رياح الخريف
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 22 جوان 2010
- المشاركات
- 433
- نقاط التفاعل
- 1
- النقاط
- 7
بسم الله الرحمن الرحيم
هروب وردة 000000
ذات يوم قررت الرحيل والتخلص من الهموم
قررت أن اعبر صحراء السموم
والتقي بكثبان الرمل الكثيف وارتعد فوق الهموم
فنظرت إلي أقسا الغروب فوجدت وردة تكاد تذوب
من حر الصحراء وعرق الخدود
فأسرعت إليها من غير شعور وكأنها تستنجد بي من بين الوجود
أسرعت إليها بكل حنين ونزعت عن أوراقها الغبار الكثيف
أنستني همي الذي كنت هارب منه من غير رجوع
حضنتها بكلتا يدي وحجبت عنها نور الشمس الشديد
واعتصرت قلبي وسقيتها من دمع العين بكل هدوء
فنمت وترعرعت وأصبحت وردة سحرية
وأصبحت كلما رأتني أضفت على الكون عطرا وحنية
نسيت نفسي على أعتابها وكأنها حورية
صرت لها الدواء والبلسم والوجود
كنت لها الربيع في عز الصيف المحرق
والصباح الندي في عز الشتاء العاصف المرعب
أحببتها ونسيت نفسي على أبواب عشقها
كنت أريد أن اجعل منها وردة حقيقية
والبسها لون الطهر والعفافية
أردت أن تكون نجمة في فضاء الدنيا المظلمة المفترية
واصنع من عطرها عبقا يباع كل عشية
واصنع من أوراقها الناعمة مكانا للأحلام الوردية
نسيت نفسي على أعتابها وانقضت بسرعة قصية
ولكنا فجأة أصبحت حورية شرقية
معروفة بجمال وجهها البيضاء وعيونها الخضراء الندية
أصبح الناس يعشقونها من نظرة أو حتى من سمع بتلك الجورية
وأضفت على المعجبين والمحبين سحرا
ونست تلك اليد السخية
الذي بذلت كل ما بوسعها من اجل أن تكون في جنة فضية
وتنار بلذة القرب ممن كان له القلب سميا
نستني ونست دمع العين التي سقيت بها جذورها الطرية
لم أكن أريد الرحيل يوما
ولكنها أصبحت تراني ربيع بلا زهور
وشتاء ممحل قحط لا خير فيه ولا نديا
فضلت أن أكون بعيدا وحكمت علي بالرحيل
لم اغضب يوما لفرقتها ولكنها أصبحت جزءا من قلبي الحزين
وبينما مضيت أسير في وسط صخب الحياة الشديد
وظلمة الليل الشديد وحر الشمس والحريق
رأيت زهرة وأي زهرة تلوح كأنها اللؤلؤ والياقوت
زهرة جميلة وضائة من غير حدود
ولكني رأيت الحزن يعتري إزهارها وكذالك الذبول
واليأس يمكث على أبوابها وكذالك الدموع
فأسرعت إليها كمجنون بلا حدود
سقيتها من ماء قلبي من غير أستاذان ولا وعود
فرايتها انتفضت كأنها عصفورة تطير
حلقت بسماء الحب عاليا
ولحقتها بكل هدوء
وبعد حين عادت وقد كسر جناحها الصغير اللطيف
ضمدته بكل حب وحنين فنظرت بي واهتزت بكل حنين
فكرت أن امزج بين عطر الورد والزهر الجميل
وان اصنع من رحيقهما عسلا يشفي الهموم
وبلسما يداوي جراح القلب الحزين
ونورا يضيء القلب الأعمى الموجوع
فكرت أن امزج بين الطيبة والحنية
بين الكبرياء والحياء
بين الحب والألم
بين المحب والكاره اللئيم
وان اصطنع من كل هذا عطرا
يضفي على العالمين السكينة والهناء
ويجعل للقلب سؤدد وضياء
ولكن للورد أشواك ناعمة
ا أصبحت سكاكين حربية تقطع قلبي بلا شفقة ولا حنية
وإما الزهر فهوا واقع في أوهام الحرية
ومستعمر من كل الفراشات البرية
وكلما أردت أن اجعل منهم قمرا منيرا
قالوا نخاف عليك من شدة العطر زكاما بعيدا
وان للصيف حر وللهواء برد عليل
لم اعرف ما أقول إلا أني خسرت عطر الجنان
كنت أود أن اصطحب الورد والزهر إلي جنة الخلد ببقية
ولكن كسر الطريق وانهزمت دوافع الطيبة والحنية
وصار يطلق عليه حب و وئام وضحية
عجبا من الورد كيف يقدر رغم كل رقته الندية
أن تظهر أشواكه فجأة وتدمي القلب بكل شفوية
وعجبا من الزهر كيف يضفي أسير الحب من غير آسية
وان يجعل من الصيف بردا وشتوية
00000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000
فقررت أن أكمل رحلتي ولا انتظر تلك الحورية
فذاك وهما ولكنه عاش في كل جسمي وعينية
ارجوا أن ينال الورد اعتناء الملوك
وان يحضى الزهر بمن يحب ويلقى السعادة الحقيقية
وأنا سوف ارتحل والقي عليكم السلام يوما
وأعود لألملم جراحكم واشفي أوجاعكم
وأسقيكم من بحر الحب كأسا يعود فيكم إلى جنة السلام والخلود
هذا إنا وهذه نفسي
فانتم الدر المكنون
أدام الله طيبتكم وأعطاكم من غير حدود
وأدخلكم جنة الخلود