تعريف معدن الذهب

icon.aspx
732864p6fy1lwyhd.gif





اطلق عليه: العسجد – الزيتون – الزبرج - الأخاضر- الصفراء -

الصفر- الزخرف– الهبرى –الزرياب، و يقصد بالأصفران كل من الذهب والزعفران.

فى حياة الإنسان اعتبر الذهب ذو منزلة خاصة، فلقد احتل مكانة خاصة فى خزائن الملوك والأمراء وعلى صدور الملكات والحسناوات(1)، ولقد لعن الذهب كثيراً وأيضا تعرض للإهانة، فيذكر بلينيوس فى موسوعته التاريخ الطبيعى ( أنه ما من يد امتدت بسوء للإنسان إلا وكانت ترتدى الذهب )(2)، ونذكر حكاية عربية قديمة تتحدث عن عجوز مدح الذهب بأبيات شعرية ففاز بدينار ذهبى، ثم عاود العجوز مرة أخرى يهجو الذهب بأبيات شعرية فنال دينار ذهبى آخر. (3)

اعتبر الذهب منذ العصور القديمة ملك المعادن، ونتيجة لندرته النسبية وخواصه الطبيعية (4) وأصبح المقياس الدولى المعترف به لتقيم المواد والعملات حتى يومنا هذا. (5)

وقد أشار المؤرخون العرب إلى استخراج الذهب من منطقة العلاقى . فيذكر الأدريسى
( المتوفى عام 1165م)أن العلاقى كالقرية الجامعة،ويصف طريقة استخراج الذهب فيقول انه فى اول ليالى الشهر العربى و اخره وهى اكثر الفترات اظلاما ، يتجول طلاب الذهب خلال رمال الصحراء ليلا بحثا عن المعدن الذى يصدر منه لمعان فى الظلام يشير الى اماكن تواجده ، فيعلم كل شخص على مكان الذى عثر فيه على التبر بعلامة يعرفها ويبيت هناك تلك الليلة.

فاذا اصبح إتجه كل واحد منهم الى منطقه التى وضع فيها علامته فيستخرج التبر من بين رمالها ، ثم يحمله الى الآبار فيغسل من الرمال العالقه به ، ثم يؤلف بالزئبق ويسبك بعد ذلك .ويتبايع طلاب الذهب فيما بينهم ما استخرجوه ، ثم يحمله التجار الى سائر الاقطار.

واستمر استغلال بنى الكنز ( بنى ربيعة) لهذه المناجم منذ ان نزلوا بارضهاوطوال العهد الفاطمى .
وقد كان للخليفة الأمر بالله اهتمام خاص بذهب المناجم ، فشجع بنى الكنز على استخراج اكبر كميه منها . ويبدو ان بنى الكنز استجابوا لطلبه و استخراجوا كميات كبيرة من الذهب حت ان الخليفة الآمر بالله بنى دارا لسك النقود الذهبيه بمدينه قوص ( سنه 523 هجريه / 524هجريه)لتكون بالقرب من موطن استخراج الذهب، وفى ايام الخليفة العاضد اخر الخلفاء الفاطمين، ضعفت القدرة على استخراج الذهب فى العلاقى.(6)


ومن أهم خواص الذهب اللون الأصفر البراق الذى لا يقارن بأى معدن أو فلز آخر، وعدم تأثره بالهواء والأحماض، فالذهب لا يتغير نتيجة ترسيبه فى الأودية أو الحصى نتيجة لعدم قابليته للذوبان(7)، ويتميز الذهب بقابليته للطرق والسحب الى أسلاك طويلة ساعدت فى استخدامه فى مجال الزخرفة والتكفيت. (8)

للذهب درجة نقاوة معينة يعبرعنها بأجزاء من 1000أوعدد من القراريط، فالذهب النقى تبلغ درجة نقائه أربعة وعشرين قيراطا، أما فى حالة تصنيعه وإنتاج الحلى فإن نقاوته تقل وتصل الى اثنين وعشرين قيراطا ، وهذا يعنى أن نسبة الذهب تقل وتمثلها مـادة أخرى يتم اضـافتها للذهب كما ذكرنا من قبل كالفضة و النيكل والنحاس الذى يكسبه لمعانا أكثر.(9)


الذهب معدن أصفر لامع غير قابل للصدا ، وله قابليه كبيره للطرق والسحب ، ويوجد فى الاطبيعه مرتبطا بعروق الكوارتز ، وكذلك بالرمال خاصة عند مصبات الأنهاروقد استخد الذهب منذ اقدم العصور كسبيكه مع الفضه او مع النحاس ، وهو عندما تضاف اليه الفضه يصبح لونه اصفر باهتا ، بينما النحاس يكسبه لونا اصفر مائلا للخضرة.


وان درجه هذا اللون او ذاك تعتمد على نسبه الفضه او النحاس لا المضافة اليه الاثار الذهبيه عند استخراجها من باطن الارض يوجد على سطوحها فى معظم الحالات طبقه صفراء لامعه.(10)

تعلم الإنسان الإستفادة من الذهب منذ بدء الحضارة فأنتج منتجات بسيطة دون صهر الذهب بالنار(11)، فكان يستخرج من أسيا الصغرى وسيبريا والتبت، وعرفت مصر أيضا بإستخراج الذهب، وبدأ المصريون القدماء فى استخدامه فى حليهم وصنع المصوغات وتزيين آثاثهم الملكى الخشبى(12)، حيث استخدموا الذهب على هيئة صفائح ومسامير ذهبية.

وأقدم الإشارات التى دلت على استخدام الذهب فى مصر تلك النقوش الموجودة على آثار الأسرة الرابعة، والتى توضح عملية استخراج الذهب، تلك الأسرة التى توضح للعالم مدى مهارة الصائغ المصرى الذى استطاع صياغة دفعة كبيرة نسبيا من الذهب لتغطية مظلة الملكة (حتب-حرس )، واهتمت الأسرة الثانية عشر الفرعونية بالذهب فكان الملك امنمحات الثانى يقود بنفسه البعثات الاتكشافية للتنقيب عن الذهب و استخراجه من الصحرا الشرقية. (13)
وتتضمن مراسلات العصر الفرعونى بين مصر وحكام بلاد آشور وبابل والميتانيين فى القرنين الخامس و الرابع عشر قبل الميلاد تبادل الذهب، فكانت مصر غنية به، فكان يستخرج من وادى الحمامات ووادى عباد وبالقرب من القصير، وكان ينقل عبر نهر النيل الى قفط التى عرفت بإسم قـفط الذهب. (14)
و أول خريطة ملونة عرفها الانسان ترجع الى عصر الملك سيتى الأول من الأسرة التاسعة عشر، كانت على ورق بردى محفوظة فى متحـف تورين بايطاليـا تمثل أحد مناجـم الذهب فى الصحراء الشرقية و يطلق عليه ( منجم الفواخير ). (15)
يذكر التاريخ أن كميات كبيرة من الذهب تم نقلها بعد وفاة ملكة مصر البطلمية (كليوباترا) إلى روما، ولكن لا يوجد دليل على أن مناجم الذهب فى مصر استغلت فى العصر الرومانى فى ابان إزدهار الإمبراطورية الرومانية كان الإقبال على التجارة الواردة من الشرق كبيرة، وكانت الإمبراطورية الرومانية تدفع ثمن هذه الأشياء كلها بالذهب والفضة مما كاد يقضى على الذهب فى الإمبراطورية فى القرن الثالث الميلادى، وكان هذا أحد أسباب اضطراب الامبراطورية الذى أدى الى سقوطها.
وفى العصر الإسلامى استعادت مناجم الذهب نشاطها بعد الفتح الإسلامى لها، حيث أشار العديد من الكتاب العرب الى معدن الذهب الذى كان يأتى من أجزاء الدولة الإسلامية الغربية من مركزان رئيسيان: مناجم منطقة وادى العلاقى وتقع شرقى النيل )(16)
كما اعتبرت منطقة شبه الجزيرة العربية بأنها مورد من أهم موارد الذهب فى العالم القديم، فلقد اعتمد عليها كل من البابليين والسوماريين وسكان الأنباط ومملكة سبأ. (17)
استعملت مناجم الذهب استعمال متفاوت بين الكثرة والقلة فىالعصورالإسلامية تبعا الى قدر اهتمام الحكام فى العصور المختلفة(18)، فلم يستخدم الذهب فى التكفيت إلا فى الربع الثانى من القرن السابع الهجرى الثالث عشرالميلادى وفى العصر الأيوبى لم يستخدم الذهب فى صناعة أدواتهم وحليهم مثلما فعل الفاطمييين، ولكنهم اكتفوا بتكفيت التحف النحاسية به. (19)



12-5.gif


 
شكرا أخي على المعلومات القيمة
 
مشكوووووووووووووووور
 
مرسييييييييييييييييييييي
 
بارك الله فيك اختي الكريمة
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top