صفات جيل التمكين

*سلمى*

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
21 أفريل 2010
المشاركات
1,080
نقاط التفاعل
5
النقاط
37
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبناء هذا الجيل، أمامهم فرصة تاريخية لكي يكونوا ممن يحقق الله على أيديهم الخلافة الموعودة إنه شرف وأي شرف، أن نكون ممن يعيد الله على يده مجد الأمة الضائع.
إنها فرصة تاريخية نستطيع اقتناصها- بعون الله- إذا ما وضعنا هذا الهدف أمامنا، وشمرنا في السعي إليه وبلوغه من خلال استكمال الشروط، واستيفاء الطلبات التي طلبها الله عز وجل.

ومن أهم هذه الشروط مايلي

أولاً: الإخلاص لله عز وجل، مصداقًا لقوله تعالى ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾ (النور: من الآية 55).
وإخلاص العبد لله عز وجل يستوجب منه أن يقصد بعمله رضا ربه ويطمع في مثوبته، ويستوجب منه كذلك أن يستعين بالله في أداء العمل، فلا يستعين بالله في أداء العمل، فلا يستعين بنفسه ولا بإمكاناته أو خبراته، بل يستشعر دومًا أنه بالله لا بنفسه، وأنه لا حول ولا قوة إلا بربه.

ثانيًا: تمكن حب الله من القلب حتى يصير حبه أشد من جميع المحاب الأخرى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ (المائدة: من الآية 54).
والدليل العلمي على صدق هذا الحب هو المسارعة إلى طاعته- سبحانه، والتضحية من أجله، والشوق الدائم إليه، والأنس به، والتلذذ بذكره، والرضا بقضائه.

ثالثًا: التواضع وخفض الجناح وإنكار الذات، وأن يكون كل واحد من أبناء هذا الجيل عند نفسه صغيرًا ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ (المائدة: من الآية 54).
والتواضع حالة قلبية يعيشها العبد وتظهر في سلوكه وتعاملاته مع ربه، ومع نفسه، ومع الناس.
فمع ربه تراه دومًا متذللاً إليه، خاضعًا بين يديه، مظهرًا عظيم افتقاره وحاجته إليه، وأنه مهما أوتي من أشكال الصحة أو القوة أو الثراء أو الجاه.. فهو كما هو: عبد ذليل لرب جليل، وأن هذه الأشياء لم تغير من حقيقته شيئًا.
أما تواضعه مع نفسه فيكون باستصغاره لها، ورؤيتها بعين النقص، لذلك فهو يمشي على الأرض هونًا، ولا يتبختر أو يختال.
وأما تواضعه مع الناس فينطلق من رؤيته لهم بأنهم أفضل منه، مهما كانت أعماله ورتبته، فهو دائمًا ينظر إلى الجانب الإيجابي لكل من يتعامل معه، ويستشعر أفضليته عليه.

رابعًا: الخوف من الله.. ذلك الذي يدفع صاحبه إلى الاستقامة على أمره سبحانه ﴿إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (الأعراف: من الآية 128).
وفارق كبير بين خوف عارض يهز المشاعر، ويرسل العبرات، ثم يمضي إلى حال سبيله، وبين خوف دائم يملأ القلب ويجعله دائمًا في حالة من التذكر والانتباه.
إن الخوف المطلوب وجوده هو الخوف الذي يدفع للعمل، ويثمر التقوى والورع في كل الأقوال والأفعال، فيتحرى صاحبه الدقة في كلامه، ويترك الكثير من المباح مخافة الوقوع في الحرام.

خامسًا: الجهاد الدائم في سبيل الله بمفهوم الجهاد الواسع، من بذلك الجهد والطاقة في جميع المجالات التي تسهم في بناء المشروع الإسلامي ﴿يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ﴾ (المائدة: من الآية 54).

سادسًا: عدم التعلق القلبي بالدنيا كما اشترط النبي يوشع بن نون على بني إسرائيل عندما أراد أن يدخل الأرض المقدسة كما في الحديث: "غزا نبي من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولم يبن بها، ولا أحد بنى بيوتًا ولم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنمًا أو خلفات وهو ينتظر أولادها.." متفق عليه.

سابعًا: كثرة العبادة، فالجيل الذي سيمكنه الله عز وجل جيل عابد يحن دومًا إلى المحراب ليسكب العبرات ويتزود بوقود الإيمان، ولقد أخبرنا الله عز وجل بأن ﴿الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106)﴾ (الأنبياء).
وأخبرنا بصفة من يمكنهم في الأرض ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ﴾ (الحج: من الآية 41).

ثامنًا: الصبر والثبات: فطريق التمكين ليس مفروشًا بالورود بل مليء بالأشواك والعقبات ﴿الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2)﴾ (العنكبوت).
ولقد سار في هذا الطريق أصحاب الدعوات من قبلنا، فلما صبروا وتحملوا مشاقه وألوانه أكرمهم الله عز وجل بالنصر والتمكين ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ﴾ (الأنعام: من الآية 34).


تاسعًا: الاعتدال والتوازن، فالجيل الموعود بالنصر والتمكين عليه أن يفهم الإسلام فهمًا صحيحًا شاملاً متكاملاً، فيعطي كل ذي حق حقه، لا يضخم صغيرًا، ولا يصغر كبيرًا، لا يترخص فيما لا ينبغي الترخيص فيه، ولا يتشدد فيما لا ينبغي التشدد فيه حتى يستقيم له السير ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ (113)﴾ (هود).

عاشرًا: الترابط والتآخي: فلا بد من الوحدة، ولا بد من التآخي في الله.. لا بد من وحدة القلوب وعدم التنازع ﴿وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ (الأنفال: من الآية 46).
لا بد من توحيد الصفوف، والتحرك الجماعي الذي يستفيد بجميع الطاقات، ويقوم بتوزيع المهام على كل الأفراد حتى يصل إلى الهدف المنشود، فإن لم يستطع المسلمون أن يتوحدوا تحت راية واحدة، وهم يسعون لاستكمال شروط النصر، واختلفوا فيما بينهم، فليكن اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد، بمعنى أن يكمل بعضهم بعضًا تحت ظلال المحبة في الله، وليكن شعار الجميع، نجتمع فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه.


مقتبس من مقال الوعد الحق والثقة في نصر الله بقلم: د. مجدي الهلالي

نسأل الله تبارك وتعالى أن نكون أهلا لحمل أمانة هذا الدين، وأن نتحلى جميعا بهذه الصفات التي تؤهلنا لنصر الله وتأييده إنه ولي ذلك والقادر عليه
 



بارك الله فيك على الموضوع
ربي يجعلنا منهم إن علم فينا
أنّا أهل لذلك
أجمل ما قرأت في هذا الباب
كتاب الشباب والتّغيير للدكتور فتحي يكن
رحمه الله فريد من نوعه .....
يحتاجه كلّ شاب يبحث عن
التّغيير وإعادة البناء .

مشكورة ...

 
بوكتِ اختي وجزاك الله خيرا.

واصلي مواضيعك النيٍّرة
 
بارك الله فيك

افدتينا و الله

شكرا لك

و جعل الله من اسباب ذاك الجيل الجليل

سلامي
 



بارك الله فيك على الموضوع
ربي يجعلنا منهم إن علم فينا
أنّا أهل لذلك
أجمل ما قرأت في هذا الباب
كتاب الشباب والتّغيير للدكتور فتحي يكن
رحمه الله فريد من نوعه .....
يحتاجه كلّ شاب يبحث عن
التّغيير وإعادة البناء .

مشكورة ...

العفو وفيكم بارك المولى وجزيتم خيرا على ردكم الطيب وإن شاء الله تكونوا أهلا لهذا وتكونوا ممن يستخدمكم الرحمان لنصرة وخدمة دينه وأن يثبتكم على فعل الخيرات والطاعات وبورك فيكم على ذكر الكتاب الداعية الدكتور فتحي يكن رحمه الله ومن أجمل ما قرأنا له ما ذا يعني إنتمائي للإسلام
 
بوكتِ اختي وجزاك الله خيرا.

واصلي مواضيعك النيٍّرة
ولكِ خير الجزاء وفيكِ بارك المولى وجزيتِ كل الخير أخيتي على ردك الطيب وعلى تشجيعك
 
بارك الله فيك

افدتينا و الله

شكرا لك

و جعل الله من اسباب ذاك الجيل الجليل

سلامي
اللهم آمين وسعدنا بهذا.العفو وفيكم بارك المولى وجزيتم كل الخير على ردكم الطيب
 
وعليكم السلام ورحمة الله
جزاكم الله خيرا
طرح رائع

اللهم استخدمنا ولاتستبدلنا
 
جزيتم خيرا وزادكم الله علما ونفع بكم
 
وعليكم السلام ورحمة الله
جزاكم الله خيرا
طرح رائع

اللهم استخدمنا ولاتستبدلنا
اللهم آمين.ولكِ خير الجزاء وبوركتِ أخيتي على ردك الطيب
 
جزيتم خيرا وزادكم الله علما ونفع بكم
وزادكِ ونفع بكِ أخية ولكِ خير الجزاء وبارك الله فيك على ردك الطيب
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top