جَدِّد حياتَك في شهر القرآن
قال الله تعالى: {شهرُ رمضان الّذي أُنْزِل فيه القرآن هُدًى للنّاس وبيّنات من الهُدى والفُرقان}، وقال سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''ما من عبد يصوم يومًا في سبيل الله إلاّ باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النّار سبعين خريفًا'' متفق عليه.
فرمضان هو المحطة الكبرى في حياة المسلم، إذ يساعد الله فيها العباد فيصفد لهم الشياطين ويبسط يده فيعطي ويجزل.
ورمضان نفحة إلهية وعطية ربانية للعالم، فيه يستطيع المرء أن يُجدّد حياته ويبعث فيها الأمل، ومن الوسائل الّتي تجدد الحياة في رمضان:
-1 وقت السحر وهو الوقت المبارك الّذي يضيعه أغلب النّاس في أغلب العام، فيأتي رمضان لينبّههم عليه فيوقظهم ليتقووا من خلال الطعام، ولكن كثيرًا من النّاس يقضون هذا الوقت في الطعام وينسون الحديث الشّريف: ''إنّ الله ينزل في الثلث الأخير من كلّ ليلة إلى السّماء الدنيا فيقول ألاَ هل من مسترزق فأرزقه، ألاَ هل من مستغفر فأغفر له، ألاَ كذا ألاَ كذا حتّى يطلع الفجر''.
-2 صلاة الفجر في المسجد وهي كذلك يضيعَها النّاس في سائر أوقات السنة فيأتي رمضان ليوقظ في أنفسهم أن هناك صلاة مشهودة في المسجد: {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودًا}.
3 - الدعاء والإكثار منه ولاسيما في هذا الشهر المبارك، حيث إنّ دعاء الصائم مستجاب كما ورد في الحديث الشريف: ''ثلاثة لا تُرَد دعوتهم... الصائم حتّى يفطر''.
-4 قراء القرآن والتفكر والتدبر فهذا الشهر هو شهر القرآن: {شهر رمضان الّذي أنزِل فيه القرآن هُدًى للنّاس وبيّنات من الهدى والفرقان}، ويستحب للمسلم أن يختم المصحف ولو مرّة واحدة مع مراعاة التّفكّر والتّدبّر.
-5 صلاة الجماعة في المسجد: ''مَن غدَا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا في الجنّة كلّما غدَا أو راح''.
وهناك كثير من الوسائل التي تجعلنا نجدد حيلتنا في رمضان منها الإكثار من النوافل وقيام الليل والتصدق وصلة الأرحام وإدراك معاني الأخوة في الله ومراعاة شعور المسلم، فكلها تعطي للحياة معنى آخر غير المعنى الذي كنا قد اعتدناه.
وأهم هذه الوسائل الّتي تجدّد الحياة أوّل كلمة نزلت في رمضان من القرآن، وهي كلمة ''اقرأ''، والقراءة ''باسم الله''، فهي الوسيلة الأولى لرفع مستوى الثقافة الإسلامية ونشر الوعي بين الصفوف.
فليجعل المسلم لنفسه في رمضان ساعة على الأقل يقرأ فيها وليبدأ من سيرة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، فهي الوعاء الّذي نزل فيه الإسلام الحنيف.
المصدر :الجزائر: عبد الحكيم فماز
منقول عن موقع جريدة الخبر