السلام عليكم
بعد زمن ليس بالقليل بيني وبين الكتابة
هانا اعود ومعي بعض المكبوتات التي ضقت ضرعا بها
الكلمة عن : عندما يحين وقت الفراق الابدي { الموت }
اسعد الله ايامنا ورزقنا من الطيبات ما نشتهي وما نطيب
وقوانا بالايمان الذي اصبح عنصرا لابد منه في حياتنا هذه
وبينما انا علي ضفاف نهر من انهار الحيرة والبهتان صادفت في
طريقي كلمات قوية وهو خطاب القي علي نبي الله محمد ابن عبد الله
عندما قال له الجبار : يا محمد عش ما شئت فانك ميت .
والله لتدمع العين ويفيض الحوض ويخشع القلب وتصغي الاذان
لكلام كهذا ، وكيف لا وانت تحس بأنك مهما عشت من ايام فانه سيأتي
يوم وتلاقي ملك الملوك وخالق الجبال .
والاعظم انك ان لم تكن ذا زاد وفير لن ترضي ولن ترضي غيرك .
هكذا هي حياة عندما كنت نائما في غرفتي ذات يوم فاذا بصوت يتسلل الي مسمعي
انه صوت امي وهي تقول انهض يا يونس فجدتك مريضة جدااا .
غسلت ذلك الوجه وتوضأت لاصلي ركعتين وازور تلك العجوز فوجدتها ممددة
رافعة وجهها المصفر ، لامستها فكانت دافئة فارتاح البال قليلا .
اقترح احد الاعمام اخذ الجدة في سيارة الي مستشفي فربما تحتاج الي عناية طبية
حملناها وادخلناها السيارة وجلست بجانبها وزلنا الي الطريق العام واذا بي اسمع شخيرا يصدر من صدرها الضعيف المتجعد ، فأدركت انها ليست حالة طبيعية فجأة توقف ذلك الصوت وفتحت عينيها وبدأت تري من حولها فاكتشفت ان من كان علي اليمين هي ابنتها خيرة وبجانبها حفيدها امين الذي كانت تحبه كثيرا ، وادارت وجهها المصفر الي اليسار لتجدني ابادلها نضرات ، حركت يدها الي وكأنها تطالبني بأن الامس يدها لاخر مرة ففعلت ذلك وابقيت علي يدي بين طيات يدها الباردة .
وياحصرتاه علي ذلك الصوت يعود من جديد لأجد عينيها قد بدأت تنغلق شيئا فشيئا
ويدها ترخي تدريجيا .
فعلمت انها سكرااات الموت بدأت تصلها الي عنقها كي ترتفع الي رب العزة
ما اصعب لحظة كتلك ، العين تغمض والقلب يضرب بشدة وسائق السيارة يمشي بنا
الي المستشفي .
الي ان توقف القلب وانقطع النفس والعمة تقول رحمك الله يا امي وسامحينا .
ان لله وان اليه لراجعون
هكذا كانت اخرة عجوز تناهز الرابعة والثمانين {84} .
اللهم ارحمها واغفر لها واقها عذاب القبر وظلمته وازل الغم علي اهلها
سلامي لك قارئ .