة القومـ الذينـ كانوا يفضلون المقاعد الأخيرة في الصفـ أصبحوا يطالبونـ بمقعد أماميـ، أحدهمـ بحجة أنه ضعيفـ النظر و الآخر أنه قصير ...الخ.
غير أنـ كلـ ما قيلـ عليها كانا صحيحـا، طلبتـ منا أنـ نمسحـ لها الكرسي و المكتبـ و الصبورة قبلـ كل حصة و ألا تجد ذرة طباشير واحدة و أنـ نحافظ على نظافة القسمـ، و أخبرتنا بالنظامـ العدلي و القضائي الخاص بها، فكانـ نظامـ "فيدالـ كاسترو" يبدو أمامها هينا و رحيما و غير ذيـ قيمة، فمنـ بينـ العقوباتـ أنـ نجمع أصابعنـا في كتلة واحدة و إذا قمنـا بفتح أيدينا عند نزولـ العصا ستضاعفـ الضربة بضربتينـ، الكفـ على الخد الأيمنـ و الأيسر، و في الصباح الباكر منـ أكرمـه الله بعقوبة فعليه أن يبلل يديه أولا في الماء البارد لكيـ تصبحـ أعصابك أكثر تحسسا للألمـ و أكثر منـ ذلك أنه من يتعدى الحدود ستنزعـ ملابسه و تحمله المعلمة و تطوفـ به الأقسامـ و هو في هذه الحالة المزرية، بعد سماعنا هذا بدأنـا نتهامسـ و نتمنى أن تكونـ صاحبة هذه العقوبة فتاة.
المهمـ، بعد بدء الدراسة وجدناها صارمة قليلا، لكنها فعلا تجسد الثقافة الانجليزية بجمالها الأخاذ و شعرها الأصفر المموج و طريقة جلوسها في المكتبـ و حتى طريقة تدريسها لنـا، بدأتـ أتقربـ منها كتلميذ مجتهد و كانتـ هي أولـ من اكتشفـ بلاغة لسانيـ في اللغة العربية، حيثـ كانتـ تطلبـ منيـ أمامـ صديقاتها بعد انتهاء الحصة، الحديث عن أي شيء بشرط أن يكونـ باللغة العربية الفصيحة، مع الوقتـ أصبحت ترافقني للمنزلـ حيثـ أننا نسلك نفس الطريقـ ، أصبح من الواضح أن احترامنا لبعضنا زاد بشكل كبير، غير أن هذا لمـ يمنع أنـ آخذ أيضا الضربـات داخلـ القسمـ مسببة ليـ بعض الجروح في الإبهام.
لقد درستني بشكل رائع، و بفضلها أصبحتـ أتقنـ الانجليزية اليومـ فشكرا جزيلا لكـ يا معلمتي، و اليوم الذي تأكدتـ فيه أنها تهتمـ لأمريـ هيـ حينـ انتهتـ الحصة و كانتـ تصادفـ يومـ عيد ميلاديـ و أيضا عيد ميلاد المسيح، فأخبرتني أنـ أنتظرها خارجا كالعادة، فمشينـا معا متحدثينـ كالعادة في أمور علمية أو ثقافية و عند وصولنا أمـام منزلي أعطتني كيسا اسودا و طلبتـ مني ألا أفتحه حتى تبتعد هي، فوعدتها متسائلا ماذا يوجد داخلـ هذا الشيء، علمـا أنها اعطتيني يوما كيسا فاتضح أنها قد قامتـ بسرقة _إن صح التعبير_ محفظة احد التلاميذ الذي رماها بصخرة أسالت الدم في رجلها.
بعد أنـ ابتعدتـ دخلتـ المنزلـ فتحتـ الكيســ، فوجدتـ بعضـ أصابع الشوكولا و تحتها شيء سميك مغلفـ بأغلفة الهدايا المعتادة، فعرفتـ أنها هدية عيد ميلاديـ فاحترتـ و خجلتـ كيفـ سأقابلها المرة القادمة بعد ن علمتـ جازمـا أنها تحترمني كثيرا، مزقت الغلافـ فماذا أجد؟؟ كتابينـ ضخمينـ أحدهمـ للشاعر "حسانـ بنـ ثابتـ" و الآخر للشاعر "أبو تمامـ"،ففرحتـ بهما كثيرا خاصة أنني كنت جد مهتمـ بدراسة الشعر الجاهلي أيام كنت في الابتدائية، و قد كتبتـ لي رسالة خاصة جدا في ظهر الكتاب الأولـ جعلنيـ أشعر بالفخر و خاصة أميـ ليـ "ولاتـ تشطح بلا محارمـ" .
شيء آخر جعلنيـ أحترمـ هذه الأستاذة، هو زيارتها ليـ عندما أمرضـ حيثـ كانتـ تأتيـ للمنزلـ لتعطينيـ الدروسـ التي تغيبتـ عنها و أثر منـ ذلك و الذيـ جعلني متأكدا و قطعتـ الشك باليقينـ عندما أخبرتنيـ أنها حاملـ "من زوجها طبعا" و أنها ستسميـ الجنينـ إذا كانـ ولدا باسمي أنا،" شمس الدينـ" فهذا جعلنيـ أقدر نفسي كثيرا و احترمـ أستاذتي أكثر.
إضافة أننيـ تيقنتـ من شيء "عندمـا ينظر إلي الكبار بنظرة إجلال و تقدير فلا شأنـ ليـ كيفـ ينظر إلي الصغار'.
أخيرا تبقى هذه الأستاذة احد معالميـ التيـ أخذتـ منها الكثير و لن أنسى فضلها ما بقيتـ روحيـ في هذا الجسد الباليـــ،،
لقد حاولتـ اختصار هذا الجزء قدر استطاعتيـ فأرجوا منـ الأعضاء عدم التذمر بسببـ طولـ الموضوع رجاءا.
بعض المقاطع من يومياتيـ،،،،
يوميــــ chemssou007 ــــــــات
يوميــــ chemssou007 ــــــــات
آخر تعديل: