السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام وأنتم بكل خير
لحظة ضيـاعوكل عام وأنتم بكل خير
أغلقتُ نافذة الحرمان ، توغلتُ قليلاً في جدول الذكريات ، لمستُ بسمة ودمعة .. حيرة وسكون ونظرات خوف .. !
أخذتُ أفـتِّشُ خلفَ جدار الأحلام عن حلمٍ لما يزل يخطُّ صباهُ في قلبي .. رأيته أمامي ، ملامحه لم تتبدل .. شروده المعتاد وسيجارته التي لا تفارق رئتيه ، انفرجت شفتاه قليلاً لتسمحا لتلك السحابة السوداء بالانطلاق في الهواء حاملة لون غضبه القاتم .. يسكوه لون الموت بعد أن اعتزل الحياة بكل مفاتنها ليس زهداً بل خوفاً من تلك اللحظة ، أن تغلق كل نوافذ الأمل في وجهه ليختصر كل الطرق في طريقٍ واحد .. الإستسلام !!
لو كان في الخوف حياة .. فدعوني أموت !
بسمة زائفة
أخرج كل ما في جيبه وبعد رحلة من البحث وجدها .. نعم وجدها ولا أدري ما سبب كل تلك السعادة التي ملأت وجهه في لحظة ليتحول من أتعس أهل الأرض لأسعدهم ، الأمر غريب ومريب لم تغفل عيني عنه وظللتُ أتابعه .. قد اقترب منه شاب ملتحي في منتصف عقده الثالث بنظرة واحدة تتأكد أن لحيته موضه ليس إلا .. دار بينهما حوار قصير أغلقه الأول بصوتٍ غاضب ( كله هيبقى تمام الليلة ) وبعدها لوّح له بهذا الشئ الذي بحث عنه طويلاً .. إنها كبسولة دقيقة الحجم ولونها أحمر فعلمت لماذا كانت السعادة تشع من وجهه .. !
محظوظ من يفهم السعادة .. !
موضـة
استيقظتُ على صوتٍ صاخب ، إنه ( الديجيه ) الذي استأجره جاري لفرح ابنته .. الأنوار والزغاريد والأغاني الشعبية التي تميز أفراحنا حاولت أن أعود للنوم .. لكن هيهات ، بعد قليل هدأ الصوت وسمعتُ صوتاً لكن من نوع آخر .. فقد أعلن أحدهم عن مرض والدته طالباً تخفيف الصوت قليلاً ومن هنا بدأت معركة السبّ والقذف ، لم يمر الكثير من الوقت وعادت الأغاني من جديد بل وبصوتٍ أعلى .. !!
وفجأة وجدتُ الشرطة قد حضرت بناءاً على بلاغ أحدهم ، تم تحرير محضر وتعهد والد العروس بأن يخفف الصوت كي لا يكون في حكم المزعج ، وانتهت الليلة بنظرات كانت أشبه بقنابل محملة بالحقد والكراهية !
ليتهم يدركون أن الحياة للجميع !
سأكونُ أنا
أخبرني أحدهم أنني لن أستطيع ملامسة أولى خطوات النجاح مادمت أفكّر بإحساسي ، حاولتُ إقناعه بأن عقلي هو الأساس لكنني إنسان ولا يمكنني أن أتنازل عن إنسانيتي يوماً .. رغم كل هذا واقتناعي بما أقوله له إلا أنني كنتُ أصدقه !
وفي يومٍ من الأيام كنا في جولة بين شوارع مدينتنا وإذا بشاب ممن يرهبك مظهرهم يقترب منا وإذا به يلقي التحية علي ويسألني عن أحوالي نعم هو أحد معارف الطفولة .. فنظرتُ له في سعادة لا تخلو من أسى فطبيعته تحزنني لكن سعادتي تكمن في الأمل الذي رسمه بحواره الراقي معي .. نظرت لصديقي وقلت أمازلتَ لا تريد أن تكون إنساناً ، رد ببرود يكفيني عقلي وحياتي !!
العجيب في الأمر أنني لازلتُ أصدِّقه .. !
بقلمي ،،