حجر، ورقة، مقص

عماد6

:: عضو مُشارك ::
إنضم
29 نوفمبر 2009
المشاركات
279
نقاط التفاعل
0
النقاط
6
عندما جاء الإسلام استطاع بقوَّةِ ثباتِه وسلامة محتواه أنْ يَلُفَّ العقول الحجَرية الجاهلة رغْمَ صَلابتها، ويغيِّرَ قناعاتِها الخاويةَ بقوةِ الفِكر قَبْل السَّيف، فلم تَستطع كلُّ مِقصَّات العالَم أن تَقْطع على الإسلام مسيرةَ انتشاره.
قيمة الورق أغْلَى وأفضل مِن قيمة الحجَر، وقيمة ما في الورَق مِن عِلم هي الأعْلى، فلولا العِلْمُ ما تقدَّمَت الشعوب، وما سخَّرَت الحجَر لنَفْعها؛ فالورقة الصغيرة جعَلت مِن الحجر جِسرًا للعبور إلى برِّ الأمان، وبنَتْ منه أسوارًا عاليةً لا تستطيع لها الأعداءُ نقْبًا.



كُنِ الورقة
فاليد المبسوطة تمتدُّ لِتَهب الخير، وتجود به، فتلُف القلوب القاسية الجافية وتلينها،


لَطَالَمَا اسْتَعْبَدَ الإِنْسَانَ إِحْسَانُ



كُنِ المقصَّ
لكل يدٍ امتدَّت لتغطِّي أعين الناس عن الحق، ولكل طريق يؤدِّي إلى ضلالة، ولكل منحَدر يضيِّع جهود الأمة في الارتقاء، واحذَرْ أن تَكْسرك عثرة بسيطة بحجر؛ لِتمْنَعك عن إكمال مسيرتك نحو القِمَّة، بل انهض وأَعِد المحاولة حتى تَصِل لمبتغاك، وحتمًا ستصل إليه.




مَا ضَلَّ ذُو أَمَلٍ سَعَى يَوْمًا وَحِكْمَتُهُ الدَّلِيل
كَلاَّ وَلاَ خَابَ امْرُؤٌ يَوْمًا وَمَقْصِدُهُ نَبِيلُ



لا بأس بأن تكون حجَرًا أحيانًا، راسِخًا فيما يتعلَّق بمبادئك وثَوابت عقيدتك ودينك، فالسِّكِّين تَقْطع قالب الزُّبْد دون عناء، أما الحجر فإنَّه لا يستطيعه، هنا مِن الجيِّد والمطلوبِ أن تَكُون حجرًا.
واجعل المياه الجارية تتدفَّق مِن فَوقك أو مِن تحتك دُون أن تتأثَّر بها؛ فالحِكمة خير مِن القوة؛ تَضْبط الفَوضى وتُسدِّد القرار، فما لا تستطيعه الآلات تَستطيعه الحيلة كما يقال، وما لا يُنال بالقوة يُنال بالحكمة.




كن حجرًا
تُلْقِمه لكلِّ الأفواه التي تتشدَّق بما لا يُرضي الله.


هنا لفْتة:


لا تغضب إذا ما كنت مقصًّا وكان مَن أمامك حجرًا؛ فلربَّما صار غدًا المقصَّ وأنت الحجر، فالتقلُّب بين الهدوء والصَّخب، وبين الشدَّة والرَّخاء سُنَّة الحياة، وما تَكْرهه أنت قد يحبُّه غيرُك، وما يضُرُّك قد يكون خيرًا لسِوَاك.


فلا تنظر للأمور السيِّئة على أنها سوء مُطْلق، فالزَّلازل دَمار شامل، لكنها تُخرج خيرات الأرض لأجيال تَعْقب جِيلك.
فلا تنسحب، وواصل المسير، ولا تَرْكن للدَّعَة والكسل؛ فالقدَر محتوم، وقد كُتِب كاملاً قبل أن تُخلق، فلا تعتمِدْ على الحظِّ في اختياراتك، بل الجأ إلى من قدَّره واستعن به.


الدَّهْرُ يَوْمَانِ ذَا أَمْنٌ وَذَا خَطَرُ
وَالعَيْشُ عَيْشَانِ ذَا صَفْوٌ وَذَا كَدَرُ
 
بااركـ الله فيكـ
و الحمد لله على نعمة الاسلام
 
34.gif
 
شكرا لك على الطرح الجميل

والموضوع القيم
 
جميل ماتقرأه اعيننا وجميل ان نحلق
فوق سماء طرحك
امتعتنا بكلمات عذبة واحساس مرهف
سلم قلمك وفكر
دمت بخير وحب وسعادة
 
____*_*_*_*_______*_*_*_* ______
___*_________*___*________ __*___
__*____________*__________ ___*__
__*____________*__________ ___*__
__*_________بارك_الله _فيك__________*__
___*__________شكــــرا_________ __*___
__ __*____على الموضوع الرائـــــــــــــــع___ _*____
___ ___*__________________* ______
___ _____*______________*__ ______
____ ______*_ ________*_____ _____
____ _________*____*_______ ______
_____ __________ * ________ _______
 


مَا ضَلَّ ذُو أَمَلٍ سَعَى يَوْمًا وَحِكْمَتُهُ الدَّلِيل
كَلاَّ وَلاَ خَابَ امْرُؤٌ يَوْمًا وَمَقْصِدُهُ نَبِيلُ

مشكور

 
مشكور اخ عماد على الموضوع الطيب
واصل مجهوداتك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top