- إنضم
- 30 أفريل 2009
- المشاركات
- 2,298
- نقاط التفاعل
- 164
- النقاط
- 79
في العام الماضي شاركت في مسابقة توضيف لمنصب مهندس في ........... , بعد تردد و شد و جذب مع نفسي التي يأست من هكذا مسابقات لعنت شيطاني و قوّيت ايماني بالرزاق الوهاب و قلت لما لا فقد يصيب سهم حظي ما لم يصبه من ثلاث سنوات, تذكرت اني ما أخذت الا دعاوي الخير كما يقولون من والدايا و لاح لي بصيص امل و منيت حالي بمكانة افضل, المهم استكملت اخراج الوثائق ودفعت ملفي للمصلحة المعنية و كان قد بقي على المسابقة اسبوع, اسبوع انكببت فيه استذكر ما قد نسيت من دروس محت نصف معلوماتها بخارات المطبخ و مسّاحات الغبرة و رغوة صابون الغسيل .
جاء اليوم المعهود و نهضت على الساعة 3 صباحا بحكم ان المسابقة تجرى في ولاية اخرى تبعد ب 450 كيلومتر, توكلت على الله و انطلقت
وصلت بحدود 7 و النصف, و وجدت هناك مئات المصطفين احدهم متكأ على الحائط مازال يصارع النعاس, و تلك ممسكة ببضع ورقات لازالت تطالعها و كأنها المسكينة ستعيد بكالوريتها, و في زاوية اخرى مجموعة من الشباب مجتمعين يبدو و كأنهم من نفس الدفعة او لهم سابق معرفة فقد كانو يتبادلون الاحاديث و لا تسمع الا صوت صخب ضحكاتهم من حين الى اخر, و غيرهم و غيرهم............
بقيت اجول بناظري بين هذا الكم الهائل من الشبان و الشابات القادمين من كل ولايات الشرق مجتمعين كل يناجي ربه في صمت يا ربي فرج عليّ
جاء منظموا المسابقة و بدأوا في توجيهنا الى الحجرات تبعا لقوائم كانت بايديهم, بعثوا بكل 10 افراد امام لجنة. انتظرت امام الباب انا وثمانية اشخاص بينما كان الاول بالداخل, و هكذا واحدا تلو الاخر و كلما خرج احدهم تحلّقنا حوله نسأله عن ماهية الاسئلة,
و لسوء حظي كنت آخرهم, كانت الساعة الثانية عشر الا ربع, دخلت و القيت السلام امام ثلاثة رجال من نفس الفئة العمرية تقريبا, قال احدهم فلانة بن فلان تفضلي
لك سؤال جد بسيط : دون ان تنظري لسترة طقمك كم عدد الازرار فيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تبسمت ثم تلعثمت لاني صدقا لم يخطر ببالي ان احسب عدد ازرار طقمي و لم اكن اعلم بالعدد فعلا, و تنهدت و احمرت وجنتايا و احسست بالحرارة تخرج من كتفي لسؤال لا يربطه بمستوى تعليمي و لا بالمواد التي درست ولا بالوظيفة التي جئت مرشحة لها ولا.........ولا...............و.لا................ اي رابط
و في ثواني ذهولي و فقداني الاحساس بقيمة الدارس في وطني و تذكري لمئات الكيلومترات التي قطعتها لأجيء فأسأل هكذا سؤال, قاطعني الرجل: ها واش قلتي؟
قلت له لا اعلم ربما 3, ربما 4
قال لي: فلانة شكرا بالتوفيق و مرة اخرى انتبهي لكل التفاصيل من حولك فمن التفاصيل تبدأ الحقائق و من الحقائق تكون الانجازات.
خرجت من هناك و لم اعلم ان اردت ان ابكي او اضحك او اتعامل مع الامر كما ما مر بي من قبل, هل هذا سؤال يوجه في مثل هذه المسابقات أم أن الرجل قهرته معدته عند الثانية عشر فخفف عذابه المصراني و قهرني بسؤال سهل ممتنع؟ أم ان فكرته حقا تنم عن شخص مفكر يدرك ان من لا ينتبه لما ارتداه لا يمكن ان ينتبه في عمله لامور اخرى...................
ندبت حظي و رجعت بيتي و كدرت أمي لأيام و هي التي كانت تدعي لي بان احصل على منصب حتى اذا ماتت لا سمح الله لا تحمل همي معها لقبرها فالدنيا اصبحت تمشي بالمادة و هي لا تريد لي ان ابقى عالة على احد ''و ان يتمزى عليّ اي احد بدوروه'' , و مر من ذاك عام و الحمد لله على كل حال لازلت اشارك في المسابقات بدون نتيجة الا انه ما صادفني بعد ذاك سؤال مستفز الى تلك الدرجة.
مما حز في قلبي و اردت ان تشاركوني به, او لتستفيدو على الاقل