ذكر أبو حامد في كتاب كشف علوم الآخرة: أنهم يأتون بجهنم تمشي على أربع قوائم و تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك بيد كل واحد حلقة لو جمع حديد الدنيا كله ما عدل منها بحلقة واحدة على كل حلقة سبعون ألف زبني لو أمر زبني منهم أن يدك الجبال لدكها و أن يهد الأرض لهداها ، و أنها إذا انفلتت من أيديهم لم يقدروا على إمساكها لعظم شأنها ، فيجثو كل من في الموقف على الركب حتى المرسلون ، و يتعلق إبراهيم و موسى و عيسى بالعرش . هذا قد نسي الذبيح و هذا قد نسي هارون و هذا قد نسي مريم عليهم السلام و كل واحد منهم يقول : نفسي نفسي لا أسألك اليوم غيرها قال : و هو الأصح عندي صلى الله عليه و سلم يقول أمتي أمتي سلمها يا رب و نجها يا رب و ليس في الموقف من تحمله ركبتاه و هو قوله تعالى : و ترى كل أمة جاثية الآية و عند تفلتها تكبو من الغيظ و الحنق و هو قوله تعالى :
(إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظاً و زفيراً) أي تعظيماً لغيظها و حنقها يقول الله تعالى :
( تكاد تميز من الغيظ ) أي تكاد تنشق نصفين من شدة غيظها ، فيقول رسول الله صلى الله عليه و سلم بأمر الله تعالى و يأخذ بخطامها و يقول ارجعي مدحورة إلى خلقك حتى يأتيك أهلك أفواجاً فتقول : خلي سبيلي فإنك يا محمد حرام علي ، فينادي مناد من سرادقات العرش اسمعي منه و أطيعي له ، ثم تجذب و تجعل عن شمال العرش و يتحدث أهل الموقف بجذبها فيخف وجلهم و هو قوله تعالى و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)