brave heart
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 25 نوفمبر 2007
- المشاركات
- 9
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 2
- العمر
- 39
حتى لا يساء للقرآن، إبحثوا عن بديل لكلمة إرهاب
لا خلاف على أن كلمة إرهاب، حسبما تم التعارف عليها، من إيقاع الأذى بنفوس المدنيين، سواء بالفعل المادي، أو بالتهديد المعنوي، بالتخويف و التهديد، و كذلك إلحاق الضرر بالممتلكات المدنية العامة و الخاصة، يعد من قبيل السلوك الممجوج من الفطرة الإنسانية، أي ترفضه الطبيعة الإنسانية السوية، و بدون حتى الحاجة لقوانين و تشريعات، و يكفي مشاهدة مظاهر الرفض و الألم على وجوه البشر، حين يشاهدون، أو يسمعون، بالكوارث التي تسبب فيها ما يعرف بالإرهاب.
بناء على إتفاقنا على أن الإرهاب، بمعناه الشائع اليوم، يتعارض مع الصراط الإنساني الفطري، فمن غير المعقول، أن يدعي البعض بأن القرآن الكريم يتبناه، و يأمر به، و هو دين الفطرة.
و لا وجه للإدعاء بأن الآية القرآنية الكريمة، الأنفال 60، و التي يقول فيها تعالى: و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به.... إلى أخر الآية الكريمة، هي آية تأمر بإنتهاج سياسة الإرهاب، لأنه من يقرأ تلك الآية سيعرف ان الإرهاب المعني في تلك الآية القرآنية الكريمة، هو ما يسمى اليوم بسياسة الردع.
و الردع سياسة، لا يختلف إثنان، على إنها سياسة مقبولة و مشروعة، بل و حكيمة، فالردع هو أحد أهم الأسباب في منع الإعتداءات، و ما يصحب ذلك من من إضرار بالنفوس و الأموال.
و لولا الردع النووي المتبادل، بين القوى العظمى، لما اكتفى العالم بحربين عالميتين فقط.
القرآن الكريم يحض في تلك الآية على تبني سياسة دفاعية إيجابية، تقوم على الردع، لإجهاض الإعتداء في مهده، بما يطابق السياسة الدفاعية التي تنتهجها معظم دول العالم اليوم، الكبرى منها و الصغرى، حين تعمل على دعم الأبحاث العلمية العسكرية، و إمداد ترسانتها العسكرية بكل تقنية حديثة، ثبت نفعها، و متاحة لها.
تبقى إذاً كلمة ترهبون، الواردة بالآية القرآنية الكريمة المشار إليها سابقاً، و التي تُسبب أحياناً لبساً للبعض، و يستخدمها البعض الأخر، عمداً و بسوء طوية، إما لتحليل سلوك مرفوض إسلامياً، أو للإساءة للإسلام، بمحاولة الإبقاء على الصورة القميئة التي إرتسمت في أذهان الكثيرين في خارج البلاد الإسلامية عن الإسلام، و التي تسببت فيما يعرف بالإسلاموفوبيا.
الحل هو في تبني كلمة أخرى، تحل بديلاً عن كلمة إرهاب، تحمل نفس المعنى المرفوض، فليس من الضروري، أو من المفروض علينا، كمتحدثين بالعربية أن ننقل إلى لغتنا الترجمة الحرفية لكل كلمة جديدة، نقلاً عن الإنجليزية، أو أي لغة أجنبية أخرى، نقل المسطرة، و دون الوعي بأن النقل أحيانا ما يقود إلى الإساءة للدين الإسلامي.
فبعضاً من الإبداع، و التنقيب في لغتنا العربية الجميلة، للخروج ببديل لكلمة إرهاب، حتى لا يُساء للقرآن الكريم. و تلك مهمة مجامع اللغة العربية، و لتكن الأولوية لمراجعة الكلمات الجديدة المتداولة، و التي دخلت مؤخراً للإستخدام العربي في عوالم السياسة و الأمن و الإقتصاد، فهذا أفيد من إستنباط كلمات مثل شاطر و مشطور، و ترك الأمر للإعلام، ليتولى مهمة إدخال الكلمات الجديدة، تلك المهمة التي لا تزيد عن كونها نقل أعمى لمعنى الكلمة من الإنجليزية للعربية، و دون وعي لما قد يسببه هذا النقل من أضرار، معنوية، و أحيانا للأسف الشديد مادية، حين يستغل البعض تلك المعاني الجديدة لقلب المعاني الأصلية في النصوص الدينية، في ظل السطحية المتفشية.
على إنه من الضروري في الكلمات الجديدة أن تكون قصيرة، ما أمكن ذلك، بعيدة عن الغموض، قريبة للذهن، و لا تثير السخرية أو الإستهجان، كما حدث مع كلمات أخرى، سبق و إن إستنبتطها المجامع اللغوية، و ظلت لليوم طي المعاجم اللغوية، بعيدة عن الألسنة و الإعلام، و لا تثير إلا الإبتسام و التهكم حين تذكر، أو طلب الترجمة و الإيضاح بالسؤال عن معناها الذي غمض.
نريد كلمات بسيطة و خفيفة على الأذن و اللسان و العقل، و لا تسيء للأديان، أو لأحد.