دبي - مرتضى العلوي قررت اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية "لندن 2012" تأخير إرسال تذاكر حضور المنافسات إلى اللجنة الأولمبية الليبية، بعد طلب الحكومة الإنكليزية عدم السماح لأي شخص تربطه صلة بنظام القذافي بزيارة البلاد.
وجاء تحرك الحكومة السريع، لإخماد غضب عدد من وزراءها- حسب الإعلام الإنكليزي- بعد حصول الإبن الأكبر للزعيم الليبي معمر القذافي على "مئات التذاكر لحضور الأولمبياد الصيفي بلندن".
وقالت الحكومة البريطانية، بأنها "ستتعامل مع كل نظام يقمع بوحشية المظاهرات المؤيدة للديمقراطية على أساس كل حالة"، في إشارة للأنظمة الحاكمة في زيمبابوي واليمن وسوريا.
وكان وزراء في الحكومة البريطانية قد شنّوا هجوماً عنيفاً على اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية 2012 بعد تخصيصها مئات التذاكر للجنتي ليبيا وزيمبابوي الأولمبيتين على الرغم من الإدانة الدولية لانتهاكاتهما لحقوق الإنسان.
صورة من تقرير ديلي تلغراف
وبحسب تقرير نشرته الأربعاء 15-6-2011 صحيفة "الديلي تلغراف" الإنكليزية، طالب وزراء بريطانيون ببحث كيفية منع من وصفوهم بـ"الديكتاتوريين" العقيد معمر القذافي والرئيس روبرت موغابي من حضور دورة الألعاب الأولمبية بعد حصولهم على تذاكر، معربين عن مخاوف من أزمة دبلوماسية كبيرة يمكن أن تترتب على ذلك.
إلا أن المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أكد للصحيفة بأنهما غير قادرين على الحضور رغم القواعد الأولمبية التي تسمح لهما بذلك، بسبب خضوعهما لحظر السفر وفقاً للقرارات الدولية.
وكانت اللجنة المنظمة لأولمبياد 2012 قد أعلنت بأن الإبن الأكبر للعقيد القذافي وهو رئيس اللجنة الأولمبية الليبية محمد القذافي قد حصل رسمياً على مئات التذاكر لحضور الدورة، بعد أن طلب النظام الليبي حوالي 1000 تذكرة لحضور المسؤولين في النظام للحدث.
وأكدت متحدثة باسم اللجنة المنظمة للأولمبياد صحة تقرير صحيفة "ديلي تليجراف"، وأوضحت أنه تم إعطاء "بضع مئات من التذاكر" للجنة الأولمبية الوطنية في ليبيا.
ووفقا للمتحدثة، فإنه وفقاً لقواعد اللجنة الأولمبية الدولية فإن اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن ملتزمة بمعاملة اللجنة الأولمبية الوطنية الليبية مثل لجان باقي الدول، دون نظر للاعتبارات الدبلوماسية والسياسية.
وكانت اللجنة الأولمبية الدولية كررت باستمرار أن جميع البلدان المتنافسة ينبغي تخصيص تذاكر لها. ورفض رئيسها جاك روج في التدخل حول موقف محمد القذافي رئيس اللجنة الأولمبية الليبية.
وقال في مؤتمر سبورت أكورد في لندن أبريل/نسيان الماضي "تريدون التعليق في أي نقطة؟ هل لدينا أي شكوى من سوء تصرف أو سلوك سيئ عن نجل القذافي؟"، مؤكداً إن اللجنة الأولمبية الدولية تفعل كل ما بوسعها لتسهيل مشاركة الرياضيين في ليبيا، ويأتي ذلك رغم الإدانات الدولية للتعامل العنيف من نظام القذافي مع الثوار المطالبين بتنحيه.
واعتبر المتحدث باسم رئيس الوزراء كاميرون في تصريح لـ"ديلي تليجراف" القرار بأنه "قرار يعود للجنة الأولمبية الدولية، وليس للحكومة البريطانية"، مضيفاً "الحقيقة هي أن القذافي وعائلته وأعضاء رئيسيين في هذا النظام خاضعين لحظر السفر، ولن يسمح لهم بالقدوم وحضور دورة الألعاب الأولمبية في أي حال من الأحوال".
ويخوض حلف شمال الأطلسي حملة عسكرية على قوات العقيد القذافي منذ مارس/آذار الماضي، وذلك لحماية المدنيين الثائرين على حكمه والمطالبين بالديمقراطية، تطبيقاً لقرار صادر من مجلس الأمن الدولي.
ورفضت اللجنة الأولمبية البريطانية الإفصاح عما إذا كانت التذاكر الممنوحة لليبيا هي لأحداث ما يسمى بـ"الشريط الأزرق" وهي الأكثر أهمية ومتابعة مثل حفل الافتتاح، ونهائي سباق 100م للرجال، وسباق الدراجات، بجانب مسابقات ألعاب القوى.
ويخشى المنظمون، بحسب التقرير، أن يحاول العقيد القذافي استخدام التذاكر الحاصل عليها لإفساد تنظيم لندن للألعاب الأولمبية، في حال بقي في السلطة حتى موعد الدورة، بإثارة أزمة دبلوماسية قد تلقي بظلالها على الحدث، خاصة في ظل توقع حضور أكثر من 120 رئيس دولة.
وقال مصدر حكومي رفيع المستوى للصحيفة الإنكليزية "هناك ذعر حقيقي من أحقية الفرق المشاركة دعوة رؤساء دولهم، هذا يعني أن القذافي، الذي نحن نحاول لوضعه في غياهب النسيان (في إشارة لحملة حلف النيتو العسكرية عليه)، يمكن أن يحاول تعطيل الدورة الأولمبية"، مؤكداً بأن الحكومة ستتقدم بشكوى للجنة الأولمبية الدولية لمنع حضور القذافي بقرار رسمي. منقول عن طريق موقع العربية