حل النائب السابق في البرلمان البريطاني جورج غالاوي أمس الأربعاء ضيفا على المركز الدولي للصحافة بالقبة في ندوة مفتوحة أعطى من خلالها ما يمكن أن نسميه انطلاقة معنوية لمبادرة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2007 .
- وبحضور الإعلاميين والمشرفين على الحملة المغاربية وعلى رأسهم منسقها، عبد الرزاق مقري وبعض الشخصيات التاريخية، أكد غالاوي أن المبادرة الجديدة تحتاج إلى دعم كل الجهات،سواء الإعلاميين بأقلامهم أو النشطاء ومنظمات المجتمع المدني بكل ما يستطيعون تقديمه.
غالاوي في كلمته أمام الإعلاميين وبعض السياسيين في المركز الدولي للصحافة
" الفلسطيني ليس حيوانا يقدم له الطعام فقط "
حضر الندوة التي نشطها غالاوي أمس بعض الشخصيات التاريخية مثل الرائض لخضر بورقعة وفطومة أوزغان، بالإضافة إلى إعلاميين سياسيين ونشطاء ومهتمين بالقضية الفلسطينية والقضايا الإنسانية عموما .
قال جورج غالاوي، الذي يزور الجزائر بدعوة من اللجنة الشعبية الجزائرية لكسر الحصار على غزة، وبرعاية جريدة "الشروق"، بأن "الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة لم يخفف كما زعمت إسرائيل بعد عدوانها الهمجي على أسطول الحرية في نهاية شهر ماي الماضي في المياه الدولية، كما أن السلطات المصرية لم تفتح معبر رفح الذي يعتبر المنفذ الوحيد للفلسطينيين المحاصرين داخل القطاع كما كانت تقول بعد ذلك الهجوم ".
ودعا البرلماني البريطاني إلى المزيد من محاولات كسر هذا الحصار "حتى نبرهن للعالم بأن الحصار مايزال مفروضا"، وناشد كل النشطاء وكل من يرغب في مساعدة الفلسطينيين إلى عدم الاكتفاء بالأعمال الخيرية "لأن الفلسطيني ليس مجرد حيوان نرمي له الطعام وإنما هو إنسان عربي ومسلم وعلينا إخراجه من القفص " .
وقال غالاوي أن "الاكتفاء بتقديم المساعدات والاكتفاء بالأعمال الخيرية سيبقي هذا الحصار إلى الأبد"، مشيرا أن القافلة "تحيا فلسطين" ستنطلق في الثاني عشر من سبتمبر من لندن وفرنسا وإيطاليا واليونان، ثم الأردن فاللاذقية السورية. وفي الخامس والسادس أكتوبر ستقدم الحكومة السورية كل التسهيلات لانطلاقها .
وقال غالاوي بأنه رأى بنفسه بعد زيارته للقطاع النساء والأطفال يأكلون من المزابل، وكشف بأن العديد من المواد محظور دخولها إلى القطاع، بينها مواد البناء والغاز والبترول والأموال، كما أن المنازل التي هدمها العدوان لم يتم إصلاحها أو إعادة بنائها بعد، بالإضافة إلى أن بقاء المرافق التربوية على حالها . أما ما سمح بدخوله ـ حسب غالاوي ـ فيقتصر على بعض المواد غير الضرورية مثل ( الكات شوب والمايونيز ) ، وحتى هذه لا يملك السكان أموالا لشرائها .
وفي كلمته أيضا، كشف غالاوي عن وجه آخر من معاناة الفلسطينيين، وقال بأنه التقى بطفلة في منزلها المهدم بعد عدوان غزة، هذه الطفلة فقدت كل أسرتها ولم يبق لها سوى جدتها. قال غالاوي أن هذه الطفلة سألته عن سبب غياب الدول العربية وغياب الأمة العربية التي قرأت عنها في المدرسة ولماذا تركت هذه الأمة الفلسطينيين وحدهم؟ وأجابها : " لن أترككم وحدكم .. ".
وخلص السياسي البريطاني الذي ساند القضية الفلسطينية منذ سنوات إلى أن الجزائريين يعرفون أكثر من غيرهم معنى الاحتلال ومعنى المقاومة ومعنى الكرامة، وبالتالي فهم وحدهم من يفهمون أن الفلسطينيين لن يستسلموا حتى لو لم يجدوا ما يأكلونه سوى الحشيش.
غالاوي يترجى الرئيس المصري من الجزائر :
" من فضلك يا مبارك اسمح لنا بالعبور إلى غزة "
- ترجى جورج غالاوي من الجزائر الرئيس المصري حسني مبارك في هذا الشهر الفضيل كي يسمح بمرور قافلة شريان الحياة في طبعتها الخامسة، قائلا: "إنني لا أريد أي خلاف مع مصر قد تستغله إسرائيل لصالحها، وأقول لمبارك في هذا الشهر ومن الجزائر، من فضلك اسمح لنا بالمرور".
ولم يخف غالاوي الذي ارتبط اسمه بالقضية الفسلطينية وبكسر الحصار عن غزة قلقه الشديد بشأن عرقلة دخول المساعدات إلى سكان غزة المحاصرين حين وصولها إلى ميناء العريش بمصر، قائلا: "هناك احتمال بشأن إيقافنا بالعريش، ولكن إن وقع ذلك فعلا، فسيكون بمثابة الحدث العظيم الذي سيثبت للعالم بأن الحصار موجود بالفعل، وبما أننا في رمضان فإنني لا أريد التحدث عن ذلك كثيرا، وفي الآخرة لن أحاسب على ما قام به مبارك، وإنما سأحاسب على أفعالي كجميع الأشخاص، ولن أحاسب على ما يفعله الآخرون، لهذا فأنا مصر على الذهاب إلى العريش، وأدعو الجميع كي ينضموا إليّ " .
عند الوصول إلى العريش لن يوقفنا أي أحد
وتحدث غالاوي كثيرا عن مرحلة وصول قافلة شريان الحياة القادمة إلى مصر، موضحا بأنه لم يلمس لحد الآن أي إشارة إيجابية من الجانب المصري، ومع ذلك فإن القوافل التي قادتها تتمكن في كل مرة من بلوغ هدفها، "وأنا متأكد بأنني إذا وجهت رسالة مكتوبة إلى السلطات المصرية بشأن رفع الحصار عن غزة، فإنني لن أتلق ردا إيجابيا، لذلك علينا التحرك بأعداد هائلة، وعلى كافة وسائل الإعلام أن تكون إلى جانبنا لتغطية الحدث " .
وقال غالاوي بصريح العبارة: "عند الوصول إلى العريش لن يوقفنا أي أحد، ولا مبرر لمصر لمنعنا، وسنتمكن من دخول غزة كما فعلنا سابقا، ونحن لا نريد محاربة مصر، لأن عدونا الفعلي هو إسرائيل"، موضحا بأنه سيحترم القرارات التي ستتخذها السلطات المصرية، "وإذا رفضت إيصال المساعدات عبر ميناء العريش فسنتجه صوب اللاذقية بسوريا " .
واستغل عضو البرلمان البريطاني السابق المناسبة كي يوجه نداء آخر إلى السلطات الجزائرية لتسهيل عبور المساعدات والأشخاص القادمين من المغرب عن طريق فتح الحدود الغربية، قائلا: "إننا على ثقة بأن الجزائر لن توقف أي مبادرة في صالح فلسطين، بدليل أنها سمحت بذلك سنة 99 في قافلة دعم العراق، وكذا في قافلة شريان الحياة لسنة 2009 الخاصة بغزة " .
الفلسطينيون لهم حق انتخاب حكامهم
ويرى صاحب مبادرة شريان الحياة بأن الغرض من الحصار المفروض على غزة هو سياسي بحت، لمعاقبة الفلسطينيين، لأنهم اختاروا من يحكمهم بطريقة ديمقراطية نادرا ما تحدث في أي بلد عربي، "فكيف نقبل بذلك، وأنا لست مع حماس، لكنني مع الديمقراطية، ولا يمكن لإسرائيل أن تختار للفلسطينيين من يحكمهم " ، مذكرا بأن الاستعمار الفرنسي كان عليه أيضا أن يتعامل مع جبهة التحرير الوطني، لأنها كانت تمثل الجزائريين .
" أنا لا أخشى شيئا ولدي إبن مستعد لحمل المشعل "
وأبدى غالاوي شجاعة كبيرة في مواجهة أي مكروه قد يواجهه، وفي رد على دعوة وجهها إليه أحد المشاركين في الندوة لكي يتعرف على الإسلام قائلا: "لا تقلق علي وعلى الإسلام، لأن الله هو الذي يعلم من هو المسلم الحقيقي، ومن هو المسلم بالإسم فقط، أنا بصدق لست خائفا، وقد ولدت في نفس العام الذي اندلعت فيه الثورة التحريرية، والكلمة الأخيرة التي سأتلفظ بها ستكون في فلسطين، ولدي أطفال كثيرون من بينهم ابني الأصغر زيد الدين غالاوي الذي لديه الاستعداد لرفع المشعل " .
مضيفا بأن إسرائيل قتلت في غزة خلال 20 يوما فقط أكثر من ألف فلسطيني، لكن الفلسطينيين كثيرون سيولدون ويقتلون والحمد لله " .
ويتذكر غالاوي حادثة عاشها في الجزائر وبالضبط عند حلوله بولاية وهران سنة 99، ضمن قافلة دعم العراق، بأنه كان يلقي كلمة على المشاركين، ذكر فيها مقولة شهيرة للقائد الثوري شي غيفارا، فاستوقفه شيخ طاعن في السن، وأعلمه بأن شي غيفارا ألقى خطابا سنة 63 من نفس المنبر الذي كان يعتليه غالاوي .
- كشف بأن المشاركين في " شريان الحياة " يطلبون الحماية من حكوماتهم
5 آلاف مركبة و100 شخصية و10 ملايين دولار ستوجه إلى غزة
كشف جورج غالاوي أمس بالمركز الدولي للصحافة، عن حجم الحمولة التي قال بأنها كتقدير أولي ستصل لـ 5 آلاف مركبة متنوعة بين سيارات وشاحنات وكذا سيارات إسعاف، ترافقها أكثر من 100 شخصية بارزة من مختلف دول العالم، كما ستحمل هذه الهبة التضامنية معها 10 ملايين دولار نقدا، وهذا كحجم أولي للمساعدات فقط .
ورجّح بأن المبلغ وعدد المركبات سيعرفان الزيادة في الأيام القادمة. أما عن نقاط انطلاق قوافل "شريان الحياة"، أو "أسطول الحرية 2"، فقد أكد بأنه تم تحديد ثلاث نقاط رئيسية تنطلق منها القوافل، وهي قافلة أوربا التي تنطلق من بريطانيا كأول محطة لتحط الرحال بفرنسا على مرحلتين، أولها باريس، ثم مرسيليا، ومنها إلى إيطاليا، ثم اليونان، هذه الأخيرة تغادرها الحملة الأوربية باتجاه العقبة الأردني ومنها إلى اللاذقية السورية، في الوقت نفسه تكون قد انطلقت حملة بلاد المغرب العربي التي حددت الجزائر كنقطة انطلاق قبل المغادرة بحرا نحو سوريا، وموازاة مع هذا تنطلق حملة دول الخليج من قطر، مضيفا بأن القائمين على هذه القوافل قرروا الذهاب للنقطة التي تم فيها الاعتداء على "أسطول الحرية"، وفاء منهم للتضحيات التي قدموها وللشهداء الذين سقطوا فيها.
ووجه غالاوي نداء من الجزائر للحكومات التي سيشارك فيها متضامنون في هذه الحملة حماية مواطنيها من أي اعتداء محتمل، ونداء آخر لوسائل الإعلام التي قال إنها إن لم تدعمها ستموت قبل أن تبدأ .
80 بالمائة من الفلسطينيين بطالون
أبدى النائب البريطاني السابق جورج غالاوي امتعاضه من موقف الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية، خاصة الحصار المفروض عن غزة، ووجه نداء من الجزائر للأحرار في الدول العربية والإسلامية قائلا: "ما معنى صومكم وصلاتكم وحجّكم أيها العرب والمسلمون عبر العالم، في الوقت الذي تديرون فيه ظهوركم للقضية الفلسطينية"، مضيفا بأن من رأى بعينه الوضع المزري واللاإنساني الذي يعيشه الشعب الفلسطيني يدرك جيدا حجم المعاناة، مؤكدا بأن 80 بالمئة منه بطالون، و80 بالمائة يعيشون على أقل من 1 دولار لليوم.
- محمد ذويبي - رئيس اللجنة الشعبية الجزائرية -
" 50 مركبة محملة بالألبسة الشتوية هدية الجزائريين لغزة "
كشف محمد ذويبي، رئيس اللجنة الشعبية الجزائرية لكسر الحصار عن غزة، عن حجم المساعدات الجزائرية في هذا الأسطول والتي قال بأنها ستصل 50 مركبة بين سيارة وشاحنة وسيارة إسعاف، وستحمل هذه المركبات بالألبسة الشتوية والمولدات الكهربائية وكذا الأدوات المدرسية.
وأضاف ذويبي بأن "ما أقدمت عليه إسرائيل من حماقة في اعتدائها على أسطول الحرية الأول هو سبب استمرارية هذه القوافل التضامنية"، ووجه نداء للشعب المصري بالتعامل بإيجابية تجاهها والمساهمة فيها بفعالية.
عبد الرزاق مقري - منسق لجان دول المغرب العربي -
لا نريد تقديم مساعدات بل كسر الحصار
ركّز عبد الرزاق مقري، عضو الجنة الشعبية ومنسق بين لجان دول المغرب العربي، في تدخله على أن "الهدف من هذه القوافل لا يقتصر على تقديم المساعدات للأشقاء الفلسطينيين، بل غايته الأسمى كسر حصار فرض على شعب لأكثر من أربع سنوات".
وأوضح بأن الحملة الدولية لكسر الحصار تحتوي العديد من المنظمات والهيئات الإغاثية الدولية على غرار مؤسسة "شريان الحياة"، الحملة الأردنية، والكويتية والقطرية، وكذا المنظمة التركية الايهاها.. إضافة لعدد من المنظمات العربية واللجان الشعبية التي أنشئت لهذا الغرض .
- أصداء
كشف غالاوي بأنه ولد سنة اندلاع ثورة التحرير الجزائرية، لذا سيبقى يتلفظ بعبارة " تحيا فلسطين " كل حياته تيمنا وعرفانا بعظمة الثورة الجزائرية ودورها في ترسيخ مبادئ الحرية في العالم .
عرفت الندوة حضورا مكثفا لوسائل الإعلام المكتوبة والسمعية والبصرية يتقدمها التلفزيون الجزائري .
ركّز ضيف الجزائر في بداية كلامه على تحية الحضور بتحية المسلمين وبالعربية، وهو التركيز ذاته الذي خيّم على الندوة المفتوحة، حيث كان يستعمل عبارات عربية، كالسلام عليكم، ما شاء الله وتحيا فلسطين والله أكبر..
ذرف المناضل غالاوي دموعا كثيرة وصفها جل الحضور بالصادقة، وذلك حين كان يشاهد صرخة طفلة فلسطينية عبر الروبورتاج الذي أعدته " الشروق تي في " لهذا الحدث والخاص بمعاناة الفلسطينيين .
نشط أبو زيدان اللقاء المفتوح وهو يتوشّح بالكوفية الفلسطينية وهي السنة التي لم يتخل عنها في أي محفل دولي خاص بالقضية .
قدّم الصحفي القدير عبد القادر نور تحية إعجاب وتقدير باسم قدماء الإعلاميين الذين عملوا أثناء ثورة التحرير لضيف الجزائر، قائلا إن " الإنسانية مازالت بخير مادام هناك أحرار مثل غالاوي " .
تخفيف الحصار " كذبة " إسرائيلية يجب فضحها بقافلة خامسة
عبّر، جورج غالاوي، النائب البرلماني البريطاني عن أمله الكبير في دعم الشعوب العربية لقافلة "شريان الحياة رقم 5"، في ظل تعاطي بعض الحكومات العربية بموقف سلبي مع حملته التضامنية، مستدلا بالترحيب الذي لقيه في تونس وما قابله من تضييق من قبل السلطات الرسمية، مؤكدا أن مواقف الشعوب تبقى راسخة في التاريخ في وقت تزول الحكومات، حيث قال إن شعوب كافة الدول العربية رحبت بالقافلة وساهمت في تيسير مهامها للوصول إلى مبتغاها .
وركز غالاوي على الأهمية البالغة والحاجة لقافلة أخرى، حيث قال إن الاعتداء الصهيوني على "مرمرة" التابعة لأسطول الحرية، أحدث خللا في العلاقات الدولية، ووضع الكيان الصهيوني تحت الضغط، ودفعه لإعلان تخفيف الحصار على قطاع غزة ونزعه جزئيا، موضحا أن "الصحافة العالمية أدارت ظهرها لهذه القضية، واهمة بأن إسرائيل خففت الحصار، في حين أنه لم يتغير شيىء"، معتبرا أن السماح بدخول الكاتشاب والمايونيز لا معنى له في وقت لا يملك سكان القطاع المال لشراء تلك المواد
" والمشكل يكمن في الحصار وليس في الغذاء " .
من جهة ثانية، أوضح المتحدث بأن مصر هي الأخرى أعلنت، بعد الاعتداء، بأنها ستقوم بفتح معبر رفح، وهو الأمر الذي لم يتجسد، "والعديد من الناس حتى المصريين يعتقدون بأن المعبر قد فتح، ولذلك علينا أن نبرر بقافلة عظيمة أنه لم يفتح المعبر، ولم يرفع الحصار، لنجسد ضغطا على الرأي العام وإلا سيبقى المعبر مغلقا " .
وأكد قائد قافلة "شريان الحياة" أن مئات السيارات ستكون باتجاه غزة وتحتاج لسفن وبواخر لنقلها من اللاذقية إلى العريش، وأنهم يبحثون عن دعم ممن لديهم إمكانيات من عرب الخليج والجزيرة العربية، وأفاد بأن أمير قطر تولى الدفع في المرة السابقة، "ونحن ننتظر حوالي 200 ألف دولار ويساهم سائقي البواخر بعض الشيء لكنه يبقى قليل"، وأفاد غالاوي أن زعيم الحملة الدولية لرفع الحصار، محمد صوالحة، هو الآن في المملكة السعودية يبحث عن الدعم "وأنا على ثقة عندما نصل في الخامس من أكتوبر، سنكون قد تحصلنا على الدعم اللازم".
ويتطلع غالاوي بأن تكون القافلة المقبلة نقطة تلاقي الشعوب العربية، وتجاوز بعض الخلافات السياسية، حيث قال "ونتمنى أن تجمع قافلة المغرب العربي الأشقاء المغاربة والجزائريين"، وهنا قالها غالاوي باللغة العربية "شعب عربي واحد".
غالاوي يسرد قصصا نادرة عن كرم الجزائريين في سبيل غزة
فلاح ترجاه للركوب في سيارته وعرسان منحوه خواتمهم
بلقاسم عجاج
عاد غالاوي لقافلة الحياة رقم 3 التي مرت عبر الجزائر في مارس 2009، حيث استذكر مواقف مؤثرة عاشها مع جزائريين أبهروه بمواقف الكرم والسخاء في سبيل أشقائهم الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني، وذكر المتحدث حادثة له مع فلاح جزائري طلب منه، خلال مرور القافلة، أن يأخذه في سيارته فرد عليه غالاوي "إنهم لا يحتاجون فلاحين في غزة"، فأجابه الفلاح "أريد فقط القول للغزاويين أنه.. عندما تبكون نبكي معكم وعندما تنزفون ننزف معكم"، وأضاف غاولاي "لقد كانت محاورة مؤثرة مع هذا الفلاح المسن".
وعرّج على قصة ثانية تتعلق بوصولهم لمواكب عرسان، حيث أوقف العريس وعروسه القافلة ومنحاها خواتمهما وطلبا من غالاوي أخذها لدعم سكان غزة. وعلى إثر تلك المشاهد، قال غالاوي "هؤلاء الجزائريون سيلبون النداء لا محالة لدعم القافلة الخامسة الضخمة لكسر الحصار على قطاع غزة ".
عبّر، جورج غالاوي، النائب البرلماني البريطاني عن أمله في دعم الشعوب العربية لقافلة "شريان الحياة رقم 5" مهما كانت مواقف الدول العربية، حيث قال "سواء فرحت الحكومة بالقافلة أم لا"، مضيفا "حتى لو كان الحال مع بلد قريب من هنا- يقصد تونس- فإن شعبه رحب بنا"، موضحا " الحكومة تتغير لكن الشعب لا يتغير ".
أصداء
ردّد ضيف " الشروق " البريطاني الجنسية عدة كلمات عربية منها " شكرا لترحيبكم " ، " شعب عربي واحد " ،
" السلام عليكم " ، " هل فهمت؟ " ، وأوضح أنه بصدد تعلم اللغة العربية، مؤكدا أنها مهمة أوكلها لابنه الذي يجيد العربية بحكم أن أمه عربية .
قال قائد قافلة " شريان الحياة " أن فشل المفاوضات الجارية حاليا بواشنطن بين السلطة الفلسطينية والطرف الإسرائيلي قد يؤدي إلى حرب أهلية داخل فلسطين، مؤكدا بأن فشلها أكيد بحكم تغييب قطاع غزة .
ذّكر غالاوي بمقولة القائد المرحوم ياسر عرفات بأن للفلسطينيين عنوان واحد، في إشارة منه إلى وحدة الشعب، في وقت يوجد الآن سلطة فلسطينية في الضفة الغربية يقابلها حكومة مقالة في قطاع غزة.