Bad Boy MMA
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 26 ماي 2011
- المشاركات
- 163
- نقاط التفاعل
- 19
- النقاط
- 7
- العمر
- 30
الحركات الليبرالية والقومية في أوربا في القرن التاسع عشر
مقدمة : يعتبر القرن التاسع عشر مرحلة هامة في تاريخ أوربا حيث تميز بالصراع بين الأنظمة المحافظة الإقطاعية والحركات الليبرالية التحررية والقومية، التي تزعمتها البرجوازية. كما تميز ببداية التوسع الاستعماري خارج أوربا.
انتشرت مبادئ الليبرالية والقومية بأوربا عقب الثورة الفرنسية والتوسعات النابوليونية
1 ) انتشار الأفكار الليبرالية والقومية : ظهر المذهب الليبرالي " الحر " في أواخر القرن السابع عشر بإنجلترا. ويقوم على مبدأ الحرية الاقتصادية في المجال الاقتصادي والحريات الفردية والسياسية في المجال السياسي. وانحصرت مبادئ الليبرالية في فكر الأنوار، تبنتها الثورة الفرنسية كمبادئ سياسية، فأصبحت إيديولوجيا للبرجوازية ضد الأنظمة الاستبدادية، تلخصت في شعار الثورة الفرنسية الحرية، المساواة، الإخاء
وأصبحت فرنسا تتزعم التيار الليبرالي التحرري، خاصة بعد سيطرة نابوليون على السلطة في فرنسا، عقب انقلابه ضد حكومة الإدارة، وتوسعاته في أوربا حيث كسب عطف الشعوب الأوربية الخاضعة للأنظمة الاستبدادية. لكن تحالف الإمبراطوريات الفيودالية مثل روسيا، بروسيا، النمسا، وانحراف أهداف نابوليون عن نشر الفكر التحرري إلى التوسع والاستعمار، مما أدى إلى تراجع التوسعات النابوليونية، حيث تعددت انهزاماته أمام الدول المتحالفة حتى معركة واترلو18 يونيو 1815، والتي وضعت حدا لتوسعاته.
2 ) معارضة قرارات مؤتمر فيينا لمبادئ الليبرالية والقومية: انعقد مؤتمر فيينا ما بين نونبر 1814 ويونيو 1815 تحت هيمنة الدول المتحالفة ضد نابويليون وهي: روسيا، بروسيا، ابريطانيا والنمسا التي مثلها مستشارها مترنيخ، الذي هيمنت شخصيته على أشغال المؤتمر. واستهدفت قرارات المؤتمر إضعاف فرنسا تحت فكرة تحقيق التوازن الدولي؛ حيث أفقدتها جميع المناطق التي سيطرت عليها أيام نابوليون. وأحاطت فرنسا بمجموعة من الدويلات، فتغيرت خريطة أوربا. وسيطرت الدول المتحالفة على مناطق واسعة وعقدت فيما بينها تحالفات: الحلف المقدس بين روسيا بروسيا والنمسا، والحلف الرباعي الذي يضم ابريطانيا إلى جانب دول الحلف المقدس.
لكن قرارات مؤتمر فيينا لم تقض على الفكر الليبرالي والحركات التحررية حيث تحالفت البرجوازية مع المثقفين وأسسوا جمعيات سرية مناهضة للفكر الإستبدادي، أهمها جمعية الكربوناري بمملكة نابولي بإيطاليا. وبرز الإتجاه القومي، معتمدا على الاختلافات اللغوية والعرقية والدينية والعادات، وتبنى إعلان حقوق الإنسان والمواطن. وعارضت الأفكار القومية التقسيمات التي أحدثتها قرارات مؤتمر فيينا.
استمر كفاح الحركات الليبرالية والقومية ضد قرارات مؤتمر فيينا، وكانت له عدة نتائج أهمها تحقيق الوحدتين الألمانية والإيطالية
1 ) ثورات 1815-1848 : أدت إلى عدة نتائج ويمكن تقسيمها إلى مرحلتين أساسيتين:
أ ) المرحلة الأولى 1815-1830 : مثلت هذه المرحلة الصراع بين البرجوازية والإقطاع ودفاع الطبقة العاملة عن مصالحها. لكن جل الثورات قمعت من طرف الأنظمة الاستبدادية ماعدا المناطق التي حصلت على الاستقلال وهي بلجيكا واليونان.
أنظر الجدول التالي: أحداث 1815-1830.
كان هدف جمعية الكربوناري هو توحيد إيطاليا والقضاء على النفوذ النمساوي. وفي 1820 تمرد الجيش وسيطر على السلطة. لكن الثورة قمعت من طرف النمسا.
إيطاليا
1820 انتفض الجيش بمدينة قادس وتشكلت حكومة من البرجوازية والنبلاء. وتدخلت فرنسا بإيعاز من دول الحلف المقدس للقضاء على الثورة.
إسبانيا
1817 قيام عدة انتفاضات تنادي بالحد من الملكية المطلقة. وفي 1830 قيام ثورات تنادي بالوحدة الألمانية، مما أدى إلى تدخل النمسا للقضاء عليها وإلغاء الحريات العامة.
ألمانيا
قرر مؤتمر فيينا تقسيمها بين روسيا وبروسيا والنمسا. وأدى نشاط الحركات القومية إلى إعلان الاستقلال في 1830، فتدخلت روسيا وسيطرت على البلاد في 1831.
بولونيا
1814 اعتلى العرش لويس 18 وأعاد الإقطاع للسلطة بشكل متوازن مع البرجوازية.
1824 تولى السلطة شارل العاشر وانحاز للتيار المحافظ، واحتل الجزائر كحل للأزمة الداخلية، مم أدى إلى ثورة باريس بزعامة البرجوازية، فخلفه لويس فليب 1830-1848 الذي قضى على الثورة وحكم حكما استبداديا.
فرنسا
في 1822 أعلنت استقلالها عن العثمانيين الذين حاولوا استرجاعها. لكن إعلان روسيا الحرب على تركيا وتدخل فرنسا وابريطانيا إلى جانب اليونان، فاضطرت تركيا إلى الاعتراف باستقلال اليونان في 1828.
اليونان
قرر مؤتمر فيينا إدماجها مع هولندا وتشكيل مملكة الأراضي المنخفضة. لكن الاضطهاد الهولندي دفع البلجيكيين إلى الثورة وإعلان الاستقلال في 1830.
بلجيكا
ب ) المرحلة الثانية : تمثلت في ثورات 1848، وبرز خلالها الصراع بين ثلاث طبقات: البرجوازية، الإقطاع والطبقة العاملة. ويتجلى ذلك في النماذج التالية:
1848 عزل لويس فليب وتم إعلان قيام الجمهورية الثانية. وتكونت حكومة برجوازية، فتطور الصراع بين الطبقة العاماة والبرجوازية التي أسندت السلطة للجيش بقيادة كافينياك الذي أخمد الثورة بالقوة. وتولى السلطة لويس بونابارت بعد نجاحه في الانتخابات. وحكم حكما استبداديا عندما أعلن نفسه إمبراطورا حاملا لقب نابوليون الثالث. ودام حكمه حتى سنة 1870.
فرنسا
1848 استقل مترنيخ عقب الثورة التي تزعمها المثقفون، وتأسس الدستور والبرلمان. وطالب المجريون بالاستقلال، وتدخلت روسيا لمساعدة النمسا ضد ثورة المجر. كما فشلت محاولات استقلال بعض الإمارات الإيطالية عن النفوذ النمساوي.
النمسا
قامت الثورة واضطر ملك بروسيا القيام ببعض الإصلاحات كإحداث الدستور وانتخاب البرلمان. لكن البرجوازية الألمانية تحالفت مع الإقطاع مستفيدة مما وقع في فرنسا ولتتجنب الصراع مع الطبقة العاملة.
ألمانيا
2 ) تكونت الدولة القومية بإيطاليا بقيادة مملكة البييمونت وفي ألمانيا بقيادة بروسيا
أ ) الوحدة الإيطالية: كانت إيطاليا مقسمة إلى سبع إمارات، ثلاث منها مستقلة والباقي تحت نفوذ النمسا، إضافة إلى ممتلكات الكنيسة. وكانت مملكة البييمونت أكثر الإمارات تطورا من الناحية السياسية والاقتصادية حيث تتمتع بملكية دستورية منذ 1848 وعلى رأسها الملك فكتور إمانويل. ولعب كافور دورا هاما في تحقيق الوحدة الإيطالية حيث كان يتزعم التيار الليبرالي الملكي المنسجم مع تطلعات البرجوازية. وتمكن من توحيد إيطاليا بمساعدة غاريبالدي الذي قاد المتطوعين وحرر معظم الأراضي الجنوبية تحت سلطة ملك البييمونت إيمانويل الثاني الذي أعلن ملكا على مجموع إيطاليا سنة1861، ماعدا الأراضي الخاضعة للكنيسة.
ب ) الوحدة الألمانية: عرفت بروسيا تطورات اقتصادية هامة خاصة في المجال الصناعي، لكن التجزئة السياسية تحد من ذلك التطور، فأصبح هدف البرجوازية هو تحقيق الوحدة السياسية. وفي 1862 تولى بسمارك منصب الوزير الأول " المستشارية " واعتمد على قوة بروسيا العسكرية وعلى نضج الوعي القومي الألماني. وتمكن من تحقيق الوحدة الألمانية بالقضاء على الهيمنة الأجنبية حيث حارب الدانمارك وانتصر في 1864، كما انتصر على النمسا في معركة سادوا Sadowa 1866، وهزم فرنسا في معركة سدان sedan 1870 وسيطر على الألزاس واللورين. وعرفت سياسته بسياسة الحديد والدم. وانضمت الإمارات الألمانية الأخرى إلى الإتحاد الألماني بزعامة بروسيا، والذي أصبح يعرف بالإمبراطورية الألمانية بعد تتويج غليوم الأول إمبراطورا على ألمانيا.
خاتمة : بعد تحقيق الوحدتين الإيطالية والألمانية، عرفت أوربا تغييرا في موازين القوة حيث هيمنت القوة الألمانية على السياسة الأوربية. وبدأت كل من إيطاليا وألمانيا تتسابق للحصول على أسواق ومستعمرات خارج أوربا وتنافس الدول الاستعمارية الأخرى خاصة ابريطانيا وفرنسا.
تطور الرأسمالية ونتائجه خلال القرن التاسع عشر
مقدمة : عرفت أوربا الغربية تحولات اقتصادية وتقنية خلال القرن 18، مما ساعد على تطور الرأسمالية في القرن 19 بأوربا الغربية وأمريكا الشمالية؛ حيث تحولت من رأسمالية صناعية إلى رأسمالية مالية. وكانت لذلك التطور نتائج هامة شملت ميادين مختلفة: سياسية وفكرية واقتصادية واجتماعية.
تجلى تطور الرأسمالية في القرن 19 في تطور مختلف القطاعات الاقتصادية.
تطور الصناعة والفلاحة:
في مجال الصناعة :
تطور الانتاج الصناعي نتيجة استعمال الآلة وتطبيق الاختراعا التقنية الجديدة، مما أدى إلى تجديد هياكل الصناعة وظهور صناعات جديدة حيث ظهرت الصناعة الميكانيكية كفرع مستقل، فتطور إنتاج الآلات مما ساعد على تطور الصناعة من يدوية إلى آلية. وظهرت مصانع كبرى لصهر المعادن، فأصبحت الصناعة الثقيلة تحتل المكانة الأولى عوض صناعة النسيج. وارتبط تطور صناعة التعدين بتطور صناعات أخرى كاستخراج المعادن والكيميائية وإنتاج الكهرباء، حيث عرف الثلث الأخير من القرن 19 بعصر الفولاذ. واستمر التطور التقني باختراع أنواع مختلفة من المحركات كمحركات الكهرباء والدييزيل ومحركات الاحتراق الداخلي والتربينات البخارية. واستعملت هذه الآلات بشكل واسع شمل البوادي الأوربية فعرفت تحولات هامة.
في مجال الفلاحة :
ظل الانتاج الفلاحي في معظمه معيشيا تقليديا حتى منتصف القرن19. ثم تطورت الفلاحة نتيجة تدخل الرأسمالية في البوادي وامتداد طرق المواصلات خاصة السكك الحديدية، إضافة إلى أهمية الطلب نتيجة ارتفاع عدد سكان المدن. واتجه الاستغلال الفلاحي نحو الزيادة في الانتاج وتحقيق مردودية مرتفعة باستعمال الآلة ونتائج البحث العلمي والأسمدة وطريقة التناوب الزراعي والتخصص في الانتاج قصد التسويق. وتطلب ذلك التحول استثمارات مالية هامة، مما أدى إلى التركيز الرأسمالي في مجال الفلاحة. وأصبحت معظم الأراضي في يد الملاك الكبار البرجوازيون، والنبلاء الذين استوعبوا التطورات الجديدة، في حين اختفى الفلاحون الصغار تقريبا، وتقلصت نسبة اليد العاملة في الفلاحة بسبب استعمال الآلة. ونشطت الهجرة القروية نحو المدن لتوفر طرق المواصلات. وتخصصت بعض المناطق والدول في إنتاج معين مثل القمح بالولايات المتحدة وكندا وروسيا، والصوف بأستراليا و الأرجنتين. كما تراجعت بعض المزروعات ) النباتات الزيتية ( أمام تربية الأبقار المنتجة للحليب واللحوم قصد تلبية حاجيات المدن. واهتمت بعض الشركات الفلاحية باستغلال المستعمرات خاصة بالنسبة للمنتجات المدارية.
المواصلات والمبادلات التجارية :
ارتبط تطور المواصلات البرية والنهرية والبحرية بتطور الصناعة، نظرا لحاجتها إلى الأسواق والمواد الأولية ومصادر الطاقة. وتطلب ذلك تعبيد الطرق وحفر قنوات ملاحية للربط بين الأنهار الصالحة للملاحة. لكن السكة الحديدية كانت رمزا للثورة الصناعية؛ اكتشفت بإنجلترا على يد جورج ستيفنسن، وانتشر استعمالها في باقي أوربا الغربية والولايات المتحدة ) خريطة ص.16 ( مما أدى إلى تخفيض تكاليف النقل والمدة الزمنية للتنقل بين المناطق. وتطورت الملاحة البحرية بحفر قنوات جديدة مثل السويس و باناما، واستعمل الحديد والآلة البخارية في صناعة السفن الكبرى. وظهرت موانئ كبرى مثل لندن ونيويورك وروتردام، كما ظهرت شركات ملاحية كبرى.
وبعد اختراع محركات البنزين والعجلات المطاطية، ظهرت السيارات في 1895. كما ظهرت وسائل أخرى في أواخر القرن 19 كالدراجة العادية والنارية والتلغراف والهاتف والصحف ووكالات الأنباء.
وساعدت وسائل المواصلات على تطور المبادلات التجارية، حيث مكنت الصناعة من تصريف الانتاج والحصول على المواد الأولية ومصادر الطاقة. واتسع حجم المبادلات العالمية وظهرت البورصات وزادت حدة التنافس التجاري، مما دفع بعض الدول إلى فرض الحماية الجمركية. ولعبت الأبناك دورا هاما في تطوير القطاعات الاقتصادية حيث وظفت أموالها في المؤسسات التجارية والصناعية وفي المضاربات البورصوية، إضافة إلى القروض. واستفادت الأبناك من نمو الكتلة النقدية بعد اكتشاف الذهب في كاليفورنيا و أستراليا، وإصدار الأوراق النقدية واستعمال الشيكات.
خلـف تـطـور الـرأسمالـية خـلال الـقـرن 19 نـتائج هـامة.
تطورت الرأسمالية الصناعية إلى رأسمالية مالية :
نتيجة للتركيز الرأسمالي تطورت الشركات من - شركات الأشخاص- عائلية أو لبعض الشركاء إلى - شركات الرساميل- شركات المساهمة أو المجهولة الاسم .وهذا التركيز حتمته ظروف المنافسة من أجل تحسين الجودة وتخفيض تكاليف الانتاج ولتحقيق الأرباح. والتركيز الرأسمالي أنواع؛ فعلى مستوى الانتاج نجد الأفـقي ويتم بين شركات ذات إنتاج متشابه، ويعطي ما يسمى بالكارتيل. ثم العمودي ويتم بإدماج شركات تساهم في إنتاج واحد لتشكيل شركة واحدة، ويعطي ما يسمى بالتروست. وعلى المستوى الملي ظهرت شركات التملك ) الهولدينغ ( وهي شركات مالية احتكارية تفرض سيطرتها على المؤسسات البنكية والصناعية بواسطة امتلاك قسم كبير من أسهمها. لذلك سميت رأسمالية القرن 19 بالرأسمالية المالية.
ورغم تطور الاقتصاد الرأسمالي في القرن 19، فإنه تميز بتعرضه للأزمات الدورية الناتجة عن تضخم فائض الانتاج والمبالغة في القروض والمضاربات المالية، مما يؤدي إلى تراجع النشاط الاقتصادي وانتشار البطالة.
النتائج الديمغرافية والفكرية والاجتماعية:
المجال الديمغرافي :
تزايد عدد سكان الدول الرأسمالية منذ مطلع القرن 19 بسبب تطور الفلاحة وتحسن ظروف التغذية، وتطور العلوم الطبية وتحسن الظروف الصحية، فتقلصت نسبة الوفيات وارتفعت نسبة الولادات. وتزامن ارتفاع عدد السكان مع التطورات الاقتصادية، فاصبحوا يلعبون دور المنتج والمستهلك. ونشطت الهجرة القروية نتيجة التحولات التي عرفتها الفلاحة ولتوفر طرق المواصلات، فارتفع عدد سكان المدن، وظهرت المدن الكبرى بمشاكلها الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن الهجرة كالبطالة. وبدا التشجيع على الهجرة الخارجية كحل للمشاكل الداخلية، حيث شملت حوالي 60 مليون أوربي خلال القرن 19. ودعمت بهم أوربا نفوذها في عدة مناطق من العالم.
في المجال الفكري :
تبنت البرجوازية المذهب الليبرالي، وتبنت الطبقة العاملة المذاهب الاشتراكية.
ـ المذهب الليبرالي الكلاسيكي: تأسس على يد أدم سميث في أواخر القرن 18، وطوره كل من مالتوس و ريكاردو خلال القرن 19. وتتلخص مبادئه في الملكية الفردية والحرية الاقتصادية. ويدعو على تحديد النسل لتحقيق التوازن بين النمو الديمغرافي والامكانيات الغذائية، وإلى البحث عن الأسواق لتصريف فائض الانتاج الصناعي.
ـ المذاهب الاشتراكية: بدأت الاشتراكية باتجاهها المثالي ( أو الطوباوي ) خلال القرن 18 على يد سان سيمون و روبرت أوين. ويدعو إلى نظام اجتماعي افضل تتعزز فيه الملكية الجماعية والعمل الجماعي والقضاء على الفقر والاستغلال. ثم تطورت الاشتراكية على يد ماركس و إنجلز خلال القرن 19، وأصبحت تعرف بالاشتراكية العلمية. وتعتبر الصراع الطبقي المحرك الأساسي للتاريخ، ودعت إلى تحقيق المجتمع الاشتراكي.
الجانب الاجتماعي :
ظل المجتمع الرأسمالي طبقيا رغم التحولات التي عرفتها البنية الاجتماعية نتيجة التطورات الاقتصادية. ويتألف من:
ـ الأرستقراطية: التي تراجعت بشكل كبير أمام نمو البرجوازية. لكن بعض السر حافظت على مكانتها لأنها استوعبت التحولات الجديدة، وتصاهرت مع بعض الأسر البرجوازية، وتقلدت مناصب هامة إدارية وعسكرية.
ـ الطبقة البرجوازية: عرفت نموا كبيرا، ويمكن تصنيفها إلى: برجوازية كبيرة، وهي المسيطرة على المجالات الاقتصادية. وبرجوازية متوسطة، يمثلها أصحاب المهن الحرة كالأطباء والصيادلة والمهندسين. وأخيرا البرجوازية الصغيرة، ويمثلها الموظفون والملاك والتجار الصغار والحرفيون المتخصصين.
ـ الطبقة العاملة: أو البروليتاريا، وهي التي تمثل جميع الفئات المستغلة كالحرفيين وعمال البيوت الذين يشتغلون في منازلهم لحساب المقاولين. والعمال المؤهلون تقنيا وغير المؤهلين.
ونتيجة للإستغلال الرأسمالي الذي تعرضت له الطبقة العاملة، دعت الاتجاهات الاشتراكية العمال إلى الإتحاد، لأنهم يشكلون قوة اقتصادية يكمن خطرها في اتحادها، لذلك ظهرت النقابات والاتحادات النقابية( الفيدراليات) واتحادات دولية ( الأممية الأولى بلندن 1864 ). وحققت هذه التنظيمات بعض المطالب الأساسية كتحديد ساعات العمل والحق في العطلة الأسبوعية وحق تأسيس النقابات وتحديد السن القانوني لتشغيل الأطفال ( ما بين 10 و13 سنة ) واعتبار فاتح ماي عيدا للعمال منذ 1890.
التحولات السياسية والاقتصادية في البلدان الرأسمالية :
دفعت التطورات الاقتصادية في الدول الرأسمالية إلى الاهتمام بالمشاكل الاجتماعية وتنظيم الحياة السياسية بوضع قوانين لترسيخ الديمقراطية. وأصبحت الدول الرأسمالية تبحث عن منافذ جديدة لتصريف فائض الانتاج الصناعي واستيراد المواد الغذائية، ولحل المشاكل الاجتماعية الناتجة عن الهجرة القروية والنمو الديمغرافي. وكذلك لحل المشاكل السياسية الناتجة عن الصراعات السياسية والاجتماعية، حيث تطورت الأحزاب القديمة وظهرت أحزاب جديدة والاتحادات العمالية. ولتحقيق ذلك نهجت الدول الرأسمالية سياسة التوسع الامبريالي. وعقدت مجموعة من المؤتمرات للحد من التنافس الاستعماري مثل مؤتمر برلين Conférence de Berlin 1884 ـ 1885، والاتفاق الودي 1904 ومؤتمر الجزيرة الخضراء 1906، ذلك التنافس الذي أدى إلى الحرب العالمية الأولى.
خاتمة : تطورت الرأسمالية في القرن 19 من رأسمالية صناعية إلى رأسمالية مالية، وأصبحت المؤسسات المالية تتحكم في النشاط الاقتصادي والحياة السياسية. وانعكس ذلك التطور بشكل سلبي على الشعوب المستضعفة حيث استهدفها التوسع الامبريالي.