الرد على الموضوع

و  نبدأ مستعينين بالله عزّ و جل ، متوكّلين عليه ، مستمّدين مده و توفيقه ،  طالبين عونه و تسديده في موضوعنا الذي اجتمعنا لأجله و هو عن :


۩العـلم و أثره في تزكية الـنُّـفوس۩


و العلم أيّها الإخوة نور و ضياء لصاحبه ، و قد قال الله تعالى : (وَكَذَلِكَ  أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا  الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ  مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ  مُّسْتَقِيم )فالعلم  نُور يضئ لصاحبه الطريق ، و تَستبين لصاحبه به الجَادّة ، فيكون في سيره  على نور من ربّه ، يكون في سيره سائرا في طريق مُضِي و جادّة منيرة فلا  تلتبس عليه السّبيل و الله يقول : ( أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )و يقول : (أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى )و يقولقُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )و  الآيات في هذا المعنى كثيرة ، و لهذا أيّها الإخوة الكرام كان التَوجه  لطلب العلم من أمارات الخير و دلائل الفلاح ، ففي الحديث الصحيح عن النبي  صلى الله عليه و سلم أنه قال : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )، و في حديث أبي الدرداء في المسند و غيره أنّ النبي صلى الله عليه و سلم قال :من  سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنة و إنَّ  الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع و إنّ فضل العالم على  العابد كفضل القَمر ليلة البدر على سائر الكواكب و إنّ العلماء ليستغفر لهم  كل شيء حتى الحيتان في الماء ، و إنّ العلماء ورثة الأنبياء ، فإنّ  الأنبياء لم يورِّثوا دينارا و لا درهما و إنَّما ورّثوا العلم فمن أخذه  أخذ بحظ وافر ) و الأحاديث في فضل العلم و بيان شرفه و علو مكانته و رفيع منزلة أهله كثيرة جدا ، معلومة لدى طلاب العلم و عموم الناس .

و كلَّما كان العبد قريبا من العلم جادا في تحصيله ،  مُبتغيا في ذلك وجه ربّه سبحانه و تعالى ، كان ذلك أمْكنَ له في تزكيتِه  لنفسه لأنَّ النَّفس إنَّما تزكو بالعلم و لا سبيل إلى تَزَكِّـيها إلا به ،  و قد قال الله سبحانه و تعالى : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ )أي أنّ التزكية التي تكون لهم إنّما تكون بتلاوة الآيات ، و معرفة و دراسة وحي الله جل و علا و تنزيله .


فالوحي هو الذي به تتزكى النُّفوس ، قال الله تعالى : (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) و قال تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)و قال تعالى : (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء ) و قال تعالى : إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )و قال تعالى : (قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ) و قال تعالى : فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيد)و الآيات في هذا المعنى كثيرة .


و عندما يقف المسلم على موضوع التزكية و جوانبِ هذا  الموضوع الفسيحَة المباركة في ضوء الآيات والأحاديث الصحيحة الثابتة عن  رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنّه يقف فيهما على قواعد متينة و تأصيلات  جامعة و معالم بينة تُضيء للمرء طريقه في عمله على تزكِية نفسه .[font=&quot]

[/font]


العودة
Top