تاريخ البحرية الجزائرية قبل 1830
بسم الله.الرحمن.الرحيم
الحمد لله. رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف. الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته
جورج واشنطن
وقع جورج واشنطون أول رئيس للولايات المتحدةالأمريكية معاهدة صلح مع بكلر حسن والي الجزائر في أواخر القرن الثامن عشرالميلادي، بمقتضاها تدفع إلى الجزائر على الفور 642 ألف دولار ذهبي، و1200 ليرةعثمانية، وذلك مقابل أن تطلق الجزائر سراح الأسرى الأمريكيين الموجودين لديها، وألاتتعرض لأي سفينة أمريكية تبحر في البحر المتوسط أو في المحيط الأطلسي.. فما ملابساتهذا الحادث؟ وما سر قوة البحرية الجزائرية؟ وهل كان الحادث امتدادا لمفهوم الجهادأم تعداه لغير ذلك؟
مجاهدون لا قراصنة
تعرضت سواحل الشمال الأفريقيفي تونس والجزائر والمغرب لغزو مسلح من قبل أسبانيا والبرتغال بعد أن سقطت دولةالإسلام في الأندلس في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، وهو الأمر الذي جعل أهاليالجزائر يستغيثون بالدولة العثمانية الفتية، ويطلبون عونها، فاستجابت لندائهم وضمتالجزائر لسلطانها وحمايتها، وبعثت بقوة من سلاح المدفعية، وألفين من الجنودالإنكشارية، وأذن السلطان سليم الأول لمن يشاء من رعاياه المسلمين بالسفر إلىالجزائر، والانخراط في صفوف المجاهدين تحت قيادة خير الدين بارباروسا الذي نجح فيإنشاء هيكل دولة قوية، بفضل المساعدات التي تلقاها من الدولة العثمانية، واستطاع أنيوجه ضربات قوية للسواحل الأسبانية، وأن يجعل من الجزائر قاعدة بحرية.
خير الدين بارباروسا
وظلتالجزائر بعد وفاة خير الدين باربروسا سنة (953هـ= 1546م) القاعدة الأولى لقواتالجهاد البحري الإسلامي في المغرب العربي، والقاعدة الأمامية لقوات الدولةالعثمانية في الحوض الغربي للبحر المتوسط، ومنطلق جهادها ضد القوى الاستعماريةالمسيحية في ذلك الوقت. وكان الأسطول الإسلامي قد وصل إلى درجة عالية من القوةوالتنظيم جعلته مرهوب الجانب مخشي البأس، واشتهر من قادة هذا الأسطول عدد من قادةالبحرية تمكنوا من "إرهاب" الدول الاستعمارية، وتحرير المناطق الإسلامية الواقعةتحت الاحتلال في الساحل الشمالي الأفريقي، من أمثال: درجوت، وسنان، وصالحريس.
وكانت السفن الإسلامية تباشر عمليات الجهاد ضد السفن المسيحية التيدأبت على التعرض للسفن الإسلامية في حوض البحر المتوسط ومصادرة حمولاتها وأسرركابها، وكانت مراكب المسلمين التي يطلق عليها "مراكب الجهاد" تخرج من موانيهاللدفاع عن السفن الإسلامية، ولم تخرج للقرصنة كما يزعم المؤرخون الغربيون، وإنماكانت تقوم بالدفاع عن الإسلام والعروبة ضد الخطر الأوربي الذي كان يتزايد يوما بعديوم يريد التهام الشمال الأفريقي المسلم، وكانت كل من أسبانيا والبرتغال تريدالاستيلاء على المغرب العربي، وتحويل سكانه من الإسلام إلى المسيحية وطمسعروبته.
الجزائر دولة بحرية
وقد قامت البحرية الجزائرية بدورها علىخير وجه، فهاجمت السواحل الشرقية لأسبانيا دون أن تجد من يقاومها، وكانت تعود في كلمرة بالأسرى والغنائم، كما هاجمت سواحل سردينيا وصقلية ونابولي، وهددت الصلاتالبحرية بين ممتلكات الإمبراطورية الأسبانية وممتلكاتها في إيطاليا، وكان رجالالبحرية الجزائرية يهاجمون سفن الأعداء، ويأسرون بحارتها، ويستولون على السلعوالبضائع التي تحملها.
وفشل الأوربيون في إيقاف عمل المجاهدين، وعجزت سفنهمالضخمة عن متابعة سفن المجاهدين الخفيفة وشل حركتها. وقد ساعد على نجاح المجاهدينمهارتهم العالية، وشجاعتهم الفائقة، وانضباطهم الدقيق، والتزامهم بتنفيذ المهامالموكلة إليهم.
وصار لرجال البحر الجزائريين مكانة مرموقة في مدينة الجزائرالتي كان يعمها الفرح عند عودتهم، فكان التجار يشترون الرقيق والسلع التي يعودونبها، وكان نصيب البحارة من الغنائم كثيرا وهو ما أغرى الكثير بدخول البحريةوالانتظام ضمن صفوفها، حتى إن عددا كبيرا من الأسرى المسيحيين كانوا يعلنون إسلامهموينخرطون في سلك البحرية، وكان يطلق على هؤلاء اسم "العلوج".
من الجهاد.. للتجارة
ومع مرور الوقت اعتمدت الجزائر على أعمال هؤلاء وما يقومون به منمهاجمة السفن الأوربية والاستيلاء على بضائعها، وبعد أن كانت أعمال البحريةالجزائرية تتسم بطابع جهادي صارت تتسم بطابع تجاري، وبعد أن كانت تهدف إلى الحد منتغلغل الأوربيين في المغرب العربي وتحطيم شوكة أساطيلهم لتبقى عاجزة عن غزو البلاد،صارت تلك الأعمال حرفة لطلب الرزق.
وقد عادت هذه الأعمال بالغنى الوافر علىالبلاد نتيجة للغنائم التي يحصلون عليها، بالإضافة إلى الرسوم التي كانت تفرضهاالحكومة الجزائرية على معظم الدول الأوربية نظير عدم تعرضها لهجمات هؤلاء البحارة،فقد كانت بريطانيا تدفع سنويا 600 جنية للخزانة الجزائرية، وتقدم الدانمارك مهماتحربية وآلات قيمتها 4 آلاف ريال شنكو كل عام مصحوبة بالهدايا النفيسة.
أماهولندا فكانت تدفع 600 جنيه، ومملكة صقلية 4 آلاف ريال، ومملكة سردينيا 6 آلافجنيه، والولايات المتحدة الأمريكية تقدم آلات ومهمات حربية قيمتها 4 آلاف ريال و10آلاف ريال أخرى نقدا مصحوبة بهدايا قيمة، وتبعث فرنسا بهدايا ثمينة عند تغييرقناصلها، وتقدم البرتغال هدايا من أحسن الأصناف، وتورد السويد والنرويج كل سنة آلاتوذخائر بحرية بمبالغ كبيرة، وتدفع مدينتا هانوفر وبرن بألمانيا 600 جنيه إنجليزي،وتقدم أسبانيا أنفس الهدايا سنويا.
كانت كل هذه الأموال تمد الخزينةالجزائرية بموارد سنوية هائلة طوال ثلاثة قرون، فضلا عن الضرائب التي فرضتهاالحكومة على الأسرى والأسلاب والغنائم التي كانت تتقاضاها من رؤساء البحر لدىعودتهم من غاراتهم على السواحل الأوربية.
وأدى وجود عدد كبير من أسرىالفرنجة، وخاصة ممن كانوا ينتمون منهم للأسر الغنية إلى قيام تجارة مربحة، فقد كانهؤلاء الأسرى يباعون ويشترون في أسواق محددة، وكان من يملكونهم يفاوضونهم في فدائهمأو يفاوضون من ينوبون عن أسرهم في ذلك، وفي بعض الأحيان كانوا يفاوضون الجمعياتالدينية التي كانت تتولى القيام بتقديم الفدية بالإنابة عن أهليهم مثل جمعيةالثالوثيين واللازاريين، والمرتزقة.
أمريكا تدفع الجزية
وفي أواخرالقرن الثامن عشر الميلادي بدأت السفن الأمريكية بعد أن استقلت أمريكا استقلالها عنإنجلترا سنة (1190هـ= 1776م) ترفع أعلامها لأول مرة سنة (1197هـ=1783م)، وتجوبالبحار والمحيطات. وقد تعرض البحارة الجزائريون لسفن الولايات المتحدة، فاستولواعلى إحدى سفنها في مياه قادش، وذلك في (رمضان 1199هـ= يوليو 1785م)، ثم ما لبثوا أناستولوا على إحدى عشرة سفينة أخرى تخص الولايات المتحدة الأمريكية وساقوها إلىالسواحل الجزائرية.
ولما كانت الولايات المتحدة عاجزة عن استرداد سفنهابالقوة العسكرية، وكانت تحتاج إلى سنوات طويلة لبناء أسطول بحري يستطيع أن يواجهالأسطول العثماني اضطرت إلى الصلح وتوقيع معاهدة مع الجزائر في (21 من صفر 1210هـ= 5 من سبتمبر 1795م)، وقد تضمنت هذه المعاهدة 22 مادة مكتوبة باللغة التركية، وهذهالوثيقة هي المعاهدة الوحيدة التي كتبت بلغة غير الإنجليزية ووقعت عليها الولاياتالمتحدة الأمريكية خلال تاريخها الذي يتجاوز قرنين من الزمان، وفي الوقت نفسه هيالمعاهدة الوحيدة التي تعهدت فيها الولايات المتحدة بدفع ضريبة سنوية لدولة أجنبية،وبمقتضاها استردت الولايات المتحدة أسراها، وضمنت عدم تعرض البحارة الجزائريينلسفنها.
بسم الله.الرحمن.الرحيم
الحمد لله. رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف. الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته
جورج واشنطن
وقع جورج واشنطون أول رئيس للولايات المتحدةالأمريكية معاهدة صلح مع بكلر حسن والي الجزائر في أواخر القرن الثامن عشرالميلادي، بمقتضاها تدفع إلى الجزائر على الفور 642 ألف دولار ذهبي، و1200 ليرةعثمانية، وذلك مقابل أن تطلق الجزائر سراح الأسرى الأمريكيين الموجودين لديها، وألاتتعرض لأي سفينة أمريكية تبحر في البحر المتوسط أو في المحيط الأطلسي.. فما ملابساتهذا الحادث؟ وما سر قوة البحرية الجزائرية؟ وهل كان الحادث امتدادا لمفهوم الجهادأم تعداه لغير ذلك؟
مجاهدون لا قراصنة
تعرضت سواحل الشمال الأفريقيفي تونس والجزائر والمغرب لغزو مسلح من قبل أسبانيا والبرتغال بعد أن سقطت دولةالإسلام في الأندلس في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، وهو الأمر الذي جعل أهاليالجزائر يستغيثون بالدولة العثمانية الفتية، ويطلبون عونها، فاستجابت لندائهم وضمتالجزائر لسلطانها وحمايتها، وبعثت بقوة من سلاح المدفعية، وألفين من الجنودالإنكشارية، وأذن السلطان سليم الأول لمن يشاء من رعاياه المسلمين بالسفر إلىالجزائر، والانخراط في صفوف المجاهدين تحت قيادة خير الدين بارباروسا الذي نجح فيإنشاء هيكل دولة قوية، بفضل المساعدات التي تلقاها من الدولة العثمانية، واستطاع أنيوجه ضربات قوية للسواحل الأسبانية، وأن يجعل من الجزائر قاعدة بحرية.
خير الدين بارباروسا
وظلتالجزائر بعد وفاة خير الدين باربروسا سنة (953هـ= 1546م) القاعدة الأولى لقواتالجهاد البحري الإسلامي في المغرب العربي، والقاعدة الأمامية لقوات الدولةالعثمانية في الحوض الغربي للبحر المتوسط، ومنطلق جهادها ضد القوى الاستعماريةالمسيحية في ذلك الوقت. وكان الأسطول الإسلامي قد وصل إلى درجة عالية من القوةوالتنظيم جعلته مرهوب الجانب مخشي البأس، واشتهر من قادة هذا الأسطول عدد من قادةالبحرية تمكنوا من "إرهاب" الدول الاستعمارية، وتحرير المناطق الإسلامية الواقعةتحت الاحتلال في الساحل الشمالي الأفريقي، من أمثال: درجوت، وسنان، وصالحريس.
وكانت السفن الإسلامية تباشر عمليات الجهاد ضد السفن المسيحية التيدأبت على التعرض للسفن الإسلامية في حوض البحر المتوسط ومصادرة حمولاتها وأسرركابها، وكانت مراكب المسلمين التي يطلق عليها "مراكب الجهاد" تخرج من موانيهاللدفاع عن السفن الإسلامية، ولم تخرج للقرصنة كما يزعم المؤرخون الغربيون، وإنماكانت تقوم بالدفاع عن الإسلام والعروبة ضد الخطر الأوربي الذي كان يتزايد يوما بعديوم يريد التهام الشمال الأفريقي المسلم، وكانت كل من أسبانيا والبرتغال تريدالاستيلاء على المغرب العربي، وتحويل سكانه من الإسلام إلى المسيحية وطمسعروبته.
الجزائر دولة بحرية
وقد قامت البحرية الجزائرية بدورها علىخير وجه، فهاجمت السواحل الشرقية لأسبانيا دون أن تجد من يقاومها، وكانت تعود في كلمرة بالأسرى والغنائم، كما هاجمت سواحل سردينيا وصقلية ونابولي، وهددت الصلاتالبحرية بين ممتلكات الإمبراطورية الأسبانية وممتلكاتها في إيطاليا، وكان رجالالبحرية الجزائرية يهاجمون سفن الأعداء، ويأسرون بحارتها، ويستولون على السلعوالبضائع التي تحملها.
وفشل الأوربيون في إيقاف عمل المجاهدين، وعجزت سفنهمالضخمة عن متابعة سفن المجاهدين الخفيفة وشل حركتها. وقد ساعد على نجاح المجاهدينمهارتهم العالية، وشجاعتهم الفائقة، وانضباطهم الدقيق، والتزامهم بتنفيذ المهامالموكلة إليهم.
وصار لرجال البحر الجزائريين مكانة مرموقة في مدينة الجزائرالتي كان يعمها الفرح عند عودتهم، فكان التجار يشترون الرقيق والسلع التي يعودونبها، وكان نصيب البحارة من الغنائم كثيرا وهو ما أغرى الكثير بدخول البحريةوالانتظام ضمن صفوفها، حتى إن عددا كبيرا من الأسرى المسيحيين كانوا يعلنون إسلامهموينخرطون في سلك البحرية، وكان يطلق على هؤلاء اسم "العلوج".
من الجهاد.. للتجارة
ومع مرور الوقت اعتمدت الجزائر على أعمال هؤلاء وما يقومون به منمهاجمة السفن الأوربية والاستيلاء على بضائعها، وبعد أن كانت أعمال البحريةالجزائرية تتسم بطابع جهادي صارت تتسم بطابع تجاري، وبعد أن كانت تهدف إلى الحد منتغلغل الأوربيين في المغرب العربي وتحطيم شوكة أساطيلهم لتبقى عاجزة عن غزو البلاد،صارت تلك الأعمال حرفة لطلب الرزق.
وقد عادت هذه الأعمال بالغنى الوافر علىالبلاد نتيجة للغنائم التي يحصلون عليها، بالإضافة إلى الرسوم التي كانت تفرضهاالحكومة الجزائرية على معظم الدول الأوربية نظير عدم تعرضها لهجمات هؤلاء البحارة،فقد كانت بريطانيا تدفع سنويا 600 جنية للخزانة الجزائرية، وتقدم الدانمارك مهماتحربية وآلات قيمتها 4 آلاف ريال شنكو كل عام مصحوبة بالهدايا النفيسة.
أماهولندا فكانت تدفع 600 جنيه، ومملكة صقلية 4 آلاف ريال، ومملكة سردينيا 6 آلافجنيه، والولايات المتحدة الأمريكية تقدم آلات ومهمات حربية قيمتها 4 آلاف ريال و10آلاف ريال أخرى نقدا مصحوبة بهدايا قيمة، وتبعث فرنسا بهدايا ثمينة عند تغييرقناصلها، وتقدم البرتغال هدايا من أحسن الأصناف، وتورد السويد والنرويج كل سنة آلاتوذخائر بحرية بمبالغ كبيرة، وتدفع مدينتا هانوفر وبرن بألمانيا 600 جنيه إنجليزي،وتقدم أسبانيا أنفس الهدايا سنويا.
كانت كل هذه الأموال تمد الخزينةالجزائرية بموارد سنوية هائلة طوال ثلاثة قرون، فضلا عن الضرائب التي فرضتهاالحكومة على الأسرى والأسلاب والغنائم التي كانت تتقاضاها من رؤساء البحر لدىعودتهم من غاراتهم على السواحل الأوربية.
وأدى وجود عدد كبير من أسرىالفرنجة، وخاصة ممن كانوا ينتمون منهم للأسر الغنية إلى قيام تجارة مربحة، فقد كانهؤلاء الأسرى يباعون ويشترون في أسواق محددة، وكان من يملكونهم يفاوضونهم في فدائهمأو يفاوضون من ينوبون عن أسرهم في ذلك، وفي بعض الأحيان كانوا يفاوضون الجمعياتالدينية التي كانت تتولى القيام بتقديم الفدية بالإنابة عن أهليهم مثل جمعيةالثالوثيين واللازاريين، والمرتزقة.
أمريكا تدفع الجزية
وفي أواخرالقرن الثامن عشر الميلادي بدأت السفن الأمريكية بعد أن استقلت أمريكا استقلالها عنإنجلترا سنة (1190هـ= 1776م) ترفع أعلامها لأول مرة سنة (1197هـ=1783م)، وتجوبالبحار والمحيطات. وقد تعرض البحارة الجزائريون لسفن الولايات المتحدة، فاستولواعلى إحدى سفنها في مياه قادش، وذلك في (رمضان 1199هـ= يوليو 1785م)، ثم ما لبثوا أناستولوا على إحدى عشرة سفينة أخرى تخص الولايات المتحدة الأمريكية وساقوها إلىالسواحل الجزائرية.
ولما كانت الولايات المتحدة عاجزة عن استرداد سفنهابالقوة العسكرية، وكانت تحتاج إلى سنوات طويلة لبناء أسطول بحري يستطيع أن يواجهالأسطول العثماني اضطرت إلى الصلح وتوقيع معاهدة مع الجزائر في (21 من صفر 1210هـ= 5 من سبتمبر 1795م)، وقد تضمنت هذه المعاهدة 22 مادة مكتوبة باللغة التركية، وهذهالوثيقة هي المعاهدة الوحيدة التي كتبت بلغة غير الإنجليزية ووقعت عليها الولاياتالمتحدة الأمريكية خلال تاريخها الذي يتجاوز قرنين من الزمان، وفي الوقت نفسه هيالمعاهدة الوحيدة التي تعهدت فيها الولايات المتحدة بدفع ضريبة سنوية لدولة أجنبية،وبمقتضاها استردت الولايات المتحدة أسراها، وضمنت عدم تعرض البحارة الجزائريينلسفنها.
وعلى الرغم من ذلك فإن السفن العثمانية التابعة لإيالة (ولاية) طرابلس بدأت في التعرض للسفن الأمريكية التي تدخل البحر المتوسط، وترتب على ذلك أنأرسلت الولايات المتحدة أسطولا حربيا إلى ميناء طرابلس في (1218هـ=1803م)، وأخذيتبادل نيران المدفعية مع السفن الطرابلسية.
وأثناء القتال جنحت سفينة الحربالأمريكية "فيلادلفيا" إلى المياه الضحلة، لعدم درايتها بهذه المنطقة وضخامة حجمهاحيث كانت تعد أكبر سفينة في ذلك التاريخ، ونجح البحارة المسلمون في أسر أفرادطاقمها المكون من 300 بحار. وطلب والي ليبيا قرة مانلي يوسف باشا من الولاياتالمتحدة غرامات مالية تقدر بثلاثة ملايين دولار ذهبا، وضريبة سنوية قدرها 20 ألفدولار سنويا، وطالب في نفس الوقت محمد حمودة باشا والي تونس الولايات المتحدة بعشرةآلاف دولار سنويا.
وظلت الولايات المتحدة تدفع هذه الضريبة حماية لسفنها حتىسنة (1227هـ= 1812م)، حيث سدد القنصل الأمريكي في الجزائر 62 ألف دولار ذهبا، وكانتهذه هي المرة الأخيرة التي تسدد فيها الضريبة السنوية.
أهم مراجع الموضوع:
جلال يحيى: المغرب العربي الحديث والمعاصر - الهيئة المصرية العامة للكتاب –الإسكندرية- 1983م.
يلماز أوزتونا: تاريخ الدولة العثمانية- ترجمة عدنان محمود- منشورات مؤسسة فيصل للتمويل- تركيا- 1990.
شوقي عطا الله الجمل: المغرب العربي الكبير في العصر الحديث- مكتبة الأنجلو-القاهرة - 1977م.
يوسف فهمي الجزايرلي: أرض البطولة- الجزائر- الإسكندرية- 1964م.
و السلام. عليكم ورحمة.الله وبركاته
وظلت الولايات المتحدة تدفع هذه الضريبة حماية لسفنها حتىسنة (1227هـ= 1812م)، حيث سدد القنصل الأمريكي في الجزائر 62 ألف دولار ذهبا، وكانتهذه هي المرة الأخيرة التي تسدد فيها الضريبة السنوية.
قدر عدد البحارةالجزائريين في عهد الرايس حميدو اشهر قائد للبحرية الجزائرية الى اكثر من 130.000الف بحار ومن اشهر السفن الحربية الجزائرية وقتها رعب البحار ،مفتاحالجهاد،المحروسة وغيرها
كما تمكن الاسطول الجزائري من الوصول بعملياته الىاسكتلندا والمحيط الاطلسي اين استشهد الرايس حميدو سنة 1815 في معركة مع البحريةالبرتغالية والامريكية.
كما تمكن الاسطول الجزائري من الوصول بعملياته الىاسكتلندا والمحيط الاطلسي اين استشهد الرايس حميدو سنة 1815 في معركة مع البحريةالبرتغالية والامريكية.
أهم مراجع الموضوع:
جلال يحيى: المغرب العربي الحديث والمعاصر - الهيئة المصرية العامة للكتاب –الإسكندرية- 1983م.
يلماز أوزتونا: تاريخ الدولة العثمانية- ترجمة عدنان محمود- منشورات مؤسسة فيصل للتمويل- تركيا- 1990.
شوقي عطا الله الجمل: المغرب العربي الكبير في العصر الحديث- مكتبة الأنجلو-القاهرة - 1977م.
يوسف فهمي الجزايرلي: أرض البطولة- الجزائر- الإسكندرية- 1964م.
و السلام. عليكم ورحمة.الله وبركاته