عيون مقدسية
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 26 جوان 2010
- المشاركات
- 107
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
الشهيدة هنادي جرادات
في ذات صباح .. خرجت من "جنين"، واخترقت التحصينات إلى أن وصلت إلى "حيفا".
ولجت إلى الداخل .. نحو الهدف مطعم "مكسيم"، جلست في منتصف المطعم، تناولت طعامها وحمدت الله وتمتمت بالشهادة وصاحت مكبرة: "الله أكبر" ليدوي الانفجار وتعلن إذاعة الكيان الغاصب عن مقتل 21 صهيونياً وتساقط عشرات الجرحى.
إنها حكاية المجاهدة "هنادي جرادات" .
ولدت مجاهدتنا في 22-9-1975 بمدينة جنين شمال الضفة الغربية، وتبدأ فصول الحكاية عندما شاهدت "هنادي" مع آخرين جريمة صهيونية بشعة يكررها جنود الاحتلال، وكانت هذه الجريمة بحق أخيها وابن عمها "صالح"؛ في ذلك المساء من يوم الخميس 13/6/2003 حيث حضرت زوجة المجاهد "صالح جرادات"، وهو من قادة سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، وتسكن قرية "السيلة الحارثية" إحدى قرى جنين للاطمئنان عليه ومشاهدته مع طفلها الذي لم يشاهده سوى مرات معدودة.
وبعد أن جلس يداعب طفله ويطمئن على أحوال زوجه تقدمت سيارة بيضاء اللون وخرج منها شخصان وأطلقوا النار على صالح، وبلمح البصر حضرت سيارة أخرى تحمل لوحة أرقام عربية وانضمت لإطلاق النار!، وتقول المجاهدة هنادي ارتمينا أرضاً وحملت زوجة صالح الطفل وهربت داخل البيت، أما أخي فادي فوقع أرضاً.. شاهدته ينزف، فأمسكت بيده وبدأت أسحبه خلف الكنبة التي كنا نجلس عليها لنتقي الرصاص وبدأت أصرخ: فادي.. صالح، وسمعت فادي يتحدث بصعوبة: ساعديني .. أنقذيني، ثم هاجمنا أحد المسلحين وألقاني أرضاً وانتزع فادي مني وقال: ادخلي البيت وإلا سأقتلك.
وتقول هنادي: أجبروني على النوم على وجهي وشتموني وقالوا: سنقتلك معهم، ووضعوا سلاحهم على رأسي، ثم قال أحدهم لمجموعة أخرى: اسحبهم وكوِّمهم.. فثارت أعصابي ولم أتحمل، حاولت مقاومتهم فألقوني أرضا، وسحبوهما عدة أمتار ثم أطلقوا النار عليهما مجدداً.
لم تكتف قوات الاحتلال بجريمة القتل، بل أتت قوات إضافية إلى الموقع واحتجزت هنادي وعائلتها وانتشرت حول المنزل وقامت بتفتيشه ثم صادرت الجثمانين، ولدى تسليمهما تبيّن أنهما تعرضا لإطلاق نار في سائر أنحاء جسديهما.
وقال والد هنادي عند سماعة نبأ استشهادها: "الحمد لله.. الحمد لله". وشعر باعتزاز
أما شقيقتها "فادية" فتصف الليلة الأخيرة لها في المنزل، إن والدها طلب من هنادي أن تخلد إلى النوم بعد أن سهرت كثيرًا على غير عادتها، فردت عليه قائلة: "سأنام فقط بعد أن أختم الجزء الأخير من القرآن الكريم للمرة السابعة في حياتي". لقد قضت ليلتها تصلي وتقرأ القرآن.
إنها القافلة.. الشهيد تلو الشهيد..، فأرحام أمهات المسلمين تنجب مثل هنادي الكثير.
حين تعلو هامة الشهداء.. يصمت القلم..
وصية الاستشهادية هنادي جرادات
بقوة الله وعزيمته قررت أن أكون الاستشهادية السادسة التي تجعل من جسدها شظايا تتفجر لتقتل الصهاينة وتدمر كل مستوطن وصهيوني. ولأننا لسنا وحدنا من يجب أن يبقى ندفع الثمن ونحصد ثمن جرائمهم, وحتى لا تبقى أمهاتنا تدفع ثمن الإجرام الصهيوني, وحتى لا تبقى أمهاتنا تبكي وتصرخ على أطفالها وأبنائها بل يجب أن نجعل أمهاتهم يبكون فقد قررت بعد الاتكال على الله أن أجعل الموت الذي يحيطوننا به يحيط بهم وأن أجعل أمهاتهم تبكي دمعاً وندماً ودعوتي لله أن يجعلنا نحن معمرون في الجنة وجعلهم من الخالدين في النار.
ابنتكم
الاستشهادية هنادي تيسير جرادات
ابنة سرايا القدس
القدس ترنو بالفخار هنادي قامت بحيفا بالعلاء تنادى
لا تجعلوهم ينعمون بأرضنا فالقدس قدس الاهل والاولاد
طغت اليهود فمن يرد غرورهم إلا هنادي في خطى الإرشاد