الشيخوخة .. مصير وتحديات

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

أبو هيثم

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
6 نوفمبر 2007
المشاركات
1,334
نقاط التفاعل
6
النقاط
37
geria.jpg
الشيخوخة .. مصير وتحديات

الإسلام أوصى برعاية المسنين لأنالشيخوخة من أهم المشكلات التي تواجه الإنسان في العصر الحديث

* الشيخوخة واحدة من أهم المشكلات التي تواجهالإنسان في العصر الحديث، فمع تقدم الطب وعلومه واستعمال العقاقير الحديثة، أصبحبالإمكان القضاء على كثير من الأمراض، وتقدمت سبل الوقاية من الأمراض، مما أدى إلىرفع معدل العمر الوسطي للإنسان، وازدياد عدد المسنين زيادة كبيرة. وباتوا يشكلوننسبة مهمة من المجتمعات لها مشاكلها وهمومها وآثارها على المجتمع. واحتلت الشيخوخةمكاناً بارزاً في لائحة اهتمامات الأمم والشعوب والحكومات. إلا ان الدول النامية،ومنها عالمنا العربي والإسلامي، لم تعط اهتمامها الكافي بعد لهذه المشكلة المهمة. وهذا أمر مؤسف للغاية، إذ لا نكاد نرى دراسة أو بحثاً جدياً موجهاً نحو هذاالموضوع، في الوقت الذي أخذ فيه هذا الموضوع من اهتمامات الدول المتقدمة حيزاًكبيراً، فوضعت للشيخوخة برامج وخطط حكومية، وأجريت حولها البحوث والدراسات، وأقيمتلأجلها المشافي والدور الخاصة، وتفردت الشيخوخة باختصاص متميز يختص به الأطباء فيالعديد من دول العالم يسمى «طب الشيخوخة».
ولعل السبب في عدم الانتباه لموضوعالمسنين والانشغال عنهم، هو ما يجده المسنون في المجتمعات الشرقية من الرعايةوالاحترام والعناية من قبل العائلة، بحيث لا يشكلون مشكلة اجتماعية كبيرة، ولايزالون قادرين على لعب دورهم الاجتماعي في الحياة، في ظل التعاليم السماويةوالعادات والتقاليد التي تجلهم وتدعو لاحترامهم.
لكن اتجاه مجتمعنا نحو التصنيع،وتأثير العلم والتكنولوجيا عليه، وما بدأ يظهر من هجرة سكان الريف إلى المدينة،وتضخم المدن وما يظهر من تغيرات في العادات والتقاليد، وبداية تفكك الروابط الأسريةوالأواصر العائلية.. كل هذا يجب أن يحفزنا على الإعداد الكافي لمواجهة ما قديلاقينا من مشاكل مستقبلية في هذا المجال.
ما هي الشيخوخة؟، تظهر الشيخوخة عندالناس بشكل تدريجي، وتختلف سرعة ظهورها من إنسان لآخر، مما يجعل العمر الحيويمختلفا مع العمر الزمني. ففي حين نجد بعض الناس شيوخاً عاجزين في سن الستين، نجدآخرين شباناً نسبياً في الثمانين من العمر. ولهذا فإن المعايير التي تصنف الأشخاصالمسنين كجماعات وزمر معينة حسب العمر، كأن نقول إن الشيخوخة تبدأ بعد عمر 60 سنةأو 70 سنة، إنما هي معايير غير دقيقة علمياً وواقعياً. ومن الأفضل استخدام مصطلح (المسنين أو المعمرين) للتعبير عن الأمور الوظيفية والتغيرات الحيوية في الجسم بدلامن الترتيب الزمني والعمر بالسنين. ومن الأفضل أن نقسم الشيخوخة إلى شيخوخة زمنية،وشيخوخة عضوية وحيوية، وشيخوخة نفسية.. إلخ.
من هو المسن؟، حتى زمن قريب لم يكنهناك عدد من المئويين (وهم الذين تبلغ أعمارهم مائة أو تزيد)، يكفي لاعتبارهممجموعة منفصلة عن بقية المسنين. أما الآن، فقد أدت الزيادة الكبيرة في أعدادهم لجعلأكبر الهيئات العالمية المتخصصة في شؤون السكان، وهي قسم السكان التابع للأممالمتحدة، تعيد صياغة تعريفاتها المعتمدة، فاصطلاح «المسن» Elderly، يعني الآن ذلكالشخص الذي يبلغ الخامسة والثمانين من العمر أو أكثر، وليس الخامسة والستين كما كانيشير إليه التعريف منذ زمن قريب. ففي عام 1998، كما يقول التقرير المذكور، كان هناكنحو 135 ألف شخص في جميع أنحاء العالم يقدر أن أعمارهم تبلغ المائة أو تزيد. ومنالمتوقع أن يزيد عدد المئويين ستة عشر ضعفاً بحلول عام 2050، ليصل إلى 3.2 مليونشخص.
وقد انخفضت المعدلات الكلية للوفيات في أغلب بلدان العالم خلال القرنالعشرين، وأسهم في تحقيق هذه النتيجة العديد من العوامل المتشابكة، مثل تحسينمستويات الصحة العامة والتغذية، بالاضافة الى التقدم الذي تحقق للبشرية في مجالالطب، مثل استخدام المضادات الحيوية واللقاحات المضادة للأمراض المعدية. ويساعدالتطور الاقتصادي، بصورة عامة على بقاء الناس على قيد الحياة لفترات أطول. والنساءيعشن بصورة عامة لفترات أطول من الرجال، وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى وجودامرأتين لكل رجل فوق سن الثمانين، أما بين المئويين، فترتفع تلك النسبة إلى أربعنساء لكل رجل.
ويرى العلماء أنه مع ازدياد أعداد المئويين، فلن يصبحوا عبئاًثقيلاً على اقتصاد البلدان التي يعيشون فيها، فعلى العكس من النظريات السائدةلتفسير الشيخوخة، فالكثير من الأشخاص في أواخر التسعينات من أعمارهم أو يزيد،يعيشون حياة فاعلة وصحية. وإذا كان هؤلاء يمثلون مجموعة «البقاء للأصلح»، فربما حانالوقت لكي ننبذ مفاهيمنا السابقة عن أكبر المعمرين في مجتمعنا المعاصر.
ومنالتوقعات التي أُذيعت بمناسبة العام الدولي للمسنين 1999، أن يزيد عدد سكان العالمبنسبة %50 خلال العشرين عاماً المقبلة، لكن الشيوخ سوف يزيدون بنسبة أكبر هي %75ليصلوا حينذاك عام 2020، إلى ألف مليون نسمة، في مقابل 580 مليونا في الوقت الراهن. وتفسير ما يجري من تغيرات في التركيبة السكانية للعالم ليس صعباً، فكثير من الدولتسعى لتقليل الخصوبة أي القدرة على الإنجاب، وتبدل الميول عند الرجال والنساء فيعدد من الدول تجاه الأسرة الكبيرة، كل ذلك جعل العالم أمام إخصاب أقل.
والإنسانـ ونتيجة لتحسن الصحة والمعيشة ـ يعيش أكثر، فمتوسط العمر المتوقع حالياً هو 66سنة، يرتفع فوق السبعين لبلدان مثل: السعودية، قطر، البحرين، كندا، الصين، الولاياتالمتحدة، وينخفض إلى الخمسين في افريقيا جنوب الصحراء.
وكان الاعتقاد السائد أنكبار السن يتركزون في الدول المتقدمة، حيث يتوفر مستوى صحي مرتفع، إلا ان إحصائياتمنظمة الصحة العالمية التي صدرت عام 1999، أكدت أن %60 من المسنين (أي 355 مليونشخص)، هم من أبناء الدول النامية، وسوف يتضاعف عددهم بحلول عام 2020. وكان الاعتقادالسائد ان كل المسنين سواء، تتدهور أحوالهم الصحية، وتتراجع كفاءتهم الذهنية، وتقلقدرتهم على العمل، لكن الأبحاث تشير إلى انه بينما يتقارب الصغار في صفاتهم الصحية،فإن صحة المسنين ترتبط بعوامل كثيرة: فهي انعكاس لمسيرة حياة طويلة، فالذين دخنواعشرات السنين، أو الذين تعاطوا الخمور لسنوات طويلة، أو من لم يحصلوا على تغذيةصحية، كل هؤلاء تختلف حالتهم الصحية عن غيرهم.
التغيرات الفيزيولوجية فيالشيخوخة: الشيخوخة عبارة عن تطور طبيعي وبيولوجي يحدث في اجهزة الجسم المختلفة معتقدم السن، وحتى وقت قريب كان الناس والعلماء منهم، ينظرون إلى الشيخوخة على أنهاحدث لا يمكن أن نتجنبه أو نؤخر حدوثه ومضاعفاته. فالمسن ينظر الى الناس على أنهإنسان عديم الفائدة للمجتمع، فلم يعد له دور يلعبه، وأكثر من ذلك فهو يحتاج لمنيرعاه ويأخذ بيده فيكون بذلك عالة على الآخرين. إلا ان الدراسات الحديثة أكدت أنهناك أشخاصاً بلغوا سن المائة وأكثر، وهم في حالة صحية جيدة سواء من الناحيةالذهنية أو البدنية، ولا يعانون من أي أمراض عضوية. ومن الطبيعي أن نجد في الشيخوخةومع تقدم العمر نقصاً في نشاط بعض أنزيمات الجسم، واضطراباً في توازن بعض العناصرمثل الصوديوم والبوتاسيوم والكلور داخل الخلية وخارجها. لذلك من الحكمة أن يقللالمعمر من ملح الطعام في اكله، كما يقلل من تناول السكريات بصفة عامة، حيث يقل
 
رد: الشيخوخة .. مصير وتحديات

بارك الله فيك على موضوع​
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top