ابن القيم يحدثك عن الصوم

ابو حفص

:: عضو مُشارك ::
إنضم
21 أكتوبر 2009
المشاركات
316
نقاط التفاعل
4
نقاط الجوائز
7
العمر
45

ابن القيم يحدثك عن الصوم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

sarah_rrff2.gif

يقول الإمام ابن قيم الجوزية ـ رحمه الله ـ في فصل عقده لبيان الحكمة الإلهية في الشرائع في كتابه " مفتاح دار السعادة " :
sarah_4444.gif

" وأما الصوم فناهيك به عن عبادة تكفُّ النفس عن شهواتها، وتخرجها عن شبه البهائم إلى شبه الملائكة المقربين، فإن النفس إذا خُلّيت ودواعي شهواتها التحقت بعالم البهائم، فإذا كفّت شهواتها لله ضيّقت مجاري الشيطان، وصارت قريبة من لله بترك عاداتها وشهواتها ومحبةً له وإيثارا لمرضاته، وتقربا إليه، فيدعُ الصائم أحب الأشياء إليه، وأعظمها لصوقاً بنفسه من الطعام والشراب والجماع من أجل ربه، فهو عبادة، ولا تتصور حقيقتها إلا بترك الشهوة لله.

sarah_4444.gif

فالصائم يدع طعامه وشرابه وشهواته من أجل ربه، وهذا معنى كون الصائم له تبارك وتعالى وبهذا فسر النبيّ هذه الإضافة في الحديث : " يقول الله تعالى : كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها ، قال الله تعالى : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، يدع طعامه وشرابه من أجلي " .
sarah_4444.gif


حتى أن الصائم ليتصوّر بصورة من لا حاجة له في الدنيا إلا تحصيل رضى الله .

sarah_4444.gif

وأيّ حسن يزيد على حسن هذه العبادة التي تكسر الشهوة ،
وتقمع النفس ،
وتحيي القلب وتفرحه ،
وتزهد في الدنيا وشهواتها ،
وترغب فيما عند الله،
وتذكر الأغنياء بشأن المساكين وأحوالهم ، وأنهم قد أخذوا بنصيب من عيشهم، فتعطف قلوبهم عليهم،
ويعلمون ما هم فيه من نعم الله فيزدادوا له شكراً .
sarah_4444.gif


وبالجملة فعون الصوم على تقوى الله أمر مشهور، فما استعان احد على تقوى الله، وحفظ حدوده، واجتناب محارمه بمثل الصوم .
sarah_4444.gif


فهو شاهد لمن شرعه وأمره به بأنه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين، وأنه إنما شرعه إحسانا إلى عباده ورحمة بهم ولطفاً بهم ، لا بخلا عليهم برزقه ولا مجرد تكليف وتعذيب خالٍ من الحكمة والمصلحة، بل هو غايةُ الحكمة والرحمة والمصلحة، وإنَّ شرعَ هذه العبادات لهم من تمام نعمته عليهم ورحمته بهم ".
 
جزاك الله خيرا
 
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك:yahoo:
 


أكتب ردك هنا...
العودة
Top