كثيرون هم من يعشقون شعر أحمد مطر، فشعره تعبير عما يغلي في صدورنا ولا نستطيع البوح به... ونظراً لكثرة المتعطشين لشعره، وتعذر الحصول عليه فقد ارتأيت انشاء هذه الصفحة لتكون مرجعأً يحوي كل قصائد الشاعر العراقي الكبير أحمد مطر..
على بركة الله.....
ثارات
قطفوا الزهرة..
قالت:
من ورائي برعم سوف يثور.
قطعوا البرعم..
قالت:
غيره ينبض في رحم الجذور.
قلعوا الجذر من التربة..
قالت:
إنني من أجل هذا اليوم
خبأت البذور.
كامن ثأري بأعماق الثرى
وغداً سوف يرى كل الورى
كيف تأتي صرخة الميلاد
من صمت القبور.
تبرد الشمس..
ولا تبرد ثارات الزهور!
إثنان لا سواكما، والأرض ملك لكما
لو سار كل منكما بخطوه الطويل
لما التقت خطاكما إلا خلال جيل.
فكيف ضاقت بكما فكنتما القاتل والقتيل؟
قابيل.. يا قابيل
لو لم يجئْ ذكركما في محكم التنزيل
لقلت: مستحيل!
من زرع الفتنة ما بينكما..
ولم تكن في الأرض إسرائيل؟!
قال الدليل في حذر:
إنظر.. وخذ منه العبر.
إنظر.. فهذا أسد
له ملامح البشر.
قد قُدَّ من أقسى حجر.
أضخم ألف مرة منك
وحبل صبره
أطول من حبل الدهر.
لكنه لم يُعتبر.
كان يدس أنفه في كل شيء
فانكسر.
هل أنت أقوى يا مطر؟!
**
كان (أبو الهول) أمامي
أثراً منتصبا.
سألت:
هل ظل لمن كسّر أنفه.. أثر؟!
العِرافَة
جثة مشلولة تطوي المسافة
بين سجن وقرافة.
والحصافة
غفوة ما بين كأس ولفافة!
والصحافة
خرق ما بين أفخاذ الخلافة.
والرهافة
خلطة من أصدق الكذب
ومن أفضل أنواع السخافة.
والمذيعون.. خراف
والإذاعات.. خرافة.
وعقول المستنيرين
صناديق صرافة!
كيف تأتينا النظافة؟!
**
غضِب الله علينا
ودهتنا ألف آفة
منذ أبدلنا المراحيض لدينا
بوزارات الثقافة!
سيرة ذاتية (1)
نملة بي تحتمي.
تحت نعلي ترتمي.
أمِنت..
منذ سنين
لم أحرك قدمي!
(2)
لست عبداً لسوى ربي..
وربي: حاكمي!
(3)
كي أسيغ الواقع المر
أحليه بشيء
من عصير العلقم!
(4)
منذ أن فرّ زفيري
معرباً عن ألمي
لم أذق طعم فمي!
(5)
أخذتني سِنة من يقظة..
في حلمي.
أهدر الوالي دمي!
(6)
جالس في مأتمي.
أتمنى أن أعزيني
وأخشى
أن يظنوا أنني لي أنتمي!
(7)
عربي أنا في الجوهر
لكنْ مظهري
يحمل شكل الآدمي!
- أيقظوني عندما يمتلك الشعب زمامه.
عندما ينبسط العدل بلا حدٍ أمامه.
عندما ينطق بالحق ولا يخشى الملامة.
عندما لا يستحي من لبس ثوب
الإستقامة
ويرى كل كنوز الأرض
لا تعدل في الميزان مثقال كرامة.
- سوف تستيقظ.. لكنْ
ما الذي يدعوك للنوم
إلى يوم القيامة؟!
إن كان الغرب هو الحامي
فلماذا نبتاع سلاحه؟
وإذا كان عدواً شرساً
فلماذا ندخله الساحة؟!
**
إن كان البترول رخيصاً
فلماذا نقعد في الظلمة؟
وإذا كان ثميناً جداً
فلماذا لا نجد اللقمة؟!
**
إن كان الحاكم مسؤولاً
فلماذا يرفض أن يسأل؟
وإذا كان سُمُوَّ إلهٍ
فلماذا يسمو للأسفل؟!
**
إن كان لدولتنا وزن
فلماذا تهزمها نمله؟
وإذا كانت عفطة عنـز
فلماذا ندعوها دولة؟
**
إن كان الثوري نظيفاً
فلماذا تتسخ الثورة؟
وإذا كان وسيلة بول
فلماذا نحترم العورة؟!
**
إن كان لدى الحكم شعور
فلماذا يخشى الأشعار؟
وإذا كان بلا إحساس
فلماذا نعنو لِحمار؟!
**
إن كان الليل له صبح
فلماذا تبقى الظلمات؟
وإذا كان يخلِّف ليلاً
فلماذا يمحو الكلمات؟!
**
إن كان الوضع طبيعياً
فلماذا نهوى التطبيع؟
وإذا كان رهين الفوضى
فلماذا نمشي كقطيع؟!
**
إن كان الحاكم مخصياً
فلماذا يغضبه قولي؟
وإذا كان شريفاً حرا
فلماذا لا يصبح مثلي؟
**
إن كان لأمريكا عِهر
فلماذا تلقى التبريكا؟
وإذا كان لديها شرف
فلماذا تدعى (أمريكا)؟!
**
إن كان الشيطان رجيماً
فلماذا نمنحه السلطة؟
وإذا كان ملاكاً برا
فلماذا تحرسه الشرطة؟
**
إن كنت بلا ذرة عقل
فلماذا أسأل عن هذا؟
وإذا كان برأسي عقل
فلماذا (إن كان.. لماذا)؟!
هو من يبتدئ الخلق وهم من يخلقون الخاتمات! هو يعفو عن خطايانا وهم لا يغفرون الحسنات! هو يعطينا الحياة دون إذلال وهم، إن فاتنا القتل، يمنون علينا بالوفاة! شرط أن يكتب عزرائيل إقراراً بقبض الروح بالشكل الذي يشفي غليل السلطات! ** هم يجيئون بتفويض إلهي وإن نحن ذهبنا لنصلي للذي فوضهم فاضت علينا الطلقات واستفاضت قوة الأمن بتفتيش الرئات عن دعاء خائن مختبئ في ا لسكرا ت و بر فع ا لـبصـما ت عن أمانينا وطارت عشرات الطائرات لاعتقال الصلوات! ** ربنا قال بأن الأرض ميراث ا لـتـقـا ة فاتقينا وعملنا الصالحات والذين انغمسوا في الموبقات سرقوا ميراثنا منا ولم يبقوا لنا منه سوى المعتقلات! ** طفح الليل.. وماذا غير نور الفجر بعد الظلمات؟ حين يأتي فجرنا عما قريب يا طغاة يتمنى منكم خيركم لو أنه كان حصاة أو غبارا في الفلاة أو بقايا بعـرة في أست شاة. هيئوا كشف أمانيكم من الآن فإن الفجر آت. أظننتم، ساعة السطو على الميراث، أن الحق مات؟! لم يمت بل هو آت!!
الثور فر من حظيرة البقر، الثور فر ، فثارت العجول في الحظيرة ، تبكي فرار قائد المسيرة ، وشكلت على الأثر ، محكمة ومؤتمر ، فقائل قال : قضاء وقدر ، وقائل : لقد كفر وقائل : إلى سقـر ، وبعضهم قال امنحوه فرصة أخيرة ، لعله يعود للحظيرة ؛ وفي ختام المؤتمر ، تقاسموا مربطه، وجمدوا شعيره وبعد عام وقعت حادثة مثيرة لم يرجع الثور ، ولكن ذهبت وراءه الحظيرة
وجوهكم أقنعة بالغة المرونة طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه ".وقال : " إني راحل، ما عاد لي دور هنا، دوري أنا أنتم ستلعبونه ودارت الأدوار فوق أوجه قاسية، تعدلها من تحتكم ليونة ، فكلما نام العدو بينكم رحتم تقرعونه ، لكنكم تجرون ألف قرعة لمن ينام دونه وغاية الخشونة ، أن تندبوا : " قم يا صلاح الدين ، قم " ، حتى اشتكى مرقده من حوله العفونة ، كم مرة في العام توقظونه ، كم مرة على جدار الجبن تجلدونه ، أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة ، دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه ، لأنه لو قام حقا بينكم فسوف تقتلونه
طول أعوام الخصام لم نكن نشكو الخصام لم نكن نعرف طعم الفقد أو فقد الطعام. لم يكن يضطرب الأمن من الخوف، ولا يمشي إلى الخلف الأمام. كل شيء كان كالساعة يجري... بانتظام هاهنا جيش عدو جاهز للاقتحام. وهنا جيش نظام جاهز للانتقام. من هنا نسمع إطلاق رصاص.. من هنا نسمع إطلاق كلام. وعلى اللحنين كنا كل عام نولم الزاد على روح شهيد وننام. وعلى غير انتظار زُوجت صاعقة الصلح بزلزال الوئام! فاستنرنا بالظلام. واغتسلنا با لسُخا م. واحتمينا بالحِمام! وغدونا بعد أن كنا شهودا، موضعاً للإ تها م. وغدا جيش العد ا يطرحنا أرضاً لكي يذبحنا جيش النظام! أقبلي، ثانية، أيتها الحرب.. لنحيا في سلام!
بنينا من ضحايا أمسنا جسرا ، وقدمنا ضحايا يومنا نذرا ، لنلقى في غد نصرا ، و يـمــمـنا إلى المسرى ، وكدنا نبلغ المسرى ، ولكن قام عبد ا لذات يدعو قائلا: "صبرا" ، فألقينا بباب الصبر قتلانا ، وقلنا إنه أدرى ، وبعد الصبر ألفينا العدى قد حطموا ا لجسرا ، فقمنا نطلب ا لثأ را ، ولكن قام عبد ا لذات يدعو قائلا: " صبرا" ، فألقينا بباب الصبر آلافا من القتلى ، وآلافا من الجرحى ، وآلافا من الأسرى ، وهد الحمل رحم الصبر حتى لم يطق صبرا ، فأنجب صبرنا صبرا ، وعبد ا لذات لم يرجع لنا من أرضنا شبرا ، ولم يضمن لقتلانا بها قبرا ، ولم يلق ا لعدا في البحر، بل ألقى دمانا وامتطى ا لبحر ا ، فسبحان الذي أسرى بعبد الذات من صبرا إلى مصرا ، وما أسرى به للضفة الأخرى
بعد ألفي سنة تنهض فوق الكتب ، نبذه عن وطن مغترب ، تاه في ارض الحضارات من المشرق حتى المغرب ، باحثا عن دوحة الصدق ولكن عندما كاد يراها حية مدفونة وسط بحار اللهب ، قرب جثمان النبي ، مات مشنوقا عليها بحبال الكذب ، وطن لم يبق من آثاره غير جدار خرب ، لم تزل لاصقة فيه بقايا من نفايات الشعارات وروث الخطب ، عاش حزب ا لـ...، يسقط ا لـخـا...، عـا ئد و...، والموت للمغتصب ، وعلى الهامش سطر ، أثر ليس له اسم ، إنما كان اسمه يوما بلاد العرب
الملايين على الجوع تنام ، وعلى الخوف تنام ، وعلى الصمت تنام ، والملايين التي تصرف من جيب النيام ، تتهاوى فوقهم سيل بنادق ، ومشانق ، وقرارات اتهام ، كلما نادوا بتقطيع ذراعي كل سارق ، وبتوفير الطعام ؛ عرضنا يهـتـك فوق الطرقات ، وحماة العرض أولاد حرام ، نهضوا بعد السبات ، يـبـسطون البسط الحمراء من فيض دمانا ، تحت أقدام السلام ، أرضنا تصغر عاما بعد عام ، وحماة الأرض أبناء السماء ، عملاء ، لا بهم زلزلة الأرض ولا في وجههم قطرة ماء ، كلما ضاقت الأرض، أفادونا بتوسيع الكلام ، حول جدوى القرفصاء ، وأبادوا بعضنا من أجل تخفيف الزحام ، آه لو يجدي الكلام ، آه لو يجدي الكلام ، آه لو يجدي الكلام ، هذه الأمة ماتت والسلام