خادم أهل السنة
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 19 ماي 2011
- المشاركات
- 245
- نقاط التفاعل
- 3
- النقاط
- 7
بسم الله الرحمن الرحيم
الفكر والعلم
الفكر والعلم
لفضيلة الشيخ
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
أمَّا هذا المصطلح ((فكر إسلامي)) أو ((المفكر الإسلامي)) فإنه اصطلاح جديد ومعلوم عند أهل الشرع والمحبين للعلم وللديانة أنْ الأمور إنما توزن بالعلم لأن العلم نزل من عند الله جلَّ وعلا ليكون حاكمًا على الناس غير محكوم فإذا ظهرت اصطلاحات أو استجدت أحوال فإن المرجع في فهمها إنما هو إلى العلم فما هذه الصلة التي بين الفكر والعلم وهل هذا الفكر الذي يسمى ((فكرًا إسلاميًا)) هل هو ممدوح كله أو هو مذموم كله وكيف هي الصلة بين الفكر والعلم وبحوث متصلة بذلك من المهمات أن يتعرض لها لأنك ترى في هذا الزمن كثر الذين يتكلمون عن الإسلام باسم الفكر ومنهم من عنده أخطاء بسيرة، ومنهم من يسمى ((مفكرًا إسلاميًا)) وإنما هو مفكر ليس باللإسلام وإنما يفكر برأيه وبطريقته وبما يهوى فظهرت مدارس مختلفة في الفكر والتفكير وظهر مفكرون متنوعون وهذا الذي ظهر من الفكر والمفكرين وما يسمى ((بالفكر الإسلامي)) في العصر الحديث ظهر ونشأ ولظهوره ونشأته أسباب ومن أعظم أسباب ذلك كثرة الهجوم على الإسلام في العصر الحديث فإن إبتعاد قلب الأمة عن عقيدتها وتاريخها وعن حضارتها وعن ما ضيها وعن مؤهلاتها نشأ في العصر الحديث مع المدِّ الإستعماري والمد الإستعماري كانت له وجهتان وجهة عسكرية وهذه ظهر منها الأستعمار والكُلُ يعلم عن حقيقة ذلك الإستعمار العسكري وله وجهة أخرى وهي الاستعمار الثقافي والتبعية الثقافية حتَّى صار في المسلمين من يكون تابعًا في فهم الإسلام لأعداء الإسلام وأولئك الأعداء تمثلوا في المستشرقين والمستشرقون لهم كتابات متنوعة في تحليل أهداف الإسلام وتحليل أحكامه وتحليل آرائه وتحليل تاريخه وتحليل قضاياه إلخ ذلك فقام طائفة في البداية يتكلمون عن تلك المسائل التي طرقها المستشرقون أعداء الملة وأعداء الدين وأعداء هذه الأمة
تكلموا عنها بنفس منطقهم لأجل أن يقنعوا الناس وأن تكون اللغة بينهم مَتَعارَفَة فلم يردوا عليهم بالعلم وإنما ردوا على أفكار المستشرقين غير الإسلامية بأفكار مماثلة في الصيغة وفي الاستنتاج والاستدلال والأخذ والعطاء والمراجع والمصادر ووسيلة الإقناع حتَّى صار ذلك فكرًا مقابلاً لفكر فظهر الفكر الإستشراقي وفي المقابل ظهر فكر آخر سُمِّيَ فيما بعد الفكر الإسلامي لأنه يقابل ذلك الفكر الاستعماري الاستشراقي ولهذا صار أول ما نشأ هذا الفكر ونشأ المفكرون راجعٌ ذلك إلى الدفاع عن الإسلام وإلى رد هجمات المستشرقين وهجمات أعداء الإسلام فكل من أراد أن يرد وكل من أراد أن يدافع من المثقفين أو من العلماء أو ممن عنده بدايات علم أو ممن عنده اطلاع وقراءة عامة كتب في الدفاع عن الإسلام حمية له وبيان المحاسنة وردًا على المفتريات باسم الفكر ليسوا بعلماء ولكنهم كتبوا هذه الكتابات فظهر أنّ هؤلاء مفكرون اسلاميون منهم من تخصص في ذلك حتَّى غدا ما يكتبه وما يؤلفه في هذا المضمار وخصوا بهذا الإسم باسم المفكرين الإسلاميين وما يكتبونه باسم الفكر الإسلامي لا شك أنه في هذا الجيل أيضًا يعني في القرن هذا القرن العشرين أو القرن الرابع عشر الهجري الذي سلف لا شك أنه ظهرت مشاكل إعلامية مشاكل من جهة الإلتزام بالدين والقناعة به مشاكل اقتصادية، شبهات تتعلق بالسياسة شبهات تتعلق بالاقتصاد شبهات تتعلق بتاريخ الإسلام شبهات تتعلق بموقف علماء الإسلام شبهات تتعلق بالنصوص وما مدى العمل بالنص؟ القواعد وما مدى العمل بالقواعد؟ وأصول الفقه إلى آخر تلك المسائل فظهرت مشاكل وشبهات في هذه الأمور فظهر أولئك المفكرون ليدلوا بدلوهم في بيان حقيقة ما عليه الأمة في هذه العلوم وذلك المضمار فظهرت كتابات متنوعة لا شك أن تلك الكتابات التي ظهرت تتطلب علمًا تتطلب معرفة، تتطلب ثقافة والجميع لواجتمع لحصلت نتائج سليمة لكن خاض غَمْرَةَ ذلك لقصد نصرة الإسلام ولبيان حقائقه خاض غمرة ذلك من ليس عنده إلاَّ الثقافة أو عنده بعض المعلومات التاريخية أو عنده بعض الاطلاع العام ولكن ليس عنده علم فظهر في كلامهم صواب وظهر في كلامهم خطأ كثير فمزجوا الصواب الخطأ وسبب ذلك الفكر كما سيأتي إيضاح ذلك أيضًا لما خطرت تلك المدارس المختلفة الفكرية يعني من وجهات النظر المختلفة في علاج مشاكل المسلمين وفي الرد على الأعداء لا شك أنه سيحصل نوع من التحزب نوع من الرجوع إلى أولئك المفكرين، فكل من أُعجب بفكرة عالم، كل من أعجب بفكرة مثقف ستكون التبعية لذلك، فظهر بعد ذلك مفكرون تبعوا المفكرين الأصليين، أو ظهر فكر يتبع أساسيات تلك الأفكار حتَّى توسعت الشقة وحتَّى ابتعدا طرفا الطريق فتوسع جدًا وكثرت الطرق من أجل كثرة أفكار الذين ابتدأوا بذلك الفكر فننظر مثلاً إلى أن أول من دخل في هذا المضمار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومن بعده محمد رشيد رضا ثم ظهرت الأفكار في الجانب الآخر من مثلاً أفكار عباس العقاد أفكار وطه حسين أو أفكار ... الخ وهؤلاء كل بحسب ما عنده الخط الأول عنده علم كثير ولكن لأجل الضعف عن مواجهة الغرب بكل شيئ صاغوا أساليبهم بأساليب فكرية فظهر عندهم من الأخطاء حتَّى تجاهلوا أصولاً عظيمة في الإسلام من أصول الغيبيات ونحو ذلك والطرق الآخر من المدرسة الجديدة ارادت أن ترد ولكن باستخدام لغة المستشرقين حتَّى غدا ذلك التأثير بيِّنًا ظهرت بعد ذلك الجماعات العاملة الجماعات الإسلامية فظهر لكل مدرسة من تلك الجماعات من يمثل فكرها بكتابات ففي الباكستان ظهرت هناك الجماعة الإسلامية وظهر لها من يمثل فكرها كأبي الأعلى المودودي وفي مصر ظهر من يمثل فكر جماعة الإخوان المسلمين وفي الشام ظهر وفي المغرب أو الجزائر ظهر من يمثل الفكر الذي يراد أو لالذي تبنى نقل الناس إلى الإسلام بفكرٍ كفكر مالك بن نبي ونحو ذلك المقصود من هذا أنها تنوعت المدارس حتَّى تنوعت الجماعات وتنوعت الفكار بسبب تنوع تلك المدارس.
إذًا فلنشأة الفكر أسباب وهذه بعض أسبابه ولا شك أن المتأمل لذلك ينظر إلى أن نشأة الفكر إذًا لم تكن نشأة على علم وإنما كانت نشأة عاطفية اندفاعية ليست موصلة ولا منظمة وإنما كانت بحسب الحال دفاعٌ عن التاريخ دفاع عن العقيدة دفاع عن الإسلام لكن بطريقة غير مقننة غير منظمة غير موصلة غير منضبطة بالتالي ظهر كثير من الكتابات التي تراها اليوم ممن يسمون بمفكرين إسلاميين وفي الحقيقة إنما هم مفكرون ليسوا بإسلاميين لأنهم إنما يفكرون تارة بالنظرة الإشتراكية وتارة بالنظرة الاعتزالية وتارة بنظرات مختلفة فنشأ ما يمسى بالتنوير والإجتهاد والتطور والتقدم حتَّى أتى من المفكرين من يزعم أنه لا بد من إقامة صرح جديد لطريقة العقل والتفكير والتعامل مع النصوص لأن تلك إنما تناسب زمنًا مضى وهذا الزمن لا بدَّ له من شيئ جديد إنه ولا شك انحراف خطير عن أصل هذا الدين وعن العلم والصحيحح الذي نزل به جبريل عليه السلام من عند رب العالمين في كتاب الله جلّ وعلا وعلا وفي سنة رسوله صلّى الله عليه وسلّم هذا الموضوع الذي هو الفكر والعلم مهم وسبب الاختيار له أنَّ كثيرين من طلبة العلم أو من الناس من المثقفين من الشباب لا يعون حقيقة المصطلح ولايعون أبعاده ولا يعو ما ينبغي أن يؤخذ به وما ينبغي بل يجب أن يحذر منه من الفكر فكان لا بدَّ من طرق هذا الموضوع حتَّى تتضح حقيقة الفكر ومن أسباب طرح هذا الموضوع كثرة الذين يكتبون عن الإسلام فكريًا وانتشار كتاباتهم فترى في الصحف كثيرًا ما يكتب أناس هؤلاء يقال عنهم مفكرون إسلاميون وهناك كتابات قديمة من أناس ليسوا بحاضرين من أمثال مالك بن نبي، المودودي، سيد قطب، محمد قطب إلخ لهم كتابات وهذه الكتابات تتسم بأنها كتابات فكرية فما حجم هذه الكتابات كيف توزن؟ هل ترد؟ هل تقبل؟ هل يعتمد عليها أم لا يعتمد عليها ما حدودها؟ هؤلاء المفكرون الذين ذكرت اسماؤهم ومن لم نذكر اسماؤهم ما موقعهم الصحيح في الأمة وما الذي ينبغي أن يوضعوا فيه في أي إطار لا شك أنَّ هذه الأسئلة الجواب عنها مهم ولعله أن يكون في هذه الكلمة أو هذه المحاضرة بعض إجابات عن ذلك ومن الأسباب أيضًا أن ظائفة من المثقفين علت درجاتهم في الثقافة أو توسطت خلطوا بين الفكر والعلم حتى صار الفكر دليلاً حتَّى صار ما يكتبه المفكرون أعظم في القناعة وأعظم في الإتباع مما يكتبه العلماء بل زاد الأمر على ذلك حتَّى سمِّي العلماء بأنهم متأخرون وأن المفكرين هم المتقدمون وهذا لاشك يتطلب بحثًا لهذا الموضوع وتعريفًا للناس بالفكر ماهو؟ وهل يقبل أم لا يقبل؟ إلى آخر ذلك
يتبع إن شاء الله........
منقول للفائدة
ملحوظة :وجدت بعض أخطاء مطبعية أثناء النقل..منها سقوط بعض الحروف..فأضفتها بما يظهر لي والله أعلم ..فإن وجد أي من الإخوة أخطاء أرجو الدلالة عليها للتصحيح.
آخر تعديل: