- إنضم
- 30 أفريل 2009
- المشاركات
- 2,298
- نقاط التفاعل
- 164
- النقاط
- 79
البارحة توفيّ عمي رابح رحمه الله و اسكنه فسيح جناته, و ان كنت هنا ما جئت لانعيه في ركن التعازي و لا لاستقبال عبارات التواسي, الا اني جئتكم لعلي أأبنه بكلمات خارجة من القلب و صادق عليها العقل و هو يرفع قبعته امام هذا الرجل العظيم.
رجل عظيم فعلا فمن يرى النا س التي جاءت معزية له و من يبصر الكم الهائل للرجال الذين مشوا في جنازيه لا يصدق انهم أتوا لهكذا انسان بسيط في معيشته كبير في اخلاقه
عمي رابح جارنا في الحي, رجل في العقد السادس من العمر موظف متقاعد من البلدية, لم يكن صاحب سيارات و لا عقارات ما كان مسؤولا كبيرا و لا ينتمي الا اي حزب من الاحزاب السياسية, الا انه كان صاحب اكبر وكالة كرم في الوجود يعطي بلا حساب, عنده للكبير حق و للصغير حق , للعاقل و المجنون
, كان مسؤولا في تصرفاته فلا تجده الا متبسما لا ظحكة مجلجلة و يأس في الحياة و كأن اعتدال المشاعر قالب صبّ عليه صبا, كان ينتمي لحزب الرحمة, فهو من يحرس الحي و هو من يتفقد الكل و ان حدث و ان غاب احد الجيران تراه فورا يتجه يسأل اهله و في فمه دائما ما يكون غير الخير
كان مليئا بحكمة الاباء و مشبعا بحنان الامهات, فمن يراه بين جموع الاطفال يلاعبهم يحسبه ممن حرموا الخلفة و هو الذي لديه 5 اولاد ما شاء الله
عجبت لكثرة الذين حضروا جنازته فسألت والدي فرد عليّ رابح ربي يرحمو ما ترك مريضا لم يعده , ما تخلف يوما عن عزاء, في الاعراس دائما حاضرا ببندقيته التي سماها مسعودة, ان دق عليك الباب يوم العيد فاعلم انه رابح و ان دققت بابه لشيء تريده لم يتوانى و حينا يهرع معك و لو يخفف عليك بكلمة ''أولايله''
رجل حقا انا شخصيا احلم ان اكون مثله و ان يمنّ الله علينا بكل هذه المكارم و الفضائل.
كم جميل ان نكون من طينة الصبورين للبلاء الشاكرين للرخاء, المؤازرين للاخوة و الرفقاء, أن نعطي و لا نفكر في المقابل, أن تكون أعمالنا خالصة لوجه الله الكريم فالحياة ما هي الا ثولني معدودة السعيد فيها من اغتنمها بصالح الاعمال حتى و ان حانت ساعته يشكوا ورثتنا اي القاعات تكفي لتستوعب انفار المعزين كما حدث في بيت عمي رابح رحمه الله
كم جميلا ان نكون كبارا