انقل لرواد المنتدى السياسي قصة هذا الصياد الفلسطيني
الذي اصابته دورية لبحرية مصرية وهو يبحث عن لقمة العيش
داخل المياه الاقليمية المصرية بتاريخ 02/05/2010
رجل و ابنه على متن زورق صيد فلسطيني
ربما شكل هذا الزورق خطرا على الامن القومي المصري
اترككم مع القصة كما يرويها الابن :
"كانت الشمس قد بدأت بالغروب من على شاطئ مدينة رفح، كنت أقف أنا وهو على شاطئ البحر نتبادل أطراف الحديث عن مهنة الصيد داخل البحر ومخاطرها في ثنايا الحديث قال والدي أن هذه المهنة عبارة عن لقمة عيش مغموسة بالدم" .بهذه الكلمات بدأ محمد كلامه ليروى لنا كامل التفاصيل التي تجعلك تقف مذهولاً مما تقرأ وتسمع لتثير في عقلك تساؤلاً عن أولئك الذين نفذوا هذه الجريمة بلا رحمة.
تركته يتحدث ولم أقطع الحديث عليه ليسرد لنا الحكاية من البداية: " كانت الساعة الرابعة عصراً، بدأت أنا ووالدي بتجهيز معدات وأدوات الصيد لكي نغوص في أحشاء البحر في رحلة كانت قبل الحدث بها نوع من الأمن لأننا نصطاد داخل المياه المصرية بعيدين عن البحرية الاسرئيلية. ما أن دقت عقارب الساعة السادسة مساء دخلنا أنا ووالدي نصارع أمواج البحر بحثا عن رزقنا وقوت يومنا. كانت الوجهة إلى داخل المياه البحرية المصرية، فبحكم أننا في مدينة مدينة رفح كما تعلم أنها مدينة حدودية وتقع على شاطئ البحر فهي أيضا تقع على الحدود المائية بين مصر وغزة. و منذ حوالي العام تقريبا انقطعت بنا السبل في الصيد حيث أن البحرية الاسرئيلية تمنعنا من الصيد في أماكن تواجد الأسماك مما أدى بنا إلى الاتجاه إلى الإخوة الأشقاء في مصر للصيد في المياه البحرية المصرية".
يكمل محمد : "كان والدي لا ينزل البحر أبداً منذ فترة طويلة وذلك لثقته بي في هذه المهنة، فأنا أتولى الصيد داخل البحر وهو يتولى عملية الصيانة للقوارب وباقي الأعمال بمهنتنا. لكن في يوم الحدث فاجأني والدي ونحن نعد معدات الصيد وقرر الخروج معي للصيد وكان لديه إصرار كبير على ذلك لم أكن اعلم بأن ذلك اليوم سيكون آخر يوم لوالدي في هذا البحر وهذه الدنيا".
"وصلنا إلى المنطقة التي نود الصيد بها وكانت الساعة حوالي التاسعة مساء، ما أن وصلنا للمنطقة المطلوبة حتى شرعنا بعملية الصيد وإضاءة كشافات الإضاءة وهي أربع كشافات ذات قوة إضاءة كبيرة. كانت الدقائق والساعات تمر بهدوء حتى الساعة الواحدة فجراً ونحن جالسون أنا في قارب ووالدي في قارب آخر بجانبي موصول بقاربي بواسطة حبل آجره عن طريق آلة سحب.
في الساعة الثالثة فجراً رأينا ضوءاً أحمراً صغيراً يقترب منا على مسافة ما يقارب 500 م. لم نأخذ بالأمر لأنه في قاموس الصيد لدينا بأن الضوء الأحمر هو قارب صيد يتحرك في المنطقة لكن مع ازدياد اقترابه لاحظنا أنه زورق عسكري تابع للجيش المصري. لم نخف في البداية لأننا في مياه مصرية وأمام أخوة وأشقاء في الديانة والعروبة وتجمعنا لغة واحدة ودين واحد لكن ذلك تبدد خلال لحظات، فلم نكن نعلم أن الذين يستقلون هذا الزورق جماعة من البشر ليس لهم صلة لا من قريب أو بعيد بالإسلام أو بالعروبة .
بعد اقتراب الزورق منا وقد أصبح بجانبنا تماما ً التفتُ بالقارب حتى أسحب والدي لكن فوجئت بأن الزورق المصري قد قطع الطريق علي بأن دخل فوق الحبل الواصل بين قاربي وقارب والدي، الأمر الذي أعاق عملية السحب فبدأ والدي بالحديث إليهم قائلاً: "إحنا عايزين نروح يا باشا".
رد ضابط الزورق : "إحنا عايزين نموتكم انتو ناس ما بتستحيوش".
ما أن انهي الضابط كلامه حتى تقدم بسرعة كبيرة وبشكل جنوني على زورق والدي وصعد فوق زورقه فأصبح المركب مهشم بالكامل ولا اثر لوالدي فأخذت أنادي عليه ولكن من دون رد فرأيت بقعة دم كبيرة على مسافة قريبة مني فاقتربت منها فوجدت والدي على سطح الماء ورأسه مهشم بالكامل فمسكت يديه وانتشلته ووضعته على مركبي وكان قد فارق الحياة حيث كانت عيناه من قوة الحادث قد خرجت خارج رأسه المهشم بالكامل.
بعد أن رأيت ذلك المنظر كان الضابط قد خرج من غرفة قيادة الزورق، وقد كان على مركبي حجر فرميته على الضابط فقال لي بالحرف الواحد :"تعلمتم ولا لسه؟"، وبعدها أخذ يلاحقني داخل البحر فتوجهت أنا إلى عرض البحر باتجاه البحرية الاسرائيلية في محاولة لحمايتي من البحرية المصرية!! انقلبت الآية فعوضاً أن اهرب إلى الإخوة الأشقاء من اليهود أصبحنا نهرب من العرب إلى حماية اليهود!! فبعد مطاردة مسافة حوالي 15 كليو متر اضطررت أن أخرج باتجاه مياه الشاطئ لأن الزوارق العسكرية لا تستطيع السير في المياه القريبة من الشاطئ حتى وصلت إلي مرسى الصيادين في مدينة رفح بعد صلاة الفجر وقتها حملت والدي من المركب حتى وصلت الشرطة البحرية المتواجدة بالمكان ونقلته إلى المستشفى.
ماذا بعد الحادث ؟
مما يؤلمني أكثر أنه بعد الاعتداء علينا لم يتم تقديم أي مساعدة لنا ولا حتى إسعافات لوالدي أو مساعدتي في انتشاله والأمر من ذلك أنهم لم يكتفوا بقتل والدي بل أرادوا أن يقتلوني أنا لأني شاهدت كل شي بعيني فأخذوا بمطاردتي مسافة15 كليو متر".
صمت محمد وعيناه تذرف الدموع من ذكريات الموقف فقاطعت صمته بسؤال: "هل لديك أدلة مادية حول شكل الزورق المصري أو أوصاف الضابط المصري؟".
نظر إلي نظرة غربية قال لي بأن ما سوف يتحدث به لم يتحدث به إلى أحد من قبلي: " الزورق المصري الذي قتل والدي يحمل رقم 92 وهناك ضابط أتهمه بتنفيذ عملية القتل، هذا الضابط يدعى محمد سلامة وذلك لأنه قد اعتدى علي أنا شخصيا قبل ذلك وكان على متن زورق يحمل رقم 94 وسرق مني عدة مواتير وشبك معدات للصيد وضربني بقضبان حديدية على رأسي وضرب أخي الذي كان معي. وقبل الحدث بشهرين أيضاً كان زورق مصري قد اقترب منا وكان على متنه المدعو محمد سلامة وقال لي أنا شخصيا :" انتو أنا جاي أموتكم"، وتلفظ بكلمات بذئية، وبعدها قال لنا "ربنا رحمكم الجيش الإسرائيلي اتصل علي وقلي مش انتم الي تدهسهم".
بعدها توجه الزورق المصري إلى عرض البحر باتجاه زورق صيد آخرى فعلى الفور هربت أنا وأخي من المنطقة. وأيضا ليلة مقتل والدي في نفس الليلة نفس الزورق قام بالاعتداء على ابن عمي في منطقة بعيدة عنا حيث سرقوا كل معدات الصيد التي كانت معه واعتقلوه وأخذوه على متن الزورق وانهالوا عليه بالضرب المبرح بواسطة عصي من الحديد، وسرق كل شي من على زورقه بمبلغ مالي قدره 15الف $ دولاراً".
واستطرد محمد في الحديث قائلاً: " لم أكن أتوقع في يوم من حياتي أن يقوم الإخوة في مصر بهذا الفعل!
ولكن هم يصرون على هذه الأفعال فبعد وفاة والدي بشهر دخلت إلي البحر لكي أبحث عن رزق لي ولإخواتي الصغار، فوالدي ترك لي ستة أشقاء من بينهم طفلة معاقة تحتاج لرعاية خاصة، فدخلت البحر أنا وعمي باتجاه البحر وبرفقتنا العديد من قوارب الصيد باتجاه المياه المصرية فاعترضنا الزورق المصري واقترب منا، أخذ يصرخ الضابط علينا وكان ينظر إلي بنظرات غربية وقال لي : " رايح فين يا ابني؟"، فقلت له : "رايحين نصطاد"، فرد : "يعني شكلكم حلو كدا"، فقلت : "إحنا هاربين من اليهود وجايين عليكم يا باشا". فقال الضابط :"لا شكلكم مش حلو كدا وأنا دلوقتي طالع وفي لنشيين جايات وأنا الثالث وحنعمل فيكم زى المرة إلي فاتت"، فما كان مني إلا أن أقول له :" انتو ناس مش كويسه ومش محترمة"، فقال لي: "ألفاظ بذيئة"، قلت له : "بتعرف مين أنا؟ أنا ابن الراجل إلي ضربتوه و قتلتوه وأنا إلي كنت معاه". فقال لي: "وقف هنا يلا والله أضربك بالنار إذا تحركت".. فقلت له : "إذا كنت راجل انزلي تحت". و بسرعة التف الزورق المصري وبدأ بمطاردتي داخل البحر حتى خرجت من داخل المياه المصرية".
بادرت محمداً بالسؤال بعدها : " بعد هذا الحدث وهذه الجريمة، طالبت الحكومة الفلسطينية في غزة الحكومة المصرية بفتح تحقيق حول ما جرى وتقديم الجناة إلى العدالة، هل وصلكم أي جديد بهذا الخصوص؟".
محمد : "لم يصلنا أي شي من هذا وهل من المعقول أن يحاكم الجلاد نفسه؟".
قلنا له : "في نهاية هذا الحديث المطول ما هي رسالتك إلى العالم وكل أحرار العالم وإلى القضاء الدولي والإنساني ؟".
محمد : "أقول أولاً للضابط الذي نفذ هذا الفعل:"منك لله وكما تدين تدان والله سوف ينتقم منك اليوم أو بعد فالله لا ينسى حقوق المظلومين". ورسالتي إلى العالم الدولي بأن ينظروا إلينا نظرة رحمة، ينظروا إلينا بعين الإنسانية التي ينادون بها وأطالب القضاء العالمي ومنظمات حقوق الإنسان بأن يحاسبوا الفاعل والحكومة المصرية على هذا الفعل".
فيما تهدا أمواج البحر ويطبق الصمت على من سالت دماؤه في عرض البحر على أيدي عربية مسلمة، ماذا يبقى من الثاني عشر من أيلول ماذا يبقى من قتل هذا الرجل على يد أخوة وأشقاء عرب؟
فبعد هذا السرد الكبير من التفاصيل المريرة والمؤلمة لم يبق سوى سؤال واحد إلى أحرار العالم عامة والشعوب والأنظمة العربية خاصة: إلى متى سيبقى يعامل الشعب الفلسطيني هذه المعاملة هل انقلبت الآية كما قال محمد البردويل نجل القتيل، بأنه بتنا نهرب من المصريين إلى الصهاينة؟
وإلى متى سيبقى العرب بهذا الصمت على حصار شعب غزة وانتهاك واستباحة دماء أهلها؟.
هي كلمة أخيرة كما قالها نجل القتيل : "لقمة عيش مغموسة بالدم! ".
منـــــقول
التعليق
يبدوا ان العرب هم من يحاصر اهل غزة
ويبدوا ان الايادي العربية هي التي
كلفت بالتضييق عن اهل غزة
هذه هي مصر
وهذه هي الدول العربية التي تساند حكومة مصر
طيب الله اوقاتكم
الصور في المرفقات
الذي اصابته دورية لبحرية مصرية وهو يبحث عن لقمة العيش
داخل المياه الاقليمية المصرية بتاريخ 02/05/2010
رجل و ابنه على متن زورق صيد فلسطيني
ربما شكل هذا الزورق خطرا على الامن القومي المصري
اترككم مع القصة كما يرويها الابن :
"كانت الشمس قد بدأت بالغروب من على شاطئ مدينة رفح، كنت أقف أنا وهو على شاطئ البحر نتبادل أطراف الحديث عن مهنة الصيد داخل البحر ومخاطرها في ثنايا الحديث قال والدي أن هذه المهنة عبارة عن لقمة عيش مغموسة بالدم" .بهذه الكلمات بدأ محمد كلامه ليروى لنا كامل التفاصيل التي تجعلك تقف مذهولاً مما تقرأ وتسمع لتثير في عقلك تساؤلاً عن أولئك الذين نفذوا هذه الجريمة بلا رحمة.
تركته يتحدث ولم أقطع الحديث عليه ليسرد لنا الحكاية من البداية: " كانت الساعة الرابعة عصراً، بدأت أنا ووالدي بتجهيز معدات وأدوات الصيد لكي نغوص في أحشاء البحر في رحلة كانت قبل الحدث بها نوع من الأمن لأننا نصطاد داخل المياه المصرية بعيدين عن البحرية الاسرئيلية. ما أن دقت عقارب الساعة السادسة مساء دخلنا أنا ووالدي نصارع أمواج البحر بحثا عن رزقنا وقوت يومنا. كانت الوجهة إلى داخل المياه البحرية المصرية، فبحكم أننا في مدينة مدينة رفح كما تعلم أنها مدينة حدودية وتقع على شاطئ البحر فهي أيضا تقع على الحدود المائية بين مصر وغزة. و منذ حوالي العام تقريبا انقطعت بنا السبل في الصيد حيث أن البحرية الاسرئيلية تمنعنا من الصيد في أماكن تواجد الأسماك مما أدى بنا إلى الاتجاه إلى الإخوة الأشقاء في مصر للصيد في المياه البحرية المصرية".
يكمل محمد : "كان والدي لا ينزل البحر أبداً منذ فترة طويلة وذلك لثقته بي في هذه المهنة، فأنا أتولى الصيد داخل البحر وهو يتولى عملية الصيانة للقوارب وباقي الأعمال بمهنتنا. لكن في يوم الحدث فاجأني والدي ونحن نعد معدات الصيد وقرر الخروج معي للصيد وكان لديه إصرار كبير على ذلك لم أكن اعلم بأن ذلك اليوم سيكون آخر يوم لوالدي في هذا البحر وهذه الدنيا".
"وصلنا إلى المنطقة التي نود الصيد بها وكانت الساعة حوالي التاسعة مساء، ما أن وصلنا للمنطقة المطلوبة حتى شرعنا بعملية الصيد وإضاءة كشافات الإضاءة وهي أربع كشافات ذات قوة إضاءة كبيرة. كانت الدقائق والساعات تمر بهدوء حتى الساعة الواحدة فجراً ونحن جالسون أنا في قارب ووالدي في قارب آخر بجانبي موصول بقاربي بواسطة حبل آجره عن طريق آلة سحب.
في الساعة الثالثة فجراً رأينا ضوءاً أحمراً صغيراً يقترب منا على مسافة ما يقارب 500 م. لم نأخذ بالأمر لأنه في قاموس الصيد لدينا بأن الضوء الأحمر هو قارب صيد يتحرك في المنطقة لكن مع ازدياد اقترابه لاحظنا أنه زورق عسكري تابع للجيش المصري. لم نخف في البداية لأننا في مياه مصرية وأمام أخوة وأشقاء في الديانة والعروبة وتجمعنا لغة واحدة ودين واحد لكن ذلك تبدد خلال لحظات، فلم نكن نعلم أن الذين يستقلون هذا الزورق جماعة من البشر ليس لهم صلة لا من قريب أو بعيد بالإسلام أو بالعروبة .
بعد اقتراب الزورق منا وقد أصبح بجانبنا تماما ً التفتُ بالقارب حتى أسحب والدي لكن فوجئت بأن الزورق المصري قد قطع الطريق علي بأن دخل فوق الحبل الواصل بين قاربي وقارب والدي، الأمر الذي أعاق عملية السحب فبدأ والدي بالحديث إليهم قائلاً: "إحنا عايزين نروح يا باشا".
رد ضابط الزورق : "إحنا عايزين نموتكم انتو ناس ما بتستحيوش".
ما أن انهي الضابط كلامه حتى تقدم بسرعة كبيرة وبشكل جنوني على زورق والدي وصعد فوق زورقه فأصبح المركب مهشم بالكامل ولا اثر لوالدي فأخذت أنادي عليه ولكن من دون رد فرأيت بقعة دم كبيرة على مسافة قريبة مني فاقتربت منها فوجدت والدي على سطح الماء ورأسه مهشم بالكامل فمسكت يديه وانتشلته ووضعته على مركبي وكان قد فارق الحياة حيث كانت عيناه من قوة الحادث قد خرجت خارج رأسه المهشم بالكامل.
بعد أن رأيت ذلك المنظر كان الضابط قد خرج من غرفة قيادة الزورق، وقد كان على مركبي حجر فرميته على الضابط فقال لي بالحرف الواحد :"تعلمتم ولا لسه؟"، وبعدها أخذ يلاحقني داخل البحر فتوجهت أنا إلى عرض البحر باتجاه البحرية الاسرائيلية في محاولة لحمايتي من البحرية المصرية!! انقلبت الآية فعوضاً أن اهرب إلى الإخوة الأشقاء من اليهود أصبحنا نهرب من العرب إلى حماية اليهود!! فبعد مطاردة مسافة حوالي 15 كليو متر اضطررت أن أخرج باتجاه مياه الشاطئ لأن الزوارق العسكرية لا تستطيع السير في المياه القريبة من الشاطئ حتى وصلت إلي مرسى الصيادين في مدينة رفح بعد صلاة الفجر وقتها حملت والدي من المركب حتى وصلت الشرطة البحرية المتواجدة بالمكان ونقلته إلى المستشفى.
ماذا بعد الحادث ؟
مما يؤلمني أكثر أنه بعد الاعتداء علينا لم يتم تقديم أي مساعدة لنا ولا حتى إسعافات لوالدي أو مساعدتي في انتشاله والأمر من ذلك أنهم لم يكتفوا بقتل والدي بل أرادوا أن يقتلوني أنا لأني شاهدت كل شي بعيني فأخذوا بمطاردتي مسافة15 كليو متر".
صمت محمد وعيناه تذرف الدموع من ذكريات الموقف فقاطعت صمته بسؤال: "هل لديك أدلة مادية حول شكل الزورق المصري أو أوصاف الضابط المصري؟".
نظر إلي نظرة غربية قال لي بأن ما سوف يتحدث به لم يتحدث به إلى أحد من قبلي: " الزورق المصري الذي قتل والدي يحمل رقم 92 وهناك ضابط أتهمه بتنفيذ عملية القتل، هذا الضابط يدعى محمد سلامة وذلك لأنه قد اعتدى علي أنا شخصيا قبل ذلك وكان على متن زورق يحمل رقم 94 وسرق مني عدة مواتير وشبك معدات للصيد وضربني بقضبان حديدية على رأسي وضرب أخي الذي كان معي. وقبل الحدث بشهرين أيضاً كان زورق مصري قد اقترب منا وكان على متنه المدعو محمد سلامة وقال لي أنا شخصيا :" انتو أنا جاي أموتكم"، وتلفظ بكلمات بذئية، وبعدها قال لنا "ربنا رحمكم الجيش الإسرائيلي اتصل علي وقلي مش انتم الي تدهسهم".
بعدها توجه الزورق المصري إلى عرض البحر باتجاه زورق صيد آخرى فعلى الفور هربت أنا وأخي من المنطقة. وأيضا ليلة مقتل والدي في نفس الليلة نفس الزورق قام بالاعتداء على ابن عمي في منطقة بعيدة عنا حيث سرقوا كل معدات الصيد التي كانت معه واعتقلوه وأخذوه على متن الزورق وانهالوا عليه بالضرب المبرح بواسطة عصي من الحديد، وسرق كل شي من على زورقه بمبلغ مالي قدره 15الف $ دولاراً".
واستطرد محمد في الحديث قائلاً: " لم أكن أتوقع في يوم من حياتي أن يقوم الإخوة في مصر بهذا الفعل!
ولكن هم يصرون على هذه الأفعال فبعد وفاة والدي بشهر دخلت إلي البحر لكي أبحث عن رزق لي ولإخواتي الصغار، فوالدي ترك لي ستة أشقاء من بينهم طفلة معاقة تحتاج لرعاية خاصة، فدخلت البحر أنا وعمي باتجاه البحر وبرفقتنا العديد من قوارب الصيد باتجاه المياه المصرية فاعترضنا الزورق المصري واقترب منا، أخذ يصرخ الضابط علينا وكان ينظر إلي بنظرات غربية وقال لي : " رايح فين يا ابني؟"، فقلت له : "رايحين نصطاد"، فرد : "يعني شكلكم حلو كدا"، فقلت : "إحنا هاربين من اليهود وجايين عليكم يا باشا". فقال الضابط :"لا شكلكم مش حلو كدا وأنا دلوقتي طالع وفي لنشيين جايات وأنا الثالث وحنعمل فيكم زى المرة إلي فاتت"، فما كان مني إلا أن أقول له :" انتو ناس مش كويسه ومش محترمة"، فقال لي: "ألفاظ بذيئة"، قلت له : "بتعرف مين أنا؟ أنا ابن الراجل إلي ضربتوه و قتلتوه وأنا إلي كنت معاه". فقال لي: "وقف هنا يلا والله أضربك بالنار إذا تحركت".. فقلت له : "إذا كنت راجل انزلي تحت". و بسرعة التف الزورق المصري وبدأ بمطاردتي داخل البحر حتى خرجت من داخل المياه المصرية".
بادرت محمداً بالسؤال بعدها : " بعد هذا الحدث وهذه الجريمة، طالبت الحكومة الفلسطينية في غزة الحكومة المصرية بفتح تحقيق حول ما جرى وتقديم الجناة إلى العدالة، هل وصلكم أي جديد بهذا الخصوص؟".
محمد : "لم يصلنا أي شي من هذا وهل من المعقول أن يحاكم الجلاد نفسه؟".
قلنا له : "في نهاية هذا الحديث المطول ما هي رسالتك إلى العالم وكل أحرار العالم وإلى القضاء الدولي والإنساني ؟".
محمد : "أقول أولاً للضابط الذي نفذ هذا الفعل:"منك لله وكما تدين تدان والله سوف ينتقم منك اليوم أو بعد فالله لا ينسى حقوق المظلومين". ورسالتي إلى العالم الدولي بأن ينظروا إلينا نظرة رحمة، ينظروا إلينا بعين الإنسانية التي ينادون بها وأطالب القضاء العالمي ومنظمات حقوق الإنسان بأن يحاسبوا الفاعل والحكومة المصرية على هذا الفعل".
فيما تهدا أمواج البحر ويطبق الصمت على من سالت دماؤه في عرض البحر على أيدي عربية مسلمة، ماذا يبقى من الثاني عشر من أيلول ماذا يبقى من قتل هذا الرجل على يد أخوة وأشقاء عرب؟
فبعد هذا السرد الكبير من التفاصيل المريرة والمؤلمة لم يبق سوى سؤال واحد إلى أحرار العالم عامة والشعوب والأنظمة العربية خاصة: إلى متى سيبقى يعامل الشعب الفلسطيني هذه المعاملة هل انقلبت الآية كما قال محمد البردويل نجل القتيل، بأنه بتنا نهرب من المصريين إلى الصهاينة؟
وإلى متى سيبقى العرب بهذا الصمت على حصار شعب غزة وانتهاك واستباحة دماء أهلها؟.
هي كلمة أخيرة كما قالها نجل القتيل : "لقمة عيش مغموسة بالدم! ".
منـــــقول
التعليق
يبدوا ان العرب هم من يحاصر اهل غزة
ويبدوا ان الايادي العربية هي التي
كلفت بالتضييق عن اهل غزة
هذه هي مصر
وهذه هي الدول العربية التي تساند حكومة مصر
طيب الله اوقاتكم
الصور في المرفقات
المرفقات
آخر تعديل: