التفاعل
0
الجوائز
66
- تاريخ التسجيل
- 21 سبتمبر 2007
- المشاركات
- 921
- آخر نشاط
1/1

المصدر: كتاب الروح لابن قيم الجوزية
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آل بيته وصحبه أجمعين أما بعد
نسمع كثيرا عن النفس الأمارة والنفس اللوامة والنفس المطمئنة ولكن ما هى حقيقة هذه الانفس وما هو كنهها وما هى أفضلها وهى هى نفس واحدة متقلبة أم ثلاث أنفس وما هى خصائص وجند كل منها ..
أول سؤال يتبادر للذهن هو:
هل لنا ثلاث أنفس أم نفس واحدة؟؟؟؟؟؟
وقع فى كلام كثير من الناس أن لابن آدم ثلاث أنفس، نفس مطمئنة، نفس لوامة، ونفس أمارة، وأن منهم من تغلب عليه هذه ومنهم من تغلب عليه الأخرى ويحتجون على ذلك بقوله تعالى: ( يا ايتها النفس المطمئنة) وبقوله تعالى: ( لا أقسم بالنفس اللوامة) وبقوله تعالى ( إن النفس لأمارة بالسوء)
والتحقيق أنها نفس واحدة ولكن لها صفات فتسمى باعتبار كل صفة باسم
، فتسمى مطمئنة باعتبار طمأنينتها إلى ربها بعبوديته ومحبته والانابة اليه والتوكل عليه والرضا به والسكون اليه،
واما النفس اللوامة وهى التى اقسم بهاالله سبحانه وتعالى فى قوله: ( ولا أقسم بالنفس اللوامة) ففيها أقوال كثيرة وسوف نسردها بالنفصيل بعون الله
وأما النفس الامارة فهى المذمومة فإنها التى تأمر بكل سوء وهذا من طبيعتها إلا ما وفقها الله وثبتها وأعانها
وأما النفس الامارة
فهى المذمومة فإنها التى تأمر بكل سوء وهذا من طبيعتها إلا ما وفقها الله وثبتها وأعانها، فما تخلص أحد من شر نفسه إلا بتوفيق من الله له
كما قال تعالى عن إمرأة العزيز ( وما أبرئ نفسى إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى إن ربى عفور رحيم).. وقال تعالى: (ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم أحد أبدا) ..
فالشر كامن فى النفس وهو يوجب سيئات الاعمال فإن خلى الله بين العبد وبين نفسه هلك بين شرها وما تقتضيه من سيئات الاعمال، وإن وفقه وأعانه نجاه من ذلك كله، فنسأل الله العظيم أن يعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا...
أى لو تركنا الله دون أن يعيننا على انفسنا لأهلكتنا نفوسنا
من هو قرين النفس الامارة بالسوء؟؟؟
و النفس الأمارة جعل الشيطان قرينها وصاحبها الذى يليها فهو يعدها ويمنيها ويقذف فيها الباطل ويأمرها بالسوء ويزينه لها ويطيل فى الأمل ويريها الباطل فى صورة تقبلها وتستسحنها ويمدها بأنواع الامداد الباطل من الأمانى الكاذبة والشهوات المهلكة،
وبم يستعين هذا الشيطان على النفس أى ما الذى يساعده عليها ؟؟؟؟
ويستعين عليها بهواها وإرادتها، فمنه يدخل عليها كل مكروه (أى من الهوى يُدخل على النفس كل سئ ومكروه)
فمن فتحت لهم نفسهم باب الهوى .. انتقلوا من عز الطاعة إلى ذل المعصية، ومن السماع الرحمانى إلى السماع الشيطانى ومن الاستعداد للقاء رب العالمين إلى الاستعداد للقاء إخوان الشياطين..
ما هو اول ما يدب من مرض فى النفس الامارة؟؟؟
وأول ما يدب فيه من سقم من النفس الامارة هى الشهوة وما يتبعها من الحب والحرص والطلب والغضب ويتبعها الكبر والحسد والظلم والتسلط...