[font="]ان ما دفعني لكتابة هذا الموضوع الغوغاء التي احدثها بعض الذين يصتادون في المياه العكرة عقب اللقاء التلفزيوني الذي اجرته قناة الشام مع الشيخ والمعلم سعيد رمضان البوطي اختصرت من ما قال مايلي :[/font]
[font="]دلني على طريقة من الطرق مرشدها يتمتع بالعلم بالشريعة الاسلامية علما وافرا كافرا ,بالزهد بما في الدنيا وما حولها وذيولها والاستقامة في السلوك سأذهب غدا لأكون مريدا له[/font]
[font="]عملية الارشاد عملية خطيرة دخول في منزلق المرشد عندما تذوق لذة االنقياد اليه والاتباع له هذا الشيء يكاد يسكر[/font]
[font="]عندما يجد الناس الذين يقبلون يده صباح مساء ويكاد احدهم ان يقبل الركب والقدم يصدق ويتصور انه اصبح شيئا كبيرا جدا[/font]
[font="]واذا ما كان هذا الانسان امضى دورات في الحكم على نفسه بانه لا شيء لا يستطيع ان يصمد امام هذه الامور [/font]
[font="]امام المغريات [/font]
[font="]الانسان الذي لم يتحقق بالشروط التي تؤهله لوظيفة الارشاد واصبح مرشدا هذه الوظيفة وبال عليه وعلى مريديه [/font]
[font="]وقال وسط حديثه الصحفي:[/font]
[font="]لكنني التفت يمينا وشمالا فلم أجد هذا المرشد [/font][font="]هذه الجملة استقطبت آذان الفتنة فأخذ كل يخوض في قول حتى قرأت في هذا المنتدى احد الردود على موضوع البوطي والطرق الصوفية الحديثة احدهم يقول شهد شاهد من اهلها ,[/font]
[font="]وعندما قرأت مافعلت الصوفية بالحلاج حين قدسه الناس وقبلوا يديه وعظموه فظن انه شيء عظيم فكانت نهايته وخيمة ,[/font]
[font="] ايقنت ان الامام البوطي يقصد ان النفس امارة بالسوء فارجوكم اخواني هل ترون ان هناك في هذا الزمان طرق صوفية بمرشدين على قدر من الزهد والعلم الاخلاص لله تعالى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟[/font]
[font="]كيف تعرفت إلى الصوفية؟[/font]
[font="]بعيدا عن أفكاره وتوجهاته وجدت نفسي اقرأ أشعاره وكثيرا ما نقرا أشياء لا نعلم هوية أصحابها.[/font][font="][/font]
[font="] بدأت القصة ذات يوم بينما كنا نتبارى في حفظ الشعر ’ وكان كل واحد منا يأتي ببيت شعر يبدأ بالحرف الذي ينتهي به البيت السابق . [/font]
[font="]وكان حرف الألف وكنت انأ من يبدأ فقلت:[/font]
[font="]اقتلوني يا ثقاتي إن في موتي حياتي[/font]
[font="]استوقفني أستاذي وقال: هل تحفظين هذه القصيدة؟ قلت: أجل .قال :اسمعينا فانشات اقول:[/font]
[font="]اقتلوني ياثقاتي إن في موتي حياتي[/font]
[font="]ومماتي في حياتي وحياتي في مماتي[/font]
[font="]انأ عندي محو ذاتي من اجل المكرمات[/font]
[font="]وبقائي في صفاتي من قبيح السيئات[/font]
[font="]سئمت روحي حياتي في الرسوم الباليات[/font]
[font="]فاقتلوني واحرقوني بعظامي الفانيات[/font]
[font="]ثم مروا برفاتي في القبور الدارسات[/font]
[font="]تجدوا سر حبيبي في طوايا الباقيات[/font]
[font="]إنني شيخ كبير في علو الدارجات[/font]
[font="]ثم إني صرت طفلا في حجور المرضعات[/font]
[font="]ساكنا في لحد قبر في اراض سبخات[/font]
[font="]ولدت امي اباها من غريب عجباتي[/font]
[font="]فبناتي بعد ان كن بناتي ---اخواتي[/font]
[font="]ليس منفعل زمان لا, ولا فعل زناة[/font]
[font="]فاجمع الاجزاء جمعا من جسوم نيرات[/font]
[font="]من هواء ثم نار ثم من ماء فرات[/font]
[font="]فازرع الكل بارض تربها ترب موات[/font]
[font="]وتعاهدها بسقي من كؤوس دائرات[/font]
[font="]من جوار ساقيات وسواق جاريات[/font]
[font="]فاذا اتممت سبعا نبتت خير نبات[/font]
[font="]قال استاذي: اين قرات هذا؟[/font]
[font="]قلت في كتاب لوالدي عنوانه لسان الميزان لابن حجر العسقلاني .[/font]
[font="]هل قراته كله.. قلت: لا. قال: ستحرمين من التباري في الشعر حتى تأتيني بأخبار قائل الأبيات.و كان أستاذي مطلع على كل أخبار الرجل. ولم[/font]
[font="]ولاني كنت شغوفة بحلقات أستاذي الشعرية ,أسرعت بقراءة الكتاب وكتب أخرى ,مثل: ديوان الحلاج الذي جمعه الدكتور سعدي الضناوي , [/font][font="]و[/font][font="] مقتطفات عن الأمير عبد القادر وعلاقته بالصوفية.[/font]
[font="]وصفت الرجل لاستاذي على انه غريب الأطوار [/font]
[font="]هو الحسين بن منصور من قرية طور احدى قرى المقاطعة الفارسية الايرانية.لقب بالحلاج [/font]
[font="]قيل انه لقب بذلك لان والده كان يحلج الصوف وقيل انه لقب بالحلاج لانه كان يحلج افكار الناس ويعرف اسراهم تنقل الى العراق وفي البصرة لبس خرقة الصوفية [/font][font="]وقد نشأ الحسين بواسط ثم دخل بغداد وتردد إلى مكة واعتكف بالحرم فترة طويلة وأظهر للناس تجلدًا وصبرًا شديداً على مكاره النفس، مستفيداً من الفلسفات الهندية التي تدعو إلى مقاومة الجوع والتعرّض للحر والبرد[/font][font="]. كان يمارس اشق رياضات الصوفية.حيث كان يعرض جسده لاشد انواع العذاب ويقتصر في ماكله على الزهيد من الخبز والماء.[/font]
[font="]وصل الى الهند وباكستان في رحلة البحث عن المعرفة تعلم الكثير من العلوم واكتسب معارف هامة اراد هذا الرجل ان يحقق روح الاسلام باتصالها بالفكر الانساني في العالم باسره[/font]
[font="]الحلاج من أكثر المتصوّفة إثارة للجدل، فكثيرون من علماء السنة اتفقوا على تكفيره ووصفوه بـ{الزنديق}، ومن بينهم من اكتفى بتفسيقه، ورميه بممارسة السحر والشعوذة، وفضح بعض شطحاته، المرتبطة بفكرة {الحلول والاتحاد}. واتهمه مؤرخو السنة بأنه {منافق، متلون كالحرباء مع كل طائفة حتى يستميل قلوبهم}. فقد كان الحلاج متقلباً في أعين العوام، فكانوا يرونه تارة مرتدياً زي الفقراء والزهاد، وتارة بزي الأغنياء والوزراء، وتارة في لباس الأجناد والعمال[/font].
[font="]وهو مع كل قوم على مذهبهم، إن كانوا أهل سنة أو رافضة أو معتزلة أو صوفية أو حتى فساق. ورأى قاضي بغداد آنذاك محمد بن داود قاضي أن آراء الحلاج تتعارض مع تعاليم الإسلام، لذا رفع أمره إلى القضاء طالباً محاكمته أمام الناس والفقهاء. فهو حين سئل عن رأيه في الحلاج قال: {إن كان ما أنزل الله تعالى على نبيه عليه السلام حقاً وما جاء به حقاً، فما يقول الحلاج باطل}. وكان شديداً عليه، ثم حكم بكفره لتأويله آيات القرآن، في مسألة الحب الإلهي خصوصاً، وبمخالفته السنة النبوية[/font].
.[font="] المعاناة والمأساة[/font][font="][/font]
[font="]بدأت مشكلة الحلاج بعد عودته من حجه الثاني إلى بغداد قرابة 291هـ، إذ لاحظ ابنه أحمد أن أباه تغير، كما لو أنه انقطع لرسم خطته ومنهجه اللذين سينشر بهما مذهبه، وبدأ في نظم كلام غريب من قبيل[/font]:
[font="]هيكلي الجسم نوري الصميم صمدي الروح ديـان عليـم[/font]
[font="]عاد بالروح إلى أربابهــا فبقى الهيكل في الترب رميم[/font]
[font="]لم تعجب هذه الأقوال لا للمتصوفة ولا للفقهاء، وألبت عليه الحكام الذين لفت انتباههم أن الحلاج طامح إلى الزعامة السياسية، لا سيما بعد أن أقام الحلاج جسوراً متينة مع عدد من الأمراء والأعيان في معظم البلدان التي زارها، ففي حجه الأول التقى بأمراء من الخراسانيين والأتراك، ونجح في أن يؤثر في أمراء من قوهستان وما حولها. كذلك التقى الأمير أخ صعلوك والي الري، وأقنعه بما يقول. وراح يؤلف الكتب لعدد من الأعيان[/font].
[font="]وخلال هذه الفترة قطع الحلاج صلته مع أقرب الناس إليه وهو أستاذه الجنيد. فقد سأل الحلاج الجنيد: ما الذي باين الخليقة عن رسوم الطبيعة؟!، فإذا بالجنيد ينهره في حدة: في كلامك فضول. أية خشبة تفسدها؟! فاسودت الدنيا في عيني الحلاج، واختلى بنفسه بين القبور، ليترسخ في داخله يقين بأن: {منزلة الرجال تعطى ولا تتعاطى}. ودخل الحلاج في جدل عنيف مع ذاته انتهى بخلعه خرقة الصوفية، وابتعاده عنهم، الذي ترجمه ذات يوم باعتراضه على الجنيد. فما إن وقف على المنبر يخطب في الناس، حتى قال له الحلاج: يا أبا القاسم، إن الله لا يرضى عن العالم بالعلم حتى يجده في العمل، فإن كنت في العلم فالزم مكانك وإلا فانزل. فنزل الجنيد ولم يتكلم على الناس شهراً[/font].
[font="]وإثر إصراره على مواصلة طريقه، ذاع صيته، حتى رأى فيه بعض الوجهاء قائداً ملهماً، لا سيما في بلاد ما وراء النهرين، التي كان دائم السفر إليها. وطاف أيضا في الكثير من البلدان ودخل المدن الكبيرة وانتقل من مكان لآخر داعيا إلى الله على طريقته في الحلول والاتحاد، فكان له أتباع في الهند وفي خراسان، وفي سركسان وفي بغداد وفي البصرة[/font].
[font="]وكان أهل الهند يخاطبونه بـ{الغوث} وكاتبه أهل سركسان بـ {المقيت}، وكاتبه أهل خراسان بـ {المميز}، وأهل فارس بأبي عبد الله {الزاهد}، وبعض أهل بغداد وصفوه بـ {المصطلم[/font]}.
[font="]وهذه الأوصاف والنعوت جعلت للحلاج هيبة حتى في قلوب أهل السلطة، فها هو يصرخ ذات يوم في الوزير علي ابن عيسى: {قف حيث انتهيت ولا تزد عليه شيئاً، وإلا قلبت عليك الأرض}، فما كان من الوزير إلا أن تهيب مناظرته واستعفى منه[/font].
[font="]راح الحلاج يختلط بالعوام، وكانت مواعظه في الأهواز بالغة الأثر في حياة الناس، والتي امتدت ما بين: 272– 273 و 279–281 هـ.اتصل الحلاج بالدنيويين مثلما اتصل بالكتبة وعمال المال وكبار الموظفين. وأبدى بعض هؤلاء تعاطفاً معه إلى أبعد مدى. فعقب أقواله الثورية التي كان يطرحها على الناس في المساجد أو في الأسواق كانوا يبكون لحاله[/font].
[font="]وخلال هذه الفترة تناقل الناس ما كان يصدر عن الحلاج من كلام غريب على أسماع العوام، مثل ذلك الذي يرويه عنه الشيخ إبراهيم بن عمران النيلي، حيث قال: { سمعت الحلاج يقول: النقطة أصل كل خط، والخط كله نقط مجتمعة. فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط. وكل خط مستقيم أو منحرف فهو متحرك عن النقطة بعينها، وكل ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين نقطتين. وهذا دليل على تجلّي الحق من كل ما يشاهد وترائيه عن كل ما يعاين. ومن هذا ُقلت: ما رأيت شيئاً إلاّ ورأيت الله فيه[/font]}.
[font="]وكان يناجي ربه ويقول: {وأنا بما وجدت من روائح نسيم حبك، وعواطر قربك استحقر الراسيات واستخف بالأرضين والسماوات[/font]}.
[font="]وكان يقول أيضاً: {يا إله الآلهة، ويا رب الأرباب... رد إلي نفسي لئلا يفتتن بي عبادك}. ولم يكتف الحلاج بمناجاته وإنما أخذ يصيح في الأسواق: {يا أهل الإسلام أغيثوني، فليس يتركني ونفسي فآنس بها، وليس يأخذني من نفسي فأستريح منها، وهذا دلال لا أطيقه}. وقد أصرّ الحلاج حتى آخر حياته على أن أستاذيه إبليس وفرعون، ثم ادعى النبوة. فقبض عليه فأنكر ما نسب إليه، وناظره الفقهاء في لقاء فلسفي مشهود، انتهوا إلى أنه رجل شاطح، فأُمر بسجنه، وبقي في السجن مقيداً أول الأمر، لكن خفِّف عليه العقاب، فبنوا له بيتاً صغيراً في السجن، ما أتاح له مواصلة التأليف، ورؤية أصدقائه. ويقال إنه نجح في تطبيب الخليفة من علة أصابته، وعليها نُقل إلى دار السلطان ليقيم فيها[/font].
[font="]النهاية[/font]
[font="]لكن الحلاج لم يرتدع، بل قيل إنه ادعى الربوبية، وأضلّ خلقًا كثيرًا من غلمان بيت الخليفة والوزراء ومن الخدم والحشم، بل أضل نصر القشوري حاجب الخليفة نفسه، وظهرت طائفة بالعراق تقول عن الحلاج إنه إله وإنه يحيي الموتى، وإن الجن مسخرون له، ومؤتمرون بأمره. وترددت في هذه الآونة شائعات تقول إن ثلاثة أفراد من متآمري القرامطة أقسموا على تدمير الإسلام وهم {أبو سعيد الجنابي[ت301] وله الإحساء والحلاج وله بغداد وابن المقفع وله بلاد الترك}. وما زاد الطين بلّة أن سطوة الحلاج راجت في وقت قامت للشيعة دولة كبرى، وهي الدولة الفاطمية، وقد قيل إن الحلاج أرسل رسالة إلى أحد مريديه يعبر فيها عن ابتهاجه بظهور ما أسماها {الدولة الغراء الفاطمية الزهراء المحفوفة بأهل الأرض والسماء... ليكشف الحق قناعه ويبسط العدل باعه[/font]}.
[font="]ولهذا قُبض على عدد من أتباعه، فاعترفوا عليه بأنه يدعي الربوبية والألوهية، فلما واجهوه بالشهود أنكر بشدة وتبرأ منه وجعل لا يزيد على الشهادتين والتوحيد، [/font]{[font="]فكبسوا داره فوجدوا فيها رسائل وكتبًا مكتوبة بماء الذهب على ورق الحرير فيها ضلالاته وكفرياته، ثم أقرت عليه زوجة ابنه سليمان بأنه قد أمرها بالسجود إليه وقال لها لما اعترضت: نعم إله في السماء وإله في الأرض}. وعقد له مجلس مع الفقهاء والعلماء فأفتوا بكفره وضلاله ووجوب قتله، فأصدر الخليفة المقتدر بالله أمرًا بضربه ألف سوط ثم قطع يديه ورجليه ثم صلبه على جسر بغداد[/font].
[font="]ولما عقدت المحكمة استبعد القضاة الشافعية والحنابلة لأنهم كانوا خصوم الدولة ومشككين في شرعية المحكمة، كان رئيس المحكمة مالكي، والمالكية لا تقبل توبة الزنديق. وظل الحلاج متماسكاً طوال المحاكمة التي كانت في مصلحته أول الأمر، إلى أن نوقش في مسألة الحج، التي أفتى فيها بجواز أن يطوف المرء، حال عدم استطاعته الحج إلى الكعبة، ببيته سبع مرات، فإذا فعل ذلك سقط عنه الحج!. وتساءل القاضي عن أسانيد الحلاج في هذا القول، فرد عليه بأنه وجد حكمها في كتاب {الإخلاص} للحسن البصري[/font].
[font="]ورد عليه القاضي بأنه قرأ هذا الكتاب ولم يجد فيه مثل هذا الرأي. واحتج الحلاج وراح يصرخ: {ظهري حمى وجسمي حرام، وما يحل لكم أن تتأولوا علي بما يبيحه اعتقادي الإسلام ومذهبي السنة ولي كتب في الوراقين، فاللهَ اللهَ في دمي[/font]}. [font="]وحاول الحلاج تحدي قضاته بالدعوى إلى تحكيم الله في المخطئ والمذنب من الطرفين ، لكن السيف كان سبق العزل[/font].
[font="]وكان التصديق على حكم إعدامه يتضمن الشكل الذي نفذ به، حيث استعمل فيه السوط الذي يكون في الحدود كلها وفي التعزير، والسيف الذي لا يقع إلا بين كتفي زنديق، والصلب الذي يكون في العادة لقطاع الطرق والمحاربين، والنار التي نهى عنها لأنها مثلة ثم نصب الرأس والأعضاء الذي لا يكون إلا للخارج، مع تنفيذ ذلك كله علناً وأمام الناس[/font].
[font="]وبعد قتل الحلاج مُنع الوراقون من استنساخ كتبه، ومنع الناس من ذكره أو الترحم عليه، ولذا فإننا إن تابعنا المؤلفات الصوفية من بعده، نجد القشيري لم يترجم للحلاج في رسالته، وعلى الرغم من استشهاده بأقواله في أكثر من خمسين موضعاً، إلا أنه كان يكتفي في الغالب بقوله: وقال بعضهم، وفي حالات تعد على الأصابع ذكر الحلاج باسمه دون لقبه، أما الطوسي ففي كل مرة يتعرض فيها للحلاج يشفع اسمه بالترحم عليه. ومع هذا بقيت للحلاج شاهدة عليه وعلى أفكاره، ومنها {الساسة والخلفاء والأمراء} و{السياسة والخلفاء} و{الدرة} و{كيد الشيطان وأمر السلطان} و{الطواسين[/font][font="][/font]
[font="]مقتطفات[/font][font="] [/font][font="] [/font][font="] قتل ببغداد عام 309 هـ بسبب ما ثبت عنه من:[/font]
[font="]1- ادعى النبوة ، ثم تَرَقَّى به الحال أن ادعى أنه هو الله . فكان يقول : أنا الله . وأمر زوجة ابنه بالسجود له . فقالت : أو يسجد لغير الله ؟ فقال : إله في السماء وإله في الأرض .[/font]
[font="]2- كان يقول بالحلول والاتحاد . أي : أن الله تعالى قد حَلَّ فيه ، وصار هو والله شيئاً واحداً . تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.[/font]
[font="]وهذا هو الذي جعل له القبول عن المستشرقين النصارى لأنه وافقهم على الحلول ، إذ إنهم يعتقدون في عيسى عليه السلام أن الله تعالى قد حَلَّ فيه . ولهذا تكلم الحلاج باللاهوت والناسوت كما يفعل النصارى . فمن أشعاره :[/font]
[font="]سبحان مـن أظهر ناسوته سـر لاهوته الثاقـــب[/font]
[font="]ثم بدا في خلقـه ظــاهراً في صورة الآكل والشارب[/font]
[font="]ولما سمع ابن خفيف هذه الأبيات قال : على قائل هذا لعنة الله . فقيل له : هذا شعر الحلاج . فقال : إن كان هذا اعتقاده فهو كافر[/font]
[font="]4- من أشعاره :[/font]
[font="]عَقَدَ الخلائقُ في الإله عقائدا وأنا اعتقدتُ جميعَ ما اعتقدوه.[/font]
[font="]7- لما ذُهب به إلى القتل قال لأصحابه : لا يهولنكم هذا ، فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً . فقتل ولم يَعُدْ .[/font]
[font="]قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( مَنْ اعْتَقَدَ مَا يَعْتَقِدُهُ الْحَلاجُ مِنْ الْمَقَالاتِ الَّتِي قُتِلَ الْحَلاجُ عَلَيْهَا فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ; فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ إنَّمَا قَتَلُوهُ عَلَى الْحُلُولِ وَالاتِّحَادِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ مَقَالاتِ أَهْلِ الزَّنْدَقَةِ وَالإِلْحَادِ كَقَوْلِهِ : أَنَا اللَّهُ . وَقَوْلِهِ : إلَهٌ فِي السَّمَاءِ وَإِلَهٌ فِي الأَرْضِ . . . وَالْحَلاجُ كَانَتْ لَهُ مخاريق وَأَنْوَاعٌ مِنْ السِّحْرِ وَلَهُ كُتُبٌ مَنْسُوبَةٌ إلَيْهِ فِي السِّحْرِ . وَبِالْجُمْلَةِ فَلا خِلافَ بَيْنِ الأُمَّةِ أَنَّ مَنْ قَالَ بِحُلُولِ اللَّهِ فِي الْبَشَرِ وَاتِّحَادِهِ بِهِ وَأَنَّ الْبَشَرَ يَكُونُ إلَهًا وَهَذَا مِنْ الآلِهَةِ : فَهُوَ كَافِرٌ مُبَاحُ الدَّمِ وَعَلَى هَذَا قُتِلَ الْحَلاجُ )[/font]
[font="]وقال أيضاً : ( وَمَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ذَكَرَ الْحَلاجَ بِخَيْرِ لا مِنْ الْعُلَمَاءِ وَلا مِنْ الْمَشَايِخِ ; وَلَكِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَقِفُ فِيهِ ; لأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَهُ[/font]
[font="]ما اقساها من نهاية [/font]
[font="]دلني على طريقة من الطرق مرشدها يتمتع بالعلم بالشريعة الاسلامية علما وافرا كافرا ,بالزهد بما في الدنيا وما حولها وذيولها والاستقامة في السلوك سأذهب غدا لأكون مريدا له[/font]
[font="]عملية الارشاد عملية خطيرة دخول في منزلق المرشد عندما تذوق لذة االنقياد اليه والاتباع له هذا الشيء يكاد يسكر[/font]
[font="]عندما يجد الناس الذين يقبلون يده صباح مساء ويكاد احدهم ان يقبل الركب والقدم يصدق ويتصور انه اصبح شيئا كبيرا جدا[/font]
[font="]واذا ما كان هذا الانسان امضى دورات في الحكم على نفسه بانه لا شيء لا يستطيع ان يصمد امام هذه الامور [/font]
[font="]امام المغريات [/font]
[font="]الانسان الذي لم يتحقق بالشروط التي تؤهله لوظيفة الارشاد واصبح مرشدا هذه الوظيفة وبال عليه وعلى مريديه [/font]
[font="]وقال وسط حديثه الصحفي:[/font]
[font="]لكنني التفت يمينا وشمالا فلم أجد هذا المرشد [/font][font="]هذه الجملة استقطبت آذان الفتنة فأخذ كل يخوض في قول حتى قرأت في هذا المنتدى احد الردود على موضوع البوطي والطرق الصوفية الحديثة احدهم يقول شهد شاهد من اهلها ,[/font]
[font="]وعندما قرأت مافعلت الصوفية بالحلاج حين قدسه الناس وقبلوا يديه وعظموه فظن انه شيء عظيم فكانت نهايته وخيمة ,[/font]
[font="] ايقنت ان الامام البوطي يقصد ان النفس امارة بالسوء فارجوكم اخواني هل ترون ان هناك في هذا الزمان طرق صوفية بمرشدين على قدر من الزهد والعلم الاخلاص لله تعالى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟[/font]
[font="]كيف تعرفت إلى الصوفية؟[/font]
[font="]بعيدا عن أفكاره وتوجهاته وجدت نفسي اقرأ أشعاره وكثيرا ما نقرا أشياء لا نعلم هوية أصحابها.[/font][font="][/font]
[font="] بدأت القصة ذات يوم بينما كنا نتبارى في حفظ الشعر ’ وكان كل واحد منا يأتي ببيت شعر يبدأ بالحرف الذي ينتهي به البيت السابق . [/font]
[font="]وكان حرف الألف وكنت انأ من يبدأ فقلت:[/font]
[font="]اقتلوني يا ثقاتي إن في موتي حياتي[/font]
[font="]استوقفني أستاذي وقال: هل تحفظين هذه القصيدة؟ قلت: أجل .قال :اسمعينا فانشات اقول:[/font]
[font="]اقتلوني ياثقاتي إن في موتي حياتي[/font]
[font="]ومماتي في حياتي وحياتي في مماتي[/font]
[font="]انأ عندي محو ذاتي من اجل المكرمات[/font]
[font="]وبقائي في صفاتي من قبيح السيئات[/font]
[font="]سئمت روحي حياتي في الرسوم الباليات[/font]
[font="]فاقتلوني واحرقوني بعظامي الفانيات[/font]
[font="]ثم مروا برفاتي في القبور الدارسات[/font]
[font="]تجدوا سر حبيبي في طوايا الباقيات[/font]
[font="]إنني شيخ كبير في علو الدارجات[/font]
[font="]ثم إني صرت طفلا في حجور المرضعات[/font]
[font="]ساكنا في لحد قبر في اراض سبخات[/font]
[font="]ولدت امي اباها من غريب عجباتي[/font]
[font="]فبناتي بعد ان كن بناتي ---اخواتي[/font]
[font="]ليس منفعل زمان لا, ولا فعل زناة[/font]
[font="]فاجمع الاجزاء جمعا من جسوم نيرات[/font]
[font="]من هواء ثم نار ثم من ماء فرات[/font]
[font="]فازرع الكل بارض تربها ترب موات[/font]
[font="]وتعاهدها بسقي من كؤوس دائرات[/font]
[font="]من جوار ساقيات وسواق جاريات[/font]
[font="]فاذا اتممت سبعا نبتت خير نبات[/font]
[font="]قال استاذي: اين قرات هذا؟[/font]
[font="]قلت في كتاب لوالدي عنوانه لسان الميزان لابن حجر العسقلاني .[/font]
[font="]هل قراته كله.. قلت: لا. قال: ستحرمين من التباري في الشعر حتى تأتيني بأخبار قائل الأبيات.و كان أستاذي مطلع على كل أخبار الرجل. ولم[/font]
[font="]ولاني كنت شغوفة بحلقات أستاذي الشعرية ,أسرعت بقراءة الكتاب وكتب أخرى ,مثل: ديوان الحلاج الذي جمعه الدكتور سعدي الضناوي , [/font][font="]و[/font][font="] مقتطفات عن الأمير عبد القادر وعلاقته بالصوفية.[/font]
[font="]وصفت الرجل لاستاذي على انه غريب الأطوار [/font]
[font="]هو الحسين بن منصور من قرية طور احدى قرى المقاطعة الفارسية الايرانية.لقب بالحلاج [/font]
[font="]قيل انه لقب بذلك لان والده كان يحلج الصوف وقيل انه لقب بالحلاج لانه كان يحلج افكار الناس ويعرف اسراهم تنقل الى العراق وفي البصرة لبس خرقة الصوفية [/font][font="]وقد نشأ الحسين بواسط ثم دخل بغداد وتردد إلى مكة واعتكف بالحرم فترة طويلة وأظهر للناس تجلدًا وصبرًا شديداً على مكاره النفس، مستفيداً من الفلسفات الهندية التي تدعو إلى مقاومة الجوع والتعرّض للحر والبرد[/font][font="]. كان يمارس اشق رياضات الصوفية.حيث كان يعرض جسده لاشد انواع العذاب ويقتصر في ماكله على الزهيد من الخبز والماء.[/font]
[font="]وصل الى الهند وباكستان في رحلة البحث عن المعرفة تعلم الكثير من العلوم واكتسب معارف هامة اراد هذا الرجل ان يحقق روح الاسلام باتصالها بالفكر الانساني في العالم باسره[/font]
[font="]عاصر الحلاج تسعة من الخلفاء، قُتل خمسة منهم ومات ثلاثة آخرون ميتة مشبوهة! وكان شاهداً على تحلًل الخلافة، بفعل الظلم المتفشّي والاستبداد المستشري، الذي قاد إلى احتجاجات وتمردات وثورات على رأسها ثورتا الزنج والقرامطة وثورة ابن المعتز، وأدى في الوقت ذاته إلى تفكك أوصال الخلافة، حتى لم يبق منها تحت أقدام بني العباس سوى العراق. وزاد الطين بلة استعانة المعتصم بالأتراك، الذين زادت سطوتهم، وعلت منزلتهم على العرب، وأذاقوا الرعية ظلماً وتنكيلاً[/font].
[font="]وهو مع كل قوم على مذهبهم، إن كانوا أهل سنة أو رافضة أو معتزلة أو صوفية أو حتى فساق. ورأى قاضي بغداد آنذاك محمد بن داود قاضي أن آراء الحلاج تتعارض مع تعاليم الإسلام، لذا رفع أمره إلى القضاء طالباً محاكمته أمام الناس والفقهاء. فهو حين سئل عن رأيه في الحلاج قال: {إن كان ما أنزل الله تعالى على نبيه عليه السلام حقاً وما جاء به حقاً، فما يقول الحلاج باطل}. وكان شديداً عليه، ثم حكم بكفره لتأويله آيات القرآن، في مسألة الحب الإلهي خصوصاً، وبمخالفته السنة النبوية[/font].
.[font="] المعاناة والمأساة[/font][font="][/font]
[font="]بدأت مشكلة الحلاج بعد عودته من حجه الثاني إلى بغداد قرابة 291هـ، إذ لاحظ ابنه أحمد أن أباه تغير، كما لو أنه انقطع لرسم خطته ومنهجه اللذين سينشر بهما مذهبه، وبدأ في نظم كلام غريب من قبيل[/font]:
[font="]هيكلي الجسم نوري الصميم صمدي الروح ديـان عليـم[/font]
[font="]عاد بالروح إلى أربابهــا فبقى الهيكل في الترب رميم[/font]
[font="]لم تعجب هذه الأقوال لا للمتصوفة ولا للفقهاء، وألبت عليه الحكام الذين لفت انتباههم أن الحلاج طامح إلى الزعامة السياسية، لا سيما بعد أن أقام الحلاج جسوراً متينة مع عدد من الأمراء والأعيان في معظم البلدان التي زارها، ففي حجه الأول التقى بأمراء من الخراسانيين والأتراك، ونجح في أن يؤثر في أمراء من قوهستان وما حولها. كذلك التقى الأمير أخ صعلوك والي الري، وأقنعه بما يقول. وراح يؤلف الكتب لعدد من الأعيان[/font].
[font="]وخلال هذه الفترة قطع الحلاج صلته مع أقرب الناس إليه وهو أستاذه الجنيد. فقد سأل الحلاج الجنيد: ما الذي باين الخليقة عن رسوم الطبيعة؟!، فإذا بالجنيد ينهره في حدة: في كلامك فضول. أية خشبة تفسدها؟! فاسودت الدنيا في عيني الحلاج، واختلى بنفسه بين القبور، ليترسخ في داخله يقين بأن: {منزلة الرجال تعطى ولا تتعاطى}. ودخل الحلاج في جدل عنيف مع ذاته انتهى بخلعه خرقة الصوفية، وابتعاده عنهم، الذي ترجمه ذات يوم باعتراضه على الجنيد. فما إن وقف على المنبر يخطب في الناس، حتى قال له الحلاج: يا أبا القاسم، إن الله لا يرضى عن العالم بالعلم حتى يجده في العمل، فإن كنت في العلم فالزم مكانك وإلا فانزل. فنزل الجنيد ولم يتكلم على الناس شهراً[/font].
[font="]وإثر إصراره على مواصلة طريقه، ذاع صيته، حتى رأى فيه بعض الوجهاء قائداً ملهماً، لا سيما في بلاد ما وراء النهرين، التي كان دائم السفر إليها. وطاف أيضا في الكثير من البلدان ودخل المدن الكبيرة وانتقل من مكان لآخر داعيا إلى الله على طريقته في الحلول والاتحاد، فكان له أتباع في الهند وفي خراسان، وفي سركسان وفي بغداد وفي البصرة[/font].
[font="]وكان أهل الهند يخاطبونه بـ{الغوث} وكاتبه أهل سركسان بـ {المقيت}، وكاتبه أهل خراسان بـ {المميز}، وأهل فارس بأبي عبد الله {الزاهد}، وبعض أهل بغداد وصفوه بـ {المصطلم[/font]}.
[font="]وهذه الأوصاف والنعوت جعلت للحلاج هيبة حتى في قلوب أهل السلطة، فها هو يصرخ ذات يوم في الوزير علي ابن عيسى: {قف حيث انتهيت ولا تزد عليه شيئاً، وإلا قلبت عليك الأرض}، فما كان من الوزير إلا أن تهيب مناظرته واستعفى منه[/font].
[font="]راح الحلاج يختلط بالعوام، وكانت مواعظه في الأهواز بالغة الأثر في حياة الناس، والتي امتدت ما بين: 272– 273 و 279–281 هـ.اتصل الحلاج بالدنيويين مثلما اتصل بالكتبة وعمال المال وكبار الموظفين. وأبدى بعض هؤلاء تعاطفاً معه إلى أبعد مدى. فعقب أقواله الثورية التي كان يطرحها على الناس في المساجد أو في الأسواق كانوا يبكون لحاله[/font].
[font="]وخلال هذه الفترة تناقل الناس ما كان يصدر عن الحلاج من كلام غريب على أسماع العوام، مثل ذلك الذي يرويه عنه الشيخ إبراهيم بن عمران النيلي، حيث قال: { سمعت الحلاج يقول: النقطة أصل كل خط، والخط كله نقط مجتمعة. فلا غنى للخط عن النقطة، ولا للنقطة عن الخط. وكل خط مستقيم أو منحرف فهو متحرك عن النقطة بعينها، وكل ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين نقطتين. وهذا دليل على تجلّي الحق من كل ما يشاهد وترائيه عن كل ما يعاين. ومن هذا ُقلت: ما رأيت شيئاً إلاّ ورأيت الله فيه[/font]}.
[font="]وكان يناجي ربه ويقول: {وأنا بما وجدت من روائح نسيم حبك، وعواطر قربك استحقر الراسيات واستخف بالأرضين والسماوات[/font]}.
[font="]وكان يقول أيضاً: {يا إله الآلهة، ويا رب الأرباب... رد إلي نفسي لئلا يفتتن بي عبادك}. ولم يكتف الحلاج بمناجاته وإنما أخذ يصيح في الأسواق: {يا أهل الإسلام أغيثوني، فليس يتركني ونفسي فآنس بها، وليس يأخذني من نفسي فأستريح منها، وهذا دلال لا أطيقه}. وقد أصرّ الحلاج حتى آخر حياته على أن أستاذيه إبليس وفرعون، ثم ادعى النبوة. فقبض عليه فأنكر ما نسب إليه، وناظره الفقهاء في لقاء فلسفي مشهود، انتهوا إلى أنه رجل شاطح، فأُمر بسجنه، وبقي في السجن مقيداً أول الأمر، لكن خفِّف عليه العقاب، فبنوا له بيتاً صغيراً في السجن، ما أتاح له مواصلة التأليف، ورؤية أصدقائه. ويقال إنه نجح في تطبيب الخليفة من علة أصابته، وعليها نُقل إلى دار السلطان ليقيم فيها[/font].
[font="]النهاية[/font]
[font="]لكن الحلاج لم يرتدع، بل قيل إنه ادعى الربوبية، وأضلّ خلقًا كثيرًا من غلمان بيت الخليفة والوزراء ومن الخدم والحشم، بل أضل نصر القشوري حاجب الخليفة نفسه، وظهرت طائفة بالعراق تقول عن الحلاج إنه إله وإنه يحيي الموتى، وإن الجن مسخرون له، ومؤتمرون بأمره. وترددت في هذه الآونة شائعات تقول إن ثلاثة أفراد من متآمري القرامطة أقسموا على تدمير الإسلام وهم {أبو سعيد الجنابي[ت301] وله الإحساء والحلاج وله بغداد وابن المقفع وله بلاد الترك}. وما زاد الطين بلّة أن سطوة الحلاج راجت في وقت قامت للشيعة دولة كبرى، وهي الدولة الفاطمية، وقد قيل إن الحلاج أرسل رسالة إلى أحد مريديه يعبر فيها عن ابتهاجه بظهور ما أسماها {الدولة الغراء الفاطمية الزهراء المحفوفة بأهل الأرض والسماء... ليكشف الحق قناعه ويبسط العدل باعه[/font]}.
[font="]ولهذا قُبض على عدد من أتباعه، فاعترفوا عليه بأنه يدعي الربوبية والألوهية، فلما واجهوه بالشهود أنكر بشدة وتبرأ منه وجعل لا يزيد على الشهادتين والتوحيد، [/font]{[font="]فكبسوا داره فوجدوا فيها رسائل وكتبًا مكتوبة بماء الذهب على ورق الحرير فيها ضلالاته وكفرياته، ثم أقرت عليه زوجة ابنه سليمان بأنه قد أمرها بالسجود إليه وقال لها لما اعترضت: نعم إله في السماء وإله في الأرض}. وعقد له مجلس مع الفقهاء والعلماء فأفتوا بكفره وضلاله ووجوب قتله، فأصدر الخليفة المقتدر بالله أمرًا بضربه ألف سوط ثم قطع يديه ورجليه ثم صلبه على جسر بغداد[/font].
[font="]ولما عقدت المحكمة استبعد القضاة الشافعية والحنابلة لأنهم كانوا خصوم الدولة ومشككين في شرعية المحكمة، كان رئيس المحكمة مالكي، والمالكية لا تقبل توبة الزنديق. وظل الحلاج متماسكاً طوال المحاكمة التي كانت في مصلحته أول الأمر، إلى أن نوقش في مسألة الحج، التي أفتى فيها بجواز أن يطوف المرء، حال عدم استطاعته الحج إلى الكعبة، ببيته سبع مرات، فإذا فعل ذلك سقط عنه الحج!. وتساءل القاضي عن أسانيد الحلاج في هذا القول، فرد عليه بأنه وجد حكمها في كتاب {الإخلاص} للحسن البصري[/font].
[font="]ورد عليه القاضي بأنه قرأ هذا الكتاب ولم يجد فيه مثل هذا الرأي. واحتج الحلاج وراح يصرخ: {ظهري حمى وجسمي حرام، وما يحل لكم أن تتأولوا علي بما يبيحه اعتقادي الإسلام ومذهبي السنة ولي كتب في الوراقين، فاللهَ اللهَ في دمي[/font]}. [font="]وحاول الحلاج تحدي قضاته بالدعوى إلى تحكيم الله في المخطئ والمذنب من الطرفين ، لكن السيف كان سبق العزل[/font].
[font="]وكان التصديق على حكم إعدامه يتضمن الشكل الذي نفذ به، حيث استعمل فيه السوط الذي يكون في الحدود كلها وفي التعزير، والسيف الذي لا يقع إلا بين كتفي زنديق، والصلب الذي يكون في العادة لقطاع الطرق والمحاربين، والنار التي نهى عنها لأنها مثلة ثم نصب الرأس والأعضاء الذي لا يكون إلا للخارج، مع تنفيذ ذلك كله علناً وأمام الناس[/font].
[font="]وبعد قتل الحلاج مُنع الوراقون من استنساخ كتبه، ومنع الناس من ذكره أو الترحم عليه، ولذا فإننا إن تابعنا المؤلفات الصوفية من بعده، نجد القشيري لم يترجم للحلاج في رسالته، وعلى الرغم من استشهاده بأقواله في أكثر من خمسين موضعاً، إلا أنه كان يكتفي في الغالب بقوله: وقال بعضهم، وفي حالات تعد على الأصابع ذكر الحلاج باسمه دون لقبه، أما الطوسي ففي كل مرة يتعرض فيها للحلاج يشفع اسمه بالترحم عليه. ومع هذا بقيت للحلاج شاهدة عليه وعلى أفكاره، ومنها {الساسة والخلفاء والأمراء} و{السياسة والخلفاء} و{الدرة} و{كيد الشيطان وأمر السلطان} و{الطواسين[/font][font="][/font]
[font="]مقتطفات[/font][font="] [/font][font="] [/font][font="] قتل ببغداد عام 309 هـ بسبب ما ثبت عنه من:[/font]
[font="]1- ادعى النبوة ، ثم تَرَقَّى به الحال أن ادعى أنه هو الله . فكان يقول : أنا الله . وأمر زوجة ابنه بالسجود له . فقالت : أو يسجد لغير الله ؟ فقال : إله في السماء وإله في الأرض .[/font]
[font="]2- كان يقول بالحلول والاتحاد . أي : أن الله تعالى قد حَلَّ فيه ، وصار هو والله شيئاً واحداً . تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.[/font]
[font="]وهذا هو الذي جعل له القبول عن المستشرقين النصارى لأنه وافقهم على الحلول ، إذ إنهم يعتقدون في عيسى عليه السلام أن الله تعالى قد حَلَّ فيه . ولهذا تكلم الحلاج باللاهوت والناسوت كما يفعل النصارى . فمن أشعاره :[/font]
[font="]سبحان مـن أظهر ناسوته سـر لاهوته الثاقـــب[/font]
[font="]ثم بدا في خلقـه ظــاهراً في صورة الآكل والشارب[/font]
[font="]ولما سمع ابن خفيف هذه الأبيات قال : على قائل هذا لعنة الله . فقيل له : هذا شعر الحلاج . فقال : إن كان هذا اعتقاده فهو كافر[/font]
[font="]4- من أشعاره :[/font]
[font="]عَقَدَ الخلائقُ في الإله عقائدا وأنا اعتقدتُ جميعَ ما اعتقدوه.[/font]
[font="]7- لما ذُهب به إلى القتل قال لأصحابه : لا يهولنكم هذا ، فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً . فقتل ولم يَعُدْ .[/font]
[font="]قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( مَنْ اعْتَقَدَ مَا يَعْتَقِدُهُ الْحَلاجُ مِنْ الْمَقَالاتِ الَّتِي قُتِلَ الْحَلاجُ عَلَيْهَا فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ; فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ إنَّمَا قَتَلُوهُ عَلَى الْحُلُولِ وَالاتِّحَادِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ مَقَالاتِ أَهْلِ الزَّنْدَقَةِ وَالإِلْحَادِ كَقَوْلِهِ : أَنَا اللَّهُ . وَقَوْلِهِ : إلَهٌ فِي السَّمَاءِ وَإِلَهٌ فِي الأَرْضِ . . . وَالْحَلاجُ كَانَتْ لَهُ مخاريق وَأَنْوَاعٌ مِنْ السِّحْرِ وَلَهُ كُتُبٌ مَنْسُوبَةٌ إلَيْهِ فِي السِّحْرِ . وَبِالْجُمْلَةِ فَلا خِلافَ بَيْنِ الأُمَّةِ أَنَّ مَنْ قَالَ بِحُلُولِ اللَّهِ فِي الْبَشَرِ وَاتِّحَادِهِ بِهِ وَأَنَّ الْبَشَرَ يَكُونُ إلَهًا وَهَذَا مِنْ الآلِهَةِ : فَهُوَ كَافِرٌ مُبَاحُ الدَّمِ وَعَلَى هَذَا قُتِلَ الْحَلاجُ )[/font]
[font="]وقال أيضاً : ( وَمَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ذَكَرَ الْحَلاجَ بِخَيْرِ لا مِنْ الْعُلَمَاءِ وَلا مِنْ الْمَشَايِخِ ; وَلَكِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَقِفُ فِيهِ ; لأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَهُ[/font]
[font="]ما اقساها من نهاية [/font]