ابن الجزائر العميقة
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 21 أوت 2010
- المشاركات
- 30
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 2
بسم الله الرحمن الرحيم.
في عالمنا الحديث يلعب الإنتاج بشتى أنواعه علميا كان أو أدبيا دورا محوريا في الحياة اليومية للفرد في شتى المجتمعات، حيث يحرك هذا الإنتاج عجلة الحياة و يسهلها و يطورها كذلك، و من هنا لا يمكن نكران الأهمية التي يكتسيها هذا الموضوع.
شخصيا أقسم الإنتاج إلى نوعين، أولهما الإنتاج الرتيب و هو الإنتاج اليومي فمثلا عامل في مصنع ينتج نفس القطع يوميا و البناء يبني بنايات مختلفة و لكن وفقا لنفس الأسس و المعايير هذا الإنتاج فعال في تطوير البنى التحتية للمجتمع، حيث أن الكفاءات المحصل عليها تخدم المجتمع للوصول به إلى حياة أرقى، الرتابة في نظري هي أن تقوم بنفس العمل لسنوات و هنا أتينا بحل الترقية فالعامل مع عامل الخبرة يرقى إلى رئيس ورشة و البناء كذلك و هكذا دواليك، و لكن أليست الترقية هي شكل من أشكال تكريس الرتابة، أو لنقل رتابة مقنعة، كيف لا و أنت ترقيت إلى منصب كان يشغله غيرك يقوم بنفس العمل الذي ستقوم به أنت فالعمل لم يتغير و لكن الأشخاص الممارسين لهذا العمل هم من طرأ عليهم التغيير، فقد نمضي سنون حياتنا كلها في العمل و الترقي من منصب إلى آخر دون الخروج من دائرة الرتابة لأنه أولا و آخرا نحن نشغل مهنة قد شغلها أشخاص قبلنا.
قلة من الناس من تستطيع كسر هاته الرتابة و خلق أمور جديدة في المهنة أسمي هؤلاء المنتجون بإبداع أو المبدعون، هؤلاء الناس هم من يستطيعون التأثير في محيطهم بإيجاب فمثلا العامل المبدع هو الذي يأتي بفكرة لتقليص طول خط الإنتاج أو سلسلة التركيب و البناء المبدع هو من يستطيع أن يأتي بأفكار جديدة عن البناء، هؤلاء و هؤلاء هم الصفوة التي يمكنها قيادة المجتمعات بواسطتها، كيف لا و كما يقال بالإنجليزية هم الناس الذين يفكرون خارج الصندوق (thinking out of the box) بمعنى آخر يفكرون خارج الأطر المرسومة لهم.
التفكير خارج الصندوق أسلوب قائم بحد ذاته، لنعد إلى الخلف قليلا و نرى أشخاصا كان دأبهم التفكير خارج الصندوق و لعل أشهرهم ممن أبهرني بأسلوبه "ألبرت آينشتاين"، فهذا العبقري، مثال بسيط على ذلك، سرعة الضوء 300 ألف كم/ثا لا يمكن أن تزيد على هذا، يعتبر هذا مبدأ متعارف عليه لدى جميع الفيزيائيين، آينشتاين سأل سؤالا للوهلة الأولى في غاية الغباء هو كالتالي "إذا كانت سيارة تتحرك بسرعة 60 كم/سا و قام بإشعال أنوار السيارة، فا هي سرعة ضوء السيارة، قد يقول البعض منا أنها تتخطى 300 ألف كم/ثا، أقول خطأ لأن المتعارف عليه أنه لا يمكن تخطي سرعة 300 ألف كم/ثا، هنا تبدأ التساؤلات الصعبة بالظهور لندرك العبقرية التي امتلكها آينشتاين، كيف للضوء أن يعدل (أو يخفض) من سرعته ليبقى عند الحاجز المتعارف عليه، لا أحد منا يستطيع الإجابة، آينشتاين ذهب أبعد من هذا في تساؤلاته و يسأل، نظريا لدينا شعاع سرعته مساوية لسرعة الضوء، نثبت عليه مصباح فما هي سرعة ضوء المصباح، منطقيا سرعة ضوء المصباح هي 300000 كم/ثا2، إلا أن هذا خطأ أيضا فالسرعة لا يمكن أن تتجاوز الحاجز المحدد لها، هنا نرى أسلوب التفكير خارج الصندوق و خلق الحلول في حلة عدم إيجادها، يقول ألبرت آينشتاين إن ضوء المصباح إتخذ له مسارا لولبيا مما جعله يعدل سرعته لتبقى عند الحاجز المرسوم لها، و بما أن الضوء سرعته ثابتة أن مساره اللولبي يكون في الزمن حيث أنه يقوم بعمل مد الوقت لأجل أن يبقي على سرعته ثابتة، من هنا يستنتج ألبرت آينشتاين أن الضوء يتخذ مسارا لولبيا من أجل الحفاظ على سرعته، من هاته الفكرة أقر آينشتاين بإمكانية السفر عبر الزمن "نظريا"، صراحة لو أعيش ألف سنة لن أفكر في سؤال مثل الذي سأله آينشتاين، و لو عشت عشرة آلاف سنة فلن أجد إجابة مثل التي أوجدها، و لكن أدرك تمام الإدراك أن الذي خلق أينشتاين يمكن أن يخلق من هو أذكى منه. و لكن علينا أن نبدل الذهنيات و نتوقف عن التفكير الرتيب، فكم من موقف في حياتنا أتينا بحلول أدهشت الآخرين.
الإنتاج بإبداع هو أسلوب فكري متكامل يتطلب خصائص بسيطة تتوافر في عامة الناس و لكن ببساطة لا يتم استغلالها استغلالا حسنا، يتطلب في بادئ الأمر دقة الملاحظة، فدقة الملاحظة هي أساس كل إبداع و اكتشاف، يحتاج أيضا الخبرة التي هي مفتاح التطور فمجموع الخبرات التي يكونها الفرد في مهنته تؤهله لأن يشغل منصبا مهمته هي الإبداع، ضف إلى هذا الصبر و المثابرة، فكل ما سبق لا يمكن أن ينجح بدون مثابرة و صبر و لنا في توماس أديسون خير مثال حينما كان بصدد اختراع المصباح الكهربائي "قمت بتسعمائة و تسع و تسعون تجربة فاشلة حتى نجحت في الألف"، إديسون الذي طرد من المدرسة في الصف السادس لأنه –حسب معلمه- يسأل أسئلة غبية.
الإنتاج بإبداع هو تدرب و تطوير مستمر للذات، فليتخذ كل منا مجال تخصصه و ليحاول العمل وفقا لهاته الذهنية و سنرى الكم الهائل من الإنتاج الذي نحصله نتيجة لهذا، فالمحامي في مجاله يحدد نقاط ضعف القانون ويؤلفها في مؤلف ليتدارسه طلبة الجامعات، و من طلبة الجامعة من سيكون في الغد قاضيا أو وزيرا يأخذ بما كتبت و يراه عين الصواب، و الاقتصادي يبدع ليأتينا بفكرة اقتصادية مغايرة تنتشلنا من الأزمات، و كل على حسب مجاله فلا العلم انتهى و لا الإبداع توقف عند من سبقونا و لكن الاجتهاد و الإمعان في التفكير هو السبيل الوحيد لتحقيق ما نصبو إليه .
Written by :Me
في عالمنا الحديث يلعب الإنتاج بشتى أنواعه علميا كان أو أدبيا دورا محوريا في الحياة اليومية للفرد في شتى المجتمعات، حيث يحرك هذا الإنتاج عجلة الحياة و يسهلها و يطورها كذلك، و من هنا لا يمكن نكران الأهمية التي يكتسيها هذا الموضوع.
شخصيا أقسم الإنتاج إلى نوعين، أولهما الإنتاج الرتيب و هو الإنتاج اليومي فمثلا عامل في مصنع ينتج نفس القطع يوميا و البناء يبني بنايات مختلفة و لكن وفقا لنفس الأسس و المعايير هذا الإنتاج فعال في تطوير البنى التحتية للمجتمع، حيث أن الكفاءات المحصل عليها تخدم المجتمع للوصول به إلى حياة أرقى، الرتابة في نظري هي أن تقوم بنفس العمل لسنوات و هنا أتينا بحل الترقية فالعامل مع عامل الخبرة يرقى إلى رئيس ورشة و البناء كذلك و هكذا دواليك، و لكن أليست الترقية هي شكل من أشكال تكريس الرتابة، أو لنقل رتابة مقنعة، كيف لا و أنت ترقيت إلى منصب كان يشغله غيرك يقوم بنفس العمل الذي ستقوم به أنت فالعمل لم يتغير و لكن الأشخاص الممارسين لهذا العمل هم من طرأ عليهم التغيير، فقد نمضي سنون حياتنا كلها في العمل و الترقي من منصب إلى آخر دون الخروج من دائرة الرتابة لأنه أولا و آخرا نحن نشغل مهنة قد شغلها أشخاص قبلنا.
قلة من الناس من تستطيع كسر هاته الرتابة و خلق أمور جديدة في المهنة أسمي هؤلاء المنتجون بإبداع أو المبدعون، هؤلاء الناس هم من يستطيعون التأثير في محيطهم بإيجاب فمثلا العامل المبدع هو الذي يأتي بفكرة لتقليص طول خط الإنتاج أو سلسلة التركيب و البناء المبدع هو من يستطيع أن يأتي بأفكار جديدة عن البناء، هؤلاء و هؤلاء هم الصفوة التي يمكنها قيادة المجتمعات بواسطتها، كيف لا و كما يقال بالإنجليزية هم الناس الذين يفكرون خارج الصندوق (thinking out of the box) بمعنى آخر يفكرون خارج الأطر المرسومة لهم.
التفكير خارج الصندوق أسلوب قائم بحد ذاته، لنعد إلى الخلف قليلا و نرى أشخاصا كان دأبهم التفكير خارج الصندوق و لعل أشهرهم ممن أبهرني بأسلوبه "ألبرت آينشتاين"، فهذا العبقري، مثال بسيط على ذلك، سرعة الضوء 300 ألف كم/ثا لا يمكن أن تزيد على هذا، يعتبر هذا مبدأ متعارف عليه لدى جميع الفيزيائيين، آينشتاين سأل سؤالا للوهلة الأولى في غاية الغباء هو كالتالي "إذا كانت سيارة تتحرك بسرعة 60 كم/سا و قام بإشعال أنوار السيارة، فا هي سرعة ضوء السيارة، قد يقول البعض منا أنها تتخطى 300 ألف كم/ثا، أقول خطأ لأن المتعارف عليه أنه لا يمكن تخطي سرعة 300 ألف كم/ثا، هنا تبدأ التساؤلات الصعبة بالظهور لندرك العبقرية التي امتلكها آينشتاين، كيف للضوء أن يعدل (أو يخفض) من سرعته ليبقى عند الحاجز المتعارف عليه، لا أحد منا يستطيع الإجابة، آينشتاين ذهب أبعد من هذا في تساؤلاته و يسأل، نظريا لدينا شعاع سرعته مساوية لسرعة الضوء، نثبت عليه مصباح فما هي سرعة ضوء المصباح، منطقيا سرعة ضوء المصباح هي 300000 كم/ثا2، إلا أن هذا خطأ أيضا فالسرعة لا يمكن أن تتجاوز الحاجز المحدد لها، هنا نرى أسلوب التفكير خارج الصندوق و خلق الحلول في حلة عدم إيجادها، يقول ألبرت آينشتاين إن ضوء المصباح إتخذ له مسارا لولبيا مما جعله يعدل سرعته لتبقى عند الحاجز المرسوم لها، و بما أن الضوء سرعته ثابتة أن مساره اللولبي يكون في الزمن حيث أنه يقوم بعمل مد الوقت لأجل أن يبقي على سرعته ثابتة، من هنا يستنتج ألبرت آينشتاين أن الضوء يتخذ مسارا لولبيا من أجل الحفاظ على سرعته، من هاته الفكرة أقر آينشتاين بإمكانية السفر عبر الزمن "نظريا"، صراحة لو أعيش ألف سنة لن أفكر في سؤال مثل الذي سأله آينشتاين، و لو عشت عشرة آلاف سنة فلن أجد إجابة مثل التي أوجدها، و لكن أدرك تمام الإدراك أن الذي خلق أينشتاين يمكن أن يخلق من هو أذكى منه. و لكن علينا أن نبدل الذهنيات و نتوقف عن التفكير الرتيب، فكم من موقف في حياتنا أتينا بحلول أدهشت الآخرين.
الإنتاج بإبداع هو أسلوب فكري متكامل يتطلب خصائص بسيطة تتوافر في عامة الناس و لكن ببساطة لا يتم استغلالها استغلالا حسنا، يتطلب في بادئ الأمر دقة الملاحظة، فدقة الملاحظة هي أساس كل إبداع و اكتشاف، يحتاج أيضا الخبرة التي هي مفتاح التطور فمجموع الخبرات التي يكونها الفرد في مهنته تؤهله لأن يشغل منصبا مهمته هي الإبداع، ضف إلى هذا الصبر و المثابرة، فكل ما سبق لا يمكن أن ينجح بدون مثابرة و صبر و لنا في توماس أديسون خير مثال حينما كان بصدد اختراع المصباح الكهربائي "قمت بتسعمائة و تسع و تسعون تجربة فاشلة حتى نجحت في الألف"، إديسون الذي طرد من المدرسة في الصف السادس لأنه –حسب معلمه- يسأل أسئلة غبية.
الإنتاج بإبداع هو تدرب و تطوير مستمر للذات، فليتخذ كل منا مجال تخصصه و ليحاول العمل وفقا لهاته الذهنية و سنرى الكم الهائل من الإنتاج الذي نحصله نتيجة لهذا، فالمحامي في مجاله يحدد نقاط ضعف القانون ويؤلفها في مؤلف ليتدارسه طلبة الجامعات، و من طلبة الجامعة من سيكون في الغد قاضيا أو وزيرا يأخذ بما كتبت و يراه عين الصواب، و الاقتصادي يبدع ليأتينا بفكرة اقتصادية مغايرة تنتشلنا من الأزمات، و كل على حسب مجاله فلا العلم انتهى و لا الإبداع توقف عند من سبقونا و لكن الاجتهاد و الإمعان في التفكير هو السبيل الوحيد لتحقيق ما نصبو إليه .
Written by :Me