صنعاء..حاضرة اليمن الخضراء وعروس الجزيرة العربيةوعاصمةاليمن السعيد

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

منبع العروبه

:: عضو منتسِب ::
إنضم
15 نوفمبر 2007
المشاركات
10
نقاط التفاعل
0
النقاط
2
العمر
41
44-1.jpg



يجد الزائر لمدينة صنعاء، حاضرة اليمن الخضراء وعروس الجزيرة العربية، وعاصمة اليمن السعيد، توليفة كبيرة من اللوحات الفنية الرائعة والمتنوعة، تتمثل في أسوار المدينة القديمة، وبواباتها العملاقة، وقصورها الشامخة، وبيوتها بالغة القدم بنقوشها الفريدة، ومشربياتها وشبابيكها المميزة، ومساجدها ووكالاتها وقمرياتها، وأسواقها الشعبية التراثية المنتشرة في عدة أحياء ومناطق، والتي تُشكِّل في مجملها أكبر متحف تاريخي طبيعي مفتوح في العالم، كما تميزت مبانيها بطابع معماري يرجع في أصوله إلى عصور ما قبل الإسلام، وبعد الإسلام اصطبغت بنمط العمارة العربية الإسلامية. لهذا لم يكن غريباً أن يتم اختيار "صنعاء القديمة" ضمن أهم خمسة وعشرين معلماً أثرياً وسياحياً في العالم.

تسمية "صنعاء"
45-4.jpg
ذكرت المصادر أن اسم صنعاء لم يكن معروفاً في العصور القديمة، فعُرفت بعدة أسماء، أشهرها: "مدينة سام"، نسبة إلى مؤسسها الأول سام ابن نبي اللّه نوح - عليه السلام - الذي بناها بعد الطوفان. كما كان يُطلق عليها في الجاهلية اسم "آزال" نسبة إلى "آزال بن يقطن" حفيد "سام بن نوح"، وما يزال اسم "آزال" معروفًا، وهذه التسمية وردت في التوراة. وظلت تسمية "آزال" حتى دخلها الأحباش سنة 340 للميلاد ووجدوها مبنية بحجارة حصينة فقالوا: "هذه صنعة"، ومعناها حصينة، حيث كان من كلامهم قولهم: "صُنعت وصَنَعت"، ومن هنا جاء اسم "صنعاء"، وتعني المدينة الحصينة، وأصبح هذا الاسم أكثر الأسماء شيوعاً. كما يُقال إنه يرجع لجودة الصناعة التي اشتهرت بها أسواقها ومحلاتها، كقولهم "حسناء". وهناك من ينسبها إلى "صنعاء بن يقطن بن عبير بن عابر بن شالح". وقد تخطت صنعاء ثلاثة أطوار في عصور مختلفة: الأول: طور التكوين، وسميت باسم بانيها "سام بن نوح"، الثاني: سميت "آزال" محتفظة باسمها الأول، والثالث: اسم "صنعاء"، وقد احتفظت بالأسماء الثلاثة. وقد ورد اسم صنعاء في عدد من النقوش اليمنية القديمة، وأقدم تلك النقوش يعود إلى القرن الأول الميلادي، كما ورد في النقوش أيضاً ذكر قصرها التاريخي المشهور "غمدان".


الموقع والسكان
تقع محافظة "صنعاء على خط عرض 15,22 وخط طول 32,44 ،على ارتفاع يبلغ نحو 2200م فوق سطح البحر، وموقعها بين جبلين مشهورين هما: "نقم" الذي يسوِّرها من الشرق و"عيبان" الذي يسوِّرها من الغرب والجنوب الغربي، كما تمتاز بموقعها وسط السلسلة الجبلية الغربية من أقصى شمال اليمن إلى جنوبه، يحدها من الشمال محافظتا الجوف وعمران، ومن الشرق محافظة مأرب، ومن الجنوب محافظة ذمار، ومن الغرب محافظتا المحويت والحديدة. ويرى بعض المؤرخين أنها تقع عند ملتقى ثلاث قبائل هي: "بني الحارث" من الشمال و"سنحان" من الجنوب و"بني مطر" من الغرب. ويبلغ عدد سكان محافظة "صنعاء" حوالي 1,422,765 نسمة، حسب نتائج التعداد السكاني لعام 1994م.

المناخ والتضاريس
مناخ "صنعاء" معتدل صيفاً وبارد شتاءً، وتتراوح درجة الحرارة في فصل الصــــيف ما بين 20 -32 درجة مئوية، وتنخفض في فصل الشتاء إلى ما بين -1 -18 درجة مئوية أثناء الليل والصباح الباكر. أما تضاريس محافظة صنعاء فتتوزع بين جبال مرتفعة ووديان زراعية خصبة، وفيها أعلى قمة جبلية في اليمن وشبه الجزيرة العربية، وهي قمة جبل "النبي شعيب" عليه السلام التي ترتفع حوالي 3760 مترًا عن مستوى سطح البحر، وتتصل منحدراته بسلسلة جبال "الحيمتين" وجبال "حراز". وإلى الشرق من المحافظة توجد سلسلة جبال "خولان" الممتدة إلى جبل "كنن"، بالإضافة إلى جبال مناطق بني حشيش ونهم وأرحب إلى جانب سلسلة جبال ريمة.

45-1.jpg

معـــالم أثـــرية
"صنعاء القديمة" مدينة قديمة الاختطاط، أزلية البناء. ومن أهم المعالم السياحية والأثرية فيها "قصر غمدان" الذي ورد اسمه في عدد من النقوش اليمنية القديمة، و"الجامع الكبير"، الذي هو أقدم وأكبر مساجد المدينة القديمة، ويعود بناؤه إلى عهد الرسول صلى اللّه عليه وسلم ويعتبر من أقدم المساجد في الإسلام، ويمتاز بعدد من الأعمدة والأحجار المنقوشة ورؤوس الأعمدة التي نُقلت إليه من قصر غمدان أو من أحد المعابد القديمة، كما يوجد في صنعاء القديمة حوالي 50 مسجدًا بمآذن. وقسمت مدينة "صنعاء القديمة" إلى حارات (أحياء) تضم كل واحدة مجموعة من المنازل، يتوسطها بستان كمتنفس للسكان ومصدر للخضروات وتحتفظ منازل صنعاء إلى الآن بطابعها المعماري الأصيل بدرجة لا مثيل لها في أية مدينة عربية أو إسلامية ويقدر عمر بعضها بأكثر من خمسمائة سنة، ويمكن لمن يتجول في شوارع صنعاء أن يسير من منتصف المدينة في "سوق البقر" مسافة كيلومتر في أي اتجاه دون أن يقع نظره على بناء حديث أو بناء على الطراز الغربي. وتمتاز منازل صنعاء القديمة بارتفاعها، حيث يصل ارتفاع معظمها إلى تسعة أو ثمانية أدوار، والمتوسط العام خمسة أدوار، ويستخدم الدور الأرضي عادة كمخـــزن، ويوجد في الدور الأول الديوان (غرفة أو صالة المناسبات). أما الدور الثاني فخاص بالنساء والأطفال، والأدوار العليا ينفرد بها الرجـــال، ويقـــع المفــرج (من الفرجة) في أعلى المنزل، وهو غرفة مستطيلة نوافذها واسعة تمكن الجالسين فيها من مشاهدة حقول صنعاء وبساتينها، ونوافذها عادة مصنوعة من الخشب تعلوها عقود من الجص (الجبس) المعشق بالزجاج الملون في أشكال ونقوش غاية في الجمال والإبــداع، ومن مزايا المنازل الصنعانية تشابه تخطيطاتها إلى حد كبير من حيث التقسيمات الداخلية ومساحات الوحدات ومسمياتها ووظائفها، كما تتميز باستخدام مادة الحجر في بناء الأساسات والطابقين الأرضي والأول، لتحمل الضغط الواقع عليهما من الطوابق العلوية، وكذلك لمقاومة السيول والرطـــوبة نظــراً لكثرة أمطار اليمن، وتصميم واجهات الدور بما يناسب حركة الشمس.

46-1.jpg

سور صنعاء
45-2.jpg
كان لصنعاء سور منيع وأبراج محصنة، وما تزال بعض أجزائه قائمة، وكان به أربع بوابات رئيسية يتم إغلاقها كل ليلة بعد صلاة العشاء إلى الصباح، وما يزال باب اليمن في أحسن حالاته، وما تزال الحكايات الصنعانية عن سور صنعاء مروية حتى يومنا هذا، وتذكر المصادر أن من أدار سورها هو الملك الأغر علي بن محمد بن علي المعلم الصليحي بالحجر والجص وركب عليه سبعة أبواب هي: "باب غمدان وينفذ إلى اليمن، وباب دمشق وينفذ إلى مكة المكرمة، وباب الشيخة وينفذ إلى محلة الشيخة، وباب خندق الأعلى ويدخل منه السيل، وباب خندق الأسفل ويخرج منه السيل يسقي الأرض، وباب النصر وينفذ إلى جبل نقم وبراش، وباب شرعة وينفذ إلى بستان السّر". وتذكر بعض الروايات أن السور ينسب إلى الملك "شعرم أوتر"، وهو أول من أداره، وقد جعل فيه تسعة أبواب، وأن أعلى السور كانت تمشي فيه ثمانية خيول مجتمعة، كما تذكر المصادر أن ستة أبواب كانت بصنعاء وهي المعروفة بيننا اليوم، ومنها: "باب ستران، وباب اليمن وباب السبحة". وكان في هذا السور عدد كبير من الأبراج متساوية المسافة وكان في وسط السور ممر لفارسين يمشيان معاً، وكان يستعمل - أحياناً - لعربات المدافع عند الحاجة لحماية العاصمة، ويذكر أن أبواباً قد أحدثت حينما بني حي بير العزب ويعود ذلك إلى القرن الثاني عشر الهجري أو قبله، وهي: "باب القصر، وباب البلقة، وباب الروم، وباب القاع".


الحِرف والأسواق
46-3.jpg
يوجد العديد من الصناعات الحرفية في مديريات محافظة صنعاء، أهمها صناعة الحلي والمقتنيات الفضية والمجوهرات التقليدية، وصناعة الجبس وصناعة المعدات الزراعية بالإضافة إلى المشغولات اليدوية المتنوعة. والأسواق فيها عبارة عن حوانيت في الطابق الأرضي، مفتوحة على الشارع، تباع فيها المصوغات الفضية والذهبية والمصنوعات الحريرية والخشبية، إلى جانب المنتجات الزراعية، ولكل نوع من التجارة أو الصناعة سوق متخصصة، وتستخدم الوكالات المنتشرة حول الأسواق في تخزين التجارة وسكن أصحاب البضائع، وبعضها يجري استخدامه كمصارف لتبادل العملات الفضية والذهبية، وتتعدد الأسواق في صنعاء بتعدد الحِرف والمهن التي احترفها سكانها، ونظراً لتعددها فقد ذكرت بعض الروايات أن "صنعاء" سميت بهذا الاسم لكثرة الصناعات فيها، وقد سميت هذه الأسواق بأسماء الصنعة التي تزاول في المكان، مثل سوق المحدادة وسوق المنجارة وسوق المنقالة وسوق البشامق وسوق السراجين وسوق العنب وسوق الكوافي وسوق اللقمة "الخبز" وسوق السمن وسوق المخلاص "الفضة" وسوق الزبيب وسوق الحطب وسوق النحاس وسوق الملح، كما تنتشر العديد من الأسواق الشعبية الأسبوعية في مديريات محافظة صنعاء، ومن أهمها: سوق مدينة الروضة الذي يقام يوم الأحد من كل أسبوع، وسوق بيت زاهر بقاع الرحبة الذي يقام يوم الخميس من كل أسبوع، وسوق قرية القابل في وادي ضهر الذي يقام يوم الجمعة من كل أسبوع، وسوق الحتارش في بني حشيش الذي يقام يوم الثلاثاء من كل أسبوع.



46-2.jpg

عاصمة كل العصور
بتعاقب العصور كانت "صنعاء" إما مدينة مهمة أو عاصمة، وكانت أحد أسواق العرب الموسمية قبل الإسلام، مثل "سوق عكاظ"، و"دومة الجندل"، و"هجر"، و"عدن"، و"الجند"، كما كانت محطة مهمة حتى مكة فيما عُرف بـ"درب أسعد". وعبر العصور كانت صنعاء وما زالت عاصمة محورية لأرض اليمن السعيد، إلى أن أصبحت في العصر الحاضر وفي نهاية القرن العشرين، وبالتحديد في يوم 22 من مايو 1990م عاصمة لليمن الموحد (الجمهورية اليمنية).

محمية عالمية
وصنعاء القديمة محط اهتمام المنظمات الدولية المتخصصة، حيث أعلنتها منظمة اليونسكو محمية عالمية وشكلت لجنة دولية للحفاظ عليها، ودعمت إقامة العديد من المشاريع والمدارس والمعاهد الفنية التي تهدف لتخريج فنيين متخصصين في الحفاظ على هوية المدينة ومعالمها الأصلية، كما تولت اليونسكو ترميم بعض البيوت التي تساقطت واجهاتها بفعل عوامل التعرية، وتمت تكسية الشوارع بالأحجار ضمن الحملة الدولية لحماية صنعاء القديمة، كما أصدرت الحكومة اليمنية قانونًا يمنع تشويه المدينة بالأبنية الخرسانية
END-POINT2.gif

00080400o.gif
 
رد: صنعاء..حاضرة اليمن الخضراء وعروس الجزيرة العربيةوعاصمةاليمن السعيد

mnwa8.gif
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top