- إنضم
- 20 أفريل 2009
- المشاركات
- 1,775
- نقاط التفاعل
- 1
- النقاط
- 77
قبل الرحيل
رجعت للمنزل وهي تمشي وقد تثاقلت خطواتها تتمايل يمينا وشمالا تائهة بين عبث الأفكار التي تداخلت عليها ، ارتمت على السرير وتناثرت أوراق كانت تحملها وأجهشت بالبكاء الممزوج بالكلمات الصاخبة لماذا ؟ إن الوقت لم يحن بعد ؟ إن الوقت لم يحن بعد ؟ ...................
سمعتها صديقتها منال فجاءت وهي تردد تلك الكلمات جاءت تزور ها فجرت نحوها بسرعة و وما إن رأتها ازداد بكائها واحتضنتها وقالت لها سامحيني يا صديقتي سامحيني يا صديقتي .
استغربت منال من تصرفات صديقتها سعيدة وقد كانت تركتها أمس في فرح وسعادة .
سألتها ماذا حصل لك يا صديقة عمري ؟
مالذي يبكيك فإن الذي يبكيك يبكيني أنا أيضا ؟ لا تخبئي عني فأنت لم تخبي عني شيء قط .
بدأ البكاء يتناقص و أخذت ترفع رأسها لتنظر لصديقتها منال ، تريد أن تحكي لها لكن الصدمة أقوى فلم تستطع وازداد البكاء بعد أن تناقص واحتضنتها بكل حرارة لم أستطع لم أستطع .
سعت منال لتخفيف من ألم سعيدة وقالت لها هدئي من روعك فلم ولن أتركك ، وتمت على هذا الحال ،
وقالت لها منال هيا نخرج للحديقة حتى نستنشق الهواء النقي وتهدئي قليلا .
فخرجا للحديقة وارتمت سعيدة على الأرض وقالت مناااال سوف أبوح لك بسر فأنت كاتمة أسراري .
منال : تكلمي يا سعيدة فأنا أسمعك ..!
قالت لقد سمياني والداي سعيدة لكن لم أذق طعم السعادة أبدا والدي توفي وأنا لم أنطق باسمه بعد ، فقد تركني في الخمسة أشهر وتوفيت والدتي وأنا لم أكمل رضاعتي بعد فتركتني بين الجدة والخالة وفقدت طعم حليبها ودفئ حضنها ولمست يدها ، عشت كغريبة في هذه الدنيا لم أعرف الصديق من العدو ولم أجد من تخفف عني حمل الحياة وقساوستها ، تعرفت على كثير من الصديقات لكن لا أجد إلا أنت التي وقفت بجنبي في خطواتي مع الحياة ، يوما بعد يوم يزداد حزني لأني وببساطة لم أعش أي مرحلة من مراحل حياتي فلم أعش طفولتي كنت كمشاهدة مرة هذه المرحلة لتدخل مرحلة أخرى لم أسمع بها قط لتهوى بي بين ضياع وتشتت وبين تساؤل وتعجب ! لتنتهي تلك المرحلة بسلام ، وأتزن في أفكاري أجدك يا منال أمامي ، وقد أرسلك القدر إلي لتكوني بجنبي هذه الحياة ، صديقتي يا منال أنت لم أتذوق السعادة إلا معك .
وبدأت أسترجع أنفاسي لأن القدر بدأ يبتسم لي وبدأ اسمي يصوغ عليا لكن كانت تلك غفوة لتصفعني من جديد وتقول لا مكان لك هنا سامحيني يا منال لقد كنت الوحيدة في
هذا الكون عون لي شكرا يا صدقتي شكرا يا صدقتي .
منال : هل أكملت يا سعيدة حديثك ؟
سعيدة : وماذا بعد هذا الحديث !
منال : أسمعي من أجيبيني ...
لقد عرفت يا سعيدة وأنت فعلا سعيدة ولم أغير من هذه الكلمة أبدا سعيدة لأنك أثبت لهذه الدنيا وأنت بصفات البشر لم ينقص لك أي شيء أنظري إلى المدرسة التي حولك هذه مدرسة المكفوفين وتلك مدرسة إعادة التربية وتلك مشفى المختلين كلهم يحضون بأم وأب وأسرة لكن الأغلى مفقود نعمة البصر والعقل والحركة يا سعيدة إذا رئينا إلى كل هؤلاء سنجده يسعدون حسب وما وجد عندهم فلماذا نرى إلا الشيء المنقوص ونحن عندنا أكثر بكثير مما نفقده.
اسعدي يا سعيدة بقدر ما أتيح لك من سعادة فإن السعادة على قدر النفس من طمأنينة ، وراحت بال فالذي يملك كل شيء لم يذق طعم السعادة لأن النفس هي التي تسعد حتى وأن لم نحصل على شيء .
لكن يا سعيدة سبب سردك لهذا الحديث ؟
سعيدة : كل كلمة دخلت إلى أعماق قلبي واستوعبها عقلي واطمأنت بها نفسي ، لقد ارتحت كيرا يا منال بعد أن اسودت الدنيا في وجهي والآن لم أعد أبالي بما سيحصل لأن نفسي مطمئنة وبالي مرتاح وسوف ألجأ إلى الذي لم يرد أحد قط ، لقد كشف عني الطبيب بعد أن قام بفحوصات أني مريضة بمرض خطير والشفاء منه مستحيل لكن سأعيش اللحظات الباقية من عمري معك في كل سعادة وأرحل وأنا سعيدة بأيامنا ياا منال .
رجعت للمنزل وهي تمشي وقد تثاقلت خطواتها تتمايل يمينا وشمالا تائهة بين عبث الأفكار التي تداخلت عليها ، ارتمت على السرير وتناثرت أوراق كانت تحملها وأجهشت بالبكاء الممزوج بالكلمات الصاخبة لماذا ؟ إن الوقت لم يحن بعد ؟ إن الوقت لم يحن بعد ؟ ...................
سمعتها صديقتها منال فجاءت وهي تردد تلك الكلمات جاءت تزور ها فجرت نحوها بسرعة و وما إن رأتها ازداد بكائها واحتضنتها وقالت لها سامحيني يا صديقتي سامحيني يا صديقتي .
استغربت منال من تصرفات صديقتها سعيدة وقد كانت تركتها أمس في فرح وسعادة .
سألتها ماذا حصل لك يا صديقة عمري ؟
مالذي يبكيك فإن الذي يبكيك يبكيني أنا أيضا ؟ لا تخبئي عني فأنت لم تخبي عني شيء قط .
بدأ البكاء يتناقص و أخذت ترفع رأسها لتنظر لصديقتها منال ، تريد أن تحكي لها لكن الصدمة أقوى فلم تستطع وازداد البكاء بعد أن تناقص واحتضنتها بكل حرارة لم أستطع لم أستطع .
سعت منال لتخفيف من ألم سعيدة وقالت لها هدئي من روعك فلم ولن أتركك ، وتمت على هذا الحال ،
وقالت لها منال هيا نخرج للحديقة حتى نستنشق الهواء النقي وتهدئي قليلا .
فخرجا للحديقة وارتمت سعيدة على الأرض وقالت مناااال سوف أبوح لك بسر فأنت كاتمة أسراري .
منال : تكلمي يا سعيدة فأنا أسمعك ..!
قالت لقد سمياني والداي سعيدة لكن لم أذق طعم السعادة أبدا والدي توفي وأنا لم أنطق باسمه بعد ، فقد تركني في الخمسة أشهر وتوفيت والدتي وأنا لم أكمل رضاعتي بعد فتركتني بين الجدة والخالة وفقدت طعم حليبها ودفئ حضنها ولمست يدها ، عشت كغريبة في هذه الدنيا لم أعرف الصديق من العدو ولم أجد من تخفف عني حمل الحياة وقساوستها ، تعرفت على كثير من الصديقات لكن لا أجد إلا أنت التي وقفت بجنبي في خطواتي مع الحياة ، يوما بعد يوم يزداد حزني لأني وببساطة لم أعش أي مرحلة من مراحل حياتي فلم أعش طفولتي كنت كمشاهدة مرة هذه المرحلة لتدخل مرحلة أخرى لم أسمع بها قط لتهوى بي بين ضياع وتشتت وبين تساؤل وتعجب ! لتنتهي تلك المرحلة بسلام ، وأتزن في أفكاري أجدك يا منال أمامي ، وقد أرسلك القدر إلي لتكوني بجنبي هذه الحياة ، صديقتي يا منال أنت لم أتذوق السعادة إلا معك .
وبدأت أسترجع أنفاسي لأن القدر بدأ يبتسم لي وبدأ اسمي يصوغ عليا لكن كانت تلك غفوة لتصفعني من جديد وتقول لا مكان لك هنا سامحيني يا منال لقد كنت الوحيدة في
هذا الكون عون لي شكرا يا صدقتي شكرا يا صدقتي .
منال : هل أكملت يا سعيدة حديثك ؟
سعيدة : وماذا بعد هذا الحديث !
منال : أسمعي من أجيبيني ...
لقد عرفت يا سعيدة وأنت فعلا سعيدة ولم أغير من هذه الكلمة أبدا سعيدة لأنك أثبت لهذه الدنيا وأنت بصفات البشر لم ينقص لك أي شيء أنظري إلى المدرسة التي حولك هذه مدرسة المكفوفين وتلك مدرسة إعادة التربية وتلك مشفى المختلين كلهم يحضون بأم وأب وأسرة لكن الأغلى مفقود نعمة البصر والعقل والحركة يا سعيدة إذا رئينا إلى كل هؤلاء سنجده يسعدون حسب وما وجد عندهم فلماذا نرى إلا الشيء المنقوص ونحن عندنا أكثر بكثير مما نفقده.
اسعدي يا سعيدة بقدر ما أتيح لك من سعادة فإن السعادة على قدر النفس من طمأنينة ، وراحت بال فالذي يملك كل شيء لم يذق طعم السعادة لأن النفس هي التي تسعد حتى وأن لم نحصل على شيء .
لكن يا سعيدة سبب سردك لهذا الحديث ؟
سعيدة : كل كلمة دخلت إلى أعماق قلبي واستوعبها عقلي واطمأنت بها نفسي ، لقد ارتحت كيرا يا منال بعد أن اسودت الدنيا في وجهي والآن لم أعد أبالي بما سيحصل لأن نفسي مطمئنة وبالي مرتاح وسوف ألجأ إلى الذي لم يرد أحد قط ، لقد كشف عني الطبيب بعد أن قام بفحوصات أني مريضة بمرض خطير والشفاء منه مستحيل لكن سأعيش اللحظات الباقية من عمري معك في كل سعادة وأرحل وأنا سعيدة بأيامنا ياا منال .