الفرق بين فراسة المؤمن والحاسة السادسة

sosok7

:: عضو مُشارك ::
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع:

ماهو الفرق بين فراسة المؤمن والحاسة السادسة؟
هل هما شى واحد والفرق ان الاول مصطلح دينى والاخر طبى؟
كيف ننمى فراسة المؤمن؟

والفِراسة من التفرس بالشيء، كالتوسم، وهي خاطر يهجم على القلب، ويثب عليه وثوب الأسد على فريسته. هذا أصل اشتقاقها، وهي أنواع متعددة، وتختلف باختلاف الأشخاص، والأحوال، وقوة القلب، وصفائه، وقوة الإيمان، وضعفه، ومنها ما يتعلق بالمتفرس خاصة، ومنها فراسة الحكام والولاة لاستخراج الحقوق لأربابها، وقمع الظلمة.

وقد ذكر ابن القيم ـ رحمه الله ـ في "الطرق الحكمية" من أنواع الفراسة وأفرادها أشياء عجيبة. وقال في "تاج العروس شرح القاموس"[3]: والفراسة ـ بالكسر ـ اسم من التفرس، وهو التوسم، يقال: تفرس فيه الشيء إذا توسمه. وقال ابن القطاع: الفراسة بالعين إدراك الباطن، وبه فسر الحديث: (اتقوا فراسة المؤمن؛ فإنه ينظر بنور الله). وقال الصاغاني: لم يثبت، قال ابن الأثير يقال بمعنيين: أحدهما: ما دل ظاهر الحديث عليه، وهو ما يوقعه الله تعالى في قلوب أوليائه؛ فيعلمون أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات، وإصابة الظن، والحدس. والثاني: نوع يعلم بالدلائل، والتجارب، والخلق ، والأخلاق، فتعرف به أحوال الناس، وللناس فيه تآليف قديمة وحديثة.

وقال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ في "مدارج السالكين" في الكلام على الفراسة: قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ}... فإن الناظر متى نظر في آثار ديار المكذبين، ومنازلهم، وما آل إليه أمرهم، أورثه ذلك فراسة، وعبرة، وفكرة. وقال تعالى في حق المنافقين: {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} [محمد: 30]، فالأول: فراسة النظر والعين، والثاني: فراسة الأذن والسمع. وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يقول: علق معرفته إياهم بالنظر على المشيئة، ولم يعلق تعريفهم بلحن خطابهم على شرط، بل أخبر به خبرًا مؤكدًا بالقسم، فقال: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}، وهو تعريض الخطاب، وفحوى الكلام، ومغزاه. واللحن ضربان: صواب، وخطأ، فلحن الصواب: نوعان: أحدهما: الفطنة، ومنه الحديث (ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض) والثاني: التعريض والإشارة، وهو قريب من الكناية.


والثالث: فساد المنطق في الإعراب. وحقيقته تغيير الكلام عن وجهه، إما إلى خطأ، وإما إلى معنى لم يوضع له اللفظ... فإن معرفة المتكلم، وما في ضميره من كلامه أقرب من معرفته بسيماه، وما في وجهه. فإن دلالة الكلام على قصد قائله وضميره أظهر من السيماء المرئية. والفراسة تتعلق بالنوعين: بالنظر والسماع. وفي الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اتقوا فراسة المؤمن؛ فإنه ينظر بنور الله) ، ثم تلا قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ}.

والفراسة ثلاثة أنواع:

الفراسة الاولى: إيمانية , وسببها نور يقذفه الله في قلب عبده، يفرق به بين الحق والباطل، ... والصادق والكاذب. وحقيقتها أنها خاطر يهجم على القلب، ينفي ما يضاده، يثب على القلب وثوب الأسد على الفريسة، ... وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان، فمن كان أقوى إيمانا، فهو أحد فراسة،... وقال عمرو بن نجيد: كان شاه الكرماني حاد الفراسة لا يخطئ، ويقول: من غض بصره عن المحارم، وأمسك نفسه عن الشهوات، وعمر باطنه بالمراقبة، وظاهره باتباع السنة، وتعود أكل الحلال، لم تخطئ فراسته... وقال ابن مسعود[6] ـ رضي الله عنه ـ أفرس الناس ثلاثة: العزيز في يوسف، حيث قال لامرأته: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً} [يوسف: 21]، وابنة شعيب حين قالت لأبيها في موسى: {اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26]، وأبو بكر في عمر ـ رضي الله عنهما ـ حيث استخلفه، وفي رواية أخرى: وامرأة فرعون، حين قالت: {قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً} [القصص: 9].
وكان الصديق ـ رضي الله عنه ـ أعظم الأمة فراسة، وبعده عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ووقائع فراسته مشهورة، فإنه ما قال لشيء: (أظنه كذا)، إلا كان كما قال، ويكفي في فراسته موافقته ربه في المواضع المعروفة...
وأصل هذا النوع من الفراسة من الحياة والنور، اللذين يهبهما الله لمن يشاء من عباده؛ فيحيا القلب بذلك، ويستنير؛ فلا تكاد فراسته تخطئ. قال الله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام: 122]....

الفراسة الثانية: فراسة الرياضة، والجوع، والسهر، والتخلي. فإن النفس إذا تجردت عن العوائق صار لها من الفراسة والكشف بحسب تجردها، وهذه فراسة مشتركة بين المؤمن والكافر، ولا تدل على إيمان ولا على ولاية، وكثير من الجهال يغتر بها، وللرهبان فيها وقائع معلومة، وهي فراسة لا تكشف عن حق نافع، ولا عن طريق مستقيم، بل كشفها جزئي، من جنس فراسة الولاة، وأصحاب تعبير الرؤيا، والأطباء، ونحوهم. وللأطباء فراسة معروفة، من حذقهم في صناعتهم، ومن أحب الوقوف عليها، فليطالع تاريخهم، وأخبارهم. وقريب من نصف الطب فراسة صادقة، يقترن بها تجربة...

الفراسة الثالثة: الفراسة الخلقية، وهي التي صنف فيها الأطباء وغيرهم واستدلوا بالخلق على الخُلق؛ لما بينهما من الارتباط الذي اقتضته حكمة الله، كالاستدلال بصغر الرأس الخارج عن العادة على صغر العقل، وبكبره، وبسعة الصدر، وبُعْد ما بين جانبيه على سعة خلق صاحبه، واحتماله، وبسطته، وبضيقه على ضيقه، وبجمود العين وكلال نظرها على بلادة صاحبها، وضعف حرارة قلبه، وبشدة بياضها مع إشرابه بحمره ـ وهو الشكل ـ على شجاعته، وإقدامه، وفطنته، وبتدويرها مع حمرتها وكثرة تقلبها على خيانته، ومكره، وخداعه. ومعظم تعلق الفراسة بالعين؛ فإنها مرآة القلب، وعنوان ما فيه، ثم باللسان؛ فإنه رسوله وترجمانه. وبالاستدلال بزرقتها مع شقرة صاحبها على رداءته، وبالوحشة التي ترى عليها على سوء داخله وفساد طويته، وكالاستدلال بإفراط الشعر في السبوطة على البلادة، وبإفراطه في الجعودة على الشر، وباعتداله على اعتدال صاحبه.

وأصل هذه الفراسة أن اعتدال الخِلقة والصورة هو من اعتدال المزاج والروح، وعن اعتدالها يكون اعتدال الأخلاق والأفعال، وبحسب انحراف الخلقة والصورة عن الاعتدال يقع الانحراف في الأخلاق والأعمال، هذا إذا خُليت النفس وطبيعتها...

وفراسة المتفرس تتعلق بثلاثة أشياء: بعينه، وأذنه، وقلبه. فعينه للسيماء والعلامات. وأذنه للكلام، وتصريحه وتعريضه، ومنطوقه ومفهومه، وفحواه وإشارته، ولحنه وإيمائه، ونحو ذلك. وقلبه للعبور والاستدلال من المنظور والمسموع إلى باطنه وخفيه، فيعبر إلى ما وراء ظاهره، كعبور النقاد من ظاهر النقش والسكة إلى باطن النقد، والاطلاع عليه، هل هو صحيح أو زغل، وكذلك عبور المتفرس من ظاهر الهيئة والدل إلى باطن الروح والقلب، فنسبة نقده للأرواح من الأشباح كنسبة نقد الصيرفي، ينظر للجوهر من ظاهر السكة والنقد...


أسباب الفراسة


وللفراسة سببان:
أحدهما: جودة ذهن المتفرس، وحدة قلبه، وحسن فطنته.

والثاني: ظهور العلامات والأدلة على المتفرس فيه. فإذا اجتمع السببان، لم تكد تخطئ للعبد فراسة، وإذا انتفيا لم تكد تصح له فراسة، وإذا قوي أحدهما وضعف الآخر كانت فراسته بين بين.
وكان إياس بن معاوية من أعظم الناس فراسة، وله الوقائع المشهورة، وكذلك الشافعي ـ رحمه الله ـ وقيل: إن له فيها تآليف. ولقد شاهدت من فراسة شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ أمورًا عجيبة، وما لم أشاهده منها أعظم وأعظم. ووقائع فراسته تستدعي سفرًا ضخمًا... إلى آخر كلام ابن القيم في "مدارج السالكين



من فوائد الفراسة :

1- الانتفاع بالمواعظ ، والاستفادة من الحوادث والعبر ، قال تعالى – بعدأن ذكر قصة إهلاك قوم لوط - ( انَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ )الحجر 75 أي : الناظرين المتفرسين المتفكرين المعتبرين .
2- دقة الحكم بين الناس وخاصة من القضاة ، وحفظ الحقوق ، وتحقيقا لمصالح العامة ، التي يهدف الشرع إلى تحقيقها. انظر : الطرق الحكمية ، لابن القيم : 32 ، 33 ، 37
3- تولية الأكفاء في رعاية مصالح الأمة .
4- توقع الأحداث قبل وقوعها ، فتؤخذ لها العدة والحيطة ، فتُتّقى الشروروتدفع المفاسد .


الحاسة السادسة :


أما الحاسة السادسة ويسمونها حاسة الإحساس الفذ أو الإحساس المسبق وهو التنبؤ.... كما أن هناك أشخاصا عندهم قدرة علي قراءة أفكار الاخرين وخواطرهم

هل الحاسة السادسة حقيقية؟

منذ أيام الحادثة الشهيرة بين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب والقائد سارية، والعلماء يبحثون عن هذه الظاهرة. يقال إن الخليفة عمر كان على المنبر عندما قال كلاما لم يفهمه المصلون، فقد قال: يا سارية الجبل.

وفسر الخليفة ذلك بأنه رأى الأعداء يستعدون للهجوم على القوات الإسلامية فنادى القائد، والغريب أن القائد قد استمع إلى عمر ونفذ الأمر ونجحت القوات الإسلامية.

إذن عمر رأى ما لم يره أحد، وسارية سمع ما لم يسمعه أحد، فعمر رأى عن بعد، وسارية سمع عن بعد، وهذه الظاهرة يسمونها في علم النفس: توارد الخواطر، أو التلبثة، أو التخاطر.

.

لقد رصدت جامعة كمبريدج مليون جنيه لأحد الباحثين ليدرس هل هناك حاسة سادسة، هل هذا صحيح، ولكن لماذا؟ ما الذي في العقل يجعل الإنسان يشعر بما لا يشعر به غيره، ولماذا بعض العميان يتفادون الاصطدام بأشياء لا يرونها.. لماذا الأعمى عنده بصيرة؟!

الأستاذ الباحث اسمه شيلدربك له موقع على الإنترنت ويطلب ممن يلمس في نفسه هذه القدرة أن يتصل به ليساعده على معرفة أين تكمن الحاسة السادسة ولماذا؟ وهل من الممكن تزويد الناس بها، وهل كانت قديمة ولم يعد الإنسان الحديث في حاجة إليها، فضعفت حتى تلاشت؟!

إن الحاسة السادسة مذكورة في القرآن كما في قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع النمل . وهي موجودة لدى الإنسان والحيوان الذي يفزع ويهرب قبل وقوع الزلزال. وهي حالة روحانية بين الكائن الحي وربه ، يصعب تفسيرها علميا.



الحاسة السادسة...منحة ربانية

إن ثمة أمراً عجيباً يباغتنا حينما نتعرض للخطر، وهو ظهور فجائي لقوة خارقة تقذف بنا بعيداً عن مكمن الخطر، هذا الأمر يعطي مدلولاً ثابتاً ألا وهو أن بداخلنا قوة خارقة لا تظهر إلا عند الخطر... هذه القوى التي تنشط وتخمد حسب مقتضيات الانفعالات والتفاعلات الطارئة.

وبما أن هناك شفافية في بعض الناس يكتشفون من خلالها حقائق كلغة العيون وعلم (التلباثي)، وهو الشعور عن بعد بما يحدث لمن تحب ومبادلة من تحب نفس المشاعر والأحاسيس، ولذا نقول في المثل الشعبي: (القلوب عند بعضها) و(من القلب للقلب رسول) ولو عن بعد وهذا أمر خاضع لتلاقي الأرواح وصفاء النفوس

وصدق رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف" رواه مسلم.

فتلاقي الأرواح أمر بيد الله سبحانه وتعالى، وهذه المقدرات والمنح الربانية للإنسان لا تصطد م بمعرفة الغيب لأنها تقرر مواقف وتستبصر أشياء خارجة عن نطاق الغيبيات وهى صفات ثابتة يعرفها صاحبها وبعضاً ممن حوله مع علم التوسم كتوقعات بحدس الحاسة السادسة.

وقد كان العالم الألماني "رودلف تستشنر" هو أول من تناول ظاهرة الإدراك الحسي الخارق بدراسة جادة أوائل العشرينات، وأطلق عليها مصطلح e.s.p المنسوب مجازاً إلى الحاسة السادسة، صنفها إلى فروع: الاستبصار، والتنبؤ، ونفاذ البصيرة إلى الأشياء والأشخاص والأحداث، وقراءة الأفكار والمشاعر، وإدراك لمحات من الماضي والمستقبل وتحت هذا العنوان قدم الباحث "جي. بي. راين" أول دراسة جادة تالية إلى جامعة "ديوك" عام 1934.

وأصدر "رينيه سودر" في عام 1960م كتاباً عنوانه: "بحث عن البارسيكولوجي" ذكر فيه أن المعلومات التي تلتقطها المدارك الخارقة التي لا تصدر بالضرورة عن نفاذ البصيرة، وإنما تتولد في العقل الباطن كالذكريات، وهي في نفس الوقت حاسة، لتكن السادسة، ما دامت لم تستخدم إحدى قنوات الحواس الخمس للتوصل إلى المعلومات، وفي كل الأحوال تنتقل المعلومات من اللاوعي إلى العقل الواعي.

**** أما "آرثر كوستلار" فقد ذكر أن الحاسة السادسة إحدى اثنتين:

إما أن تكون نابعة من قوى وقدرات ووظائف روح الإنسان، وهي بذلك قدرة تتجلى وتتفتح تدريجياً مثلما ينمو الحس والضمير والوعي درجة بعد درجة تصاعدياً على سلم النمو والتطور.

وإما أن تكون على عكس ذلك حاسة بدائية قديمة من خصائص الإنسان البدائي القديم، كان في أمس الحاجة إليها كوسيلة للاتصال، ثم ضمرت وتلاشت وحلت محلها أشكال الإدراك والاتصال الحسية الأخرى، وفي كلتا الحالتين ينطوي الاحتمالان على احتمال ثالث، وهو احتمال بعث الحاسة السادسة من جديد، عن طريق روحانية الإنسان، أي عن طريق تدريب وتقوية قواه الروحية.

**** وتفسير "كوستلار" السابق - على ما فيه من حيرة - يؤكد أهمية متابعة دراسة ظواهر البارا سيكولوجي عامة، والحاسة السادسة بصفة خاصة على وجه مكثف.

أغلب الناس لديهم الحاسة السادسة:

هذا ما تقوله "جيرترود شميدلر" أستاذة علم النفس بجامعة نيويورك، فقد استخلصت من دراسات أجرتها أن أغلب الناس لديهم الحاسة السادسة، وعن طريقها تتحقق تخميناتهم أو استبصاراتهم بشكل أو بآخر خلال حياتهم اليومية. ليس من الضروري أن يتنبأ الشخص بحادث خطير أو أمر بالغ الأهمية حتى يقال: إنه موهوب الحاسة السادسة، بل يكفي أن يدق جرس الهاتف ويخطر على البال أن المتحدث صديق قديم لم يتصل بك منذ أمد طويل، وما أن ترفع السماعة حتى تسمع صوته ويتحقق حدسك، وهذا مظهر من مظاهر الحاسة السادسة.

وقد تتعرف أحياناً على شخص وسيم لبق رقيق، لكنك لا تشعر بارتياح إليه، وعلى العكس تحس بهاجس لا تدرك مصدره، ولا تعرف له سبباً ينفرك منه، أو كأنما هاتف من أعماقك يطالبك بأن تتجنبه وتتقي منه شراً مرتقباً، فإذا ما توطدت علاقتك به أثبتت لك الأيام صدق إحساسك الخفي الذي حذرك من صداقته، وهذا أيضاً مظهر من مظاهر الحدس أو الاستبصار أو التنبؤ. وكلها جوانب من عملية تواصل حسي صافية، مبعثها الحاسة السادسة، أقلها أن تشعر بعدم الارتياح لشخص أو شئ أو قرار، ويتحقق فيما بعد سبب لهذا الشعور.

الحاسة تنشط وتخبو:

وأكدت دراسات الدكتورة "جيرترود" أن الحاسة السادسة تنشط في الشخص ذاته أحياناً وتخبو وتصاب بالخمول أحياناً أخرى، والسبب هو أن كافة مظاهر الإدراك الحسي الخارق ترتبط وفق الارتباط بمحيط نفسي أخر قوامه : صفاء الذهن، وهدوء الأعصاب، واعتدال المزاج، وعناصر شخصية ونفسية أخرى متشابهة حتى هؤلاء الذين يتمتعون بحاسة سادسة قوية لابد لهم من شرط أساسي يتيح لحاستهم استقبال الإشارات دون تشويش، هذا الشرط هو توفر حد أدنى من صفاء الذهن واعتدال المزاج.

متى تقوى ؟ ومتى تضعف ؟


وفي جامعة كاليفورنيا أجريت دراسات مطولة أثبتت أن الإنسان يستطيع أن يرسل إشارات حسية للغير، كما يستقبل من الغير إشارات، أو يحس بأحداث أثناء وقوعها في مكان بعيد، بل حتى قبل وقوعها، وأثبتت أيضاً أن بعض الموهوبين يستطيعون التأثير على أفكار الغير، فيوحون إليهم بفكرة ما أو سلوك معين عن طريق الاتصال الخاطري الحسي البحت، كما يستطيع بعضهم قراءة أفكار الغير والشعور بالأخطار التي تحدق بهم.

وأبسط مثال لذلك في حياتنا اليومية أن هؤلاء الذين يتورطون في مأزق خطير أو يقعون في ضيق أو تنتابهم الأمراض والآلام، يتذكرون أحب الناس إليهم من الأقرباء، وقد يستغيثون بهم

ويستحضرونهم في مخيلاتهم، يشعر هؤلاء الأقرباء بغصة، أو تطرأ عليهم ظواهر عضوية كخفقان القلب ورفيف الجفون، والانقباض النفسي، وقد يصارحون المحيطين بهم آنذاك بمخاوفهم، وبأنهم يستشعرون خطراً يحيط بهم من الناس.

ولعل في تفسير العامة لأسباب الغصة "الشرقة" ورفيف الجفون ما يساير هذا الرأي، علماً بأنه تفسير قديم يتصف بالعمومية في معظم المجتمعات المحلية، ويعتبر من الموروثات الشعبية.

هذا إن دل على شئ في جملته فإنما يدل على أن الإنسان يمكن أن يكون مثيراً للحاسة السادسة عند غيره، مثلما هو مستقبل بها لإشارات حسية يستبصرها... ويكون الإنسان في أقصى حالات القدرة على الإرسال أو الإيحاء، كلما اشتدت انفعالاته وهياجه الوجداني، بينما يكون في أقصى حالات الاستقبال والاستبصار عندما يكون راقداً مسترخياً على قدر كبير من الراحة وهدوء الأعصاب.

والحاسة السادسة ليست ثابتة، أي أنها ليست إرادية مثل الحواس الخمس الأخرى، إنها حاسة لا إرادية تحضر لحظة وتغيب أياماً - باستثناء بعض الموهوبين الأفذاذ، أمثال: هيزكس، وجين ديكسون، واليكس، تانوس، وهيلين هيل، وبول زيفين، وغيرهم ممن خضعوا لاختبارات العلماء.

خصائص الموهوبين:

الدراسات التي أجريت في جامعة أكسفورود تشير إلى أن لدى بعض الناس نوعاً من العتامة تقاوم وتحجب الانطباعات الاستبصارية من الظهور على شاشة الوعي، وأثبتت من ناحية أخرى أن فريقاً من الناس يسجلون سيلاً لا ينقطع من الاستبصار وصدق التنبؤ، حتى تكاد تكون حياتهم سلسلة من الرؤى الصادقة، وأتضح بعد فحص عدد كبير من الفئة الأخيرة، ودراسة شخصيات منهم، أنهم جميعاً يشتركون في عدة خصائص مميزة، أهمها:

• حسن التكيف الاجتماعي. الثقة بالنفس

• الاستقرار الوجداني. حسن العلاقة مع الآخرين

• نفسية منبسطة. • اتساع شبكة العلاقات

• الإيمان بالله ودماثه الخلق.

أثر العبادة على تقوية الحاسة السادسة:

لقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أحاديثه الشريفة إلى قدرات خارقة مكتسبة بالعبادة واستحضار عظمة الله تعالى وذكر النار والجنة وهي رؤية أحد بعض عوالم الغيب

عن حَنْظَلَةَ الأَسَيْدِيّ وَكَانَ مِنْ كُتّاب رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَنّهُ مَرّ بأَبي بَكْرٍ وَهُوَ يَبْكى: فَقَالَ مَالَكَ يَا حَنْظَلَةُ؟ قَالَ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا أَبَا بَكْرٍ،، نَكُونَ عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، يُذَكّرُنَا بالنّارِ وَالْجَنّةِ كأَنّا رَأْىَ عَيْنٍ، فَإِذَا رَجَعْنَا عافَسْنَا اْلأَزْوَاجَ والضّيْعَةَ وَنَسِينَا كَثِيراً قال فَوَالله إنا لكَذَلِكَ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقْنَا فَلَمّا رَآهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَالَكَ يَا حَنْظَلةُ؟" قَالَ نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسولَ الله، نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكّرُنَا بِالنّارِ وَالْجَنّةِ حَتّى كَأَنّا رَأْىَ عَيْن: فَإِذَا رَجَعْنَا عافسَنَا الأَزوَاجَ وَالضّيْعَةَ وَنَسِينَا كَثِيراً، قال:فقال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لَوْ تَدُومُونَ عَلَى الْحَالِ الّذي تَقُومُونَ بهَا مِنْ عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمْ المَلائِكَةُ في مَجَالِسِكُمْ وَعَلَى فُرُشِكُمْ وَفي طُرْقكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةَ سَاعَة وَسَاعَة". قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ [تحفة الأحوزي ـ رياض الصالحين ـ سنن ابن ماجه ـ سنن الترمذي ـ صحيح مسلم ـ مجمع الزوائد ـ مسند أحمد ـ معجم الطبراني ].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه...)[صحيح البخاري].

عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: (لقد كان

فيما قبلكم من الأمم ناس محدَّثون؛ فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر) رَوَاهُ البُخَارِيُّ. ورَوَاهُ مُسلِمٌ من رواية عائشة.

-------------------------------------------------
وفي الاخير تقبلوا مني اسمى معاني التقدير والاحترام اخوكم في الله محمد سفيان



 
موضوع يستحق التأمل

أحتفظ بحق الرد ولي عودة..
شكرا على الدعوة

 
الف شكر على هالانتقاء المميز

كل الشكر والتقديرلك


لقد اخترت اجمل الموضيع لتكتب عنها واحسنت التعبير


فراسة المؤمن والحاسة السادسة

دمت بود اخي
 
موضوع يستحق التأمل

أحتفظ بحق الرد ولي عودة..
شكرا على الدعوة


حقك محفوظ وردك نور موضوعي
لا شكر على واجب.
بارك الله فيكي
 
الف شكر على هالانتقاء المميز

كل الشكر والتقديرلك


لقد اخترت اجمل الموضيع لتكتب عنها واحسنت التعبير


فراسة المؤمن والحاسة السادسة

دمت بود اخي

لا شكر على واجب اخي الفاضل حسام ولك مني كل التقدير والاحترام
وما اختياري للمواضيع المميزة الا لأن اشخاص مثلكم مميزون.
ادام الله مودتك اخي الفاضل.
اخوك في الله محمد سفيان

 
بارك الله فيـــك على الموضوع القيم حقا افادك الله كما افدتنا به
 
بارك الله فيـــك على الموضوع القيم حقا افادك الله كما افدتنا به

وفيك بركة اخي الفاضل.
مشكور على الرد

 
العودة
Top Bottom