من باريس، قبلة الغرب ووجه الحضارة الأوربية، أبعث لكم هذا الكتاب بحبر دم جزائري وهو ينقل وجهه بين شوارعها الضيقة كفراشة هائمة، فلا يتغير لونه الأسمر رغم غياب الشمس، وجسده الهلالي لا يحول ولا يتعب رغم ثقل الغربة ووجع الكلمات التي تمطر من أفواه هذا البلد..جسد لا يتعب لأن عظامه الصلبة تغذت من طين الجزائر، ومن لبن نساء يحملن صدق الأنوثة لا زيفها.. لكل فرد جزائري يرتدي برنس ابن باديس الطاهر، ويحفظ حروف الأمير عبد القادر الذهبية الموشومة علي جبين الجزائر بحبر من نور ..لفرد جزائري تغذي من تراب الوطن في صباه، وهو يلعب، أقول : لن ننس هذا الوطن لأنه يسكن فينا كما يسكن الدم في العروق.. وجهي الأسمر الهائم بين متاحف باريس يتأمل تلك التماثيل الحجرية التي عجنت وطنا لا ينام.. لا أنس أهرامنا وابن باديس والامير عبد القادر وغيرهم ..هؤلاء الذين أهدوا لنا وطنا تزوره الشمس.. أذكرك يا وطنا زاره التاريخ فأحسنت ضيافته ..أذكرك يا وطن الحب، يا وجه الصفاء، يا لغة السلام، يا منبع الكبرياء، يا عربي الأسماء.. كن وطنا اسمه الجزائر يعرفك الخلود…