- إنضم
- 8 أوت 2009
- المشاركات
- 1,315
- نقاط التفاعل
- 7
- النقاط
- 37
- العمر
- 46
لحظات التذكر.... ، الحزن ...، والدموع المنهمرة ...، أغاني عاطفية ، وعدم القدرة على النسيان ، إنها علامات ورموز تجسد لكل أنثى قصة من القصص العاطفية .
عوالم متشابكة ومعقدة ، مرتبطة بالدرجة الأولى بمفهوم النسيان جواز السفر والمرور من قنطرة الماضي إلى الحاضر والمستقبل .
فقد حاولت الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي صاحبة الثلاثية الشهيرة : "ذاكرة جسد "، "فوضى الحواس" ، "عابر سرير " ، أن تغير من منعطف كتابتها قليلا لتتجه نحو عالم آخر من الكتابة إلى نمط معين لتجعل من المرأة والرجل أبطالا في مسلسل النسيان ، وقد إتخدت كشعار لهذه الرواية : "أحبيه كما لم تحبه إمراة وانسيه كما ينسى الرجال " وإن صح التعبير فهذه الرواية عبارة عن سلسلة من النصائح ، قدمتها أحلام مستغانمي لكل أنثى ارادت التخلص من جبروت حب الرجل ، إنها عملية جراحية تستأصل من خلالها ورم العشق ، إنه طبعا حسب الرواية أحلام ليس من السهل استئصاله فأعراض الخيانة تظهر بأول إنقطاع هاتفي......... مقدمة بذلك مجموعة من الأمثلة اتخذتها من محيطها ومن صديقاتها اللواتي عشن مرارت الحب وألم الفراق وصعوبة النسيان ، وكأن هذا الأخير يعتبر علاجا كيميائيا لسرطان الحب الذي يغير من ملامح إحساس العاشق وخصوصا إن كان العاشق أنثى .
فالتعامل مع النسيان حسب رواية أحلام يعتبر من الصعب التعامل معه ، إن لم تكن المرأة أقوى على ذلك ، فصمت الرجل من أشد الأسلحة التي تذمر الخلايا العاطفية وأنسجة مشاعر الأنثى (ص159)
وبهذا الصدد وظفت في روايتها التي سلبت الملايين من القراء إلى تقديم مجموعة من الأقوال والأمثلة والأبيات الشعرية وكأنه سلاحها الوحيد والدواء المناسب لكل أنثى أرادت أن ترمم ذاكرتها العاطفية وتمحو ذكريات الألم من حاسوب الذاكرة العاطفية للأنثى .(أفضل مايمكن توقعه ن الرجل هو النسيان / فرانسومورياك ) .
وإذا رجعنا إلى الأسلوب اللغوي الذي إعتمدته الكاتبة في هذه الرواية فسنجدها ذات بنية لغوية خاصة ومصطلحات متميزة . فمنذ الوهلة الأولى لفتح الكتاب نجد شعار الرواية يصادفنا وهو طبعا يفتح شهية وفضول القارئ ، بالرغم من تحذيرها لكل الرجال بعدم الاقتراب من روايتها ، ومن هنا نعتقد أنها خطة محبكة وحيلة من الحيل الفكرية التي استخدمتها أحلام كي تجعل من الرجال أكثر إقترابا من هذه الرواية وكأنها تحاول أن تستميلهم لكي يطلعوا عليها ويحسوا بجحيم معاناة الأنثى يوم تقع في فخ غرام الرجل ذلك الأنا الأخر الذي تختلف( آنـاه ) السيكولوجية النفسية عن (آنا ) الأنثى .
ومن الأفكار التي استعانت بها أحلام إحدى أروع القصائد الشعرية وحده ابراهيم الناجي استطاع أن ينسج من أفكاره وبلاغة لغته وإحساسه المرهف رائعة: " الأطلال" التي تطرق فيها لفلسفة الحب ووحدها أم كلثوم كانت لها القدرة على أدائها بصوت اخترق قلوب العشاق. لكن أحلام قسمت هذه القصيدة الى رباعية أسمتها الفصول الأربعة : فصل اللقاء والدهشة ، فصل الغيرة واللهفة ، فصل لوعة الفراق ثم فصل روعة النسيان (ص 21 الى ص25 ) ولابأس أن نقدم للقراء احد المقاطع الأخيرة من قصيدة الأطلال : ياحبيبي كل شيئ بقضاء / مابئيدينا خلقنا تعساء / ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم حيث عز اللقاء فإذا أنكر خل خله / ومضى كل إلى غايته / لاتقل شيئنا / فإن الحظ شاء .
كذلك لاننسى أن نذكر بالعديد من القصائد الرائعة التي كانت إبداعا شخصيا جاء إنطلاقا من أفكار أنثوية بامتياز حاولت احلام تشخيص ورسم صورة، هي نموذج من ألم المرأة حين تطرد من جنة الحب لتعيش في نسق من العذاب ، والمعانات العاطفية . ومن هنا تأتي رواية أحلام لتقدم الأدوية الشافية من هذا المرض (كما ينسى الرجال ص155)، (افتحي ذراعيك يا ذاكرتي فقد حان استقبال النسيان / ناديا تويني ) ص193 (رواية نسيان كوم ) كما عززت روايتها بشريط غنائي يحمل كوكتيل من الأغاني عبارة عن قصائدة ذات طابع عاطفي حزين هي مقتطفة من شعر أحلام ومازاد جماليتها أداء الفنانة العربية جاهدة وهبه لها ، ومثال ذلك القصيدة التي نالت إعجاب الكثير/ قصيدة أيها النسيان هبني قبلتك :" أيها النسيان أعطيني يدك ، كي أسير في مدن الذكرى معك .............وفي أخر القصيدة تقول : لن ارتدي حداد الحب " .
نرجع مرة أخرى للمحاور التي تطرقت لها احلام ، فمن الملاحظ أن النسيان لا يقتصر على المحبين والعشاق بل حتى المتزوجين الذين خاضوا تجربة الحب داخل الزواج ولم تتح لهم فرصة إتمام هذا المشروع لكن أحلام أهملت هذه الفئة لأن الحب و النسيان لا يقتصران فقط على المحبين الذين لم يدخلوا بعد القفص الزوجي بل الأرجح من ذلك هو أن النسيان بعد الزواج يعتبر من أشد التجارب صعوبة خصوصا إن اقترن معه وجود أطفال هم ثمرة ذلك الحب .
النسيان لايقتصر على المرأة بل الرجل يعتبر طرفا أساسيا في ذلك لأن النسيان كمفهوم يرتبط بالذاكرة الإنسانية سواء أكان الفرد ذكرا أم أنثى فكان من المستحب أن تتطرق لأشكال أخرى من المعاناة لدى الرجل حين يغدر ويطعن بسكين غدر المرأة فنجد عوض البكاء والألم ، التدخين و السكر وربما تصل أحيانا إلى الإدمان كوسيلة من وسائل النسيان . فالرجل بدوره يعاني من الم الفراق لكن معانات الرجل تبقى إشكالية خاصة يطبعها الصمت القاتل الذي يتصف به أغلب الرجال حتى وإن كانوا يعشقون فأغلبهم يحب إن يعشق في صمت دون أن يفصح:
يقول نزار قباني : هل تسمعين أشواقي
حين أكون صامتا ؟
إن الصمت ياسيدتي
هو أقوى أسلحتي
هل تشعرين بروعة الأشياء التي
أقولها
عندما لا أقول شيئا / مقتبس من رواية نسين كوم (ص160وص161وص163) . وقد خصصت لهذا
ومؤسسة بذلك شبكة النسيان وميثاق النسيانhttp://www.nessyane.com النسيان موقع الكترونيا :
لم يكن النسيان وحده من أرادت أحلام أن تقدمه كرسالة لمن أراد النسيان لكن الغرض من النسيان هو الحرية والإنعتاق من عبودية الذاكرة نحو الحرية إنها حرية الفكر والتحرروبهذا الصدد يقول : جبران خليل جبران : (النسيان شكل من أشكال الحرية ) كما يضيف ميلان كونديرا أحد أبرز الكتاب العالميين ومن أشهر الروائيين التشيكيين اليساريين(صراع الإنسان ضد السلطة هو بالدرجة الأولى صراع الذاكرة ضد النسيان ) . ومن الأعمال التي تطرقت لجدلية النسيان والذكرى قصائد الشاعر العراقي المهدي النفري ، كذلك رواية حارث النسيان للأديب المغربي كمال الخمليشي التي كرست إسمه ضمن لائحة الكتاب المغاربة. أما فريدريك نيتشه فيقول: بخصوص النسيان قد يتمكن المرء من العيش دون أن يتذكر كالحيوان، ولكن من المستحيل عليه أن يعيش دون أن ينسى.)
ويبقى مفهوم النسيان مفهوما معقدا بين إمكانية النسيان والقضاء على الماضي وبين إمكانية إسترجاعه عن طريق الذكريات وهو إفراز ناتج عن مخاض الذاكرة الإنسانية .
فقد حاولت الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي صاحبة الثلاثية الشهيرة : "ذاكرة جسد "، "فوضى الحواس" ، "عابر سرير " ، أن تغير من منعطف كتابتها قليلا لتتجه نحو عالم آخر من الكتابة إلى نمط معين لتجعل من المرأة والرجل أبطالا في مسلسل النسيان ، وقد إتخدت كشعار لهذه الرواية : "أحبيه كما لم تحبه إمراة وانسيه كما ينسى الرجال " وإن صح التعبير فهذه الرواية عبارة عن سلسلة من النصائح ، قدمتها أحلام مستغانمي لكل أنثى ارادت التخلص من جبروت حب الرجل ، إنها عملية جراحية تستأصل من خلالها ورم العشق ، إنه طبعا حسب الرواية أحلام ليس من السهل استئصاله فأعراض الخيانة تظهر بأول إنقطاع هاتفي......... مقدمة بذلك مجموعة من الأمثلة اتخذتها من محيطها ومن صديقاتها اللواتي عشن مرارت الحب وألم الفراق وصعوبة النسيان ، وكأن هذا الأخير يعتبر علاجا كيميائيا لسرطان الحب الذي يغير من ملامح إحساس العاشق وخصوصا إن كان العاشق أنثى .
فالتعامل مع النسيان حسب رواية أحلام يعتبر من الصعب التعامل معه ، إن لم تكن المرأة أقوى على ذلك ، فصمت الرجل من أشد الأسلحة التي تذمر الخلايا العاطفية وأنسجة مشاعر الأنثى (ص159)
وبهذا الصدد وظفت في روايتها التي سلبت الملايين من القراء إلى تقديم مجموعة من الأقوال والأمثلة والأبيات الشعرية وكأنه سلاحها الوحيد والدواء المناسب لكل أنثى أرادت أن ترمم ذاكرتها العاطفية وتمحو ذكريات الألم من حاسوب الذاكرة العاطفية للأنثى .(أفضل مايمكن توقعه ن الرجل هو النسيان / فرانسومورياك ) .
وإذا رجعنا إلى الأسلوب اللغوي الذي إعتمدته الكاتبة في هذه الرواية فسنجدها ذات بنية لغوية خاصة ومصطلحات متميزة . فمنذ الوهلة الأولى لفتح الكتاب نجد شعار الرواية يصادفنا وهو طبعا يفتح شهية وفضول القارئ ، بالرغم من تحذيرها لكل الرجال بعدم الاقتراب من روايتها ، ومن هنا نعتقد أنها خطة محبكة وحيلة من الحيل الفكرية التي استخدمتها أحلام كي تجعل من الرجال أكثر إقترابا من هذه الرواية وكأنها تحاول أن تستميلهم لكي يطلعوا عليها ويحسوا بجحيم معاناة الأنثى يوم تقع في فخ غرام الرجل ذلك الأنا الأخر الذي تختلف( آنـاه ) السيكولوجية النفسية عن (آنا ) الأنثى .
ومن الأفكار التي استعانت بها أحلام إحدى أروع القصائد الشعرية وحده ابراهيم الناجي استطاع أن ينسج من أفكاره وبلاغة لغته وإحساسه المرهف رائعة: " الأطلال" التي تطرق فيها لفلسفة الحب ووحدها أم كلثوم كانت لها القدرة على أدائها بصوت اخترق قلوب العشاق. لكن أحلام قسمت هذه القصيدة الى رباعية أسمتها الفصول الأربعة : فصل اللقاء والدهشة ، فصل الغيرة واللهفة ، فصل لوعة الفراق ثم فصل روعة النسيان (ص 21 الى ص25 ) ولابأس أن نقدم للقراء احد المقاطع الأخيرة من قصيدة الأطلال : ياحبيبي كل شيئ بقضاء / مابئيدينا خلقنا تعساء / ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم حيث عز اللقاء فإذا أنكر خل خله / ومضى كل إلى غايته / لاتقل شيئنا / فإن الحظ شاء .
كذلك لاننسى أن نذكر بالعديد من القصائد الرائعة التي كانت إبداعا شخصيا جاء إنطلاقا من أفكار أنثوية بامتياز حاولت احلام تشخيص ورسم صورة، هي نموذج من ألم المرأة حين تطرد من جنة الحب لتعيش في نسق من العذاب ، والمعانات العاطفية . ومن هنا تأتي رواية أحلام لتقدم الأدوية الشافية من هذا المرض (كما ينسى الرجال ص155)، (افتحي ذراعيك يا ذاكرتي فقد حان استقبال النسيان / ناديا تويني ) ص193 (رواية نسيان كوم ) كما عززت روايتها بشريط غنائي يحمل كوكتيل من الأغاني عبارة عن قصائدة ذات طابع عاطفي حزين هي مقتطفة من شعر أحلام ومازاد جماليتها أداء الفنانة العربية جاهدة وهبه لها ، ومثال ذلك القصيدة التي نالت إعجاب الكثير/ قصيدة أيها النسيان هبني قبلتك :" أيها النسيان أعطيني يدك ، كي أسير في مدن الذكرى معك .............وفي أخر القصيدة تقول : لن ارتدي حداد الحب " .
نرجع مرة أخرى للمحاور التي تطرقت لها احلام ، فمن الملاحظ أن النسيان لا يقتصر على المحبين والعشاق بل حتى المتزوجين الذين خاضوا تجربة الحب داخل الزواج ولم تتح لهم فرصة إتمام هذا المشروع لكن أحلام أهملت هذه الفئة لأن الحب و النسيان لا يقتصران فقط على المحبين الذين لم يدخلوا بعد القفص الزوجي بل الأرجح من ذلك هو أن النسيان بعد الزواج يعتبر من أشد التجارب صعوبة خصوصا إن اقترن معه وجود أطفال هم ثمرة ذلك الحب .
النسيان لايقتصر على المرأة بل الرجل يعتبر طرفا أساسيا في ذلك لأن النسيان كمفهوم يرتبط بالذاكرة الإنسانية سواء أكان الفرد ذكرا أم أنثى فكان من المستحب أن تتطرق لأشكال أخرى من المعاناة لدى الرجل حين يغدر ويطعن بسكين غدر المرأة فنجد عوض البكاء والألم ، التدخين و السكر وربما تصل أحيانا إلى الإدمان كوسيلة من وسائل النسيان . فالرجل بدوره يعاني من الم الفراق لكن معانات الرجل تبقى إشكالية خاصة يطبعها الصمت القاتل الذي يتصف به أغلب الرجال حتى وإن كانوا يعشقون فأغلبهم يحب إن يعشق في صمت دون أن يفصح:
يقول نزار قباني : هل تسمعين أشواقي
حين أكون صامتا ؟
إن الصمت ياسيدتي
هو أقوى أسلحتي
هل تشعرين بروعة الأشياء التي
أقولها
عندما لا أقول شيئا / مقتبس من رواية نسين كوم (ص160وص161وص163) . وقد خصصت لهذا
ومؤسسة بذلك شبكة النسيان وميثاق النسيانhttp://www.nessyane.com النسيان موقع الكترونيا :
لم يكن النسيان وحده من أرادت أحلام أن تقدمه كرسالة لمن أراد النسيان لكن الغرض من النسيان هو الحرية والإنعتاق من عبودية الذاكرة نحو الحرية إنها حرية الفكر والتحرروبهذا الصدد يقول : جبران خليل جبران : (النسيان شكل من أشكال الحرية ) كما يضيف ميلان كونديرا أحد أبرز الكتاب العالميين ومن أشهر الروائيين التشيكيين اليساريين(صراع الإنسان ضد السلطة هو بالدرجة الأولى صراع الذاكرة ضد النسيان ) . ومن الأعمال التي تطرقت لجدلية النسيان والذكرى قصائد الشاعر العراقي المهدي النفري ، كذلك رواية حارث النسيان للأديب المغربي كمال الخمليشي التي كرست إسمه ضمن لائحة الكتاب المغاربة. أما فريدريك نيتشه فيقول: بخصوص النسيان قد يتمكن المرء من العيش دون أن يتذكر كالحيوان، ولكن من المستحيل عليه أن يعيش دون أن ينسى.)
ويبقى مفهوم النسيان مفهوما معقدا بين إمكانية النسيان والقضاء على الماضي وبين إمكانية إسترجاعه عن طريق الذكريات وهو إفراز ناتج عن مخاض الذاكرة الإنسانية .
سعيدة الحكيمي