أحاديث الثورة
بدون محاباة ... وبكل جراة.. وبثقة كبيرة ... ما زلت أدندن وأقول ان تحرك تلك الجموع في الشارع العربي لا يمكن ان يكون عفويا هكذا بدون مقدمات ... أو إملاءات من اطراف معلومة او خفية .. كما تحب كثير من ابواق الاعلام الماجورة والموجهة ان تصوره ..
فتصوغ من خلاله عقلا عربيا جديدا بمفاهيم متغيرة لا يستلهم من منهج الله
فكره وتوجهه لصناعة الاحداث على الارض ...
أي نعم ..خرجت تلك الجموع وقد وصفنا تحركها على الارض في غير هذا المقال بثقافة القطيع السائدة وربما لم يستطع كثير من الاخوة استيعاب الفكرة او هضمها لا سباب كثيرة أهمها
غياب وعي سياسي
وغياب وعي شرعي
بل ان تلك الجموع على كثرتها لا تمثل الحقيقة كاملة والتي تسعى اطراف كثيرة الى تغييبها
قد يسألني أحد الافاضل والاماجد في هدوء
اليس من حق الشعوب ان تنعم بشيئ من رغد العيش وان تطالب بفسحة من الحرية تحقق من خلالها طموحها في العيش الكريم مثلها مثل كثير من شعوب العالم من حولنا .. ؟
فنقول بصراحة كبيرة
من حقها ذلك بل هذا من اولويات توجيه الفكر العربي والاسلامي على الساحة
طيب اين المشكلة ما دمنا نتفق في جوهر تحرك تلك الجموع .؟
المشكلة الكبرى في فهم حقيقة الصراع من حولنا
نحن لا نعيش في كوكب المريخ نحن نعيش على هذه الارض التي استخلفنا الله فيها
وقد فقهنا معنى الاستخلاف ومعنى التمكين ومعنى الحضارة وفق ابجديات اسلامنا كأمة مسلمة
ولقد دارت الدوائر فسقطت هذه الامة في لحظة صمت رهيب ولم يكن سقوطها فجأة بدون مقدمات بل كان وفق عملية طويلة أدارتها اصابع كثيرة عبر تاريخ طويل من الاحداث داخل أسوار هذه الامة العريقة
وكانت بداية الصراع تتمحور في صياغة عقل عربي جديد يؤمن بغير فكرة الاسلام كمنهج للحياة في الارض
ونجحت الصليبية الحديثة في ذلك الى ابعد الحدود فظهرت النعرات القومية والعروبية التي ارادت بشكل او بآخر ان تتنصل من هويتها الاسلامية
ووجد الغرب الكافر في ذلك الجيل الجديد او ان شئت فقل في ذلك المسخ الجديد قوة فاعلة في اوطاننا استلم مقاليد الامر والنهي في البلاد كلها من المحيط الى الخليج
فلم تعد كثير من المفاهيم الاسلامية تجد لها حيزا في عقل المسلم العربي
حتى تجاسر أحد الكتاب المسلمين ان يكتب يوما
عن ردة ولا ابا بكر لها
الثورة في تونس
والثورة في مصر
والثورة اليمن
وفي ليبيا
في كل مكان من عالمنا العربي
والغرب الكافر والصليبية الحديثة بقيادة امريكا تتحرك بشيكل ملحوظ إما لمباركة تلك الثورات او دعمها
أمريــــــــــــكا
تتحرك من اجل تلك الجموع ...؟؟؟؟
فهل توقفت تلك الجموع في لحظة للتساءل في هدوء أيضا مالذي يمكن ان تجنيه امريكا والصليبية الحديثة من ثمار تلك الثورة ...؟
ان امريكا قد تسمح بأي شكل من أشكال الثورة
ثورة من اجل الفول في مصر
او ثورة من اجل الخبز في تونس
او ثورة من اجل ظلم في ليبيا
لكنها لن تسمح بثورة من اجل الوقوف عند حدود الله والعودة بهذه الامة الى منابع الصفاء الاولى
انها تعلم جيدا ان اي ثورة تحركها عقيدة اسلامية صحيحة لن تقف عند حدود مكانية او زمانية بل ستعبر البحر الى الضفة الاخرى
والكثير من المثقفين وكثير ممن هم محسوبون على الصحوة الاسلامية كسماسرة الاخوان يدركون هذه الحقيقة جيدا لكنها تنغص عليهم فرحتهم برغيف الخبز الذي غنموه في وقوفهم في طابور طويل تحت شعار الثورة
فيعلن البلتاجي الناطق الرسمي للاخوان في مصر
ان الاخوان لايرغبون في دولة اسلامية
مطمئنا بذلك الصليبية الحديثة في لفتة لا تخرج الا من سمسار من سماسرة الاخوان
وقد يطول بنا الحديث في هذا الوصف للثورة وقد لا ينتهي الا بانتهاء الثورة بعد ان تكون قد منحت تأشيرة مفتوحة للصليبية من جديد كي توجه العقل العربي على نحو لا تستقر فيه الاوضاع على حال من القلق
والسؤال المطروح والذي يفرض نفسه بقوة على الساحة
هل نحن في حاجة الى ثورة.. ؟
هل نحن في حاجة الى تحرك تلك الجموع..؟
فأستطيع ان أقول نحن في حاجة ماسة الى ثورة جديدة
ثورة لتوجيه العقل العربي الى منهج صحيح .... لا ثورة من اجل الخبز الماء
ثورة فكرية تصوغ عقلا وفق منهج رباني اسلامي صحيح العقيدة والتصور
ثورة تبني جيلا جديدا يؤمن ان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين
ثورة تبني فكرا ومنهجا وتصورا
ثورة لا تقف عند حدود ثقافة القطيع السائدة
كتبه سراي علي من الجلفة