في كل مرة أفتح فيها دفتري لأكتب ما يجول به خاطري
تتدفق عبارات الألم والحزن عليه
لا ترضى أن تتوقف أو حتى أن تتغير
فكلما امسكت قلمي بمعصمي
لأكتب عبارات الحب والمودة
أرى قلمي يغير مساره ويعاندني ويبدأ في خط عبارات الحزن
حاولت أن أقنع نفسي عن كتابة عبارات الحزن الدائمة
لكن قلمي أبى ذلك ولم يقتنع
فهو لم يمل منها بعد
واستغربت أكثر عندما امسكت بأوراقي
فأخذت تهرب مني وتستقبل من القلم كل ما يكتب من عبارات حزينة
لدرجة إنها شتت كلماتي وأحرفي
وضيعت أمري
وأسرت فكري
وزادت من شجوني وعذابي وحيرتي
فأخذت دموعي تنهمر وبغزارة على ما يفعله قلبي
من تصرفات حزينة ويائسة
سألت نفسي مرار وتكرار
لماذا هذا الشي يحدث معي وحدي؟؟!
لما ذا قلمي يعاندني ؟؟!
فكرت في أن أمسكه وأكسره ولكن
قلبي لم يطاوعني لفعل شيء كهذا لرفيق عمري
بدأ قلمي بالكتابة
فصرخت عليه قائلا
توقف توقف عن الكتابة
لقد أمرتك عن التوقف ماذا دهاك يا هذا توقف
أيها القلم المسعور ها أنت تعاود الكتابة ثانية وبكل إصرار
إن إصرارك جدا يربكني
توقف يا عنيد
وبعدما يئست منه
قلت له
حسنا إني أستسلم لك أكتب ما تشاء
ولكن ترفق
فكل كلمة من كلماتك تجبر الدمعات على النزول
وتوقظ الحسرات وتجبرها على الحلول
وتقلب الآهات والمواجع
وتوقظ كل نائم في المضاجع
ألا تعلم إنني عكسك تماما
أنا لا أحب تخليد الذكريات
أرقبها كيف جاءت
وأتركها أين جالت
حتى إذا ما ولت وراحت
ولكنك يا قلم عنيد
إن أردت فعلت
أكتب ما تشاء ولكن أنت من يتحمل عوائق كتابتك وليس أنا
ولا تنسى يا رفيقي إن بيننا عشرة و مودة
وكنا معا في وقت الرخاء والشدة
انتهيت من حديثي وسمعت صوتا
من أين يا ترى
رأيت القلم يجيب
إنه أنا يا سيدي
دعني أكتب يا سيد القلم العنيد
كي أخفف عنك حزنك والوطء العتيد
فكم سهرنا ليلا لنقش الجراح
وعلى تقاسم السعادة والابتسامة من ليالينا الملاح
لزمت الصمت سنين طويلة ولكني لا أستطيع الصمت أكثر
سيدي سأزيد من العناد
وأكتب كل شي عنك
عن أحلامك الأسارى وعن ماضيكِ السجين
كان ولم يزل جمرا لا رماد
أنا لم أعد ذاك الجماد
سأكتب الحب في قلبكِ الصغير
ونبضك والوريد
سأكتب سر الوجوم و الجراح والهموم
سأكتب عن ليالي الصمت
ألا تذكر
قد كنا نسمع صوتها سويا
غير إني أسمع عنكِ ما يزيد
أسمع نبضك المؤلم
واسمع أنين قلبك المظلم
وآهات الدجى الحالكة
أتحسس دموعك التي تسقط على جسمي النحيل
أشعر بشدة حرارتها ومرارتها
تمسكني حينها لتفلتني ثم تمسكني
فتخط بي كلماتك الحائرة
ومشاعرك وأحاسيسك الثائرة
تبكي فيختلط الحبر بالدموع الهادرة
أنا لست حبرا يراق
بل أنا جسر يربط بين روح وأوراق
بل أنا إحساسك وانفعالك البراق
يا سيد القلم العنيد
أسمع ماذا أقول
إذا مات الوفاء فلا عزاء
وإذا خلع القناع فلا صراع
وإذا عشنا الحقيقة في هذه الدنيا سندرك الذي ضاع
دعني أسطر الحروف المقبورة لألآف الجياع
وإذا أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع
كلنا كالقمر له جانب مظلم
بقلمي المجروح
كـ
ا
تـ
مـ
ا
لـ
جـ
ر
و
حـ