الأســــــــــــــــــود البـــــــــــــــــــرية
الأسود البرية هي حيوانات ثدية لاحمة تنتمي الى عائلة القطط و الى نوع السنوريات ، والأسد اقوى الحيوانات على وجه الارض و هو الحيوان الملقب بملك الغابة ، و يمكننا التعرف على ذكر الاسد بسهولة وذلك من خلال اللبدة التي تمتد على طول عنقه و تحتوي على شعر كثيف و طويل .يصل وزن الذكر في الكثير من الاحيان ل250كغ ،و وزن شدة قوة عضته الى 330كغ . اما انثى الاسد البالغة فيتراوح وزنها عموما ما بين 120 الى 140كغ ما يجعلها ثاني اكبر قطة في العالم وراء اناث النمور السبيرية فهي اكبر حتى من باقي انواع اناث النمور الاخرى.
إن ذكر الاسد الواحد يأكل 7 كغ من اللحم يوميا و يواجهه 5 كلغ لدى الانثى، و الاسود تعيش في قطعان ومجموعات مع بعضها البعض على خلاف غيرها من السنوريات و القطط كالنمور و الفهود التي تكون منعزلة جدا في اغلب الاحيان، وعمرها العادي يتراوح في العادة بين 7 الى 12 سنة لدى الذكر و 14 الى 20 سنة لدى الانثى و ذلك في الحياة البرية ، فأعمار الحيوانات التي تكون في حدائق الحيوانات اطول بالطبع ، فهي تصل فيها الى 30 سنة في الكثير من الأحيان وذلك عندما تتلقى عناية مناسبة وظروف ملائمة لحياتها .
* *
الميزات الخارجية للاسود البرية
إن الأسد هو ثاني اكبر القطط في العالم بعد النمر ، و هو يعد بذلك اكبر حيوان مفترس في افريقيا ، ويتراوح طول ذكر الأسد البالغ: من 170 الى 250سم دون حساب ذيله الطويل الذي يبلغ في العادة مترا واحدا ،ويكون ارتفاع الاسد في العادة 120سم عن الارض ووزنه ما بين 150 الى 250كغ . اما بالنسبة لاناث الاسود فطولها يتراوح ما بين 160 الى 190سم و طول الذيل 85سم ويكون انحف بكثير من ذيل الذكر، و تزن اللبؤة عموما ما بين 120 الى 170كغ فهي أرق جثتا من الذكور بكثير حيث انها اصغر من الذكر بنسبة مئوية تتراوح بين 20 الى 50%.
انثى الأسد (اللبؤة) ، هي التي تقوم بعملية الصيد وتسمى صغارها بالأشبال ، فذكور الأسد لا تقوم بعمليات مطاردة الفرائس و لكنها هي المسؤولة عن عملية حماية اقاليمها من الدخلاء و الحيوانات المفترسة الأخرى. ويسمى صوت الأسود بالزئير و هي من الحيوانات المهددة بالانقراض فلم يتبقى منها في الحياة البرية الى عدد يتراوح بين 16000 الى 30000 عنصرا منتشرة في السافانا الافريقية مع العلم انه هناك 10 انواع مختلفة من الاسود البرية و 300 منها موجودة في حديقة الحيوانات الوطنية بالهند.
الاسود اكبر من النمور من حيث الارتفاع و لكنها اصغر منها طولا، وتعيش اكبر انواع الاسود في جنوب افريقيا، واصغرها تواجدت قديما في قارة آسيا(أنواع منقرضة) ،و الرقم القياسي العالمي من حيث كبر الحجم تحصل عليه أسد ترنسفالي (lion du Transvaal) حيث بلغ وزنه 313 كلغ، أما أصغر الأسود الموجودة الآن فهي تتوزع في حديقة حيوانات سيرنقيتي في تنزانيا. وتتميز الاسود بعيون صفراء او ذهبية وانف اسود ، و تكون آذان الأسود سوداء من الخلف و دائريتان مع بقعة بيضاء ، ولديها مخالب حادة قابلة للسحب و محمية بمادة عضلية قوية لتساعدها على الصيد ، كما يتميز الأسد بأنياب طويلة يمكن ان تصل الى 6 سم.
* *
لبدات الأسود البرية
يتميز ذكر الأسد بلبدة (الشعر الكثيف الذي يحيط برقبة الأسد) طويلة على طول عنقه ، تكون في العادة بنية داكنة و في بعض الحالات سوداء او بنية فاتحة او شقراء ، و في بعض الحالات الأخرى تكون مجردة منها تماما كبعض الاسود الموجودة في حديقة الحيوانات الوطنية تسافو بكينيا . تبدأ اللبدة بالظهور عند صغار ذكور الأسد في سن الثالثة ، وهي تمتد من الخدين الى الكتفين و في بعض الأحيان الى الصدر و البطن ، و يختلف شكل و لون اللبدة من أسد الى آخر حسب حياته اليومية و المنطقة التي يعيش فيها و المجهودات الفيزيائية التي يبذلها.
اللبدات(الشعر الطويل المحيط بالعنق) من الميزات التي يمكننا من خلالها معرفة نوع الأسد و مدى قوته، فمثلا اللبدة التي تكون طويلة ، كثيفة الشعر و داكنة اللون تعني ان صاحبها يتمتع بقدرات قتالية عالية جدا ، و ذلك لان الحالة الهرمونية و الحالة الغذائية للأسد لهما تأثير على طول و كثافة و لون هذه اللبدات التي تتميز بها الاسود ، حيث افادت الدراسات التي قام بها العلماء بأن إناث الاسود تفضل وتنجذب الى الاسود ذات اللبدات الكثيفة والداكنة اللون و بأن الذكور تتحاشى مواجهة الاسود التي تتمتع بالصفات المذكورة سابقا لانها تعلم مدى قوتها و تخشاها.
إن لبدات (الشعر الطويل المحيط بعنق الاسد) الأسود لها دور كبير في حمايتها من مخالب مختلف الاسود الاخرى المنافسة لها(فالاسد لا يهاجم في العادة الا من قبل اسد اخر) . و قد اثبتت الدراسات ان درجة الحرارة يمكنها ان تؤثر على طول و كثافة لبدات الأسد ، فالاسود التي تعيش في المناطق الباردة تكون لبداتها دائما أكبر من التي تعيش في المناطق الساخنة وهذا حقيقة نراه ايضا عندما نذهب الى حدائق الحيوانات ،حيث نلاحظ في العديد من الاحيان ان لبدات الأسود التي تعيش في هذه الحدائق ليست كالأسود التي نشاهدها عبر الاشرطة و البرامج في البرية ، لان درجة حرارة حدائق الحيوانات تكون في العادة معتدلة.
صورة تبين تدرج لون لبدات النمور مع تدرج درجة الحرارة الخارجية
* *
قدرات الاسود البرية
ان الأسود تتمتع كغيرها من السنوريات والقطط بشعيرات سميكة و طويلة فوق الفم ، و هذه الشعيرات الطويلة حساسة للغاية ، فهي تلتقط ذبذبات المحيط الخارجي و تساعد بذلك الأسد على الصيد ليلا او عند عرقلة مجاله البصري فهذه الشعيرات يمكن ان نقول عنها انها تمثل الحاسة السادسة لدى الأسود فهي تفضل الاصطياد ليلا وبذلك فهي تعتمد على هذه الشعيرات من بداية الى نهاية عملية الصيد ، وتوجد الشعيرات الحساسة للاسود فوق الشفة العليا لها وتسمى بالشعيرات الحساسة الشاربية «les vibrisses mystaciales ».
* *
الميزات الفيزيائية للأسود البرية
الأسود تتمتع بعضلات قوية و متطورة جدا من حيث ديناميكيتها و هندستها ، و لديها جسم طويل و سمين متمركز فوق سيقان ثابتة وقوية هي الاخرى ، مما يمنحه القدرة على الاطاحة ارضا بفرائس تبلغ اضعاف وزنها و حجمها ، كما يمتاز الأسد بفك بإمكانه تمزيق أسمك و أخشن أنواع جلود الحيوانات (كجلود الضباع مثلا) و الذي يمنحها القدرة على التمسك بفرائسها و اخضاعها بكل سهولة وسرعة فائقتين ، دون ان ننسى مخالبها الفتاكة التي بإمكانها إلحاق أضرار جسيمة بالفرائس هي الاخرى ، حيث يستطيع الاسد بضربة قوية واحدة من مخالبه ان يمزق الاعضاء الداخلية لفريسته و يكسر عظامها.
* *
فراء الاسود البرية
الأسد يتميز بفرو يكون في العادة ذو لون اصفر رملي ،أصفر ذهبي ، أصفر داكن او ابيض عند بعض انواع الاسود، وتكون الأطراف الداخلية لفرو الاسد ،كالسيقان دائما اكثر شحوبا من باقي أعضاء الأسد الاخرى ، اما بطن الاسد فيكون برتقالي اللون عند الذكور و ابيض اللون تقريبا عند الاناث . و تتميز اشبال الاسود ببقع سوداء في العديد من اجزاء فراءها و لكنها تختفي عندما تبلغ من العمر عاما واحدا و في بعض الحالات القليلة تبقى هذه البقع معها حتى بعد مرحلة البلوغ وهي لا تميز الا عن طريق النظر بكثب اليها فهي تكون ذات لون شفاف ولا يمكن تمييزها عن بعد.
أسد ابيض
الميزات الوراثية لبعض العناصر من الاسود البرية
الاسود تتميز كالنمور بالعديد من الصفات الوراثية الشاذة ، وتوجد في العالم اقل من مئة عينة من هذه الاسود المتوزعة في قارة افريقيا ، حيث تتميز هذه العناصر بميزات مختلفة عن باقي الأسود ولا تؤثر سلبا على حالتها الفيزيائية والصحية ففرائها تكون ذات لون أشقر، أبيض مصفر او أبيض . اما عيونها فتتميز بلون اخضر رمادي او ازرق رمادي ويمكن ايضا ان تكون هذه الحالات الشاذة تحمل ميزات وراثية مختلفة عن الاسود الاخرى لكن عيونها تبقى كما هي مع اختلاف في لون فراءها عن باقي العناصر العادية.
* *
بعض الميزات الخاصة لدى الأسود البرية
الاسد يتميز عن باقي انواع السنوريات بذيل ينتهي في اخر طرفه بخصلة سوداء ، وهذه الميزة تجعله يستطيع ابعاد الذباب و الحشرات عنه بسهولة ، حيث ان اخر ذيل يمتاز بمرونة شديدة فهو غير فقري ،و قد اكتشفت هذه الميزة عند الاسود من طرف ديديام الاسكندري . ومن بعض الصفات الاخرى للأسد انه عندما يحس بالخطر ويكون في مواجهة مع احدى الحيوانات المفترسة يأخذ بالتلويح بذيله و يضربه ارضا بشدة وذلك يكون دليلا في العادة على غضبه وعلى استعداده للانقضاض على خصمه.
* *
مناطق تواجد الاسود البرية في القديم
في وقت مضى كانت الاسود اكثر الثديات المفترسة انتشارا على وجه الارض. فالاسود الامريكية مثلا كان يمتد نطاق انتشارها من البيرو الى الاسكا في العصر الجليدي كما كانت العديد من انواع الاسود تغزو سيبيريا و اوروبا الشرقية كما كانت تتواجد في الهند و امريكا الجنوبية ، ثم اخذت اعدادها تتقهقر بعد العصر الجليدي حيث اقتصرت مناطق انتشارها على العديد من المناطق الافريقية ، اوروبا الجنوبية ، الشرق الاوسط و الهند و كانت ما تزال تتواجد في هذه المناطق حتى بعد العصور الرومانية حيث ان العديد من المؤرخين والكتاب القدماء كتبو مقالات عنها كأرسطو، هيرودوت وآخرين.
* *
مناطق تواجد الاسود البرية في الحاضر
ان اعداد الاسود الآسيوية (Panthera leo persica) عرفت هي الاخرى اختفاءا شبه تقريبيا من القارة وذلك منذ القرن التاسع عشر ، حيث ان المجموعة الاخيرة في آسيا تم إنقاذها ووضعها في حديقة الحيوانات الوطنية بالهند أين يتواجد الآن بها 300 عنصرا من الأسود. و أغلبية الأسود الافريقية تتواجد الآن هي الأخرى في حدائق الحيوانات الوطنية بكينيا ، تنزانيا و جنوب افريقيا فنادرا ما نجدها خارج حدائق الحيوانات و المحميات و ذلك لأنها معرضة و مهدد بالانقراض و محمية من طرف الاتحاد العالمي لحماية البيئة.
* *
مناطق تواجد الاسود البرية في الحاضر
الاسود تتمتع بقدرة كبيرة على التأقلم و التكيف مع مختلف البيئات و المناخات ، ورغم ذلك فإن الاقاليم المفضلة لدى الاسود هي غابات السافانا ، كما تتواجد بكثرة في الاقاليم الجافة و الشبه الصحراوية ، و الاسود البرية لا تتواجد ابدا في الغابات الكثيفة المطيرة او في الصحاري القاحلة ، فلذلك نلاحظ عدم تواجدها في الغابات الكثيفة بافريقيا الوسطى او في الصحاري القاحلة التي تتواجد في شمال افريقيا او في الشرق الاوسط ، فهذه البيئات هي التي لم تتواجد فيها الاسود منذ العصور القديمة و الوحيدة التي لا تستطيع التكيف مع مناخاتها.
التوزع الجغرافي للأسود البرية في الوقت الحاضر
* *
الميزات الاجتماعية للاسود البرية
الاسود حيوانات اجتماعية فهي تعيش في مجموعات دائمة خلافا لغيرها من القطط الكبيرة كالنمور و الفهود التي تتميز بطابع انفرادي ، و تتكون اقاليم الاسود البرية من مجموعة افراد تتراوح بين 3 الى 30 أسدا ، وعادة ما يتكون القطيع من 1 الى 7 ذكور و من 1 الى 18 اناث و تغطي هذه المجموعات اقليما تتحكم به و تتراوح مساحته بين 20 الى 500كم2. فنلاحظ من هذا ان الكثافة السكانية للاسود تكون عادة منخفضة الا انها تكون عالية جدا في بعض المناطق الاخرى كما هو الأمر في حديقة حيوانات سيرنغيتي الوطنية بتنزانيا (من اكبر حدائق الحيوانات في العالم) حيث تصل الكثافة السكانية للأسود بها الى أسد واحد في الكيلومتر المربع.
ذكور الاسود تبقى في القطيع لمدة تتراوح بين 2 الى 3 سنوات(حتى مرحلة البلوغ) ، لانها تصبح بعد هذه الفترة مطاردة و مستفزة من الاسود الاكبر سنا والمهيمنة في المجموعة و لذلك فهي تُكَون قطيعا جديدا لها وحدها ، على عكس الإناث التي تبقى منذ ولادتها الى وفاتها في القطيع ، و ذلك لان الاناث لا تشكل خطرا على ذكور الأسود فهي التي تقوم بعملية الصيد و بكل الأعمال الشاقة ، حيث تمثل اللبؤات الاغلبية الساحقة في قطيع الاسود . و تمثل ظاهرة انفصال الذكور بعد بلوغها عن المجموعة ميزة جيدة عند الاسود لأن ذلك يمنع تزاوجها مع أخواتها و أقاربها حيث ينتج عن مثل هذا التناسل أشبال مشوهة وراثيا تموت في أغلب الأحيان عند ولادتها.
بعد ان تطرد ذكور الاسود عن القطيع من طرف آباءها ، يشكل الاخوة تحالفا مع بعضهم البعض و حتى مع اسود اخرى تكون منبوذة مثلها في اغلب الاحيان ، و تصبح بعدها الروابط بين هذه الذكور الشابة قوية جدا و ينتشر بينها نوع من التعاون على حماية بعضها البعض ، و تقطع هذه الاسود معا مسافات طويلة جدا ، تنتهك فيها اقاليم أسود اخرى فهي في هذه المرحلة تكون بدون اقليم خاص بها كما تتغذىعلى جثث الحيوانات المرمية فالذكور تكون بطيئة و اقل نجاحا في الصيد مقارنة بالاناث الاخف وزنا والاكثر سرعة منها.
ان التحالفات بين الاسود الشابة تؤسس في اغلب الاحيان من أسد يريد ان يكون قائد على رأس المجموعة ، حيث ان انه بعد مدة من انشاء القطيع يبدأ أسد ما مواجهة و طرد الاسود المنافسة له و لا تكون هذه المحاولات دائما ناجحة ، فغالبا ما تكون دموية و في بعض الاحيان تكون قاتلة . و يحتل الاسد الذي ربح المعركة و اخرج الاسود المنافسة له مركز قيادة المجموعة ، اما الاسد الخاسر فانه يطرد من القطيع ليعيش لوحده او ليبحث عن قطيع آخر و في الكثير من الاحيان تموت هذه الاسود الخاسرة جراء اصاباتها اثناء المعركة و عدم قدرتها على الصيد من جديد.
* *
الميزات الإجتماعية للأسود البرية
ان الأسود عندما تحتل قطيع ما ، فانها تطرد ذكور الاسود و تقتل صغارها و لكنها لا تؤذي الاناث ، فمع مرور الوقت تبدأ الأسود بالتكاثر مع هذه الاناث التي تنجب الاشبال الخاصة بها ، فقطعان الاسود كثيرا ما تتعرض لهذه الحالات و على اللبؤات ان تتأقلم مع الوضع ، و لكنها في الكثير من الاحيان تهاجم الاسد الذي قتل صغارها و لا تحبذ التناسل معه.
والاسود من الحيوانات التي لا تنظف جسمها بشكل كامل ، فهي في العادة تفضل تنظيف انفها فقط اما عندما تتعرض للتلويث بدماء فرائسها او بالوحل مثلا فإنها تقوم بتنظيف بعضها البعض.
لبؤة تبحث عن طريدة
* *
طرق تواصل الأسود مع بعضها البعض
الاسود تتواصل مع بعضها عن طريق وسائل مختلفة ، و هي من الحيوانات الاجتماعية و لذلك فإن طرق تواصلها اكثر تطورا من السنوريات الاخرى كالنمور و الفهود و تتكون في العادة من زمجرات ، همهمات ، آهات ، تموؤات وغيرها من الاصوات المختلفة التي تصدر عن الحيوانات ، و كل صوت من هذه الاصوات لديه معنى معين ولاسباب متعددة فالزئير يمكن ان يكون دليلا لاثبات وجودها في الاقليم الذي تتحكم به ، استدعاء اسود اخرى من القطيع موجودة في المنطقة ، لتحذير اعضاء المجموعة او لتعزيز علاقاتها مع بعضها البعض.
صورة تمثل أسدان يتواصلان مع بعضهما البعض
* *
طرق تواصل الأسود مع بعضها البعض
إن زئير ذكر الاسد يكون اقوى من زئير اللبؤة ، و يتطلب ذلك من الاسد شهيقا طويلا و كمية كبيرة من الهواء ، و من عادة الأسد أنه عندما يبدأ في الزئير يقوم بادخال بطنه و نفخ صدره الى الأمام ، و يعني زئير الأسود القوي عندما يتم اختراق اقليمها من طرف أسود اخرى انه رسالة اليها لكي تخرج من منطقتها . اما اناث الاسود فإنها تصدر صوتا اقل قوة يكون سببه في اغلب الاحيان مناداتها لصغارها ، و يعد صوت الاسود من اقوى اصوات الحيوانات على وجه الارض حيث يمكن ان يصل صداه في ليلة ساكنة الى 5 كلم.
* *
دورة حياة الاسود البرية
والاسود تصل الى مرحلة نضجها الجنسي عندما تبلغ من العمر 3 او 4 سنوات ، و تصل الى مرحلة النضج الفيزيائي عندما تبلغ من العمر 30 شهرا بالنسبة للذكور و 24 شهرا بالنسبة للاناث . و لا يوجد لديها موسم تكاثر محدد حيث تتناسل عموما في اوقات مختلفة من السنة و بمعدلات تختلف عن بعضها البعض في كل موسم . و لدى الاسود خاصية تميزها عن الكثير من الحيوانات حيث انها تتحقق من خصوبة الاناث التي تكون صغيرة السن عن طريق الانف ، و ذلك قبل القيام بعملية تلقيحها ، وتسمى هذه الميزة لدى الاسد بخاصية جوكابسون(l'organe de Jacobson).
في اغلب الاحيان تبقى صغار الأسود لوحدها في مكان منعزل بعيدا عن المجموعة ، و تصطاد اللبؤة خلال هذه الفترة فرائسها لوحدها حيث تبتعد عن المجموعة، و خلال رحلات صيد اللبؤة يمكن ان تبقى الصغار لوحدها لمدة 48 ساعة و يعد هذا خطير جدا عليها ، حيث يمكن افتراسها من طرف الضباع او من حيوانات مفترسة اخرى. بعد 4 أسابيع من العزلة تأخذ الأم صغارها الى القطيع لكي تختلط مع باقي الأشبال الاخرى الموجودة في المجموعة ، اما مشاكل عدم قبول الأسود للأشبال التي تأتي بها الأم فهي تعد نادرة في قطعان الأسود على عكس بعض الحيوانات الاخرى.
صورة تمثل أسد مع شبله
بعد اربعة اسابيع من فترة ولادة الاسود الصغيرة و انخلاطها مع بقية القطيع ، لا تكتفي الاشبال برضاعتها من امها حيث يصبح بامكانها الرضاعة من لبؤات اخرى و التي تحميها بدورها وتكون بديلة لأمها في غيابها ، حيث ان الاسود تتميز بنوع من المسؤولية اتجاه اي صغير موجود في القطيع . تفطم الاشبال عادة عندما تبلغ من العمر 6 اشهر و تبقي مع امها الى ان تبلغ عامين من العمر ، وتتراوح مدة حياة اغلبية الاسود بين 12 الى 14سنة في الحياة البرية و في بعض الاحيان يمكنها أن تعيش اكثر من 20سنة و لكن هذا العمر بامكان الاناث فقط بلوغه ، لان كل الاسود المسنة تموت في الغالب نتيجة لقتلها من طرف اسد اكثر شبابا و بالتالي اكثر قوة منها و ذلك طمعا في تولي قيادة المجموعة ، اما الرقم القياسي للعمر فقد تم تحقيقه من طرف اسد في احدى حدائق الحيوانات عن عمر يناهز 29سنة.
إن ذكور الاسود فقط هي التي تتمكن من التناسل في سن كبير جدا ، وذلك لانها هي التي تتحكم في الاناث الموجودة في القطيع . وعندما تلد اللبؤة صغارها تصبح غير قادرة على الانجاب الا بعد مضي عامين عن ولادتها لصغارها . فيلجأ ذكر الاسد بذلك لتغيير اللبؤة التي كان يتناسل معها ، وذلك لان اسدا كبيرا في العمر لا يستطيع انتظار عامين دون ان يتزاوج مع احدى الاناث . ومن ميزات الاسود في بعض الأحيان انها عندما تغير زوجاتها تقتل صغارها اولا و ذلك لكي تنجب اشبال منها خاصة بها هي فقط.
* *
طرق و أوقات صيد الأسود لفرائسها
الأسود البرية تصطاد غالبا فرائسها في الليل أو في أولى ساعات الصباح ، حيث تلعب درجة الحرارة المنخفضة و شدة الظلام دورا هاما في صيدها لغنائمها . و الأسود تبقى خاملة من 20 الى 21ساعة في اليوم وتأخذ خلال هذه الفترة قيلولة تتراوح مدتها بين 10 الى 15ساعة . وهي تأكل في العادة 7كلغ من اللحم يوميا ، اما ان حصلت على وجبة كبيرة و كانت هي في حالة جوع فبإمكان اللبؤة أن تأكل 30كلغ من اللحم خلال وجبة واحدة و بامكان الاسد ان يأكل 40كلغ من اللحم خلال وجبة واحدة هو الآخر. في قطيع الاسود اللبؤة هي المكلفة بعملية الصيد فالأسود لا تصطاد الا عندما تستنفذ جميع غذاءها و تحس بالجوع.
* *
النظام الغذائي للأسود البرية
الفرائس الرئيسية للأسود البرية تتمثل عموما في الحيوانات ذات الحوافر(كبيرة ، متوسطة او صغيرة الحجم) حيث تصطاد الاسود الظباء بشتى انواعها ، الجواميس ، الخنازير ، الأحمرة الوحشية ، الزرافات ، الأرانب ، الطيور و الأسماك في بعض الأحيان . في اماكن معينة افادت الدراسات بأن الاسود البرية يمكنها التخصص في قتل نوع معين من الحيوانات و جعله غذاءها الرئيسي ، و عندما يكون هناك قطيع كبير من الأسود يتألف من 30 فردا مثلا ، يصبح بامكانها مواجهة حتى الفيلة البالغة ، وتستطيع حتى مهاجمة وحيد القرن و فرس البحر عندما تكون في حالة غضب أو جوع شديد.
ان الغزلان ، الأيول ، الامابالا ، السبرينغبوك كلها ظباء سريعة عادة ما تنجو من عمليات الصيد ، ولذلك تفضل الأسود مطاردة حيوانات أبطئ منها خاصة أن سرعتها لا تتجاوز 50كلم/س . عندما تبلغ صغار الأسود عامين من العمر تتعلم طرق الصيد من والديها حيث يشارك الابوان في تعليم اولادهما ، فحتى الذكر يشارك في تربية صغاره وتعليمهم ، على عكس بعض الحيوانات المفترسة الاخرى التي تقوم فيها الام بعملية التربية لوحدها ( كالنمور). وعندما تبلغ الثالثة تصطحبها والدتها معها لأولى رحلات الصيد في البرية.
في أوقات الجفاف تتغذى الأسود البرية حتى على جثث الحيوانات النافقة جراء الامراض و على بقايا الحيوانات المفترسة الأخرى ، و عندما تهاجر الحيوانات ذات الحوافر التي تمثل غذاءها الرئيسي بحثا عن الماء و عن الغذاء ، تُحَول الأسود إنتباهها إلى الحيوانات المستقرة والغير المهاجرة الموجودة في المنطقة كالزرافات ، الخنازير البرية ، الثديات الصغيرة( أنواع الظباء الغير كبيرة الحجم ، الأرانب) ، الطيور ، الثعابين وصغار التماسيح . في مثل هذه المواسم الجافة تتغذى الأسود في العادة ليلا على ظباء الإمبالا و نهارا على أنواع أخرى من الظباء تكون أسرع من الأخيرة شرط أن تتعاون عليها مع أسود اخرى لأن أسدا وحده لا يمكنه إصطياد هذا النوع من الحيوانات لأن سرعته محدودة.
إن الأسود البرية كثيرا ما تجبر على أكل الجيف و اللحوم الميتة و فضلات الحيوانات المفترسة الأخرى و خاصة الذكور التي تطرد من القطيع و تبقى بلا مجموعة ، حيث تجبر على أكل هذا النوع من الغذاء ، و ذلك لعدم كفاءتها في الصيد مقارنة مع الإناث ، فتلجأ غالبا لهذا السلوك أو إلى سرقة غنائم حيوانات أخرى كالنمور أو الفهود التي تفرط في طعامها بسهولة في كثير من الأحيان و خاصة عندما تواجه ذكور الأسود اما الأخرى التي تعيش في مجموعات ولا تكون منفردة فنادرا ما تأكل مثل هذا الغذاء.
* *
النظام الغذائي للأسود وطرق صيدها لفرائسها
في السافانا تعد التضاريس سهلة والارض منبسطة ، مما يسهل على الأسود التربص بفرائسها ومطاردتها ، و مع ذلك فإن صيدها لوحدها يبقى خطرا ، فيمكن لحيوان عشبي ضخم كجاموس مثلا التغلب على أسد و اصابته بجروح بالغة لكن لا يمكنه قتله ، ومع ذلك فهذه المحاولات الفردية تبقى خطيرة حيث يمكن ان تكلف هذا الأسد اصابات شديدة و الموت جوعا جراء ذلك . ولذلك فإن الزيادة العددية للأسود في عمليات صيدها لفرائسها تضاعف نسب نجاحها . و تتراوح النسبة المئوية لنجاح اللبؤة في الصيد ما بين 80 الى 90%.
* *
طرق وأساليب صيد الأسود البرية لفرائسها
إن اللبؤات و الأسود يستخدمون تقنيات صيد مختلفة و متعددة حسب نوعية الأرض و ميدان الصيد الموجودة فيه ، حسب طرائدها المفضلة وحسب أساليب دفاع هذه الفرائس . إن اللبؤة تفضل الصيد عادة عند الفجر وغروب الشمس و في الظلام الحالك . في عملية الصيد تختبئ اللبؤة وراء النباتات الطويلة بينما تتربص بفريسة ما و تبدي عدم الاهتمام او عدم الانتباه اليها ، بعد أن تشعر الفريسة بالامان تأخذ اللبؤة في الاقتراب منها و عندما تفصلها عنها مسافة 30 متر تفاجئها بالعدو اتجاهها و تطرحها ارضا مسلطةً كل وزنها فوق فريستها ثم تنقض عليها بفكيها القويين عند حلقها فتقتلها.
ضحايا و فرائس الأسود البرية تموت بعد دقائق معدودة من طرحها ارضا و ذلك نتيجة للأضرار التي تلحقها بها على مستوى الحلق ، القصبة الهوائية و المريء حيث تبقى الاسود متمسكة بفرائسها حتى تلفظ اخر انفاسها.
عندما تصطاد الأسود في مجموعات تلتف حول فريستها او حول القطيع المراد اصطياده و تبدأ في التقدم مع بعضها البعض ، و تزحف الأسود لمئات الأمتار على بطونها مستغلة لون فروها الذي يتناسب غالبا مع الغطاء النباتي الموجودة فيه الى أن تقترب من فرائسها. بعد ان تفصلها عن هذه الطرائد مسافة 30 متر تنقض عليها مع بعضها البعض بطريقة مفاجئة و بسرعة كبيرة حيث يبلغ طول القفزة الواحدة عند الأسد 6 امتار و يمكنها ان تبلغ الضعف في بعض الاحيان كما باستطاعة الاسود ان تبلغ ارتفاع 4 أمتار بكل سهولة خلال عدوها . عند انتهاء المطاردة تجهز الأسود على فرائسها بعد ان تقبض على عنقها و تقطع حبلها الوريدي او شريانها السباتي.
اللبؤات تفضل الصيد في الأدغال و الغابات الكثيفة لأن ذلك يزيد و يضاعف فرصها في صيد فرائسها بنجاح كما يسهل لها العملية ، فالأسود لا تحب الصيد في السهول الواسعة والمناطق ذات التضاريس السهلة. و من الميزات الأخرى للأسود أنها تحب الصيد في مجموعات ، و ذلك لكي تتعاون على فرائسها حيث تطوقها بعددها الكبير و تمنعها من الهروب ثم تنقض عليها دفعة واحدة ، كما أن الزيادة العددية لدى اللبؤات يمنحها حماية ضد الحيوانات المفترسة الأخرى التي لا تتردد في سرقة طعام الآخرين كالكلاب البرية و الضباع المرقطة.
ان ذكور الأسود نادرا ما تشارك في الصيد مع المجموعة الا إن كانت الفريسة المراد اصطيادها كبيرة جدا كالجواميس ، الزرافات و الفيلة الصغيرة فمهمة الذكور الأساسية تبقى حماية القطيع من أسود اخرى و منعها من الدخول الى إقليمها الذي تتحكم به . بعد نجاح الأسود في عملية الصيد تبدأ ذكور الأسود في الأكل أولا و تليها الإناث ثم الصغار (الأشبال) ، ونادرا ما تتعارك الاسود مع بعضها البعض على الفريسة و لكن عندما تحدث مثل هذه المواجهات تنتج عنها اصابات بالغة من الطرفين .
* *
نسب نجاح الأسود البرية في صيدها لفرائسها
إن النسب المئوية للمحاولات الناجحة للأسود خلال صيدها لفرائسها تختلف حسب نوع الحيوان المراد اصطياده ، فمثلا نجد أن 14% من المحاولات ناجحة فيما يخص إصطيادها للظباء بشتى أنواعها ، و 38% منها ناجحة حول اصطيادها للأحمرة الوحشية و الجواميس و تقابلها 47% حول اصطيادها للخنازير البرية. و قد افادت الدراسات ان نسب نجاح الأسود في الصيد خلال الليل تبلغ 33% و تصل نسب نجاحها خلال النهار الى 21% من اجمالي المحاولات . اما المحاولات داخل الادغال فتبلغ 41%منها ناجحة بينما 12% محاولة ناجحة في الاراضي المنبسطة والمناطق المفتوحة.
* *
علاقات الأسود مع الحيوانات المفترسة الأخرى
الأسود و الضباع من الحيوانات التي عرفت بحساسيتها لبعضها البعض منذ القدم ، و ذلك لأنها تتواجد في نفس المناطق ، و لإحتلال النوعين قمة الهرم الغذائي و السلسلة الغذائية ، و لغذاءها على نفس الفرائس . من هنا نستنتج أنها في منافسة و احتكاك مباشر مع بعضها البعض ، و لذلك نرى انه عندما يتعدى احد النوعين على الطرف الآخر كسرقة غذاءه مثلا لا يتررد اي منهما في اغتنام الفرصة والهجوم الشرس على منافسه اللدود و تنتهي هذه المواجهات في الكثير من الأحيان بقتل أحد الطرفين ، وتكون الغلبة في العادة للأسود التي تعد أكبر منها حجما وعرضا و قوة ، فلا يكون النصر للضباع الا إن تعاونت مع بعضها البعض على أحد الأسود المنفردة فهي تعرف بهجوماتها الجماعية الشرسة و القوية .
ذكور الأسود تتميز بعدوانية شديدة ضد الضباع حيث أنها بإمكانها مهاجمتها دون سبب عندما تسنح لها الفرصة المناسبة لذلك ، و أحيانا تقتلها دون أن تأكل لحمها او تتغذى عليها ، و بالمقابل فإن الضباع تمثل أكبر خطر يهدد صغار الأسود (الأشبال) فهي لا تتردد في قتلها و أكلها هي الأخرى كما انها تشكل خطرا ايضا على إناث الأسود (اللبؤات) التي تعد أقل قوة من الذكور التي تهابها الضباع عموما ، و تحدث كل هذه الخلافات بين الضباع و الأسود علما انهما ينتميان الى نفس النوع و يحتلان قمة الهرم الغذائي.
الأسود تهيمن و تسيطر على القطط الكبيرة الأخرى كالنمور و الفهود ، فهي تكرهها و تربطها علاقة عداوة و حساسية مع بعضها البعض ، و ذلك لانها تقتل صغارها و تسرق طعامها في بعض الأحيان عندما تسنح لها الفرصة المناسبة لذلك. و بالمقابل فإن الفهد لديه فرصة 50% ان يفقد فريسته عندما يواجه حيوانا مفترسا آخر فهو معروف بتخليه عن طعامه بسهولة عند مواجهة احد الضواري و خاصة عندما يكون هذا الحيوان أسدا ، فالفهود من الحيوانات التي تهابها ، كما تمثل الأسود المفترسات الرئيسية لصغار الفهود ، حيث أنه في بعض الأحيان يقتل الأسد الواحد من 9 الى 10 فهود صغيرة عندما تكون في الأسابيع الأولى من عمرها.
خوفا من الأسود و الحيوانات المفترسة الأخرى تتسلق الفهود الأشجار و تأخذ معها فرائسها التي تكون متوسطة الحجم كالغزلان الى أعلاها ، اما بالنسبة للنمور فهي لا تتميز بهذه الخاصية (تسلق الأشجار) فهي تعاني هي الأخرى من سرقة طعامها من طرف الأسود. كما أن الأسود تكره التماسيح النيلية بشدة فهي تعد احدى المنافسين الأساسيين لها و نظرا لحجمهما الكبير فإنه بإمكان كل منهما قتل الآخر و تبقى الغلبة عموما للأسود فكثيرا ما تمت مشاهدة اسود تقتلها بسهولة ، اما بالنسبة للتماسيح فإنه قد تم العثور على عظام الأسود داخل بطونها اكثر من مرة.
* *
إحصاءات الأسود و أسباب تراجع أعدادها
أعداد الأسود المتواجدة حاليا في البرية تتراوح ما بين 16500 و 30000 عنصرا تنتشر الآن في افريقيا الوسطى بحرية . و قد قدر الإتحاد العالمي لحماية البيئة بأن تواجد الأسود في البرية و العالم عرف تقلصا كبير في العشرين سنة الأخيرة بنسبة 30 الى 50 % ، و تزال العديد من الأسباب لهذا التراجع غير معروفة لحد الآن ، و يظن العديد من الباحثين و العلماء أن الأسباب الرئيسية لهذا الإنخفاض يرجع الى اصطيادها في الماضي، و المطاردات الغير الشرعية التي تتعرض لها الآن ، بالإضافة الى التوسع العمراني البشري على حساب أراضيها الذي يؤثر سلبا عليها و على الحيوانات الأخرى التي تتغذى عليها.
* *
إحصاءات الأسود و الإجراءات المتبعة لحمايتها
إن أقاليم الأسود التي كانت تنتشر فيها عرفت تراجعا كبيرا في كل أنحاء افريقيا و ذلك بنسة قدرت ب80% من إجمالي المناطق التي تمركزت فيها في القدم ، و الأسود الإفريقية تصنف الآن بالضعيفة التواجد ، و ذلك في القائمة الحمراء للحيوانات المهددة بالإنقراض و المطروحة من طرف الإتحاد العالمي لحماية البيئة ، فهي تتواجد في مناطق محدودة جدا في قارة واحدة من أصل 5 قارات . و تقدر أعداد الأسود في إفريقيا الغربية ب1500 عنصرا فقط ، و بذلك فهي مهددة بالإنقراض حتى في أقاليمها الجهوية بإفريقيا التي تمثل موطنها البري الوحيد ، حيث تتواجد في آسيا ما بين 200 الى 300 عنصر تتوزع في حدائق الحيوانات ، و التي تعتبر مهددة بالقضاء على أنماطها الوراثية كأسود آسيوية بعد أن تم إختلاطها مع الأسود الإفريقية و تزاوجها معها و ذلك راجع الى قلة أعدادها مقارنة مع نوع الأسود الآخر.
و الإستراتيجيات الجديدة المتبعة لحماية الأسود و لتعزيز علاقاتها بين الإنسان تتمثل في الزيادة من المحميات الكبيرة التي تضمها و الحد من صيدها الغير الشرعي و المتاجرة بها و كل هذه الأفعال المسيئة التي يقوم بها البشر إتجاهها و جاءت هذه المشاريع نتيجة لنجاحها بنسبة كبيرة في جنوب إفريقيا و في شرقها أما في آسيا فهي لا تعرف تقدما كبيرا رغم المجهودات المضاعفة التي يقومون بها هناك و ذلك لأن الأسود الآسيوية نادرة جدا و أعدادها قليلة مقارنة بالأسود الإفريقية ، ولهذا قامت الحكومة الهندية سنة 2000 بإنجاز واحدة من أكبر المحميات في آسيا رجاءا للحفاظ على هذا النوع من الأسود و إستمراريته في الحياة.
* *
الأسود البرية هي حيوانات ثدية لاحمة تنتمي الى عائلة القطط و الى نوع السنوريات ، والأسد اقوى الحيوانات على وجه الارض و هو الحيوان الملقب بملك الغابة ، و يمكننا التعرف على ذكر الاسد بسهولة وذلك من خلال اللبدة التي تمتد على طول عنقه و تحتوي على شعر كثيف و طويل .يصل وزن الذكر في الكثير من الاحيان ل250كغ ،و وزن شدة قوة عضته الى 330كغ . اما انثى الاسد البالغة فيتراوح وزنها عموما ما بين 120 الى 140كغ ما يجعلها ثاني اكبر قطة في العالم وراء اناث النمور السبيرية فهي اكبر حتى من باقي انواع اناث النمور الاخرى.
إن ذكر الاسد الواحد يأكل 7 كغ من اللحم يوميا و يواجهه 5 كلغ لدى الانثى، و الاسود تعيش في قطعان ومجموعات مع بعضها البعض على خلاف غيرها من السنوريات و القطط كالنمور و الفهود التي تكون منعزلة جدا في اغلب الاحيان، وعمرها العادي يتراوح في العادة بين 7 الى 12 سنة لدى الذكر و 14 الى 20 سنة لدى الانثى و ذلك في الحياة البرية ، فأعمار الحيوانات التي تكون في حدائق الحيوانات اطول بالطبع ، فهي تصل فيها الى 30 سنة في الكثير من الأحيان وذلك عندما تتلقى عناية مناسبة وظروف ملائمة لحياتها .
* *
الميزات الخارجية للاسود البرية
إن الأسد هو ثاني اكبر القطط في العالم بعد النمر ، و هو يعد بذلك اكبر حيوان مفترس في افريقيا ، ويتراوح طول ذكر الأسد البالغ: من 170 الى 250سم دون حساب ذيله الطويل الذي يبلغ في العادة مترا واحدا ،ويكون ارتفاع الاسد في العادة 120سم عن الارض ووزنه ما بين 150 الى 250كغ . اما بالنسبة لاناث الاسود فطولها يتراوح ما بين 160 الى 190سم و طول الذيل 85سم ويكون انحف بكثير من ذيل الذكر، و تزن اللبؤة عموما ما بين 120 الى 170كغ فهي أرق جثتا من الذكور بكثير حيث انها اصغر من الذكر بنسبة مئوية تتراوح بين 20 الى 50%.
انثى الأسد (اللبؤة) ، هي التي تقوم بعملية الصيد وتسمى صغارها بالأشبال ، فذكور الأسد لا تقوم بعمليات مطاردة الفرائس و لكنها هي المسؤولة عن عملية حماية اقاليمها من الدخلاء و الحيوانات المفترسة الأخرى. ويسمى صوت الأسود بالزئير و هي من الحيوانات المهددة بالانقراض فلم يتبقى منها في الحياة البرية الى عدد يتراوح بين 16000 الى 30000 عنصرا منتشرة في السافانا الافريقية مع العلم انه هناك 10 انواع مختلفة من الاسود البرية و 300 منها موجودة في حديقة الحيوانات الوطنية بالهند.
الاسود اكبر من النمور من حيث الارتفاع و لكنها اصغر منها طولا، وتعيش اكبر انواع الاسود في جنوب افريقيا، واصغرها تواجدت قديما في قارة آسيا(أنواع منقرضة) ،و الرقم القياسي العالمي من حيث كبر الحجم تحصل عليه أسد ترنسفالي (lion du Transvaal) حيث بلغ وزنه 313 كلغ، أما أصغر الأسود الموجودة الآن فهي تتوزع في حديقة حيوانات سيرنقيتي في تنزانيا. وتتميز الاسود بعيون صفراء او ذهبية وانف اسود ، و تكون آذان الأسود سوداء من الخلف و دائريتان مع بقعة بيضاء ، ولديها مخالب حادة قابلة للسحب و محمية بمادة عضلية قوية لتساعدها على الصيد ، كما يتميز الأسد بأنياب طويلة يمكن ان تصل الى 6 سم.
* *
لبدات الأسود البرية
يتميز ذكر الأسد بلبدة (الشعر الكثيف الذي يحيط برقبة الأسد) طويلة على طول عنقه ، تكون في العادة بنية داكنة و في بعض الحالات سوداء او بنية فاتحة او شقراء ، و في بعض الحالات الأخرى تكون مجردة منها تماما كبعض الاسود الموجودة في حديقة الحيوانات الوطنية تسافو بكينيا . تبدأ اللبدة بالظهور عند صغار ذكور الأسد في سن الثالثة ، وهي تمتد من الخدين الى الكتفين و في بعض الأحيان الى الصدر و البطن ، و يختلف شكل و لون اللبدة من أسد الى آخر حسب حياته اليومية و المنطقة التي يعيش فيها و المجهودات الفيزيائية التي يبذلها.
اللبدات(الشعر الطويل المحيط بالعنق) من الميزات التي يمكننا من خلالها معرفة نوع الأسد و مدى قوته، فمثلا اللبدة التي تكون طويلة ، كثيفة الشعر و داكنة اللون تعني ان صاحبها يتمتع بقدرات قتالية عالية جدا ، و ذلك لان الحالة الهرمونية و الحالة الغذائية للأسد لهما تأثير على طول و كثافة و لون هذه اللبدات التي تتميز بها الاسود ، حيث افادت الدراسات التي قام بها العلماء بأن إناث الاسود تفضل وتنجذب الى الاسود ذات اللبدات الكثيفة والداكنة اللون و بأن الذكور تتحاشى مواجهة الاسود التي تتمتع بالصفات المذكورة سابقا لانها تعلم مدى قوتها و تخشاها.
إن لبدات (الشعر الطويل المحيط بعنق الاسد) الأسود لها دور كبير في حمايتها من مخالب مختلف الاسود الاخرى المنافسة لها(فالاسد لا يهاجم في العادة الا من قبل اسد اخر) . و قد اثبتت الدراسات ان درجة الحرارة يمكنها ان تؤثر على طول و كثافة لبدات الأسد ، فالاسود التي تعيش في المناطق الباردة تكون لبداتها دائما أكبر من التي تعيش في المناطق الساخنة وهذا حقيقة نراه ايضا عندما نذهب الى حدائق الحيوانات ،حيث نلاحظ في العديد من الاحيان ان لبدات الأسود التي تعيش في هذه الحدائق ليست كالأسود التي نشاهدها عبر الاشرطة و البرامج في البرية ، لان درجة حرارة حدائق الحيوانات تكون في العادة معتدلة.
صورة تبين تدرج لون لبدات النمور مع تدرج درجة الحرارة الخارجية
* *
قدرات الاسود البرية
ان الأسود تتمتع كغيرها من السنوريات والقطط بشعيرات سميكة و طويلة فوق الفم ، و هذه الشعيرات الطويلة حساسة للغاية ، فهي تلتقط ذبذبات المحيط الخارجي و تساعد بذلك الأسد على الصيد ليلا او عند عرقلة مجاله البصري فهذه الشعيرات يمكن ان نقول عنها انها تمثل الحاسة السادسة لدى الأسود فهي تفضل الاصطياد ليلا وبذلك فهي تعتمد على هذه الشعيرات من بداية الى نهاية عملية الصيد ، وتوجد الشعيرات الحساسة للاسود فوق الشفة العليا لها وتسمى بالشعيرات الحساسة الشاربية «les vibrisses mystaciales ».
* *
الميزات الفيزيائية للأسود البرية
الأسود تتمتع بعضلات قوية و متطورة جدا من حيث ديناميكيتها و هندستها ، و لديها جسم طويل و سمين متمركز فوق سيقان ثابتة وقوية هي الاخرى ، مما يمنحه القدرة على الاطاحة ارضا بفرائس تبلغ اضعاف وزنها و حجمها ، كما يمتاز الأسد بفك بإمكانه تمزيق أسمك و أخشن أنواع جلود الحيوانات (كجلود الضباع مثلا) و الذي يمنحها القدرة على التمسك بفرائسها و اخضاعها بكل سهولة وسرعة فائقتين ، دون ان ننسى مخالبها الفتاكة التي بإمكانها إلحاق أضرار جسيمة بالفرائس هي الاخرى ، حيث يستطيع الاسد بضربة قوية واحدة من مخالبه ان يمزق الاعضاء الداخلية لفريسته و يكسر عظامها.
* *
فراء الاسود البرية
الأسد يتميز بفرو يكون في العادة ذو لون اصفر رملي ،أصفر ذهبي ، أصفر داكن او ابيض عند بعض انواع الاسود، وتكون الأطراف الداخلية لفرو الاسد ،كالسيقان دائما اكثر شحوبا من باقي أعضاء الأسد الاخرى ، اما بطن الاسد فيكون برتقالي اللون عند الذكور و ابيض اللون تقريبا عند الاناث . و تتميز اشبال الاسود ببقع سوداء في العديد من اجزاء فراءها و لكنها تختفي عندما تبلغ من العمر عاما واحدا و في بعض الحالات القليلة تبقى هذه البقع معها حتى بعد مرحلة البلوغ وهي لا تميز الا عن طريق النظر بكثب اليها فهي تكون ذات لون شفاف ولا يمكن تمييزها عن بعد.
أسد ابيض
الميزات الوراثية لبعض العناصر من الاسود البرية
الاسود تتميز كالنمور بالعديد من الصفات الوراثية الشاذة ، وتوجد في العالم اقل من مئة عينة من هذه الاسود المتوزعة في قارة افريقيا ، حيث تتميز هذه العناصر بميزات مختلفة عن باقي الأسود ولا تؤثر سلبا على حالتها الفيزيائية والصحية ففرائها تكون ذات لون أشقر، أبيض مصفر او أبيض . اما عيونها فتتميز بلون اخضر رمادي او ازرق رمادي ويمكن ايضا ان تكون هذه الحالات الشاذة تحمل ميزات وراثية مختلفة عن الاسود الاخرى لكن عيونها تبقى كما هي مع اختلاف في لون فراءها عن باقي العناصر العادية.
إن ذكور الاسود التي تتميز بهذه الصفات الوراثية الشاذة لها ذيل شاحب اللون خلافا للعناصر العادية الأخرى، حيث يكون لونه في العادة داكنا او اسود ، واشهر هذه الحالات المعروفة موجودة في تيمبافاتي بجنوب افريقيا و تلقب بالاسود البيضاء حيث نتج هذه النوع من الاسود الذي تكاثر بصفة قليلة جدا ، نتيجة عن تزاوج أسدين شقراوين في احدى المحميات الخاصة و كان كريس برايد أول من رآها في اكتوبر 1975م حيث قام بكتابة كتابين حول الموضوع ، و الاسود البيضاء لا تتواجد الآن عموما الا في حدائق الحيوانات و المحميات الخاصة فقط.
* *
بعض الميزات الخاصة لدى الأسود البرية
الاسد يتميز عن باقي انواع السنوريات بذيل ينتهي في اخر طرفه بخصلة سوداء ، وهذه الميزة تجعله يستطيع ابعاد الذباب و الحشرات عنه بسهولة ، حيث ان اخر ذيل يمتاز بمرونة شديدة فهو غير فقري ،و قد اكتشفت هذه الميزة عند الاسود من طرف ديديام الاسكندري . ومن بعض الصفات الاخرى للأسد انه عندما يحس بالخطر ويكون في مواجهة مع احدى الحيوانات المفترسة يأخذ بالتلويح بذيله و يضربه ارضا بشدة وذلك يكون دليلا في العادة على غضبه وعلى استعداده للانقضاض على خصمه.
* *
مناطق تواجد الاسود البرية في القديم
في وقت مضى كانت الاسود اكثر الثديات المفترسة انتشارا على وجه الارض. فالاسود الامريكية مثلا كان يمتد نطاق انتشارها من البيرو الى الاسكا في العصر الجليدي كما كانت العديد من انواع الاسود تغزو سيبيريا و اوروبا الشرقية كما كانت تتواجد في الهند و امريكا الجنوبية ، ثم اخذت اعدادها تتقهقر بعد العصر الجليدي حيث اقتصرت مناطق انتشارها على العديد من المناطق الافريقية ، اوروبا الجنوبية ، الشرق الاوسط و الهند و كانت ما تزال تتواجد في هذه المناطق حتى بعد العصور الرومانية حيث ان العديد من المؤرخين والكتاب القدماء كتبو مقالات عنها كأرسطو، هيرودوت وآخرين.
* *
مناطق تواجد الاسود البرية في الحاضر
ان اعداد الاسود الآسيوية (Panthera leo persica) عرفت هي الاخرى اختفاءا شبه تقريبيا من القارة وذلك منذ القرن التاسع عشر ، حيث ان المجموعة الاخيرة في آسيا تم إنقاذها ووضعها في حديقة الحيوانات الوطنية بالهند أين يتواجد الآن بها 300 عنصرا من الأسود. و أغلبية الأسود الافريقية تتواجد الآن هي الأخرى في حدائق الحيوانات الوطنية بكينيا ، تنزانيا و جنوب افريقيا فنادرا ما نجدها خارج حدائق الحيوانات و المحميات و ذلك لأنها معرضة و مهدد بالانقراض و محمية من طرف الاتحاد العالمي لحماية البيئة.
* *
مناطق تواجد الاسود البرية في الحاضر
الاسود تتمتع بقدرة كبيرة على التأقلم و التكيف مع مختلف البيئات و المناخات ، ورغم ذلك فإن الاقاليم المفضلة لدى الاسود هي غابات السافانا ، كما تتواجد بكثرة في الاقاليم الجافة و الشبه الصحراوية ، و الاسود البرية لا تتواجد ابدا في الغابات الكثيفة المطيرة او في الصحاري القاحلة ، فلذلك نلاحظ عدم تواجدها في الغابات الكثيفة بافريقيا الوسطى او في الصحاري القاحلة التي تتواجد في شمال افريقيا او في الشرق الاوسط ، فهذه البيئات هي التي لم تتواجد فيها الاسود منذ العصور القديمة و الوحيدة التي لا تستطيع التكيف مع مناخاتها.
التوزع الجغرافي للأسود البرية في الوقت الحاضر
* *
الميزات الاجتماعية للاسود البرية
الاسود حيوانات اجتماعية فهي تعيش في مجموعات دائمة خلافا لغيرها من القطط الكبيرة كالنمور و الفهود التي تتميز بطابع انفرادي ، و تتكون اقاليم الاسود البرية من مجموعة افراد تتراوح بين 3 الى 30 أسدا ، وعادة ما يتكون القطيع من 1 الى 7 ذكور و من 1 الى 18 اناث و تغطي هذه المجموعات اقليما تتحكم به و تتراوح مساحته بين 20 الى 500كم2. فنلاحظ من هذا ان الكثافة السكانية للاسود تكون عادة منخفضة الا انها تكون عالية جدا في بعض المناطق الاخرى كما هو الأمر في حديقة حيوانات سيرنغيتي الوطنية بتنزانيا (من اكبر حدائق الحيوانات في العالم) حيث تصل الكثافة السكانية للأسود بها الى أسد واحد في الكيلومتر المربع.
الاسود البرية كغيرها من القطط الكبيرة المفترسة تحد اقاليمها عن طريق وضع فضلاتها و برازها على حدود المناطق التي تتحكم فيها ، وذلك لاثبات وجودها في المنطقة و منع الحيوانات المفترسة المنافسة لها من الدخول الى اماكن صيدها الخاصة بها . و من العلامات الاخرى التي تميز بها الاسود نطاق حدود اقاليما انها تقوم بترك آثار مخالبها في الارض لنفس الاسباب المذكورة سابقا فالاسود من الحيوانات التي تحافظ على اقاليمها جيدا و من اكثرها عدوانية عندما يتم اقتحام مناطقها من طرف حيوانات مفترسة اخرى.
ذكور الاسود تبقى في القطيع لمدة تتراوح بين 2 الى 3 سنوات(حتى مرحلة البلوغ) ، لانها تصبح بعد هذه الفترة مطاردة و مستفزة من الاسود الاكبر سنا والمهيمنة في المجموعة و لذلك فهي تُكَون قطيعا جديدا لها وحدها ، على عكس الإناث التي تبقى منذ ولادتها الى وفاتها في القطيع ، و ذلك لان الاناث لا تشكل خطرا على ذكور الأسود فهي التي تقوم بعملية الصيد و بكل الأعمال الشاقة ، حيث تمثل اللبؤات الاغلبية الساحقة في قطيع الاسود . و تمثل ظاهرة انفصال الذكور بعد بلوغها عن المجموعة ميزة جيدة عند الاسود لأن ذلك يمنع تزاوجها مع أخواتها و أقاربها حيث ينتج عن مثل هذا التناسل أشبال مشوهة وراثيا تموت في أغلب الأحيان عند ولادتها.
بعد ان تطرد ذكور الاسود عن القطيع من طرف آباءها ، يشكل الاخوة تحالفا مع بعضهم البعض و حتى مع اسود اخرى تكون منبوذة مثلها في اغلب الاحيان ، و تصبح بعدها الروابط بين هذه الذكور الشابة قوية جدا و ينتشر بينها نوع من التعاون على حماية بعضها البعض ، و تقطع هذه الاسود معا مسافات طويلة جدا ، تنتهك فيها اقاليم أسود اخرى فهي في هذه المرحلة تكون بدون اقليم خاص بها كما تتغذىعلى جثث الحيوانات المرمية فالذكور تكون بطيئة و اقل نجاحا في الصيد مقارنة بالاناث الاخف وزنا والاكثر سرعة منها.
ان التحالفات بين الاسود الشابة تؤسس في اغلب الاحيان من أسد يريد ان يكون قائد على رأس المجموعة ، حيث ان انه بعد مدة من انشاء القطيع يبدأ أسد ما مواجهة و طرد الاسود المنافسة له و لا تكون هذه المحاولات دائما ناجحة ، فغالبا ما تكون دموية و في بعض الاحيان تكون قاتلة . و يحتل الاسد الذي ربح المعركة و اخرج الاسود المنافسة له مركز قيادة المجموعة ، اما الاسد الخاسر فانه يطرد من القطيع ليعيش لوحده او ليبحث عن قطيع آخر و في الكثير من الاحيان تموت هذه الاسود الخاسرة جراء اصاباتها اثناء المعركة و عدم قدرتها على الصيد من جديد.
* *
الميزات الإجتماعية للأسود البرية
ان الأسود عندما تحتل قطيع ما ، فانها تطرد ذكور الاسود و تقتل صغارها و لكنها لا تؤذي الاناث ، فمع مرور الوقت تبدأ الأسود بالتكاثر مع هذه الاناث التي تنجب الاشبال الخاصة بها ، فقطعان الاسود كثيرا ما تتعرض لهذه الحالات و على اللبؤات ان تتأقلم مع الوضع ، و لكنها في الكثير من الاحيان تهاجم الاسد الذي قتل صغارها و لا تحبذ التناسل معه.
والاسود من الحيوانات التي لا تنظف جسمها بشكل كامل ، فهي في العادة تفضل تنظيف انفها فقط اما عندما تتعرض للتلويث بدماء فرائسها او بالوحل مثلا فإنها تقوم بتنظيف بعضها البعض.
لبؤة تبحث عن طريدة
* *
طرق تواصل الأسود مع بعضها البعض
الاسود تتواصل مع بعضها عن طريق وسائل مختلفة ، و هي من الحيوانات الاجتماعية و لذلك فإن طرق تواصلها اكثر تطورا من السنوريات الاخرى كالنمور و الفهود و تتكون في العادة من زمجرات ، همهمات ، آهات ، تموؤات وغيرها من الاصوات المختلفة التي تصدر عن الحيوانات ، و كل صوت من هذه الاصوات لديه معنى معين ولاسباب متعددة فالزئير يمكن ان يكون دليلا لاثبات وجودها في الاقليم الذي تتحكم به ، استدعاء اسود اخرى من القطيع موجودة في المنطقة ، لتحذير اعضاء المجموعة او لتعزيز علاقاتها مع بعضها البعض.
صورة تمثل أسدان يتواصلان مع بعضهما البعض
* *
طرق تواصل الأسود مع بعضها البعض
إن زئير ذكر الاسد يكون اقوى من زئير اللبؤة ، و يتطلب ذلك من الاسد شهيقا طويلا و كمية كبيرة من الهواء ، و من عادة الأسد أنه عندما يبدأ في الزئير يقوم بادخال بطنه و نفخ صدره الى الأمام ، و يعني زئير الأسود القوي عندما يتم اختراق اقليمها من طرف أسود اخرى انه رسالة اليها لكي تخرج من منطقتها . اما اناث الاسود فإنها تصدر صوتا اقل قوة يكون سببه في اغلب الاحيان مناداتها لصغارها ، و يعد صوت الاسود من اقوى اصوات الحيوانات على وجه الارض حيث يمكن ان يصل صداه في ليلة ساكنة الى 5 كلم.
* *
دورة حياة الاسود البرية
والاسود تصل الى مرحلة نضجها الجنسي عندما تبلغ من العمر 3 او 4 سنوات ، و تصل الى مرحلة النضج الفيزيائي عندما تبلغ من العمر 30 شهرا بالنسبة للذكور و 24 شهرا بالنسبة للاناث . و لا يوجد لديها موسم تكاثر محدد حيث تتناسل عموما في اوقات مختلفة من السنة و بمعدلات تختلف عن بعضها البعض في كل موسم . و لدى الاسود خاصية تميزها عن الكثير من الحيوانات حيث انها تتحقق من خصوبة الاناث التي تكون صغيرة السن عن طريق الانف ، و ذلك قبل القيام بعملية تلقيحها ، وتسمى هذه الميزة لدى الاسد بخاصية جوكابسون(l'organe de Jacobson).
في اغلب الاحيان تبقى صغار الأسود لوحدها في مكان منعزل بعيدا عن المجموعة ، و تصطاد اللبؤة خلال هذه الفترة فرائسها لوحدها حيث تبتعد عن المجموعة، و خلال رحلات صيد اللبؤة يمكن ان تبقى الصغار لوحدها لمدة 48 ساعة و يعد هذا خطير جدا عليها ، حيث يمكن افتراسها من طرف الضباع او من حيوانات مفترسة اخرى. بعد 4 أسابيع من العزلة تأخذ الأم صغارها الى القطيع لكي تختلط مع باقي الأشبال الاخرى الموجودة في المجموعة ، اما مشاكل عدم قبول الأسود للأشبال التي تأتي بها الأم فهي تعد نادرة في قطعان الأسود على عكس بعض الحيوانات الاخرى.
صورة تمثل أسد مع شبله
بعد اربعة اسابيع من فترة ولادة الاسود الصغيرة و انخلاطها مع بقية القطيع ، لا تكتفي الاشبال برضاعتها من امها حيث يصبح بامكانها الرضاعة من لبؤات اخرى و التي تحميها بدورها وتكون بديلة لأمها في غيابها ، حيث ان الاسود تتميز بنوع من المسؤولية اتجاه اي صغير موجود في القطيع . تفطم الاشبال عادة عندما تبلغ من العمر 6 اشهر و تبقي مع امها الى ان تبلغ عامين من العمر ، وتتراوح مدة حياة اغلبية الاسود بين 12 الى 14سنة في الحياة البرية و في بعض الاحيان يمكنها أن تعيش اكثر من 20سنة و لكن هذا العمر بامكان الاناث فقط بلوغه ، لان كل الاسود المسنة تموت في الغالب نتيجة لقتلها من طرف اسد اكثر شبابا و بالتالي اكثر قوة منها و ذلك طمعا في تولي قيادة المجموعة ، اما الرقم القياسي للعمر فقد تم تحقيقه من طرف اسد في احدى حدائق الحيوانات عن عمر يناهز 29سنة.
إن ذكور الاسود فقط هي التي تتمكن من التناسل في سن كبير جدا ، وذلك لانها هي التي تتحكم في الاناث الموجودة في القطيع . وعندما تلد اللبؤة صغارها تصبح غير قادرة على الانجاب الا بعد مضي عامين عن ولادتها لصغارها . فيلجأ ذكر الاسد بذلك لتغيير اللبؤة التي كان يتناسل معها ، وذلك لان اسدا كبيرا في العمر لا يستطيع انتظار عامين دون ان يتزاوج مع احدى الاناث . ومن ميزات الاسود في بعض الأحيان انها عندما تغير زوجاتها تقتل صغارها اولا و ذلك لكي تنجب اشبال منها خاصة بها هي فقط.
* *
طرق و أوقات صيد الأسود لفرائسها
الأسود البرية تصطاد غالبا فرائسها في الليل أو في أولى ساعات الصباح ، حيث تلعب درجة الحرارة المنخفضة و شدة الظلام دورا هاما في صيدها لغنائمها . و الأسود تبقى خاملة من 20 الى 21ساعة في اليوم وتأخذ خلال هذه الفترة قيلولة تتراوح مدتها بين 10 الى 15ساعة . وهي تأكل في العادة 7كلغ من اللحم يوميا ، اما ان حصلت على وجبة كبيرة و كانت هي في حالة جوع فبإمكان اللبؤة أن تأكل 30كلغ من اللحم خلال وجبة واحدة و بامكان الاسد ان يأكل 40كلغ من اللحم خلال وجبة واحدة هو الآخر. في قطيع الاسود اللبؤة هي المكلفة بعملية الصيد فالأسود لا تصطاد الا عندما تستنفذ جميع غذاءها و تحس بالجوع.
* *
النظام الغذائي للأسود البرية
الفرائس الرئيسية للأسود البرية تتمثل عموما في الحيوانات ذات الحوافر(كبيرة ، متوسطة او صغيرة الحجم) حيث تصطاد الاسود الظباء بشتى انواعها ، الجواميس ، الخنازير ، الأحمرة الوحشية ، الزرافات ، الأرانب ، الطيور و الأسماك في بعض الأحيان . في اماكن معينة افادت الدراسات بأن الاسود البرية يمكنها التخصص في قتل نوع معين من الحيوانات و جعله غذاءها الرئيسي ، و عندما يكون هناك قطيع كبير من الأسود يتألف من 30 فردا مثلا ، يصبح بامكانها مواجهة حتى الفيلة البالغة ، وتستطيع حتى مهاجمة وحيد القرن و فرس البحر عندما تكون في حالة غضب أو جوع شديد.
ان الغزلان ، الأيول ، الامابالا ، السبرينغبوك كلها ظباء سريعة عادة ما تنجو من عمليات الصيد ، ولذلك تفضل الأسود مطاردة حيوانات أبطئ منها خاصة أن سرعتها لا تتجاوز 50كلم/س . عندما تبلغ صغار الأسود عامين من العمر تتعلم طرق الصيد من والديها حيث يشارك الابوان في تعليم اولادهما ، فحتى الذكر يشارك في تربية صغاره وتعليمهم ، على عكس بعض الحيوانات المفترسة الاخرى التي تقوم فيها الام بعملية التربية لوحدها ( كالنمور). وعندما تبلغ الثالثة تصطحبها والدتها معها لأولى رحلات الصيد في البرية.
في أوقات الجفاف تتغذى الأسود البرية حتى على جثث الحيوانات النافقة جراء الامراض و على بقايا الحيوانات المفترسة الأخرى ، و عندما تهاجر الحيوانات ذات الحوافر التي تمثل غذاءها الرئيسي بحثا عن الماء و عن الغذاء ، تُحَول الأسود إنتباهها إلى الحيوانات المستقرة والغير المهاجرة الموجودة في المنطقة كالزرافات ، الخنازير البرية ، الثديات الصغيرة( أنواع الظباء الغير كبيرة الحجم ، الأرانب) ، الطيور ، الثعابين وصغار التماسيح . في مثل هذه المواسم الجافة تتغذى الأسود في العادة ليلا على ظباء الإمبالا و نهارا على أنواع أخرى من الظباء تكون أسرع من الأخيرة شرط أن تتعاون عليها مع أسود اخرى لأن أسدا وحده لا يمكنه إصطياد هذا النوع من الحيوانات لأن سرعته محدودة.
إن الأسود البرية كثيرا ما تجبر على أكل الجيف و اللحوم الميتة و فضلات الحيوانات المفترسة الأخرى و خاصة الذكور التي تطرد من القطيع و تبقى بلا مجموعة ، حيث تجبر على أكل هذا النوع من الغذاء ، و ذلك لعدم كفاءتها في الصيد مقارنة مع الإناث ، فتلجأ غالبا لهذا السلوك أو إلى سرقة غنائم حيوانات أخرى كالنمور أو الفهود التي تفرط في طعامها بسهولة في كثير من الأحيان و خاصة عندما تواجه ذكور الأسود اما الأخرى التي تعيش في مجموعات ولا تكون منفردة فنادرا ما تأكل مثل هذا الغذاء.
* *
النظام الغذائي للأسود وطرق صيدها لفرائسها
في السافانا تعد التضاريس سهلة والارض منبسطة ، مما يسهل على الأسود التربص بفرائسها ومطاردتها ، و مع ذلك فإن صيدها لوحدها يبقى خطرا ، فيمكن لحيوان عشبي ضخم كجاموس مثلا التغلب على أسد و اصابته بجروح بالغة لكن لا يمكنه قتله ، ومع ذلك فهذه المحاولات الفردية تبقى خطيرة حيث يمكن ان تكلف هذا الأسد اصابات شديدة و الموت جوعا جراء ذلك . ولذلك فإن الزيادة العددية للأسود في عمليات صيدها لفرائسها تضاعف نسب نجاحها . و تتراوح النسبة المئوية لنجاح اللبؤة في الصيد ما بين 80 الى 90%.
* *
طرق وأساليب صيد الأسود البرية لفرائسها
إن اللبؤات و الأسود يستخدمون تقنيات صيد مختلفة و متعددة حسب نوعية الأرض و ميدان الصيد الموجودة فيه ، حسب طرائدها المفضلة وحسب أساليب دفاع هذه الفرائس . إن اللبؤة تفضل الصيد عادة عند الفجر وغروب الشمس و في الظلام الحالك . في عملية الصيد تختبئ اللبؤة وراء النباتات الطويلة بينما تتربص بفريسة ما و تبدي عدم الاهتمام او عدم الانتباه اليها ، بعد أن تشعر الفريسة بالامان تأخذ اللبؤة في الاقتراب منها و عندما تفصلها عنها مسافة 30 متر تفاجئها بالعدو اتجاهها و تطرحها ارضا مسلطةً كل وزنها فوق فريستها ثم تنقض عليها بفكيها القويين عند حلقها فتقتلها.
ضحايا و فرائس الأسود البرية تموت بعد دقائق معدودة من طرحها ارضا و ذلك نتيجة للأضرار التي تلحقها بها على مستوى الحلق ، القصبة الهوائية و المريء حيث تبقى الاسود متمسكة بفرائسها حتى تلفظ اخر انفاسها.
عندما تصطاد الأسود في مجموعات تلتف حول فريستها او حول القطيع المراد اصطياده و تبدأ في التقدم مع بعضها البعض ، و تزحف الأسود لمئات الأمتار على بطونها مستغلة لون فروها الذي يتناسب غالبا مع الغطاء النباتي الموجودة فيه الى أن تقترب من فرائسها. بعد ان تفصلها عن هذه الطرائد مسافة 30 متر تنقض عليها مع بعضها البعض بطريقة مفاجئة و بسرعة كبيرة حيث يبلغ طول القفزة الواحدة عند الأسد 6 امتار و يمكنها ان تبلغ الضعف في بعض الاحيان كما باستطاعة الاسود ان تبلغ ارتفاع 4 أمتار بكل سهولة خلال عدوها . عند انتهاء المطاردة تجهز الأسود على فرائسها بعد ان تقبض على عنقها و تقطع حبلها الوريدي او شريانها السباتي.
اللبؤات تفضل الصيد في الأدغال و الغابات الكثيفة لأن ذلك يزيد و يضاعف فرصها في صيد فرائسها بنجاح كما يسهل لها العملية ، فالأسود لا تحب الصيد في السهول الواسعة والمناطق ذات التضاريس السهلة. و من الميزات الأخرى للأسود أنها تحب الصيد في مجموعات ، و ذلك لكي تتعاون على فرائسها حيث تطوقها بعددها الكبير و تمنعها من الهروب ثم تنقض عليها دفعة واحدة ، كما أن الزيادة العددية لدى اللبؤات يمنحها حماية ضد الحيوانات المفترسة الأخرى التي لا تتردد في سرقة طعام الآخرين كالكلاب البرية و الضباع المرقطة.
ان ذكور الأسود نادرا ما تشارك في الصيد مع المجموعة الا إن كانت الفريسة المراد اصطيادها كبيرة جدا كالجواميس ، الزرافات و الفيلة الصغيرة فمهمة الذكور الأساسية تبقى حماية القطيع من أسود اخرى و منعها من الدخول الى إقليمها الذي تتحكم به . بعد نجاح الأسود في عملية الصيد تبدأ ذكور الأسود في الأكل أولا و تليها الإناث ثم الصغار (الأشبال) ، ونادرا ما تتعارك الاسود مع بعضها البعض على الفريسة و لكن عندما تحدث مثل هذه المواجهات تنتج عنها اصابات بالغة من الطرفين .
* *
نسب نجاح الأسود البرية في صيدها لفرائسها
إن النسب المئوية للمحاولات الناجحة للأسود خلال صيدها لفرائسها تختلف حسب نوع الحيوان المراد اصطياده ، فمثلا نجد أن 14% من المحاولات ناجحة فيما يخص إصطيادها للظباء بشتى أنواعها ، و 38% منها ناجحة حول اصطيادها للأحمرة الوحشية و الجواميس و تقابلها 47% حول اصطيادها للخنازير البرية. و قد افادت الدراسات ان نسب نجاح الأسود في الصيد خلال الليل تبلغ 33% و تصل نسب نجاحها خلال النهار الى 21% من اجمالي المحاولات . اما المحاولات داخل الادغال فتبلغ 41%منها ناجحة بينما 12% محاولة ناجحة في الاراضي المنبسطة والمناطق المفتوحة.
* *
علاقات الأسود مع الحيوانات المفترسة الأخرى
الأسود و الضباع من الحيوانات التي عرفت بحساسيتها لبعضها البعض منذ القدم ، و ذلك لأنها تتواجد في نفس المناطق ، و لإحتلال النوعين قمة الهرم الغذائي و السلسلة الغذائية ، و لغذاءها على نفس الفرائس . من هنا نستنتج أنها في منافسة و احتكاك مباشر مع بعضها البعض ، و لذلك نرى انه عندما يتعدى احد النوعين على الطرف الآخر كسرقة غذاءه مثلا لا يتررد اي منهما في اغتنام الفرصة والهجوم الشرس على منافسه اللدود و تنتهي هذه المواجهات في الكثير من الأحيان بقتل أحد الطرفين ، وتكون الغلبة في العادة للأسود التي تعد أكبر منها حجما وعرضا و قوة ، فلا يكون النصر للضباع الا إن تعاونت مع بعضها البعض على أحد الأسود المنفردة فهي تعرف بهجوماتها الجماعية الشرسة و القوية .
ذكور الأسود تتميز بعدوانية شديدة ضد الضباع حيث أنها بإمكانها مهاجمتها دون سبب عندما تسنح لها الفرصة المناسبة لذلك ، و أحيانا تقتلها دون أن تأكل لحمها او تتغذى عليها ، و بالمقابل فإن الضباع تمثل أكبر خطر يهدد صغار الأسود (الأشبال) فهي لا تتردد في قتلها و أكلها هي الأخرى كما انها تشكل خطرا ايضا على إناث الأسود (اللبؤات) التي تعد أقل قوة من الذكور التي تهابها الضباع عموما ، و تحدث كل هذه الخلافات بين الضباع و الأسود علما انهما ينتميان الى نفس النوع و يحتلان قمة الهرم الغذائي.
الأسود تهيمن و تسيطر على القطط الكبيرة الأخرى كالنمور و الفهود ، فهي تكرهها و تربطها علاقة عداوة و حساسية مع بعضها البعض ، و ذلك لانها تقتل صغارها و تسرق طعامها في بعض الأحيان عندما تسنح لها الفرصة المناسبة لذلك. و بالمقابل فإن الفهد لديه فرصة 50% ان يفقد فريسته عندما يواجه حيوانا مفترسا آخر فهو معروف بتخليه عن طعامه بسهولة عند مواجهة احد الضواري و خاصة عندما يكون هذا الحيوان أسدا ، فالفهود من الحيوانات التي تهابها ، كما تمثل الأسود المفترسات الرئيسية لصغار الفهود ، حيث أنه في بعض الأحيان يقتل الأسد الواحد من 9 الى 10 فهود صغيرة عندما تكون في الأسابيع الأولى من عمرها.
خوفا من الأسود و الحيوانات المفترسة الأخرى تتسلق الفهود الأشجار و تأخذ معها فرائسها التي تكون متوسطة الحجم كالغزلان الى أعلاها ، اما بالنسبة للنمور فهي لا تتميز بهذه الخاصية (تسلق الأشجار) فهي تعاني هي الأخرى من سرقة طعامها من طرف الأسود. كما أن الأسود تكره التماسيح النيلية بشدة فهي تعد احدى المنافسين الأساسيين لها و نظرا لحجمهما الكبير فإنه بإمكان كل منهما قتل الآخر و تبقى الغلبة عموما للأسود فكثيرا ما تمت مشاهدة اسود تقتلها بسهولة ، اما بالنسبة للتماسيح فإنه قد تم العثور على عظام الأسود داخل بطونها اكثر من مرة.
* *
إحصاءات الأسود و أسباب تراجع أعدادها
أعداد الأسود المتواجدة حاليا في البرية تتراوح ما بين 16500 و 30000 عنصرا تنتشر الآن في افريقيا الوسطى بحرية . و قد قدر الإتحاد العالمي لحماية البيئة بأن تواجد الأسود في البرية و العالم عرف تقلصا كبير في العشرين سنة الأخيرة بنسبة 30 الى 50 % ، و تزال العديد من الأسباب لهذا التراجع غير معروفة لحد الآن ، و يظن العديد من الباحثين و العلماء أن الأسباب الرئيسية لهذا الإنخفاض يرجع الى اصطيادها في الماضي، و المطاردات الغير الشرعية التي تتعرض لها الآن ، بالإضافة الى التوسع العمراني البشري على حساب أراضيها الذي يؤثر سلبا عليها و على الحيوانات الأخرى التي تتغذى عليها.
* *
إحصاءات الأسود و الإجراءات المتبعة لحمايتها
إن أقاليم الأسود التي كانت تنتشر فيها عرفت تراجعا كبيرا في كل أنحاء افريقيا و ذلك بنسة قدرت ب80% من إجمالي المناطق التي تمركزت فيها في القدم ، و الأسود الإفريقية تصنف الآن بالضعيفة التواجد ، و ذلك في القائمة الحمراء للحيوانات المهددة بالإنقراض و المطروحة من طرف الإتحاد العالمي لحماية البيئة ، فهي تتواجد في مناطق محدودة جدا في قارة واحدة من أصل 5 قارات . و تقدر أعداد الأسود في إفريقيا الغربية ب1500 عنصرا فقط ، و بذلك فهي مهددة بالإنقراض حتى في أقاليمها الجهوية بإفريقيا التي تمثل موطنها البري الوحيد ، حيث تتواجد في آسيا ما بين 200 الى 300 عنصر تتوزع في حدائق الحيوانات ، و التي تعتبر مهددة بالقضاء على أنماطها الوراثية كأسود آسيوية بعد أن تم إختلاطها مع الأسود الإفريقية و تزاوجها معها و ذلك راجع الى قلة أعدادها مقارنة مع نوع الأسود الآخر.
و الإستراتيجيات الجديدة المتبعة لحماية الأسود و لتعزيز علاقاتها بين الإنسان تتمثل في الزيادة من المحميات الكبيرة التي تضمها و الحد من صيدها الغير الشرعي و المتاجرة بها و كل هذه الأفعال المسيئة التي يقوم بها البشر إتجاهها و جاءت هذه المشاريع نتيجة لنجاحها بنسبة كبيرة في جنوب إفريقيا و في شرقها أما في آسيا فهي لا تعرف تقدما كبيرا رغم المجهودات المضاعفة التي يقومون بها هناك و ذلك لأن الأسود الآسيوية نادرة جدا و أعدادها قليلة مقارنة بالأسود الإفريقية ، ولهذا قامت الحكومة الهندية سنة 2000 بإنجاز واحدة من أكبر المحميات في آسيا رجاءا للحفاظ على هذا النوع من الأسود و إستمراريته في الحياة.
* *