أرجو المساعدة..فلدي امتحان استدراكي على الأبواب

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

لطفي عمرو

:: عضو مُشارك ::
إنضم
13 أوت 2008
المشاركات
403
نقاط التفاعل
188
النقاط
9
أنا طالب جامعي أدرس السنة الرابعة علاقات دولية(علوم سياسية)
أرجو أن تفيدوني بمعلومات حول التعاون الأورومغاربي من النواحي السياسية، الإقتصادية، الإجتماعية، التاريخية، الثقافية و الأمنية. وكذا معوقات و مستقبل هذا التعاون.
مع العلم أن الإمتحان الإستدراكي سيبدأ يوم 15 سبتمبر 2010
أي بعد أيام قليلة لذلك أرجوكم ساعدوني
و شكرا مقدما
لطفي عمرو
 
السلام عليكم

جاري المساعدة أخي الكريم


وبالتوفيق مسبقااااااا
 
التعاون الأورومغاربي

في الحقيقة هاته هي مجمل المعلومات التي استطعت أن أجمعها لك في الوقت الراهن
أرجو أن تجد فيها ولو القليل من مبتغاك....وسوف أبقى في بحث مستمر لمساعدتك
حول التعاون الأوروبي المغاربي
أ- مزايا التعاون الأورومغاربي: (المزايــا)
- العامل الثقافي والاجتماعي.
- العامل الاقتصادي.
- العامل التقني.


أولاً: العامل الثقافي الاجتماعي:

يتمثل العامل الثقافي والاجتماعي في التاريخ المشترك بين الشمال والجنوب لدول البحر المتوسط، والوضع الراهن للعلاقات بين دول الجماعة الاقتصادية الأوروبية ودول جنوب البحر المتوسط، ففي ما يتعلق بالتاريخ المشترك، يمكن القول بأن الاختلاط بين الشعوب والتداخل بين الثقافات قد ساهم في صياغة المفاهيم المشتركة بين شعوب تلك المنطقة عن طريق مساهمة المؤسسات التعليمية والثقافية الأوروبية (خاصة الفرنسية) في تكوين الكوادر الفنية والنخبة المثقفة في دول جنوب البحر الأبيض المتوسط، مما ترتب عليه أن أصبحت شعوب هذه المنطقة أكثر تقبلاُ للنموذج الأوروبي للتنمية والتقدم عن النموذج الأمريكي أو السوفيتي.

أما في الوقت الحاضر فيمكن القول أن هناك ثلاثة جوانب اجتماعية ثقافية تساعد في تدعيم التعاون بين الجماعة الاقتصادية الأوربية ودول جنوب البحر المتوسط تتمثل في الآتي:

أ _ التأثير الثقافي الكبير الذي تتمتع به بعض الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا في منطقة جنوب البحر المتوسط مما يسمح لها بنشر معارفها وفنونها بسهولة ويسر ومن ثم تدعيم روابط التعاون الاقتصادي بين الجماعة الأوروبية ودول البحر المتوسط.

ب _ تأثير الجانب الاجتماعي والثقافي في دول الجماعة الأوروبية على العمالة المهاجرة إليها من دول البحر المتوسط وتشير الإحصاءات بأن هناك ما يقرب من ثمانية ملايين مهاجر وأسرهم يشكلون جزءاً من النسيج الاجتماعي في الدول الأوربية التي يعملون فيها، ومما لا شك فيه أن هذه الأيدي العاملة المهاجرة تمثل أحد عوامل التقارب بين دول المنشأ ودول المهجر كما تساهم تلك العمالة المهاجرة في نمو الدول الأوروبية وفي الوقت نفسه فإن الدخل المتولد من هذه العمالة يساعد على زيادة الدخل القومي في دول المنشأ.

جـ _ تمثل البيئة الاجتماعية السائدة في دول جنوب البحر المتوسط أحد عوامل الجذب السياحي لمواطني دول الجماعة الأوروبية، إذ تشير الإحصاءات إلى أن جنوب البحر المتوسط يستقطب حوالي 80% من السياحة الأوروبية نتيجة للعوامل الثقافية والاجتماعية المشتركة.

ثانياً : العامل الاقتصادي :

من المعلوم أن العامل الاقتصادي يعدّ من أهم العوامل المشكلة للعلاقات الدولية، ويرى البعض أن النمو الاقتصادي وارتقاء مظاهر الحضارة الحديثة في دول منطقة البحر المتوسط يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتطور العلاقات مع السوق الأوروبي الكبير الذي يجاورهم، بالإضافة إلى المزايا التي تترتب على تقسيم العمل بين دول جنوب وشمال البحر المتوسط.

وتجدر الإشارة إلى أنه نظرا للأهمية الاقتصادية لمنطقة حوض البحر المتوسط، فإن القوى العظمى مثل الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي (سابقاً) واليابان، تحاول أن تنافس الجماعة الأوروبية في الهيمنة على هذه المنطقة عن طريق المساعدات الاقتصادية والعسكرية، وعلى الرغم من هذا التنافس إلا أن دول الجماعة الأوروبية تظل دائماً شريكاً اقتصادياً متميزاً لدول حوض البحر المتوسط نتيجة لعوامل الارتباط بينهما، ويتضح ذلك من زيادة الوزن النسبي للتجارة الخارجية بين دول البحر المتوسط والجماعة الأوروبية من ناحية، ومن ناحية أخرى، تركيز دول الجماعة الأوروبية على منح مساعداتها المالية والفنية لدول البحر المتوسط من خلال البروتوكولات المالية التي تم إبرامها بين الطرفين(4) :

ونظراً لأهمية العامل الاقتصادي بالنسبة للجماعة ودول البحر المتوسط فإن تدعيم التعاون الاقتصادي بينهما يستلزم أما عقد اتفاقيات مباشرة، أو إنشاء منظمة مشتركة لدول البحر المتوسط غير الأعضاء في الجماعة الأوروبية، يمكنها التفاوض مع الجماعة الأوروبية. ولكن الواقع على الأقل في الوقت الحاضر يشير إلى صعوبة تكوين هذه المنظمة المشتركة، وبالتالي، فليس أمام دول البحر المتوسط بدائل أخرى للتعاون مع دول الجماعة من أجل تنمية اقتصادياتها إلا عن طريق الاتفاقيات الثنائية معها في إطار السياسة المتوسطية. وبالإضافة إلى ما سبق ذكره، فإن اختلاف الهياكل الاقتصادية لكل من دول الجماعة الاقتصادية الأوروبية ودول حوض البحر المتوسط سواء في الإنتاج الزراعي أم الصناعي ينعكس على طبيعة الأهداف الاقتصادية لكلا الجانبين وبالتالي، زيادة أهمية العامل الاقتصادي في تدعيم التعاون بينهما من منظور تكاملي.

ثالثاً : العامل التقني :

يرى بعض الاقتصاديين أنه في حالة تمكن دول البحر المتوسط من معالجة مشكلاتها السكانية، فإن التقدم الفني الحديث قادر على تحقيق اقتصادية ملموسة، من حيث ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي والادخار والاستثمار وزيادة الصادرات. وحقيقة الأمر، فإن تحقيق التنمية الاقتصادية في البلاد الآخذة في النمو _ ومنها دول منطقة البحر المتوسط _ لا يمكن أن تتحقق على الوجه الأكمل دون الأخذ في الاعتبار للبعد التقني، ومن هنا فإن نقل التكنولوجيا الملائمة من دول الجماعة الاقتصادية الأوروبية إلى دول حوض البحر المتوسط يعدّ أمراً ضرورياً، ويمكّن الدول المستفيدة من الوصول إلى مستوياتها الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية التي تتمتع بها البلاد الصناعية المتقدمة في ما يتعلق بالبعد التقني في المستقبل المنظور.

ب - مرتكزات التعاون الأورو _ متوسطي :

يمكن القول بأن التعاون الاقتصادي والمالي والفني في إطار السياسة المتوسطية يعدّ أمرا مفيداً لكل من الجماعة الأوروبية ودول حوض البحر المتوسط. فبالنسبة للمجموعة الأوروبية، تتحدد أهمية السياسة المتوسطية في الأبعاد السياسية الاستراتيجية، بالإضافة إلى عالم الطاقة. أما بالنسبة لدول حوض البحر المتوسط، فإن الفوائد التي تعود عليها تتركز بصفة أساسية في تحقيق برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تنشدها تلك الدول خاصة الدول العربية المتوسطية والتي تتطلع أيضاً إلى دور أوروبي مؤثر في تسوية الصراع العربي _ الإسرائيلي:

أولاً: أوروبا والسياسة المتوسطية: المبررات :

تلعب عدة مبررات دورها المدعم لعلاقة التعاون بين الجماعة الأوروبية ودول حوض البحر المتوسط هي تحديداً:

أ - العامل السياسي _ الاستراتيجي :

تجسد دول حوض البحر المتوسط مصالح استراتيجية وأمنية هامة لدول الجماعة الأوروبية، حيث نجد أن تركيا من دول البحر المتوسط وهي في الوقت نفسه عضو في حلف الناتو، كما أن لبريطانيا قواعد عسكرية في بعض الدول الواقعة في حوض البحر المتوسط، بالإضافة إلى معضلة الصراع العربي الإسرائيلي بكل تداعياته وعثراته.

وطيلة حقبة الحرب الباردة ظل حوض البحر المتوسط بالنسبة لأوروبا المنطقة الأكثر حساسية فيما يتعلق بالصراع بين الشرق والغرب على الأقل حتى انهيار الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينات وما أعقب ذلك من أحداث في دول وسط وشرق أوروبا.

من هنا يمكن القول بأن الدوافع الأساسية لانتهاج الجماعة الأوروبية لسياسة متوسطية نشطة في الماضي كانت تتمثل في مواجهة خطر انتشار الشيوعية وتقويض نفوذها في منطقة حوض البحر المتوسط، والعمل على استقرار الأمن فيها وهو ما دفعها إلى تطوير علاقاتها ومحاولة المشاركة في إيجاد الحلول للأزمات التي تتعرض لها المنطقة . وقد ظل هذا الدافع يحكم سلوك الجماعة الأوروبية إلى أن بدأت النظم الشمولية في أوروبا الشرقية تنهار، وإن كانت بعض المستجدات التي طرأت على منطقة البحر المتوسط أو على حدودها قد أملت ضرورة استمرار السياسة المتوسطية للجماعة الأوروبية مع الأخذ في الاعتبار لتلك المستجدات(5) .

أما الجانب الآخر للعامل الاستراتيجي فيتمثل في صراع القوى الاقتصادية الكبرى على مناطق النفوذ الاقتصادية في العالم ومن أهمها منطقة البحر المتوسط، إذ رأت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في منطقة البحر المتوسط إحدى نقاط المواجهة الساخنة بينهما دون أن تضعا في اعتباراتهما مصالح دول الجماعة الأوروبية أو دول البحر المتوسط، ومن هنا كان اهتمام دول الجماعة الأوروبية بانتهاج السياسة المتوسطية لخلق هذه المصالح المتبادلة وتعميقها.

ب _ عامل الطاقة :

يحتل عامل الطاقة أهمية كبرى بالنسبة لاقتصاديات الدول الصناعية المتقدمة بصفة عامة والأوروبية بصفة خاصة، ويرجع اهتمام الدول الأوروبية بالنفط العربي إلى حقيقتين : الأولى، أن معظم الدول الأوروبية تعتبر دولاً غير منتجة للبترول باستثناء بريطانيا والنروج، مما جعل اقتصادها يعتمد على الطاقة المستوردة. والحقيقة الثانية، أن أقرب وأكبر مصادر البترول لأوروبا الغربية هي منطقة البحر المتوسط (خاصة الدول العربية المتوسطية)، مما يجعلها تهتم بعلاقاتها مع هذه الدول لضمان استمرار تدفقات البترول إليها وهو الأمر الذي لم يغب عن أذهان الذين صاغوا السياسة المتوسطية للجماعة الاقتصادية الأوروبية.

ويهمنا في هذا الصدد أن نفرق بين وضع الطاقة في دول الجماعة الأوروبية قبل وبعد عام 1973 وهو العام الذي شهد تغيراً ملحوظاً في أسعار البترول العالمية على أثر اندلاع الرحب العربية الإسرائيلية (أكتوبر 1973).

الموقف البترولي في أوروبا قبل عام 1973:

يمكن القول بأن نماذج النمو الاقتصادي في الدول الأوربية تمت صياغتها في ضوء توافر مصادر الطاقة الرخيصة. فقد كانت الدول المتقدمة، ومنها الدول الأوربية، تتحكم إلى حدٍ كبير في تحديد الأسعار العالمية لهذه المنتجات الواردة من دول العالم الثالث، ومن ضمنها وارداتها من منطقة البحر المتوسط. والدليل على ذلك إن سعر البترول لم يتعدّ حاجز الثلاثة دولارات للبرميل حتى عام 1973. وقد ساعد هذا الوضع الدول الأوروبية على تحقيق معدل نمو اقتصادي مرتفع خلال الفترة من 1950 - 1973 لم تشهده القارة الأوروبية من قبل.

وقد ظلت القارة الأوربية لفترة طويلة تتمتع بالاستقرار في إمدادات الطاقة البترولية التي تحتاج إليها في أي وقت وبتكلفة منخفضة. إلا أنه منذ بداية الستينيات، بدأت في الأفق ملامح مزاحمة القوى العظمى لأوروبا على بترول المنطقة العربية خاصة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي (سابقاً). فالولايات المتحدة الأمريكية رغم امتلاكها إمكانيات بترولية هائلة إلا أنه لاعتبارات اقتصادية أرادت المحافظة على احتياطياتها البترولية وذلك بتغطية الجزء الأكبر من احتياجاتها الاستهلاكية عن طريق الاستيراد خاصة من دول الشرق الأوسط المنتجة للبترول. أما الاتحاد السوفيتي فإن مخططيه وضعوا في حسبانهم إمكانية الحاجة إلى بترول الشرق الأوسط لاعتبارين أساسيين(6) :

1- إن الاتحاد السوفيتي - في ذلك الوقت - كان مسؤولا عن توفير احتياجات دول الكوميكون من البترول, هذا إلى جانب توفير احتياجاته من هذه المادة، مما أدى إلى زيادة طلب الكتلة الشرقية على بترول الاتحاد السوفيتي بصورة تفوق إمكانياته التصديرية.

2- على الرغم من أن الاتحاد السوفيتي يمتلك احتياطي من البترول، إلا إن هذا الاحتياطي لم يستغل الاستغلال الأمثل لاعتبارات فنية وللاستثمارات الضخمة التي تتطلبها عملية الاستغلال، وبالتالي، فإن عرض البترول السوفيتي لم يستطع أن يتواكب آنياً مع الزيادة في الطلب عليه، مما ترتب على ذلك اختلالات مؤقتة بين إمكانيات العرض والطلب، كان لا بدّ من مواجهتها عن طريق الاستيراد من الخارج ولا سيما من الشرق الأوسط.

الموقف البترولي في أوربا بعد 1973:

كانت الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973 بداية لسلسلة من الأحداث التي أثرت على الموقف البترولي في أووربا، ولا شك أن تلك الأحداث قد أظهرت مدى خطورة اعتماد الاقتصاد الأوروبي على بترول الشرق الأوسط وحده. فمن ناحية، ارتفعت أسعار النفط في أواخر عام 1973 وما ترتب على ذلك من حدوث عجز متزايد في موازين مدفوعات دول الجماعة الأوروبية وفي نفس الوقت تضخمت الفوائد المالية لعوائد النفط العربي وسعت الأسواق المالية العالمية لاجتذاب تلك الفوائض لإعادة تدويرها، مما دفع دول الجماعة الأوروبية إلى زيادة اهتمامها بعلاقاتها مع الدول العربية المتوسطية وخاصة النفطية منها. ولا شك أن هذا الارتفاع في أسعار النفط أدى إلى اضطراب الإمدادات البترولية العربية لدول الجماعة الأوربية مما دفع بالأخيرة إلى الإقدام على خطوتين هامتين أولاهما: تفعيل السياسة المتوسطية تجاه دول حوض البحر المتوسط، وثانيتهما: بدء الحوار العربي - الأوربي.

وتجدر الإشارة إلى أن الدول الأوروبية لم تقف مكتوفة الأيدي أمام ارتفاع أسعار البترول والاضطرابات التي حدثت في إمداداته على أثر الأحداث التي اعترت منطقة الشرق الأوسط، اذ عملت هذه الدول على اتباع مجموعة من السياسات المستهدفة تقليل اعتمادها على بترول الشرق الأوسط تركزت إيجازاً في:

1 - تشجيع الشركات الأوروبية على التنقيب عن البترول في مناطق أخرى في العالم.

2 - ترشيد استهلاك الطاقة سواءً للأغراض المنزلية أو الصناعية.

3 - تشجيع تنمية مصادر الطاقة البديلة.

4 - توفير فائض بترولي هائل يزيد عن حجم الطلب العالمي عليه بما يحجم كل تأثير سلبي لأي حظر نفطي مستقبلي.

وبالرغم من النتائج الإيجابية التي تحققت من جراء اتباع تلك السياسات إلا أن اعتماد أوروبا على بترول الشرق الأوسط ما زال كبيراً لا سيما فيما يتعلق بالنقطة الأولى، إذ نجد أن الشركات الأوروبية قد اتجهت للبحث عن البترول في أفريقيا خاصة في نيجيريا وتوجو والكاميرون، وكذلك في الجمهوريات المستقلة عن الاتحاد السوفيتي بعد تفككه وإن تكن الشواهد غير واعدة كماً ونوعاً حتى الآن.

ولكن في ما يخص ترشيد استهلاك الطاقة في الدول الأوربية، فقد تحقق ذلك بالاستغناء عن الأجهزة والآلات كثيفة الاستهلاك للطاقة مع استبدالها بأخرى حديثة توفر الطاقة، سواءً في مجال التدفئة أو النقل أو الإنتاج الصناعي. وفي مضمار تشجيع الدول الأوروبية لتنمية مصادر الطاقة البديلة، فقد تمّ التوجه إلى تنمية مصادر الطاقة النووية والشمسية لإحلالها تدريجياً محل المشتقات البترولية في العديد من المجالات. أما تحقيق الفائض النفطي فقد تمّ بنجاح كبير ترتب عليه تخمة في الأسواق النفطية حتى تدنى سعر البرميل مؤخراً إلى ما دون العشرة دولارات بعد أن كان قد تعدى الثلاثين دولاراً أبان الحظر النفطي عام 1973.

ثانياً: أهمية الدور الأوربي للدول العربية المتوسطية:

تنظر الدول العربية المتوسطية إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه الجماعة الأوربية بالنسبة لها من منظورين: الاقتصادي والسياسي.

أ - المنظور الاقتصادي:

يمكن القول بأن كلاً من الدول الصناعية والأخذة في النمو تحاول بشكل أو بآخر الاندماج في الاقتصاد الدولي من أجل تحقيق المكاسب الناشئة من التجارة الدولية. وفي ما يتعلق بالدول المتوسطية العربية، فإن وسيلتها إلى تحقيق تلك المكاسب تستند بصفة أساسية إلى حصيلة صادراتها والتي لا تكفي وحدها لتمويل مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في تلك الدول.

بعبارة أخرى, فإن الدول الواقعة في حوض البحر المتوسط لا تنبع مشاكلها من تجارتها الخارجية فقط، بل من برامج التنمية الطموحة. لذلك تلجأ الدول إلى المساعدات الدولية بأشكالها المختلفة نظراً لقصور موارد التمويل الداخلي في إحداث التنمية. وغنى عن البيان أن تلك المساعدات الخارجية تشتمل إلى جانب المساعدات المالية (القروض والمنح)، على التعاون الفني بين تلك الدول والدول المتقدمة، وهو ما دفع دول البحر المتوسط للمطالبة بزيادة التعاون المالي والفني مع الجماعة الاقتصادية الأوروبية، وهذا التعاون يهدف إلى تنمية اقتصاديات دول المتوسط اقتصادياً واجتماعياً.

وتهدف الدول العربية الواقعة في حوض البحر المتوسط من وراء إقامة هذا التعاون إلى تحقيق هدف آخر على جانب كبير من الأهمية يتمثل في وقوف دول الجماعة الأوربية إلى جانبها في ما يتعلق بالقضايا الاقتصادية - المرتبطة بالتنمية - والمتعلقة بمشكلة المديونية والتي تتم مناقشتها في إطار نادي باريس من خلال صندوق النقد الدولي.

ب - المنظور السياسي:

تتطلع الدول العربية المتوسطية إلى دور أوربي ضليع ومؤازر للحق العربي في خضم الصراع العربي الإسرائيلي، ليس فقط لمشروعية هذا الحق وانما أيضا استناداً إلى الاعتماد الأوروبي الكثيف على البترول العربي، ولضخامة وتشعب المصالح الاقتصادية الأوروبية في الشرق الأوسط، بحيث يمكن القول أن دوراً سياسياً أوربياً فاعلاً في النطاق المتوسطي مطلوب بل ومتوقع في آن واحد، باعتباره موازناً للدور الأمريكي في ظل علاقات تاريخية وثقافية ومنافع اقتصادية تربط بين الكيانين وتزكي حضوراً أوربياً إيجابياً على المسرحين العربي والمتوسطي.

بيد أنه، وبدون الاستطراد في تفاصيل ليس هنا مجالها(7) ، اصطدام التحرك الأووربي نحو الإسهام الإيجابي في الشؤون الشرق أوسطية برفض أمريكي وإسرائيلي معلن لهذا التحرك. فالولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع منطقتنا العربية بمنظار المصلحة المزدوجة فتبرز من جهة مصالحها الاقتصادية، النفط، عوائده، الأسواق والممرات المائية، ومن جهة أخرى، تتحدد مصالحها السياسية في اعتبار أن من يسيطر على هذه المنطقة يصبح سيد العالم كما اثبتت الوقائع التاريخية في شتى تعاقباتها الزمنية المتوالية.

أما إسرائيل فهي ترفض دورا أوروبيا تتهمه بالخضوع للابتزاز النفطي(8) على حدّ قول ساسته،ا وتصرّ على الشريك الأمريكي الأوحد الذي يجعل من تفوقها العسكري المطلق أحد أهم مرتكزات استراتيجية الشرق أوسطية.

ورغم هذا الواقع، وتحت أزمة الطاقة المتفجرة في أعقاب حرب أكتوبر عام 1973،سعت الجماعة الأوروبية إلى فتح حوار مع العالم العربي استهلت جولاته في عام 1974 على أساس المبادئ التالية:

1 - عدم جواز احتلال أراضي الغير بالقوة.

2 - ضرورة جلاء إسرائيل عن الأراضي العربية المحتلة عام 1967.

3 - احترام سيادة واستقلال دول المنطقة كافة وكذلك سلامتها الإقليمية وحقها في الحياة بسلام داخل حدود آمنة ومعترف بها.

4 - الأخذ في الاعتبار عند الشروع في إرساء سلام دائم وعادل حق الشعب الفلسطيني في وطن يضم شتات أبنائه.

وفي الاجتماع الذي عقدته لجنة الحوار العربي - الأوربي بتونس في فبراير عام 1977، نص البيان الختامي على:

1 - إعلام الجانبين أن الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني هو أساس التسوية في الشرق الأوسط وأنه العامل الأساسي لإقرار السلام العادل والدائم في المنطقة.

2 - إعلان الجانب الأوروبي عن اعتقاده بأن أية تسوية سلمية لا يمكن أن تتمّ دون أن تترجم في الواقع حق الشعب الفلسطيني في التعبير الفعلي عن كيانه الوطني المستقل.

3 - إعلان الجانب الأوروبي معارضته لسياسة بناء المستوطنات في الأراضي العربية المحتلة مع التأكيد على معارضته لكل مبادرة من طرف واحد تستهدف تغيير وضع مدينة القدس.

وهكذا واستناداً على هذا الموقف الأوروبي المؤيد للحقوق العربية المشروعة، أطرد التصاعد في منحنى التفاهم بين طرفي الحوار العربي _ الأوروبي حتى طالب الأول الثاني بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني كشرط رئيسي من شروط مواصلة جولات الحوار بينهما، وهو ما تحقق في اجتماع البندقية عام 1980 عندما أعلنت الجماعة الأوروبية عن ضرورة انضمام منظمة التحرير الفلسطينية إلى مائدة مفاوضات السلام، مع تأكيدها على أن التسوية السلمية تقتضي انضمام جميع الأطراف المعنية إليها بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية.

ولكن كان لإدارة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان وجهة نظر مختلفة تماماً عبرت عنها منذ عام 1981 بترحيبها بالخيار الأردني والذي كان يقوم على إشراك الأردن في التفاوض على مسألة الحكم الذاتي الفلسطيني سواء شارك فيه الفلسطينيون أو لم يشاركوا، على أن تستبعد منظمة التحرير الفلسطينية في كل الأحوال من هذه المفاوضات تلبية لرغبة إسرائيل. ومن جانب آخر، كانت إدارة ريغان تعتقد أن مصدر التوتر الرئيسي في الشرق الأوسط هو التهديد السوفيتي لمنطقة الخليج وليس النزاع العربي _ الإسرائيلي.

غير أن الجماعة الأوروبية لم تشارك ريغان قناعته تلك، مؤكدة على أن النزاع العربي _ الإسرائيلي وفي قلبه المشكلة الفلسطينية، سيبقى البؤرة الرئيسية للتوتر في المنطقة، مهددة _ في حالة تفاقمها _ بتوقف الإمدادات البترولية إليها. ومع مجيء الرئيس ميتران إلى الحكم في فرنسا أخذ الموقف الفرنسي من مبادرات التسوية السلمية يقترب كثيراً من الموقف الأميركي، وكان لهذا التحول أثره وفي إعاقة دول الجماعية الأوروبية عن تطوير مبادرتها بل وتوقفت عن طرح مبادرات جديدة رغم إلحاح الطرف العربي عليها، حتى أنه يمكن القول بأن المحاور العربي قد وقع في وهم كبير عندما تصور أن لأوروبا مصالح شرق أوسطية لا تقف عند حدود الإمدادات البترولية، تحثها على الانحياز العلني للشرعية وتأييد الحق العربي على طول الخط، إذ ما زالت السطوة الأميركية سائدة أوروبياً وشرق أوسطياً وهو واقع لا بدّ من الإقرار به حتى يمكن أن نتعامل معه بموضوعية وعقلانية بعيداً عن الإغراق في التفاؤل المضلل.


موفق باذن الله
ادع لي بالتوفيق ولوالدي بالرحمة والمغفرة
 
وهذا التقرير اضافة لأخذ نظرة أشمل

تقرير أوروبي: «قاعدة المغرب الإسلامي» ظاهرة جزائرية
حث الاتحاد الأوروبي على دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي.. والتشيع الراديكالي أكبر تحدي للمنطقة​
لندن: حاتم البطيوي
اعتبر تقرير أوروبي، صدر حديثا في بروكسل، أن ظاهرة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، هي ظاهرة جزائرية في الأساس. وقال التقرير، الذي أعده «معهد توماس مور للبحث الأوروبي» في بروكسل، إن عمليات التنظيم شهدت تراجعا منذ عام 2008 مقارنة مع العنف الذي عرفته المنطقة ما بين 2001 و2008، رغم التحاق بعض المقاتلين التونسيين والموريتانيين والليبيين بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وأشار التقرير، الذي أشرف عليه فاعلون ميدانيون ومتخصصون في شؤون المنطقة، إلى «تراجع مراكز ثقل الإرهاب بالمنطقة إلى الجنوب بشكل مثير للقلق»، مؤكدا استفادة الحركات الجهادية من ثغرات الحدود، وانتشار التهريب بجميع أنواعه، وضعف بعض الدول، لتستقر في منطقة الساحل والصحراء، ابتداء من المناطق شبه الجافة بالسنغال إلى أجزاء من موريتانيا ومالي والنيجر.
واعتبر التقرير، الذي حمل عنوان «من أجل أمن مستدام بالمنطقة المغاربية: فرصة للمنطقة، التزام للاتحاد الأوروبي»، ظهور المذهب الشيعي الراديكالي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، أكبر تحدٍّ أمني يواجه المنطقة على المدى القصير والمتوسط.
ووصف التقرير العلاقات بين أوروبا والمنطقة المغاربية بأنها معقدة ومتعددة الأبعاد، وأحيانا عاطفية، وغنية بتاريخ وبمصالح مشتركة.
وذكر التقرير أن ضفّتَي المتوسط مدعوتان إلى إعادة التفكير في أسس التعاون بينهما لمواجهة بعض التحديات المتمثلة في التنمية الاقتصادية، والاستقرار الإقليمي، ومحاربة الإرهاب، والهجرة، والتنمية المستدامة. وأوضح التقرير أنه أمام التحولات التي تمس المجتمعات المغاربية، ورهانات الأمن وفرص الاندماج الإقليمي والتعاون الأورو - مغاربي، يجب أن يكون الهدف هو بزوغ أمن مستدام يعود بالنفع على الاتحاد الأوروبي وأعضائه وعلى بلدان المنطقة المغاربية وشعوبها، على حد سواء.
وأضاف التقرير أنه تحت الأثر الرباعي للتنمية الاقتصادية المعولمة، وساكنة تتشكل غالبيتها من الشباب، وظاهرة الهجرة، التي تشمل المنطقة المغاربية والساحل بأكملهما، وكذا التحرك، الذي ما زال خجولا، للإصلاحات السياسية والاجتماعية، فإن المجتمعات المغاربية توجد اليوم في ذروة التحولات.
ويتخذ هذا المسلسل الإيجابي عموما، كما يقول التقرير، أشكالا مختلفة في كل بلد من البلدان الخمسة في المنطقة: موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا. لكنه مع ذلك، كما يضيف التقرير، يبقى هشا، ويجب أن يحظى بأكبر قدر من الاهتمام لدى السلطات السياسية، لتجنب خطر إثارة سخط الشعوب الذين لهم طموح مشروع في مستقبل أكثر أمانا.
ودعا التقرير الاتحاد الأوروبي إلى البحث عن سبل التزام أكثر تفاعلية في المنطقة، خصوصا في ما يتعلق بالقضايا الحساسة المتعلقة بحقوق الإنسان، والتحكم في تدفق الهجرة. وأنه إذا كان يشجع بالفعل البلدان المغاربية على تعزيز الديمقراطية كعامل للاستقرار والتنمية، فإنه يمكنه الانخراط أكثر في الحوار داخل المنطقة المغاربية في مجال حقوق الإنسان والحريات المدنية، من خلال التشجيع، على سبيل المثال، على إحداث إطارات للتفكير والتبادل بين النخب المغاربية.
وفي سياق ذلك، يرى التقرير أن رهان الهجرة، الذي يمتد إلى منطقة الساحل، يشكل أيضا مجالا لتعاون يجب تعميقه، مشيرا إلى أن سياسة الاتحاد الأوروبي للتحكم في تدفق المهاجرين لا يمكن أن تقتصر فقط على الحدود الشمالية للمغرب العربي.
وذكر التقرير أن تعزيز دور الوكالة الأوروبية لتدبير التعاون العملي في الحدود الخارجية «فرونتيكس» في مجموع المنطقة، بما في ذلك فتح مكاتب إقليمية، وتوفير وسائل خاصة، يعد طريقا جيدا في هذا الاتجاه. كما أن تكثيف جهود تنسيق سياسات المساعدة الإنمائية في اتجاه بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، التي تعد مصدرا للهجرة، بين الاتحاد الأوروبي والدول المغاربية، طريق آخر لا يجب إهماله. وأوضح التقرير أن الأمن بمنطقة المنطقة المغاربية، يستحقُّ هو الآخر، مقاربة جديدة ورؤية موسعة، باعتبار أن تطوراته الأخيرة المتمثلة في تحولات الإرهاب، وتطور الجريمة، وعدم إيجاد حلول للتوترات بين الدول، تستدعي من جميع الفاعلين (المحليين، والإقليمين، والعالميين) فهم هذه الإشكاليات والتحولات التي تعرفها في شموليتها وعبر التفاعل في ما بينها.
ويرى التقرير أن الاتحاد الأوروبي، بحكم قربه الجغرافي والروابط التي تجمعه بالمغرب العربي، يجب أن يشعر بأنه منخرط بشكل خاص بسبب هذه الرهانات، مشيرا إلى أنه إذا كان التعاون موجودا سلفا في مجال محاربة الإرهاب والأشكال الجديدة للجريمة الناشئة، فإنه ينبغي العمل بلا كلل من أجل تعزيز هذا التعاون وإدماجه من الآن فصاعدا للبعد المغاربي - الساحلي الموسع. لكن إذا كانت مواصلة محاربة الأنشطة الإجرامية، يجب أن تكون بشكل صارم، فإن الهدف من تحقيق تنمية وأمن مستدامين يقتضي، بالموازاة مع ذلك، مواجهة أسباب المشكلة المتمثلة في الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية العميقة، والبطالة التي يعاني منها السكان، والتي تحرم فئة الشباب من آفاق حقيقية.
ويرى التقرير أن تجفيف قنوات التجنيد في الشبكات الإجرامية والمجموعات الإرهابية، على حد سواء، لن يتم في نهاية المطاف إلا من خلال إعطاء الأمل في النجاح الاجتماعي للشباب.
إن رهانات الأمن، كما يقول التقرير، تستدعي أيضا التعزيز المتين للتعاون الإقليمي، الذي على الاتحاد الأوروبي دعمه وضمان استمراريته، مشيرا إلى أن الجميع يدرك الكوابح التي تشكلها بعض التوترات بين الدول أمام تطوير هذا التعاون الضروري، ضمنها نزاع الصحراء، الذي يعود إلى أكثر من 30 سنة، غير أن كلفته بالنسبة إلى الشعوب والبلدان المعنية ومجموع المنطقة، كما يقول التقرير، يجب أن تقنع الفاعلين بالبحث أخيرا عن حل سياسي متشاور بشأنه لهذا النزاع.
وحسب التقرير، يعتبر غالبية الملاحظين أن مقترح الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب عام 2007، هو الخيار الوحيد ذو المصداقية للخروج من الأزمة، ويشكل، شريطة مواصلة الاستماع لجميع الفاعلين، أرضية لنقاش أكثر واقعية من أجل مواصلة وتعميق المفاوضات الجارية تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة.
واعتبر التقرير المقترح المغربي «بديلا ذا مصداقية لتصلب المواقف المبدئية»، ويحفظ ماء وجه الجميع.
وحث التقرير الاتحاد الأوروبي على «دعم» المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالصحراء، باعتبارها «الخيار الواقعي الوحيد» للخروج من الأزمة، كما حث الاتحاد على دعم المفاوضات المباشرة بين أطراف النزاع، بما في ذلك إشراك الجزائر.
واعتبر التقرير القضية الشمولية لإغلاق الحدود بين الجزائر والمغرب، هي السبب الرئيسي في تعثر التنمية في المنطقة منذ عشرات السنين، ويجب أن تطرح أيضا، ويمكن أن تكون موضوع اهتمام خاص من لدن الاتحاد الأوروبي، في إطار سياسة دعم اندماج إقليمي.
وأبرز التقرير أن غياب التعاون بين البلدان المغاربية والاندماج الإقليمي، الذي يؤدي إلى وضعية «غياب الكيان المغاربي»، يشكل إحدى نقط الضعف الأساسية للمنطقة.
 
ربي يعاونك خو
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top