نحن في عالم افتراضي .
كثيرا ما تصادفنا هذه الجملة في اثناء معاملاتنا وابحارنا في عالم شبكة الانترنت المسماه الشبكة العنكبوتية التي تربط العالم ربطا موثقا بكل ابعاده وحدوده .
وتجد الكثير منا يستخدمها في معاملاتهم اما عبر الاتصالات المباشرة بين الافراد او مناقشات وحوارات بين فرد او مجموعة افراد .في المواقع الاجتماعية او مواقع نقاشية او منتديات ومدونات حيث يكون للفرد نصيب من حرية الكتابة والمقال .
فهل يا ترى هذه الجملة صحيحة ؟
وهل فعلا تعاملاتنا عبر الانترنت هو تعامل في عالم افتراضي .؟
فالحقيقة دائما ما يشغلني هذا اللفظ وخاصة لما اجده مثلا في منتدانا عبر نقاشات لا يهم طبيعتها سلمية او عنيفة لتجد الجميع يردد نحن في عالم افتراضي .
ولو لا اننا في عالم افتراضي لفعلت كذا وكذا ...
والحقيقة لطالما اضحكني وازعجني هذا اللفظ خاصة انه لا مكان له في قاموس المعاملات والاتصالات عبر الانترنت .
ماأثار هذه النقطة التي سنتحدذ عنها هي احدى مراسلات الاعضاء لي حيث بعد طول حديث ختم رسالته بهذا القول / لا يهم نحن في عالم افتراضي /
فاستغربت واستعجبت من هذا القول فتخيلت نفسي مادام اننا في عالم افتراضي ونستطيع ان نفترض كل شيء وكل شيء فيه مباح تخيلت نفسي جالسا على طرف القمر متكئا على غمامة وانظر الى كوكب الارض من فوق بينما اقوم بقراءة رسالته .لا تضحكو .
الم يقل اننا في عالم افتراضي .
وقد حملناه سطحيا مصطلحا ومفهوما من اول مرة سمعنا به كما نحمل العديد من المصطلحات والافكار والمفاهيم المغلوطة في معارفنا وفي حياتنا .
هل نقول ما لا نفعل ونكمل عليها بان نقول مالا نفهم .يالها من كارثة اظافية في منظمة كونية العلم والمعلومة اساس الحياة والاستقرار فيها .
باختصار العالم الافتراضي Second Life هو مطلح تقني يطلق على عالم تم اختراعه تقنيا في 2003 وله خصائصه وقواعده وتحكماته وهو ثلاثي الابعاد يحاكي الواقع الملموس له ادواته وقواعده الخاصة يمكن للانسان ان يعيش فيه عالمه الثاني الافتراضي فهو يفترض فيه دولا وحكومات ومواقع وبشر واصدقاء وبيوت وحتى حياوات اسطورية وشخصيات كرتونية او قديمة العصور .
هذا العالم له برامج مصممة من علماء ومتخصصين لا يمكنك الدخول له الا عبرها .
وهذا يتوفر لنا في الالعاب الالكترونية وفي مواقع متخصصة للمحاكات ودخول العالم الافتراضي كعالم تم تكوينه عبر الانترنت تدخله باسمك ويمكنك تشكيل دولة وحكومة افتراضيو وشعب وتغزو وتحارب ولك مداخيل وصادرات ومستوردات الخ ..تتكم فيها حسب رغبتك لتجد نفسك تعيش عالم افتراضي شبيه بالحقيقي الا انه لا يوجد للحقيقة فيها نصيب ولواقع مفقود تماما .
بينما اقف مبتسما ومتعجبا ومستغربا من قول احدهم في نقاش داخل منتدى او موقع او عبر السكايب او وسائل التخاطب المباشرة .يقول نحن في عالم افتراضي او نحن نعيش عالم افتراضي .
بالله عليك ما هذا الجهل المطبق .
اذا كان لقائك وتواصلك مع هذا الشخص عبر جهاز الكبيوتر والانترنت مباشرة وتراه كما يراك وتخاطبه في الحين واللحظة وتعيش معه واقعا معاشا مشترك بل ويمكنك الذهاب له او الالتقاء في مكان معين ويمكن ان ترسل له اي شيء تحبه كما يمكنك تلقي اي شيء من عنده بكبسة زر واحدة
ولا نتحدث عن البيع والشراء والتعاملات الاقتصادية من التعاملات الفردية الصغيرة الى تعاملات مؤسسات كبيرة بل ودول ومنظمات وحكومات .
ولا نتحدث عن التبادلات العسكرية والمخابراتية والتعاملات عبر الانترنت في مراقبة ومتابعة الحروب والعمليات العسكرية والجرائم .
ولا ننسى مراقبة المناخ والكوارث الطبيعية والتغيرات الجوية والمناخية .
فبالله عليك اي عالم افتراضي تطلقه كمصطلح على الانترنت .
بالله عليك اذا كان العالم الغربي طور منظومة الانترنت حتى تحول من عالم الحديد والميكانيك الى عالم التقنية وتكنولوجيا الحاسوب والاعلام الالي المعقد .
فاضحت الحكومات تتعامل عبر الانترنت والمؤسسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية حتى اضحت تكنولوجيا الانترنت مركز ثقل واساس قيام هذه المؤسسات والدول بدونها لا يتقدم العالم .
فكيف اجد هذا المصطلح العالم الافتراضي مستعمل بكثرة لدينا ولدى كل العرب ومستخدمي الانترنت في الدول العربية وهنا في منتدى اللمة الجزائرية .
اجد كل مرة وداخل موضوع عضو يخاطب زميله نني في عالم افتراضي ولا يمكنني مناقشتك او انت في عالم افتراضي ولا استطيع الرد عليك او يمكنك ان تفعل ما تشاء .
هل انت تتكلم مع شخصية افتراضية او كائن افتراضي افترضته انت او صوره لك شخص .
علينا تغيير هذا المفهوم وعدم اطلاق مصطلح عالم افتراضي على كل ما نجده في الانترنت .
صحيح ان من يخاطبك يمكنه ان يغير في شخصه وفي صورته ويناقض شخصيته ويتكلم اليك عكس ما تتكون منه تركيبته العقلية والحسية .ولكن هذا لا نطلق عليه عالم افتراضي .بل تحايل وازدواجية في الشخصية او انفصام في الشخصية .
واذا كان عضو مثلا او منتسب في موقع او منتدى غير من مسماه الحقيق فبدل ان يسمي اسمه مثلا فريد سماه ليوناردو ديكابريو فهذا لا يعني انه يعيش عالم افتراضي او ان تتعامل معه على اساس ذلك .
يمكن لهذا الشخص تغيير وتشويه شخصيته الحقيقية لكن لا نسمي ذلك بالعالم الافتراضي .
بل نسميع عالم الخداع الشخصي عبر الانترنت .
وحتى وان قام بتشويه شخصيته فيمكن ان تطاله يد الواقع وتلقفه من مكانه الذي يتصل به .
وهذا ما حصل للكثير من الهاكر ومخادعي المواقع المعروفين والمنتشرين عبر الانترنت .حيث توصل لهم رجال المباحث والامن في عقر ديارهم .
ولو كان عالما افتراضيا لما استطاعو اذا انه يكفي ان يحول نفسه الى كائن راسه راس بشر وجسده جسد حصان وله جناحان ضخمان يطير بهما حيث يريد .
او يحول نفسه الى تنين ضخك ينفث النار من فمه فيقوم بابادة رجال الامن والانتربول وهكذا نكون حقا في عالم افتراضي نتخيل فيه ما نريد ولا يوجد له قيود وحدود .
عندما دققت الباب على اخي حسان وهو من كبار شخصيات اللمة واستقبلني وعائلتي في بيته في البليدة وانا اعرفه عبر عالم المنتديات منتدى اللمة .
لم اقل انه عالم افتراضي ولكن تيقنت انه عالم حقيقي وما الانترنت الا وسيلة سريعة للتواصل والتخاطب وقضاء المعاملات السريعة .
فهو لا يختلف عن الهاتف النقال ولا يختلف عن التلفاز .ولا يختلف عن اثير المذياع .
بل هو جامع لكل هذه التقنيات .
فارجو ان نستعمل المصطلحات بمعرفة وعلم بمدلولها ولا نتبع الجهل بالتجاهل .
فعالم الانترنت ليس افتراضي بل هو واقع ملموس ومحسوس .وللخداع فيه نصيب مثلما له نصيب في الحياة المباشرة .فكم من صديق خدع صديقه وكم عميل خدع متعامله .
فهل اذا خالف اي فرد في الانترنت تعاليم الاسلام او اجرم جرما او اثم اثما يعتبر ذلك افتراضيا وهل ينجو من عقوبة المولى عزوجل .
فحتى لو غيرت مسماك وصورتك ومعلوماتك الف مرة فانت فلان بن فلان .
وستقف يوم الحساب اما المولى عزوجل باسم واحد وهو الاسم الحقيقي حينها تكون الاعين للحق شاخصة .
ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا
العالم الافتراضي هو عالم ثلاثي الابعاد لا يوجد للحقيقة فيه اي نصيب فهو واقع كاذب تخيلي توهمي له برامجه وله قيوده المحدودة بالتكنولوجيا المعلوماتية والرياضية.
وعالم الانترنت هو واقع حقيقي نعيشه ياثر فينا مباشرة عبر وسيلة اتصال متطورة يسهل اعمالنا ويقضي حاجاتنا لا فرق بينه وبين الواقع الذي نعيشه سوى انه اسرع في الايصال والحصول على المعلومة او الغاية او السلعة .
لا تحده سوى توفر الخدمة او عدم توفرها .
مقال خاص لمنتدى اللمة الجزائرية .
ابو فيصل .
ابو فيصل .