الانسان الملتزم .
لا بد اننا كثيرا ما نحكم على امم وشعوب حكما ظاهريا بالاغلبية احيانا بنظرة سطحية وسلوكات فردية مشتة منعزلة وهذا حكم مجحف في الغالب اذ ان ظاهر الامور تخفي بواطنها في الاغلب
.فلا يمكن ان نقول عن بلد هو بلد رذيلة او بلد عدواني وخطير بمجرد ان نسمع عن حالة اغتصاب او سرقة او تعدي او معاقرة الخمر والمحرمات فهذه الحالات منعزلة ومتشتة تعبر عن اصحابها في مساحة ضيقة .
قد يساهم الاعلام والصحف بشكل كبير في ابرازها لاسباب عديدة تختلف حسب ضمير الصحيفة او القناة او الموقع فيمكن ان يكون السبب بريء كمحاولة معالجة هذه الافات والظواهر بابرازها والتحذير منها وتخويف الراي العام والمتتبع منها وتنبيهه باكتساحها او تجاوزها حدود المعقول .
ومراقبتها والاحاطة بها حتى لا تنفلت وتصبح هي السمة الغالبة على المجتمع .ويتحقق الحكم على هذا البلد ويصدق فيه القول .
ويمكن استغلالها استغلال سيء لابراز الصحيفة واشهارها او اي مصدر خبر باثارة هذه الاخبار والاحداث واظفاء طابع الدراما والسوسبانس البوليسي والغواية والاغراء التلميح الجنسي حتى اصبحنا نقرئ حادث اغتصاب مريع على شكل سيناريو فلم جنسي يسرد كل شيء بالتفصيل لدرجة يتهيأ لك ان القارئ لا يعرف معنى اغتصاب جنسي .ويغيب ما المفروض قرائته على حساب جلب القارئ باختيار الفاظ ومغريات بعيدة عن القضية تماما .لتعلم من الوهلة الولى وتكتشف توضيف هذه الحادثة لاغراض صحفية او شخصية او سياسية دنيئة .
لانو للاسف القارئ غالبا ما يبحث عن الفاظ معينة او تثيره بالصدفة اثناء التصفح اغلبها مثيرة مثل .فضيحة ,اشاعة ,اعتداء جنسي , مراهقة , مع دخول بعض المصطلحات المفروض انها علمية او ادبية ومقدسة وتلطيخها مثل لفظ الجامعة والجامعية والمحرم والمحارم والجمال والجميلة والمراهق والمراهقة .
ويمكنك ان تجرب البحث عن كلمة مثل مراهقة باللغة العربية عبر محركات البحث حتى تنصدم بالكم الهائل من مواقع اباحية وغير بريئة وصور يندى لها الجبين
بدل ان كلمة مراهقة هي كلمة علمية محضة وهي مرحلة عمرية هامة للانسان لا دخل لها بكل ما يظهر لنا للاسف ما يؤكد على مستوى الانحطاط الخلقي والثقافي للانسان العربي ولا اقول المسلمين فلا يجب ان نلطخ هذه الكلمة ايضا حتى اذا قمنا بالبحث عن لفظ مسلمين لا نجد نتائج كارثية تظهر في محركات البحث نكون نحن سببها .
وعكس ذلك يمكنك البحث عن كلمة مراهقة باي لغة اجنبية لتصادف صفحات علمية او على الاقل تتحدث عن هذه المرحلة بعيد عن الجنس والمغريات التي تكتسح الصفحات الاولى للبحث بالعربية .
-- واحيانا اخرى نحكم باكثر تعمق ومعرفة بتركيبة مجتمعها الداخليه وسيرة افرادها وطبيعتهم الخاصة وعلاقاتهم التي تشكل في الاخير هوية ومرءاة هذا البلد وذاك المجتمع وتلك الحضارة .
ونبتعد عن مثيرات الاحداث والاخبار التي يتدخل فيها عامل تلطيخ الخبر والحادث وصبغه بصبغة تخدم المصلحة الشخصية سواء كانت سياسية او اقتصادية او ثقافية .وتساهم الصحافة والاعلام بنسبة كبيرة في ذلك .
جولة بين افراد المجتمع العربي وفي اي بلد يظهر لك عيان تهميش فئة معينة من المجتمع وهي الفئة الملتزمة المحافظة او على الاقل المحافظة ولا اقصد بالالتزام الالتزام الديني الصلاة والصوم والعبادة حتى اصبح لفظ ملتزم تعني يأدي كل الصلوات في السجد دائما وان كان الالتزام يفرض عليه تادية التزامات اخرى كلك في حياته .ولكن القصد عموما وهو شامل الملتزم اقصد التزام مبدئي انساني اخلاقي فطرة الانسان السوية البعيدة عن التشويهات والمكدرات والشاذ من الحالات .التي يحاول الغرب المتخوف على مصالحه بالتعاون مع ابناء الامة ممن باعو دينهم بدنياهم لاغراض زائلة دونية بل وكانو اشد وقعا من ذلك الغربي الصليبي .
هذه الفئة المهمشة اعلاميا تنشط داخل المجتمع ولكن يراد لها ان لاتظهر بل احيانا تحارب وتوضع العراقيل العديدة امامها كعقبة امام تقدمها واكتساحها داخل المجتمعات لتشكل نواتها وتشكل ضاهرها اي ترى باطنها من ظاهرها .
فلا اسهل من السماح والتصريح بحفلة راقصة مجنونة في اكبر ملعب في المدينة بالملايير والسماح بكل ماهو محرم وما اصعب من تنظيم تجمع او ملتقى راقي قيم ومفيد للامة والشباب وممكن يتم التصريح له داخل قاعة مهجورة .
ولا اسهل من انتاج عمل سينمائي ضخم عن مغنية او راقصة او رئيس او ملك سيرته طوال عمره في الحظيظ وما اصعب من انتاج شريط لمدة 10 دقائق عن عالم او امام او مخترع او مكتشف او اي شخص تحتاجه هذه الامة البائسة .
تقام سهرات وحوارات بالخمس ساعات مع فاجرة او فاجر يستفسرون منه عن موقفه من واقع الامة والواقع انه وانها سوسة هذه الامة التي تنخرها من الداخل .
بينما يتم استظافة عالم في عجالة لخمس دقائق يسالونه عن فلمه المفضل و ماذا ياكل في رمضان واين يقضي ايام العطل .
الفئة الملتزمة خاصة من الشباب تعمل في شتى المجالات عبر جمعيات ومنظمات وهيئات مثل الكشافة والزوايا والمساجد واصحاب الهوايات والابداعات والمتطوعين بعلمهم وثقافتهم وجهدهم ومعرفتهم .نصادفه ونجدهم هم الاوائل السباقون في مجالس الخير ودعوات التظامن ومؤتمرات وتجمعات الدعوة والاعمال الخيرية والتطوير والتنمية البشيرية .
انه ليالمني اشد ايلام ويرهقني ويعصبني ان نحكم على بلد ما عربي ومسلم من خلال الترويجات الاعلامية لحفلات رقص ومجون وافلام اغراء ومسلسلات لهدم الاخلاق والقيم وحلقات وسهرات طويلة ومفتوحة وعلى المباشر في كل وسيلة قريبة من الفرد العربي تلفزة او راديو او سينما او مسرح او مواقع انترلانت او معلقات في جدران الشوارع ولافتات الاشهار التي اكتسحت الشارع العربي حتى اصبح حانة او ملهى ليلي على الهواء الطلق لارذل ما خلق الله في هذه البلد بل ويكرمون ويعتبرون من مصاف الشخصيت التي خدمت الامة قاطبة وذلك البلد خاصة .
بينما تجد ملصقة في شارع جانبي مهجور لدعوة لملتقى لتطوير الفكر والعقل او دعوة للتظامن والمنفعة العامة .
ان الحديث ذو شجون وتفرعات لا اريد ان اغوص فيها حتى لا اخرج عن قصدي وهو اين مكانة الشاب او الفرد الملتزم بين ازدحام ادعياء الرذيلة والمجون .
هل نحكم على بلد من ظاهره او من باطنه .؟
ايها الشاب والشابة الملتزمة هل ستحارب لتثبت مكانتك التي يراد لها الشر او ستستسلم وتترك مكانك يشغله دعاة التفسخ الاخلاقي والانسلاخ العقائدي وطمس الهوية الاسلامية او على الاقل طمس هوية العربي المحافظ الذي يغير على عرضه ويصون شرفه وويعتز باخلاقه التي فطر الله بها الانسان منذ خلقه .والذي غيرها اولياء الشيطنان وعبدته .
هل سيقود المغني الفلاني والفنانة الفلانية جحافل الشباب ويجر قوافل المجتمعات العربية الى الدرك الاسفل من النار .ام يجب على الملتزم ان ينتفظ ويقول ويصرخ بالفم الملئان لا تحكم على بلدي من ظاهره ولا من صفحة جريدة او موقع او مقال صحفي منعزل .ولكن تعمق في واقع المجتمعات الحقيقي وادرسه جيدا والمس البذرة الصالحة فيه .زر الجمعيات والمنظمات والهيئات والتجمعات الخيرة والقيمة التي نرجو ان تكون نواة لمجتمع حقيقي وجيل قادم يكون فيه الغلبة للفرد الملتزم وليس للفرد الشاذ اخلاقيا وجنسيا وفكريا وعقائديا .
هذا باختصار اخواني .
وتحية لكل فرد ملتزم من ذكر او انثى في هذا البلد او ذاك وان اشء الله يخيب كيد من يريد بالمجتمع العربي شرا ويسعى لتغيير ملامحه وجعله مجتمعا مائعا افراده كاعجاز نخل خاوية لا تفرق بين ذكره وانثاه لا تقوم للاسلام فيه قائمة العزيز فيه من كان صوته مطرب وقامتها جذابة والمهمش فيها من دعى الى خير وعمل عملا صالحا له ولبلده ولامته .
حول مكانة الفرد الملتزم في الاعلام والمجتمع .
