هذا ما حدث في مونديال 2050..

لطفي عمرو

:: عضو مُشارك ::
إنضم
13 أوت 2008
المشاركات
403
نقاط التفاعل
188
النقاط
9
طبعا لم أقصد مونديال 2010؛ وأعني المونديال الذي سيجري في نيودلهي أو كوالالمبور بعد أربعين عاما.. حينها ينسى الناس مارادونا وبيليه وميسي وفيا وكاكا؛ لأنهم لن يكونوا سوى ذكريات يستعيدها ذلك الجيل، مثلما يستعيد جيل اليوم سير وحكايات بن بارك ودي ستيفانو وياشين وأوزيبيو وبوشكاش وشارلتون وزامورا.. لكن الذي لا يختفي، ويظل يقاوم لن يكون سوى جوزيف بلاتر ومعه عيسى حياتو، بينما تتغير وجوه وتأتي أسماء، وتتغير ألقاب، ويعيش الناس أحداثا غريبة، وكلما مرت الكرة الأرضية بتفاعلات سياسية أو أمنية وتحولت إلى ما يشبه الجسم المسلوخ إلا وزاد وزن الجلد المنفوخ (..) وفي كل هذا يصنع بلاتر الحدث بتصريحاته التي تبدأ خطأ وتنتهي خطيئة.
لقد لاحظت أن القراء تستهويهم بعض الكتابات السريالية الطريفة التي ليست بالضرورة مرتبطة بأحداث المونديال، لكنها ملامسة لبعض الأسئلة، ورأيت أن أكتب شيئا متخيلا، قد يعجب بعض القراء، وقد لا يعجب، ولكنها تدخل ضمن ما أسميه "الأدب الرياضي"، حتى لا يكون التعليق على الحدث هو المسيطر دائما، ورأيت أن أنقل القارئ الكريم إلى ما يمكن أن يكون بعد أربعين عاما مع.. السويسري الطيب جدا.. خادم الفيفا الميمون الشيخ بلاتر.
في هذا العام 2050 يكون ميسي في الرابعة والسبعين، متقاعدا، لا يحب الظهور كثيرا في وسائل الإعلام، ولكن الأرجنتين كرّمته بأن أطلقت اسمه على مدينة بأكملها، ورغم أن له ثلاثة أبناء فإنهم لم ينجحوا كثيرا في الكرة فاتجهوا للبيزنس.. أما البرازيلي ريكاردو كاكا فانتخب للمرة الثانية رئيسا للبرازيل، وفي عهده نال منتخب السامبا اللقب العالمي العاشر بانتقامه من الهولنديين الذين لم ينس هزيمته أمامهم في عهد دونجا، وأما مارادونا، الذي نالت منه الشيخوخة ما نالت، فاختفى تماما وقال مقربون منه إنه يعتكف بكنيسته في سان روزاريو، يتجنب مقابلة الناس ولا يجالس سوى حفيده ليونيل الذي حقق مشوارا ناجحا مع راقصي التانجو، وبالضبط في مونديال 2026.
وفي هذا العام 2050 يصل العرب للمرة الثانية نصف نهائي المونديال، وتفاديا لأي فتنة أو تأويل في غير محله، فلن أفصح عن اسم المنتخب، وانتظروا أربعين عاما فقط لتعرفوه.
كل هذا يبدو عاديا، لكن تصوروا معي مشهد شيخ قبيلة الفيفا، بلاتر، الذي لم يغادر منصبه منذ القرن الماضي، وعمره البيولوجي 114 عاما ويطمح في الترشح لعهدة أخرى، شأنه في ذلك شأن حياتو الذي يمشي على عكازين وما زال يعد بإدخال إصلاحات على الكرة الإفريقية، وأن يرفع عدد منتخباتها في المونديال إلى سبعة.
في هذا العام 2050 يعقد بلاتر مؤتمرا صحفيا للرد على أسئلة وسائل الإعلام بعد انسحاب روسيا من المونديال؛ لأن اليابانيين استطاعوا أن يتلفوا صور الفيديو قبل إعادة مشاهدتها، باستخدام تقنية رقمية عالية، عقب احتجاج الروس على عدم احتساب هدف لم ينجح الحكم البرتغالي ومساعدوه في إثبات صحته، بسبب وجود حشد من اللاعبين الروس في المرمى.
قال بلاتر "لا تنزعجوا لأننا في مونديال 2050 سنعلن ثورة تكنولوجية في كرة القدم، وذلك بأن نستغني تماما عن الحكام، ويكون اللاعبون داخل فضاء مغناطيسي، يسمح بتقنية خماسية الأبعاد بتسجيل حركة اللاعب بدقة متناهية، والإعلان عن أي خطأ بصورة آلية لا يمكن إنكارها، وإثبات صحة الأهداف وحالات التسلل، وحينها لا يمكن للاعب أن يحتج أو يغش، ويصبح تحت سيطرة الآلة، وأنتم تذكرون، وربما بعضكم لم يولد بعد، في مونديال 2010 اشتكى الإنجليز ظلم التحكيم، فأدرجنا صور الفيديو التي كلفتنا 300 مليون دولار في مونديال البرازيل، فازدادت الأمور تعقيدا، ثم طورنا الأمر في مونديال لندن بزرع شرائح إلكترونية في الكرة والمرمى، ولكن نتائجها لم تكن على قدر ما نتمناه، وفي مونديال الدوحة نصبنا كاميرات بالغة الحساسية في زوايا المرمى، لكنها تعرضت للتشويش من تنظيمات مشبوهة، وفي المونديال الموالي، طالب مؤتمر الفيفا بالعودة إلى الحكم وحده وإلغاء العمل بصور الفيديو، بعد أن شن الحكام إضرابا رافضين اتهامهم بالتواطؤ والتقصير، وفي مونديال الأوروجواي، اقترح رجل دين عاشق للكرة، وصاحب فكرة حوار الحضارات يبدأ بالكرة (..) أن يوضع مصحف وإنجيل وكتب دينية أخرى وراء المرمى، وإذا وقع اختلاف، فالمدعي والمدعى عليه مطالبون بالقسم، جهرا أمام الجماهير، فقلنا إننا نُدخل الدين في الكرة، فاقترح خبراء ألمان أن توضع أشعة تحت الحمراء تغطي كل المرمى، وما أن تلامسه الكرة حتى يتبين للناس الخيط الأبيض من الأسود، فيكون الهدف صحيحا، إلا إذا جاء من وضعية تسلل، فاعترض خبراء البيئة على استخدام أشعة يمكنها أن تتسبب في أضرار صحية للاعبين (..)
واقترح بعض الباحثين الهنود أن تلغى الأهداف تماما، ويتم تعويضها بما يشبه كرة السلة، ويستغنى عن الحراس (..) بينما اقترحت بعض التنظيمات المتطرفة إلغاء كرة القدم نهائيا وتحويل الفيفا إلى منظمة خيرية، والإبقاء على رياضات العدو الريفي واختراق الضاحية (..) وسباق الهجن والشطرنج.
وعندما سئل بلاتر عن مقترح شراء عقوبة اللاعبين في الدورين نصف النهائي والنهائي، أي بإمكان أي منتخب دفع كفالة مالية مقابل إعفاء لاعب محروم بسبب بطاقتين صفراوين أو واحدة حمراء، قال "إذا كانت العدالة تعمل بها، فلماذا نحرم خزينة الفيفا من مداخيل إضافية".
وعندما سئل عن فكرة إقامة مونديال لمن تجاوز عمرهم الخمسين قال "سندرس الفكرة، لأنها تدر أيضا مداخيل على الفيفا". وفيما يتعلق بمطلب الحق في تعويض خمسة لاعبين، قال بلاتر "أنا مع فكرة أن يقابل كل تغيير تسديد فاتورة مالية تتناسب والمدة التي يلعبها اللاعب الاحتياطي، وأقترح 500 دولار للدقيقة، فالفيفا بحاجة إلى أموال لتطوير اللعبة".
وأما آخر سؤال فيتعلق بحقوق بث المباريات، فأجاب رئيس الفيفا "تعرفون رأيي منذ خمسين عاما، إذ لا يمكن أن نحصل على المتعة دون مال حلال، والمال الحلال، لا يأتي من إلا من أولاد الحلال، وهم قليلون هذه الأيام. ومن لم يشاهد مباراة أو اثنتين، أو كل المونديال، لا يعني أنه عاش نهاية العالم، فأنا مثلا شاهدت، وأنا صغير، مونديال 1954 بألمانيا لأنها دولة مجاورة لسويسرا، وبعد قرابة مائة عام أنا أشاهد مونديال 2050 وكأنني أرى لأول مرة كرة قدم، وتلك هي الحكمة". لم يفهم أحد شيئا من كلام الرجل، فعمره فوق المائة، وصار يخلط بين روسيا وسوريا وألمانيا وألبانيا، وبين الأوروجواي والباراجواي، وبين ليتوانيا وليتونيا.. وكل مونديال وأنتم حائرون مع.. بلاتر.


منقول من كاتب المقال: عز الدين ميهوبي
في موقع mbc
 
تــــــم إعتماد موضوعـــــــك
شكــــــــــرا

 
شكرا لكم

لكن الأطراف السياسية أتمنى عدم تدخلها في مجال كرة القدم

لأنها تحدث ضجة كبيرة

بالتوفيق لكم .........
 
الدولة العربية التي ستتأهل إلى النصف النهائي في مونديال 2050 هي الجزائر إن شاء الله ... شكرا
 
نقل جيد وممتع مشكور أخي لطفي عمرو
 
2050 ناس تكون فى مريخ عرب وحدهم يلعبو
 
شكرا لك على الموضوع
 
شكرا على الطرح المميز
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top